أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الحزء الرابع عشر)














المزيد.....

عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الحزء الرابع عشر)


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7360 - 2022 / 9 / 3 - 02:36
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لتركيز البحث على الوعي الوطني، شعر العروي بأنه مضطر لأن يستبعد أولاً الأطروحات الاستعمارية التي حاولت التهوين حتى لا أقول إنكار وجود هذا الوعي مع محاولة استعادة القومية السياسية من خلال تطوير فكرة ان نشأة الأخيرة وتطورها من عمل الحماية. فتح عبد الله العروي أطروحته حول القومية المغربية على النقاش مع الإسطوغرافيا الكولونيالية في هذه القضية.
هذه الكتابة التي دعا إليها وشجيع عليها المارشال ليوطي استكشفت ودرست بالتفصيل كل ما سمح لها باكتشاف وفهم الروح المغربية للتحكم في ناصيتها.
دحض مفكرنا وانتقد الأطروحات التي قال بها تقنيو الحماية مع محاولة التمييز بين مستويات هذه الأعمال: ألأعمال التي اعتبرها ذات طابع إثنولوجي هي تلك التي أنجزها رجال الميدان الذين تجولوا في المغرب لتسجيل العادات، المشاهد، طرق استغلال الأرض، الطقوس، الزوايا وكل ما يتعلق بالحياة اليومية للمغاربة بصفة عامة. اعتبر العروي هذا الإنتاج مثل سجل لذاكرتنا تم حفظه بواسطة العملية التي قامت بها البعثة العلمية.
ثاني المستويات، وفقا لكاتبنا، ضمن هذا الإنتاج، يتعلق بالعمل الأكاديمي الذي أنجزه كل من لويس ماسينيون وجاك بيرك وجان لويس مييج. أخيرا، الكتابات الأيديولوجية التي سعت إما إلى تبرير الحماية، وإما إلى تزوير البيانات من خلال وضع الأطروحات التي ذهبت في هذا الاتجاه، كما كان الحال مع ميشو بيلير وروبير مونتاني وهنري تيراس.
صاغ هؤلاء الأخيرون وطوروا أطروحات سعت، بحسب العروي، إلى اختزال روح الوعي الوطني المغربي. أولا، ما سمي بالنظرية "البيولوجية" التي مثلها بشكل أساسي ميشو بيلير وطورها الجغرافيون. هذه الأطروحة عززتها نظرية القاعدة الأمازيغية التي طورها روبرت مونتاني في عمله حول هذه المسألة.
من هذا المنظور، كتب العروي يقول: "اعتقد أنه يستطيع انطلاقا من هذه القاعدة إعادة بناء مراحل التطور، او بالأحرى تدهور المناطق الناطقة بالأمازيغية". اعتقد مونتاني أن هذه القاعدة تسمح لك باكتشاف دورات كل قبيلة حتى يرى كيف تتطور سياسيا نحو الجمهورية، نحو استبداد أمغار (رئيس)، ثم نحو المخزن لتنتهي إلى السيبة وضيق التنفس حتى تختفي لتفسح المجال لحركة مماثلة.
ينتقد العروي بشدة هاتين الأطروحتين لكنه في المقابل يؤيد ويتبنى نظرية النسيج الاجتماعي المستمر التي اقترحها جاك بيرك، حيث قال: "هناك خلفية أمازيغية، لكنها، كما يقول بيرك ، لا تتعارض، كبنية خاصة بالقرويين المستقرين، مع بنية البدو الرحل. في كل حالة، تعانق البنية خصائص المشهد، ولا علاقة للاختلافات المترتبة عن ذلك بأي قاعدة مزعومة وبميكافيلية السلطان". أما المساهمة الأنجلوساكسونية مع النظرية الانقسامية، فلم تأت بجديد، بل تكرر ما نقل كتابات الحماية.
في هذا الصدد ، يقول: "البحث الأنجلو سكسوني هو في الواقع إعادة صياغة بسيطة للنتائج السابقة، التي لم يتم الحصول عليها كلها، ديمقراطية مونتاني سميت انقسامية، والإعادة الحتمية لبيرك بالهامشية، لا لزوم لها بمعنى من المعاني الانقسامية كنموذج، كصورة.. هي دائما جاهزة لإعادة تأويل اكتشافات الآخرين وفقًا لقواعدها الخاصة".
يعيب العروي على هؤلاء المبادرين المنظرين أعتمادهم التعميم وعدم التمييز بين المستويات. النتيجة: سقطوهم في عجلة من أمرهم لاستخلاص استنتاجات سريعة من أجل خدمة الأجندة السياسة.
لتجاوز هذه النظريات، يقترح العروي البحث عن القومية المغربية في البنيات الموروثة والآتية من بعيد. إنما في التاريخ وانطلاقا منه يعتقد أنه من اللازم والمجدي دراسة هذه الحركة.
لكي يثير فضول قارئه، جذبه بطرح السؤال التالي: "لماذا الاكتفاء بجعله (=التاريخ) فرضية إضافية؟ لماذا لا نجعل من التاريخ أطروحة أساسية ونبحث عن القومية في الوعي التاريخ نفسه؟ هذا الموقف سمح له بأن يضع موضع سؤال الأطروحة التي تربط نشأة و تطور القومية بفترة الحماية. بم يتعلق الأمر، إذن؟
لفترة طويلة، أكدت الكتابة الكولونيالية على أن القومية كحركة احتجاجية، لا يمكن أن تكون سابقة على الحماية. بالنسبة لهذا التيار، كان عليه الانتظار حتى عام 1930 ليعترف بظهور هذه الحركة.
اعتبرت هذه الأطروحة أن المقاومة التي أعقبت الإعلان عن معاهدة فاس يوم 30 مارس 1912 ليست سوى أعمال قامت بها القبائل التي كانت تغار على استقلالها وحرب الريف التي كانت جزء من هذه الحركة القبلية.
وفقا لهذه النظرية، حصول الوعي الوطني كان بسبب الجهود التي بذلتها الحماية في سبيل بناء المغرب الحديث وتجهيزه بببنية تحتية رفيعة المستوى وإدارة فرنسية فعالة. ساهمت هذه الجهود بنصيب كبير بحسب المدافعين عن هذه الأطروحة، في خلق برجوازية مغربية لم تكن موجودة. شعرت بالتهديدات التي حامت على مصالحها. وللحفاظ على امتيازاتها ومحاربة منافسة الأجانب، أخذت زمام المبادرة لتتبنى طبقات المجتمع المغربي الأخرى طموحاتها. ثم انخرطت في الحركة الوطنية.
في النهاية، أكد المدافعون عن هذه الأطروحة أن عام 1930 شهد مجيئ جيل جديد من المغاربة الذين تلقوا تكوينا في المدارس الكبرى في المتروبول والذين تأثروا بأجواء باريس.
(يتبع،)



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء الثالث عشر)
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء الثاني عشر)
- ارتسامات كاتب وجدلية الماقبلي والمابعدي
- جون كوبر.. سقراط والفلسفة كأسلوب في الحياة (3/3)
- نبيلة منيب: يسعون إلى تدمير كل ما هو جميل وتونس لا تزن شيئا ...
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء الحادي عشر)
- الطيب الباكوش يدعو إلى عقد خلوة خماسية بحضوره لأجل حل المشاك ...
- جون كوبر.. سقراط والفلسفة كأسلوب في الحياة (3/2)
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر ،(الجزء العاشر)
- جون كوبر.. سقراط والفلسفة كأسلوب في الحياة (3/1)
- ابن جرير: نعم لتشغيل حملة الشهادات المعطلين، لا للزج بهم في ...
- التوتر بين التطلعات العقلانية والمتطلبات التجريبية في فلسفة ...
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء التاسع)
- خريبكة: -لجنة دعم عمارة- تدعو إلى حضور جلسة المحاكمة المقررة ...
- التوتر بين التطلعات العقلانية والمتطلبات التجريبية في فلسفة ...
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء الثامن)
- آلان باديو: اللحظة الفلسفية الفرنسية بالمقارنة مع اللحظة الي ...
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء السابع)
- خريبكة: اللجنة الوطنية لدعم سعيد عمارة تنظم وقفة احتجاجية تز ...
- جوينيي باتريك - ميشيل فوكو ومفهوم الابستيمي..


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الحزء الرابع عشر)