أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - الاثار الاجتماعية للحرب الاهلية على الجنوب العراقي















المزيد.....

الاثار الاجتماعية للحرب الاهلية على الجنوب العراقي


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7333 - 2022 / 8 / 7 - 21:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا اتحدث هنا عن ماسي الحرب الاهلية في العراق بين عام 2005 و 2007 , حيث ان كل من عاش هذه الفترة اختبر تأثيرها السيء على المجتمع الذي عاشها خاصة اهل بغداد , صلاح الدين, ديالى, نينوى وبابل , حيث ان من المعروف ان هذه المحافظات من المحافظات المختلطة فكان ضحيتها كل من عاش فيها بغض النظر عن هويته الدينية او القومية او المذهبية . لقد كان تأثير هذه الحرب على نفوس اهل هذه البلدات هو قهر قتل الاحبة ,خسارة أعمالهم , خسارة علاقات الجيرة , الهجرة, التهجير, و الهاجس السلبي للأخرين . الحرب الاهلية كشفت قصص يشيب منها راس الأطفال , وهو ليس حديثا هنا.
حديثنا هنا , هو ماهي الاثار الاجتماعية عند نشوب صراع مسلح بين أبناء المكون الواحد ؟ وهنا نعني المكون الشيعي , بعد الخلافات السياسية بين التيار الصدري و الاطار التنسيقي ( جميع الأحزاب والكتل الشيعية عدا التيار الصدري) والتي وصلت الى حد انزال جماهير كل مخيم الى الشارع , والذي شكل خطرا محدقا بالعراق وشعبه , كفانا الله شرها , بعد ان وقف الاخيار بين الطرفين.
لتعريف تأثير اندلاع صراع مسلح بين أبناء المكون الشيعي , خاصة الى القراء الكرام من ليس له معرفة بجغرافية العراق السكانية والمذهبية , فنقول ان هناك تسعة محافظات ذات اغلبية شيعية مطلقة . في هذه المحافظات مازالت القيم العشائرية هي السائدة , شكرا لساسة البلاد الاولون واللاحقون عدا فترة حكم الرئيس الراحل عبد الكريم قاسم والذي لو بقى حي يرزق لخمسة أعوام أخرى لقضى عليها, وان هذه العشائر اصبح لها يد الطولى في السياسة والاقتصاد والحكومة , شكرا لقادة البلاد الجدد, حيث ان القادة الجدد قربوا العشائر لهم من اجل كسب ودهم و حصول دعمهم في الانتخابات العامة . وهكذا بعد ان كان الافندي هو السياسي و الموظف الحكومي و المسيطر على شورجة بغداد , اصبح أبناء العشائر من يتحكم بدوائر الدولة , وله نفوذ في البرلمان العراقي , واصبح هو السيد في معظم المنظمات الحكومية وغير الحكومية . اكثر من ذلك ان هؤلاء القوم لا يعودون الى حزب او كتلة سياسية معينة وانما لأحزاب , وكل من كان يراقب نشاطات مجالس المحافظات الملغاة , يعرف عمق الانقسامات بين الأحزاب والكتل الشيعية الى درجة جمدة و الغية هذه المجالس.
نعود مرة أخرى الى ازدهار العشيرة في العراق وتفرعنها . العشيرة حلت محل المحاكم والقضاء , حيث ان الكثير من القضايا الجنائية لا يحكم بها في المحاكم العراقية وانما في مجالس العشيرة . العشيرة أصبحت محل ارتزاق لبعض افرادها , حيث اصبح لهم اجر معين عن كل قضية يتبنوها , وبالطبع الاجر على قدر حجم القضية . العشيرة أصبحت لها القدرة على اغلاق مدرسة للطلاب بسبب توبيخ معلم لطالب لم ينجز واجباته المدرسية . العشيرة أصبحت هي التي تقرر نوع الحفلات التي تقام في بغداد . والعشيرة أصبحت سوط يضرب ظهور أطباء المستشفيات في حالة وفاة احد ابناءها فيها. قصص كثيرة و مؤلمة وما على القارئ الا الذهاب الى كوكل ليكتشف بنفسه حجم المشكلة التي يعاني منها العراق من تفرعن العشيرة.
العشيرة اصبح لها سلاح , وبحسب تصريح الخبراء فان هناك سلاح عند العشائر بحجم تسليح ثلاث فرق عسكرية عراقية . السلاح ليس فقط الخفيف , وانما يشمل المتوسط , ومنهم من يقول انهم يملكون حتى السلاح الثقيل . هذا السلاح لم يبقى بدون استعمال , فهو جاهز في أي دقيقة يتشاجر طفلين في المدرسة . لقد نقلت الاخبار لنا ان اكثر من مرة قامت العشيرة بأغلاق طريق عام , أي إيقاف حركة سفر المواطنين والسلع بين محافظة وأخرى. هذه العشائر مستعدة لتقديم خدماتها للأحزاب الحاكمة في العراق في أي وقت يحتاجونها.
وعليه فان صراع مسلح بين التيار الصدري و الاطار التنسيقي سوف لن يعفي احد من الأذى في مناطق انصارهم . واذا استطاع بعض المواطنين ان ينجوا بجلده بترك بلدته والانتقال الى بلدة أخرى زمن الحرب الاهلية التي وقعت في العراق , فان الحرب بين أبناء المكون الواحد سوف لن تعفي احد , لان هذه الحرب سوف تشمل الجنوب والوسط برمته , واذا نجى المواطن من الموت من اهل البصرة , فان المدن الأخرى هي الأخرى سوف لن تكون امنه له . سيكون هناك قتلى و جرحى لا يعلم عددهم الا الله , سيكون هناك هجرة وتهجير , اغلاق مصالح , تعطيل لدوائر الدولة الخدمية ,نقص في الطعام , وبطالة .
تأثير الصراع المسلح المتوقع على المجتمع الشيعي ربما سيحتاج الى مجلدات ,ولكن من الممكن تلخيصها كالاتي :
الصراع المسلح سيدعو أصحاب الاعمال الى غلق أعمالهم , وبذلك سيقلل قدرتهم على أداء واجباتهم تجاه البيت كالمأكل , الملبس , الدواء , بجانب أمور أخرى.
واذا طال الصراع فسيضطر رب الاسرة على حث أولاده للبحث عن عمل من اجل سد رمق جوعهم بدلا من ارسالهم الى المدرسة .
اغلب أبناء الاسرة المتضررة من الصراع سيكونون في اعداد الامية وعرضة الى امتهان الجريمة , المخدرات , وحتى الانضمام الى المجاميع المسلحة الغير قانونية .
سيكون تأثير الصراع المسلح على المرأة هو الاقسى , فبجانب تحملها أعباء البيت وتربية الأطفال سيكون لها وظيفة أخرى وهو الخروج للعمل .
في ظروف النزاعات المسلحة تصبح هذه المرأة هدف للجنس من قبل الخصوم وسلاح لمعاقبتهم واذلالهم .
الدراسات كشفت ان اسر اسرى النزاعات يتعرضون الى التفكك الاسري , فمنهم من طلق زوجته ومنهم من يعيش بينهم بدون وفاق.
في زمن الحروب تتناقص فرص الزواج , وتقل نسبة الرجال الى النساء . العراقي لا يحتاج الى برهان , اعداد كبيرة من الفتيات بعمر الزواج ما زلن ينتظرن الرجل المناسب .
الصراع سينتج منه قتلى و مشردين , وان هؤلاء المشردون في احسن الأحوال سيتخذون الحسينيات والمساجد مأوى لهم وسوف يضطرون بالعمل لفترة طويلة من اجل تامين بعض حاجات عوائلهم.
الصراع سيؤدي الى كثرة اليتامى والارامل , وهذا يعني زيادة مسؤولية الام امام اطفالها واضطرارها الاعتماد على مساعدات الخيرين , خاصة الامهات اللاتي لا يستطعن الخروج الى العمل.
وحتى لو وقف الصراع المسلح فان الثارات العشائرية سوف لن تتوقف الى الأربعين سنة القادمة , وهو عرف عشائري عرفه المواطن العراقي .
وطالما تبقى تأثيرات الصراع المسلح السلبية لفترة طويلة , فان فرص الاستثمار الداخلي والاجنبي سوف تتبخر وتبقى المدن بدون خدمات وفرص عمل.
وفي الأخير سوف لن يقبض المتحاربون حتى على 1% من تضحياتهم وسيجلس قادة الخصام متقابلين يتبادلون التحيات والابتسامات وغيده سوف لن ترى حمد الى الابد .
و سيختار اهل الجنوب قادة جدد ,العمامة ليست من بينهم , ولكن بعد خراب البصرة .



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا قالوا عن ثورة الصدر -العاشورية-؟
- الحرب الشيعية - الشيعية ونتائجها المتوقعة
- اليمن السعيد غير سعيد
- 27 تموز كان يوما حافلا ل -خبراء- نشر الرعب في العراق
- هل سيلبس العراقيون ملابس حزن عاشوراء هذا العام مبكرا؟
- تكوين راسمال , العراق نموذجا
- يتفقون على توريد الطاقة الى الغرب و ينسون فلسطين
- هدية السيد في يوم الغدير
- ما زال الغرب يتعامل مع الشرق الاوسط بالدونية و خرق السيادة ا ...
- شتاء اوروبا القادم سيكون قارسا جدا
- فلسطين ليست قضيتي
- لا انتعاش للاقتصاد الوطني بدون دعم القطاع الخاص
- اللقالق تخلت عن زيارة بغداد
- هل ان افلاس روسيا متوقعا؟
- علاقة الصادرات بالتنمية الاقتصادية
- G7 قاطعت الذهب الروسي , فما تاثير ذلك على سوقه؟
- ما حقيقة -تضخم بوتين-؟
- النفط مقابل فلسطين
- بعد استقالة نواب الكتلة الصدرية.. انفراج سياسي ام دم و دمار؟
- محنة الراسمالية مع الحرب الحرب في اوكرانيا


المزيد.....




- بولتون لـCNN: النظام الإيراني في ورطة ولا أساس للأمن بوجوده. ...
- الأحداث تتسارع والضربات في تزايد.. هل تنذر المؤشرات بنهاية و ...
- حفل زفاف طفلة في ديزني لاند باريس يثير استنكاراً واسعاً وتدخ ...
- بالاعتماد على استخبارات مفتوحة المصدر.. تقرير يُرجح أن إسرائ ...
- هل عقد ترامب العزم على إسقاط النظام في إيران؟
- أطفال بدو سيناء في وجه السياحة.. حين يتحول التراث إلى مصدر ر ...
- 7 أنواع من الجبن قد تفسد أطباق المعكرونة
- مخاوف أوروبية من إغلاق مضيق هرمز
- مغردون: هل وصلت المواجهة بين طهران وتل أبيب إلى ركلات الترجي ...
- شاهد.. السرايا تستهدف قوات إسرائيلية بصاروخين روسيين موجهين ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - الاثار الاجتماعية للحرب الاهلية على الجنوب العراقي