أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - فريدة رمزي شاكر - التعريب وخطورته في إسقاط الهويات















المزيد.....

التعريب وخطورته في إسقاط الهويات


فريدة رمزي شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 7356 - 2022 / 8 / 30 - 23:47
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


القول بأن الدين يصنع حضارات، فهذا كلام عاري من الصحة لأن الأديان ليس مهمتها صنع حضارات ومقوماتها. فالحضارات الأولى لشعوب كثيرة قامت قبل الأديان كالحضارة الآشورية والأكادية والسريانية والفرعونية والرومانية واليونانية. فمثل كم من أسرار لايعرفها علماء المصريات حتى الآن! فمثلا أبو الأنبياء إبراهيم وموسى ويعقوب و يوسف الصديق نزلوا في ضيافة الفراعنة ليعاصروا ملوك دولة قوية كمصر ذات حضارة كبرى ونفوذ وآثار مازالت تتحدى الزمان حتى يومنا هذا .
💠 تم جاء الغزو العربي قادمين من القفار الجدباء وغزوا بلاد النوبة التي لم تتخل عن لغتها كما فعل المصريين الذي تحدثوا القبطية وبجانبها اليونانية. حتى أصبحت بعض طقوس الكنيسة باليونانية التي كانت لغة عالمية في هذا الوقت، وشيئا فشيئا تخلى الأقباط عن لغتهم رغم غناها بالتغييرات والإطلاحات مقابل الأفكار اليونانية الجديدة التي أدخلتها المسيحية في عقيدتهم . حتى أن بعض الصلوات الآن تتلى باليونانية بجانب القبطية في الكنيسة القبطية.
كيف استطاع الغزو العربي الإستيطاني في القرون الوسطى أن يُمحى لغة شعب بأكمله وله حضارة راسخة ومتميزة بين حضارات العالم ولا يبقي أحفاد هذا الشعب على اللغة القبطية التي كان يستعملها في يومياته وتعاملاته، مثلما إحتفصت شعوب كثيرة وقبائل بألسنتها لآلاف السنين ولم تشكلها الحروب ولم تنقرض لغاتهم !
💠 دولة مثل إيران الساسانية لم يؤثر فيها الغزو العربي وحروبهم رغم أن أبحاث الناشونال جيوغرافيك الأخيرة عن الجينات تقول أن نسبة 56% من الشعب الإيراني هم من العرب ، ومع هذا رفضوا اللسان العربي، لشعورهم بقوميتهم الفارسية، ونزعتهم الشعوبية الفارسية ، وشعورهم بالإستعلاء على بدو الجزيرة العربية، قبلوا دين العرب ولم يقبلوا لغتهم العربية، لغة القرآن ! فأصبحت لإيران قومية وهوية فارسية ، حتى أسمائهم ظلت فارسية واسماء الشوارع واللافتات والمحلات باللغة الفارسية. وهذا يُحسب لهم.
💠 - حتى الهند وافغانستان غزاهم العرب ، واندونيسيا أكبر كتلة تجمع المسلمين في العالم ورغم هذا لم يتخلوا عن لغتهم الإندونيسية ولا عن هويتهم القومية ولم ينطقوا العربية. و رغم هذا نجد الهند تتعدد لغاتها ( 22 لغة رسمية) ولهجاتها المحلية وآلهتها حوالي خمسة عشر إلها وحوالي ثلاثين معتقداً. وقد غزاها حملات السلطان محمود بن سُبُكْتِكِيْن الغزنوي، وكان بها معبد سومنات أكبر معابد الهند، يحوي صنما إسمه "سومنات" وكان الهندوس يبجلونه ويحملون إليه كل نفيس، بلغ الغزنوي المدينة واقتحم معبدها، وهزم الجموع الغفيرة التي حاولت إنقاذ معبدها، ووقع آلاف من الهندوس قتلى، وإستولى المعبد على المعبد، ولكن هيهات ! أبداً لم يتكلم الهندوس بالعربية ، ولم تتبدل ألسنتهم .
💠 وكذلك عند سقوط الإمبراطورية البيزنطية في يد محمد الفاتح وسقوط عاصمتها القسطنطينية عام 1453 وارتكب في حق سكانها المذابح الوحشية رغم إحتمائهم بالكنائس . وتم سبي النساء والغلمان وبينهم جواري وغلمان للمتعة وتحويل كاتدرائية آجيا صوفيا ومعظم كنائس القسطنطينية إلى مساجد وابدا لم يتكلم السكان سوى اللغة التركية الحالية رغم أن العربية هي لغة قرآنهم فقط استخدموا في لغتهم القومية الحرف العربي.
و حدث أن أُعدم‎ رئيس وزراء تركيا عدنان مندريس في تركيا سنة 1961 لاّنه أعاد الآذان باللغة العربية وكانت التهمة هي إعتزامه قلب النظام العلماني وتأسيس دولة دينية. فهدد العلمانيين بالتخلي عن القرآن ولن يتخلوا عن لغتهم وعن النظام العلماني.
💠 وكان الزحف العربي على وشك دخول أوروبا خلال معركة بواتييه أو بلاط الشهداء سنة 732م. ولنا أن نتخيل ماذا كان سيحدث لو تمكن العرب من دخول فرنسا. فلن تكون لا إسبانيا وجود اليوم ولا فرنسا التي نعرفها اليوم !
في الحقيقة نجحوا في إختراق أراضي أوروبا ولكن لم يصنعوا فيها حضارة كما يزعمون والا لكانوا صنعوها في مكة والمدينة قبل غزوهم لأوروبا ! . فالمحتل لا يصنع عمران ولكن يجلس على حطام وخراب حضارات الشعوب الأصلية، حقق المرابطين حلم بني أمية في الغزو والنهب والسبي والإحتلال ونهب الكنائس وهدمها أو تحويلها لمساجد، ولكن لم يصنعوا حضارة في إسبانيا وإلا كان أجدى بهم ما صنعوه في اسبانيا أن يصنعون مثيله أولا في وطنهم الاصلي ، ولم ينجحوا في صبغ تقاليدهم العربية والأمازيغية على سكان وأهل إسبانيا وهو مالم يحدث ! فلم يخالطوهم الاسبان بالزواج منهم لهذا دمائهم نقية وچيناتهم الأوروبية خالية من چينات العرب . ولكن ابداً لم يتكلم الإسبان لغة العربي المحتل حفاظاً على هويتهم وقوميتهم .

💠 دخل الدين الجديد البلقان عن طريق العثمانيين ، وبعد حروب ضارية خاضتها الدولة العثمانية وفرضته على بعض المناطق ، خسر العثمانيون خلالها أغلب الأراضي التي استولوا عليها في أوروبا، وبقي الدين هناك كقنبلة موقوتة إلى أن إندلعت حرب البوسنة والهرسك وصربيا ، وراح ضحيتها أعداد كبيرة من مسلمي البلقان ، وظلت اللغة البوسنية هي لغة البشناق الرسمية والتي تقارب اللغة الصربية والكرواتية ولم يتلفظوا يوما اللغة العربية لغة قرآنهم حفاظاً على قومية البلقان وهويته.
💠 نحن فقط في مصر من تنازلنا عن لغتنا شيئاً فشيئا والتي ظلت لغتنا القبطية لقرون من الزمان حتى أن مجمع اللغة العربية قام بتقديم مشروع لتعريب أسماء الشوارع والمحلات والإعلانات والقرى السياحية والعلوم في المدارس والجامعات والنقود والأوسمة والأوراق الرسمية للدولة، بحجة حماية اللغة العربية. ممكن نعرف حمايتها مِن إيه و مِن مين ؟! إن كانت شعوب العرب لم يتكلمون العربية في بلادهم وهي لغتهم ، ونحن كمصريين لا نتقنها لا نطقاً ولا كتابة ونتكلم العامية المصرية ونكتب بها، فلماذا المزايدة والغلو في فرضها على المصريين ، هل هو نوع من الإيمان أم النفاق أم مخطط مدفوع الثمن؟! وهل تعريب مناحي الحياة والشارع المصري فيه نهضة حقيقية بمصر أم إجحاف بالوطنية والهوية ؟!
لماذا لا يتم تعليم طلبة المدارس والجامعات مبادئ لغتهم المصرية الوطنية التي كانت قبل أن يصبغنا العرب بلغتهم !



#فريدة_رمزي_شاكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيقونات المسيح عبر الثقافات المختلفة
- نجمة داود في الأديان (✡)
- إبراهيم في النقوش والنصوص الفرعونية القديمة
- مصرايم ليستْ كِميتْ، و إيچيبت ليستْ مصر (4)
- مصرايم ليست إيچيبت، و كِميتْ ليست مصر (3)
- مصرايم ليست كِمِيتْ ، و إيچيبت ليست مصر (2)
- مصرايم ليست إيچيبت، وإيچيبت ليست مصر - ج (1)
- الطلاق لغير عِلَّة الزنا ؟!
- أصحاب الكهف ؛ قصة إسلامية أم إسطورية ؟!
- عُملة أموية- تنوخية- وحرف القاف العبري (Φ) والإمبراطورية ...
- مريم، كذبتهم التي حَبَلت فولدتْ !
- هل التحولات الدينية من معابد وثنية لكنائس كالتي تحدث بتحويل ...
- عملات أموية بيزنطية لموسى إبن نصر ، والإمبراطورية الشبحية .. ...
- العملات الأموية بالشمعدان اليهودي والسمكة المسيحية، والإمبرا ...
- العُملات الأموية الفارسية والبيزنطية، والإمبراطورية الشبحية- ...
- العملات الأموية البيزنطية والإمبراطورية الشبحية (2)
- العُملات الأموية البيزنطية والدولة الشبحية!
- أقدم كتابة عربية نبطية كانت على نُصب تذكاري مسيحي
- يسوع أم عيسى ؟!
- في مَسلّة أبرهة الحبشي( الله الرحمن) ليس إلهاً عربياً !


المزيد.....




- بالأرقام.. حصة كل دولة بحزمة المساعدات الأمريكية لإسرائيل وأ ...
- مصر تستعيد رأس تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني
- شابة تصادف -وحيد قرن البحر- شديد الندرة في المالديف
- -عقبة أمام حل الدولتين-.. بيلوسي تدعو نتنياهو للاستقالة
- من يقف وراء الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في الجامعات الأمريك ...
- فلسطينيون يستهدفون قوات إسرائيلية في نابلس وقلقيلية ومستوطنو ...
- نتيجة صواريخ -حزب الله-.. انقطاع التيار الكهربائي عن مستوطنت ...
- ماهي منظومة -إس – 500- التي أعلن وزير الدفاع الروسي عن دخوله ...
- مستشار أمريكي سابق: المساعدة الجديدة من واشنطن ستطيل أمد إرا ...
- حزب الله: -استهدفنا مستوطنة -شوميرا- بعشرات صواريخ ‌‏الكاتيو ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - فريدة رمزي شاكر - التعريب وخطورته في إسقاط الهويات