أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلال الصباغ - الجلوس على التل ام النضال من أجل الخلاص؟














المزيد.....

الجلوس على التل ام النضال من أجل الخلاص؟


جلال الصباغ

الحوار المتمدن-العدد: 7362 - 2022 / 9 / 5 - 18:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتداول الكثير من ناشطي الانتفاضة عبارة "الجلوس على التل" في إشارة إلى أن الصراع بين الإطار التنسيقي والتيار الصدري لا يمثلهم، وانه ليس لديهم سوى الانتظار لحين حسم الصراع بين الجانبين وما ينتج عنه. وبعيدا عن أصل هذه العبارة، لنرى بعض دلالاتها وما الذي تعنيه موضوعيا.

ان الصراع الدائر بين قطبي النظام، لا يمثل الجماهير فعليا، فهذا الصراع هو صراع على السلطة والسيطرة على مؤسسات الدولة، والتحكم في ثروات الجماهير ونهبها، وهذا الأمر حاصل منذ تولي الأحزاب الإسلامية والقومية وشركاؤهم للسلطة بدعم دولي واقليمي، فمرة يحتدم الصراع كما هو الان، ومرة أخرى يهدأ، بحسب الاتفاق او الاختلاف على تقاسم الحصص.

تبقى طبيعة الصراع الحالي بين أحزاب الاسلام السياسي الشيعي الحاكم، هي نتيجة لانتفاضة اكتوبر في ٢٠١٩، التي وضعت النظام برمته في أزمة خانقة وكادت ان تطيح به، لو انها كانت منظمة، وتمتلك بديلا سياسيا واقتصاديا للنظام الطائفي القومي الحاكم.

وبالعودة الى " الجلوس على التل" فان صراع أقطاب النظام لا يمثل الجماهير الرافضة ولا الناشطين بشكل فعلي، لكنه في نفس الوقت يعنيهم ويتحكم بحياتهم ومعيشتهم، فدائما ما يكون وقود هذه الصراعات هم الفقراء والمحرومين من المخدوعين، وبمعنى اخر فأن نضال الجماهير هو في جوهره عمل من أجل الخلاص من هذا النظام بكل اقطابه ومكوناته. وفلسفة الجلوس على التل هي فلسفة استسلامية سلبية تعني الحياد الذي يخدم النظام بالمحصلة النهائية.

ان المقولات المعبرة عن الواقع السياسي انما هي انعكاس وتعبير عن حال كل جهة داخل هذا الواقع، واكتوبر او تشرين منذ انطلاقها رافقتها وعبرت عنها العديد من الجمل والمقولات منها " محد قادها ثورة شبابية" و " الوعي قائد" و " كلا كلا للاحزاب" في إشارات واضحة لرفض اي شكل من أشكال التنظيم، أو الانخراط في عمل منظم.

لا أحد ينكر دور السلطة وقواها داخل أوساط المنتفضين وبثها لمثل هكذا تصورات ومفاهيم، تهدف لتشتيت وإضعاف اية حركة احتجاجية جماهيرية، وإعاقة تطورها نحو بناء جبهة تهدف لإسقاط النظام وبناء نظام جديد.

في نفس الوقت تعاني العديد من قوى الانتفاضة وناشطيها من غياب الرؤية السياسية والاقتصادية الاستراتيجية، فهي في غالبيتها تدور في فلك النظام من حيث تبنيها لخط السلطة السياسي المبني على اساس التقسيم القومي والطائفي للدولة والمجتمع، والمتبني للنهج الاقتصادي الليبرالي الهادف لتخلي الدولة عن مسؤوليتها امام المجتمع والعمل على خصخصة القطاعات المختلفة. والابتعاد عن البديل الجماهيري الهادف لإسقاط النظام وبناء سلطة الجماهير الساعية نحو التحرر والرفاهية وتوفير الخدمات الصحية والتعليمية المجانية والقضاء على البطالة وتوفير الماء والكهرباء والسكن وغيرها من الحقوق.

بالتالي فإن عبارة الجلوس على التل هي تعبير عن الواقع المرتبك الذي تعيشه قوى الانتفاضة، وسبب هذا الارتباك، هو غياب المنهج والمشروع السياسي واضح المعالم لقطاع واسع من هذه القوى. والا فإن الموقف من صراع أقطاب النظام هو ليس الجلوس على التل والانتظار، انما العمل والنضال من أجل توحيد الجهود والخروج بموقف قوي وواضح من الإطار والتيار وجميع القوى المشاركة الأخرى، وفضح مخططاتهم وسياساتهم، بالاضافة الى تعميق ازماتهم واستغلالها من أجل تسريع الخلاص منهم. وليس الجلوس على التل بشكل سلبي وكأنهم ينتظرون المخلص من السماء.

#جلال_الصباغ



#جلال_الصباغ (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمرات قوى وناشطي الانتفاضة
- ايهم افضل حكومة الإطار ام حكومة التيار ام حكومة القوى المدني ...
- ان تدفع اكثر او تموت... الواقع الصحي في العراق
- التعليم في خدمة التخلف والرجعية
- في ثبات منطق السلطة وتغير واقع الجماهير
- ماذا تعني أحكام الإعدام بحق منتفضي واسط؟
- ال100 الف دينار منحة ام محنة
- مسرحية الاصلاحات الاقتصادية بين حاكم الزاملي وعلي علاوي
- ين سقوط رايان في البئر وسقوط الإعلام حول العالم
- جريمة جبلة ...ليست الأولى ولن تكون الأخيرة
- قوى الثورة المضادة علاء الركابي انموذجا
- ليلة اقفال الصناديق
- منطق الانموذج التافه والانتهازي من المثقفين
- حول جولة الرئيس الفرنسي في العراق
- ماذا بعد قرارت الرئيس التونسي قيس سعيد ؟
- حول فديو المعمم الذي يُلبس زوجته ذهبا
- حفلات الدم طريق الاسلاميين للبقاء في السلطة
- ماذا بعد انسحاب الصدر من الانتخابات؟
- الانتخابات طوق النجاة الأخير ... لكن لمن؟
- لماذا يسجن الملحدون ويتنعم القتلة واللصوص ؟!


المزيد.....




- الملك تشارلز يجرد شقيقه أندرو من ألقابه.. ومصادر توضح لـCNN ...
- مصر.. بدء تطبيق التوقيت الشتوي وتأخير الساعة 60 دقيقة
- القضاء الأميركي يجمّد خطة ترامب لنشر الحرس الوطني في بورتلان ...
- فانس يبرّر قرار استئناف الاختبارات النووية: -ضمان لفعالية ا ...
- واشنطن تمنح الهند ستة أشهر إضافية لتسوية استثماراتها في مينا ...
- إسرائيل تعلن تسلم جثماني رهينتين من حماس والتحقق من هويتهما ...
- إعصار ميليسا يتجه نحو أرخبيل برمودا بعدما تسبب في هلاك 20 شخ ...
- هل ستقدم ماكدونالدز وجبات حلال للمسلمين في فرنسا؟
- النواب الفرنسيون يقرون مشروع قانون -يدين- اتفاقية 1968 مع ال ...
- بوساطة تركيا وقطر... باكستان وأفغانستان تتفقان على تمديد وقف ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلال الصباغ - الجلوس على التل ام النضال من أجل الخلاص؟