أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلال الصباغ - في ثبات منطق السلطة وتغير واقع الجماهير














المزيد.....

في ثبات منطق السلطة وتغير واقع الجماهير


جلال الصباغ

الحوار المتمدن-العدد: 7258 - 2022 / 5 / 24 - 00:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترواح قوى السلطة الطائفية والقومية وشركاؤها في ذات المكان منذ عام 2003 ولغاية الان، فمع كل انتخابات تتصارع هذه القوى فيما بينها على تقاسم الحصص وتوزيع النفوذ، لتصعد قوة وتهبط اخرى، لكن الحفاظ على جوهر العملية السياسية هو الثابت، فالتوزيع الطائفي القومي المكوناتي هو هو، والمشروع الاقتصادي الاجتماعي الذي تقوده قوى النظام يسير كما خطط له؛ اذ تعمل القوى الاقليمية والدولية الراعية للنظام على الحفاظ على شكله ومحتواه، لأنه الأنموذج الامثل الذي يعبر عن مصالحها، رغم وجود الكثير من التقاطعات فيما يتعلق بمصالح كل قوة، الا ان بقاء هذه المنظومة افضل بكثير من مجيء اية منظومة قد تتقاطع مع مشاريع واستراتيجيات هذه الدول.

ان محاولة تثبيت هذا الوضع رغم صعوبته، يسير بالتوازي مع تدهور وتراجع الواقع المعيشي للمواطنين، فتراكم الفقر والبطالة وانعدام الخدمات، وتردي الصحة والتعليم، والعمل على انهاء الصناعة وخصخصة القطاعات وتسريح العاملين، بالاضافة الى سيطرة المليشيات والعصابات على موارد الدولة، وتفشي المخدرات والاوبئة والامراض، وتزايد حالات الانتحار والتشرد، وغيرها من المظاهر التي حولت البلاد الى مستنقع حقيقي، يتنعم بخيراته شلة من اللصوص والبلطجية، بينما تكتوي الجماهير بنار غلاء الاسعار، وازمات الوقود والكهرباء وتأخر تسليم الرواتب، وتمدد العشوائيات على حساب سكن يليق بالانسان.

هذين الواقعين بالنسبة للسلطة والجماهير لا يمكن لهما الاستمرار جنبا الى جنب دون تحول او تغير، فمستويات التناقض بين تغول قوى النظام واذرعه من جهة، وتراكم البؤس والافقار في صفوف الجاهير من الجهة الاخرى، انتج على مدار العشر سنوات الاخيرة اكثر من حركة احتجاجية جذرية على صعيد البلاد، اخرها انتفاضة اكتوبر التي انطلقت نهايات 2019، لكنها لم تستطع تحقيق اهدافها بالتغيير بفعل العديد من العوامل الذاتية والموضوعية التي رافقتها.

ان محاولة اعادة انتاج ذات المنظومة وبذات الاليات المهترئة من قبل النظام ورعاته، تصطدم، بعدم قدرة الاوهام الايدولوجية الدينية والطائفية والقومية التي تبرر الاستغلال والنهب، في اداء وظيفتها كما كانت في السابق، لذلك فأن هذه القوى لا تدخر جهدا في سبيل اعادة انتاج وتسويق اوهام الدفاع عن المذهب والقومية مع كل ازمة تمر بها، فهي دائما ما تلجيء الى لغة ( الشيعة – السنة – الكرد -) لأنها لا تمتلك ما يخدر الجماهير غير هذه الاساليب.

ان المأزق الوجودي الذي تعيشه قوى النظام يكبر يوما بعد اخر، فهذا النظام غير قادر على مغادرة الارضية التي بني عليها وهي ارضية الاحزاب البرجوازية الاسلامية والقومية الليبرالية، الخاضعة لهيمنة الرأسمالية العالمية، ومع كل انتخابات نجد ان المشهد اصبح اكثر تعقيدا من ذي قبل، مع الاتفاق في النهاية على اعادة الروح للجسد المتفسخ والمد في عمره لأطول فترة ممكنة. فهم غير قادرين على مغادرة منطق الاثنيات والطوائف، لان مغادرته تعني ببساطة الغاء لكل ما بني عليه نظام 2003.

لكن ما الذي بامكان الجماهير فعله في هذا الظرف التاريخي؟ وقد تبين خلال تجارب عديدة ان الوسائل والادوات المستخدمة في التغيير غير قادرة على انهاء عمر هذا النظام بمحاولة الاصلاح من الداخل عن طريق الدخول في مستنقع منظومة الطائفيين والقوميين، ولا بأي اصلاح لقوانين الاحزاب والمفوضية وما الى ذلك من تفاهات تطلق هنا وهناك. كما ان التظاهرات والاحتجاجات غير قادرة لوحدها على القيام بهذا الدور ما لم تمتلك مشروعا سياسيا متكاملا يعبر عن تطلعات الملايين بالحرية والحياة المرفهة والعدالة والمساواة، وما لم يكن هذا المشروع يتبنى الافق النضالي الثوري المنبثق من العمال والمعطلين عن العمل، من النساء والشبيبة ومن مختلف الشرائح المُستغلة التي تشكل الغالبية العظمى داخل المجتمع، ستبقى جميع الدعوات والتنظيمات والتنسيقيات مجرد ادوات للمساهمة في الاطالة بعمر النظام.

ان تفاقم ازمة القوى الحاكمة في العراق واستخدامها لكل اشكال القمع والارهاب والتسقيط تجاه المنتفضين بدعم ومساندة من رعاتها الاقليميين والدوليين، يتطلب من القوى الاجتماعية ذات المصلحة في التغيير الحقيقي والجذري، توحيد نضالها بعيدا عن اوهام الدين والوطن والقومية، والعمل على تسليح الجماهير بأن عدوها ومسبب بؤسها وتخلفها هي القوى البرجوازية التي تمسك بالعملية السياسية منذ عشرين عاما. اما الخوض بمطالبات جزئية من امثال الاسراع بتشكيل الحكومة واقرار الموازنة والتي يطلقها ويروج لها هذا الطرف او ذاك، ليست سوى مطالبات اطراف داخل النظام تحاول توظيف الجماهير في خدمة مصالحها الحزبية والشخصية.



#جلال_الصباغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا تعني أحكام الإعدام بحق منتفضي واسط؟
- ال100 الف دينار منحة ام محنة
- مسرحية الاصلاحات الاقتصادية بين حاكم الزاملي وعلي علاوي
- ين سقوط رايان في البئر وسقوط الإعلام حول العالم
- جريمة جبلة ...ليست الأولى ولن تكون الأخيرة
- قوى الثورة المضادة علاء الركابي انموذجا
- ليلة اقفال الصناديق
- منطق الانموذج التافه والانتهازي من المثقفين
- حول جولة الرئيس الفرنسي في العراق
- ماذا بعد قرارت الرئيس التونسي قيس سعيد ؟
- حول فديو المعمم الذي يُلبس زوجته ذهبا
- حفلات الدم طريق الاسلاميين للبقاء في السلطة
- ماذا بعد انسحاب الصدر من الانتخابات؟
- الانتخابات طوق النجاة الأخير ... لكن لمن؟
- لماذا يسجن الملحدون ويتنعم القتلة واللصوص ؟!
- الشعب يريد إسقاط النظام... لكن كيف؟
- رفع الحظر السياسي الجائر تعبير عن ارادة العمال بوجه السلطة ا ...
- انها دولة العمائم أيها السادة
- اغتيال الوزني جريمة ضد مجهول
- حول احتجاجات العمال والمعطلين عن العمل ... عمال الشامية كنمو ...


المزيد.....




- اصطدم بعضهم بالسقف وارتمى آخرون في الممر.. شاهد ما حدث لأطفا ...
- أخفينها تحت ملابسهن.. كاميرا مراقبة ترصد نساء يسرقن متجرا بط ...
- عجل داخل متجر أسلحة في أمريكا.. شاهد رد فعل الزبائن
- الرئيس الإيراني لم يتطرق للضربة الإسرائيلية بخطاب الجمعة
- وزير خارجية بريدنيستروفيه: نحتاج إلى الدعم أكثر من أي وقت مض ...
- مخاوف على حياة 800 ألف سوداني.. تحذيرات من ظهور جبهة جديدة ب ...
- -الرهان على مستقبل جديد للشرق الأوسط بدون نتنياهو- – الغاردي ...
- العراق... ضحايا في قصف على قاعدة للجيش والحشد الشعبي
- جمهورية جديدة تعترف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية.. وا ...
- كوريا الجنوبية.. بيانات إحصائية تكشف ارتفاع نسبة الأسر المكو ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلال الصباغ - في ثبات منطق السلطة وتغير واقع الجماهير