أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - كيف اصبح التيار الصدري منافسا عنيدا لحوزة النجف؟















المزيد.....

كيف اصبح التيار الصدري منافسا عنيدا لحوزة النجف؟


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7355 - 2022 / 8 / 29 - 02:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل سنشاهد فرقة شيعية جديدة تقسم المذهب الى شطرين في العراق ؟ لا استبعد ذلك . تاريخ التشيع شاهد انشقاقات كثيرة خرجت منها فرق متنوعة ,منها ماتت بمرور الزمن ومنها ما زالت على قيد الحياة الى يومنا هذا . فبالإضافة الى الشيعة الاثنا عشرية ( الجعفرية), إشارة الى عدد ائمتهم ,اولهم الامام علي بن ابي طالب واخرهم الحجة بن الحسن العسكري , تفرع منها الزيدية والذين يتبعون الامام زيد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب وهم في اليمن . وهناك الفرقة الاسماعلية والتي تنتمي الى الامام إسماعيل بن موسى بن جعفر سابع أئمة الشيعة الجعفرية واغلبهم يعيش في جنوب المملكة العربية السعودية والهند وباكستان , وهناك فرقة البهرة وهم اتباع الائمة الأربعة الأولى من أئمة اهل البيت ( علي والحسن والحسين وعلي بن الحسين) وهم من أصول فاطمية الذين كانوا في مصر ابان العصر الفاطمي ومعظمهم يعيش في الهند , وهناك فرقة الشيخية وهي مدرسة فكرية شيعية اثنا عشرية اوجدها وارسى قواعدها الشيخ احمد بن زين الدين الاحسائي , واغلب اتباع هذه الفرقة يعيشون الان في البصرة و جنوب ايران . وتعيش فرقة الشبك واغلبهم من الشيعة والبعض منهم من المذهب السني وتضم في صفوفها مختلف الاقوام العراقية من عرب وتركمان وكرد ويعيشون في شمال العراق ويقيمون التعازي في أيام عاشوراء من كل عام وكانوا هدف للإرهاب من قبل المجاميع الإرهابية هناك . هذا وان النصيرية في سورية و الدرز في لبنان و العلوية في تركيا والقاديانية والاحمدية في الهند خرجوا من معطف الشيعة الاثنا عشرية أيضا.
اذا , فان المذهب الشيعي لم ينجو من الانقسامات لا في الماضي ولا في الحاضر وربما حتى في المستقبل والسبب يعود الى الحرية الفكرية التي يتمتع بها علماء الشيعة او الجعفرية . المذهب ليس محكوم من قبل دولة ولا يعتمد علمائهم ومراجعهم على كرم وسخاء الدولة لهم , وانما يعتمدون في تمويل مدارسهم على الخمس والزكاة و تبرع المحسنين , وليس لهم أجهزة امنية تحميهم من الانقسامات كما هو موجود في الدول الإسلامية الأخرى , وانما اتباع المذهب من ذو الاختصاص والمتفقهين في الدين احرار بالبقاء ضمن المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف او الخروج منها و تأسيس فرقة خاصة بهم كما هو الحال مع جماعة الشيرازية في ايران والخليج , والخالصية في بغداد.
وبعد تغيير 2003 , ظهرت فرقتين جديدتين وهما الصرخية و المهدويين . الأولى تقاد من قبل السيد محمود الحسني الصرخي حيث ادعى لنفسه الاعلمية في الفقه الجعفري واصبح يتحدى المراجع الدينية في النجف الاشرف على أساس انهم من أصول فارسية على الرغم ان اغلبهم من سلالة الرسول الأعظم , وطعن بفتوى " الجهاد الكفائي", واعتبرها " فتوى دماء" , وأعطى فتوى بقتل السيد مقتدى الصدر. اما الفرقة الثانية فصاحبها احمد بن الحسن الملقب باليماني واسمه الأصلي احمد إسماعيل كاطع السويلمي . هذا الشخص تدرج بالألقاب والاوصاف من اليماني الى المعصوم الى المهدي الثاني ثم تحول المهدي ( اليماني هو المهدي والمهدي هو اليماني). وكالة انباء براثا كتبت حوله بالقول " الصداميون اعدوه.. الاماراتيون مولوه.. والبعثيون وابناءهم ناصروه". هذا المرجع والسيد الصرخي لهما انصار في جنوب العراق .
اخر فرقة شيعية ظهرت في العراق وتجذرت في نفوس الشباب واغلبهم من اهل الجنوب تعود الى رجل الدين والسياسي السيد مقتدى الصدر . هذا الرجل قد تهيئت له أسباب تأسيس فرقة خاصة به سميت " الصدرية" او " المقتدائية ", في إشارة الى السيد مقتدى الصدر. هناك أسباب لظهورها وازدهارها , ومنها :
1. ان والد السيد مقتدى , الشهيد محمد صادق , كان شديد العداوة مع مرجعيات النجف الاشرف , وكان ينعتهم بشتى النعوت السلبية ومنها : " الحوزة النائمة " و " الحوزة الصامتة", فيما كان يطلق على حوزته " الحوزة الناطقة".
2. كان له موقف سلبي من ايران توارثها ابنه مقتدى منه و استطاع الابن من تمريرها على اتباعه بحجة ان ايران تدعم الأحزاب الشيعية الفاسدة وانها سبب الفشل في العراق , واصبح اتباع السيد شديدي الحساسية من ايران , وهذا سبب تبني التيار شعار " ايران بره – بره".
3. والد السيد مقتدى الصدر استطاع من جذب انصار له من اهل الجنوب ومن مناطق بغداد , خاصة وانه اول من اقام صلاة الجمعة . وبعد التغيير استطاع السيد مقتدى الصدر من خلال قيادته للتيار ان يعبئ شباب جدد لصالح تياره .
4. وامام ترك حوزة النجف المناطق الشيعية بدون رعاية وتثقيف و انشغال الأحزاب الشيعية بالعداوة ما بينها , استطاع التيار من ملء الفراغ , وخاصة بين شباب الطبقة الفقيرة من المجتمع.
5. استغل التيار فشل الحكومات ما بعد التغيير في توفير الخدمات , وخاصة للطبقات الفقيرة , مما اعتقدوا ان السيد مقتدى الصدر هو القادر على توفيرها لهم .
6. لم يكتفي السيد بذلك وانما ذهب ابعد من ذلك , حيث بدء يتصدى للإفتاء في كل الشؤون الدينية المستجدة من عبادات ومعاملات , فيما تعكز بفتاوى والده في الشؤون الاخرى.
7. انصار السيد الصدر من المتدينين التزموا بتقليد والد السيد الصدر وتركوا حوزة النجف , خاصة بعد ان انهى السيد مقتدى علاقة تياره بالمرجع الحائري , حيث يقول السيد الصدر في كتابه "العشق الابدي في سيرة والدي" , ان الوالد ارجعنا الى الحائري حال عودته الى العراق وان امر الرجوع اليه مشروط بهذا الشرط ولأنه لم يرجع فان الوصية غير نافذة لاختلال الشرط".
8. وهكذا اصبح السيد مقتدى مرجعا دينيا وسياسيا لأنصاره .
9. واصبح كتاب " العشق الابدي لسيرة والدي" مرجعا فقهيا لانصار السيد مقتدى الصدر يرجعون له في أمور الدين والمذهب , والذي يقول فيه " ان والدي من خصائصه ذات الخصائص التي يمتاز بها المعصومين", واصبح جزء من أنصاره تدعي ان السيد مقتدى انه " الحجة المنتظر".
10. السيد مقتدى رفض الدعوة بانه " الحجة المنتظر" , الا ان هذه الجماعة لم توقف دعوتهم وتحولت الى ثقافة تظهرها تصريحات الكثير منهم على منصات التواصل الاجتماعي .
11. واصبح الايمان به صفة لكثير من شباب الجنوب وما على القارئ الا الاطلاع على ما يقولوه عن السيد من انه وكيل الحجة في الأرض , وانه هو المنقذ والمخلص لهم من الفقر ومن الحكومة التي يقودها الشيعة والتي نهبت أموالهم .
12. ومن اجل نشر فقه بين أبناء المكون الشيعي فقد استولى التيار على الكثير من المساجد والحسينيات وعين بها الائمة والوعاظ تقريبا في كل مدينة من مدن الوسط والجنوب العراقي ,و اصبح أبناء هذه المدن يسمون المساجد والحسينيات المستولى عليها من قبل التيار ب "جامع صدري" و " حسينية صدرية".
13. وعلى شكل جميع الأديان والمذاهب , أصبحت المساجد والحسينيات الخاصة بالتيار الصدري مخصوصة لانصار التيار ولا يتقرب لها من غير أنصاره . ففي كل حي هناك مسجد للصدريين واخر لغير الصدريين .
14. وطالما وان التيار الصدري يملك قوة عسكرية واقتصادية ويد طويلة في إدارة الدولة العراقية , فان انصار الصدر اصبح لهم سلطة على الشارع العراقي ويخشاهم الناس . تعليق صورة السيد مقتدى الصدر في دكان كافية لرعب الاخرين .
15. وبمرور الزمن سيكون الانقسام بين مرجعية النجف الاشرف و مرجعية السيد الصدر اقوى واكثر عمقا , و سيكون نوعين من الشيعة في العراق : شيعة حوزة النجف الاشرف ومهمتها حماية المذهب وتثقيف اتباعه ونشر علومه و ترك السياسة للسياسيين , وحوزة صدرية مهمتها منافسة حوزة النجف وربما القضاء عليها من خلال سطوتها على السياسة العراقية. لاحظ ان مرجعية النجف عانت من الانقسامات بسبب خلافات عقائدية , اختلاف في تفسير او حديث او منهج . هذه المرة النجف تجابه انقسام سياسي مذهبي لا اعتقد ان النجف مؤهلة لوقف زحفه .
للمزيد من المعلومات من هذا الموضوع , انظر الى
بلال علي, خصائص الجيل الصدري, مجلة تحليلات العصر الدولية, 11 اب 2022.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما لم يقله ادم سميث عن التجارة الخارجية
- كيف تضيف سنوات من الصحة الى عمرك؟
- العرب يتحدثون عن مستقبلهم بين الامم
- احمد الريسوني يريد حرق ما تبقى من ارض العرب
- حل البرلمان العراقي يعني الجوع و الحرمان
- مخاطر التظاهر المضاد على السلم الاهلي في العراق
- هل سيحقق السيد الصدر مطالبه؟
- امة العرب ما زالت تحن الى زمن صدام!
- هل سيرجع العراق الى زمن بيان - رقم واحد-؟
- الاثار الاجتماعية للحرب الاهلية على الجنوب العراقي
- ماذا قالوا عن ثورة الصدر -العاشورية-؟
- الحرب الشيعية - الشيعية ونتائجها المتوقعة
- اليمن السعيد غير سعيد
- 27 تموز كان يوما حافلا ل -خبراء- نشر الرعب في العراق
- هل سيلبس العراقيون ملابس حزن عاشوراء هذا العام مبكرا؟
- تكوين راسمال , العراق نموذجا
- يتفقون على توريد الطاقة الى الغرب و ينسون فلسطين
- هدية السيد في يوم الغدير
- ما زال الغرب يتعامل مع الشرق الاوسط بالدونية و خرق السيادة ا ...
- شتاء اوروبا القادم سيكون قارسا جدا


المزيد.....




- -انطلقت ووصلت إلى هدفها-..الحوثيون يعرضون مشاهد من استهداف س ...
- الولايات المتحدة تواصل تشييد رصيف بحري عائم على شاطئ غزة
- الخارجية الأمريكية تصدر بيانا بشأن مباحثات الأمير محمد بن سل ...
- نتنياهو: سندخل رفح باتفاق أو بلا اتفاق
- الكونغرس يضغط على -الجنائية الدولية-
- حفل فني روسي في تونس
- هل استخراج الغاز حلال في أمريكا وحرام في إفريقيا؟ وزير الطاق ...
- الرئيس المصري وأمير الكويت يؤكدان ضرورة وقف إطلاق نار دائم ب ...
- السيول تجتاح مناطق عديدة في لبنان (فيديوهات + صور)
- -داعش- يعلن مسؤوليته عن هجوم على مسجد بأفغانستان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - كيف اصبح التيار الصدري منافسا عنيدا لحوزة النجف؟