أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - اليمن السعيد غير سعيد














المزيد.....

اليمن السعيد غير سعيد


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7327 - 2022 / 8 / 1 - 19:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حالة تكسف وتعكر المزاج وانت تطالع من على المواقع الإخبارية ان بشرا من دم ولحم يعيشون على ارض طافحة بالخيرات يموتون جوعا , وبقرار خارجي , تلك الأرض هي الأرض العربية و البشر هم من اليمن , اصل العرب, التي تعودنا على تدليعها باليمن السعيد . انها غير سعيدة . شعبها يقتل على يد جيش "عربي" , وتدمر مدنها طائرات غربية يقودها عسكريون "عرب" , و تكمل تدمير ما تبقى من بقايا المدن القائمة دبابات من مختلف الصنع يقودها عسكريون "عرب" , ولم ينجوا من التدمير حي سكني لفقراء او معلم اثري , وما اكثرها , او مرفق اقتصادي بناه اليمنيون بعرق جبينهم .
الحرب كلف اليمن اكثر من 100 الف قتيل واعداد الجرحى ربما يفوق ثلاث مرات عدد القتلى . الذي مات فات , ولكن البقى من الاحياء , حوالي 16 مليون مواطن , يصفهم المراقبون بانهم احياء اموات . ما قيمة الحياة والمواطن لا يجد ما يأكل؟ ما قيمة الحياة لام وهي تنظر الى طفلها هيكل عظمي وعيون غائره وهو في حضنها ؟ وما حال الاب وهو يذهب الى ساحات العمل ولم يجده فيرجع الى عائلته وهو كسير لا يعرف ماذا يقول لعائلته الجائعة , وبلدان مجاورة ترمي 30% من طعامها في المزابل ؟ وكيف تغمض عين رئيس دولة مجاورة وتدعو الإسلام و مئات الالاف من أطفال جيرانه ينامون جياع البطون؟ هذه ليست صورة سريالية , وانما صورة حقيقية تناقلتها جميع وسائل الاعلام العالمية .
في أواخر شتاء 2021 وقف المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي , ديفيد بيسلي , امام مجلس الامن الدولي يصف ما احل باليمن من جراء الحرب عليها بالقول بانها " جحيم على الأرض" , و ان 16 مليون شخص يواجه " ازمة تصل الى مستوى الجوع او أسوأ" , وانها " اكبر مجاعة يشهدها التاريخ الحديث". المدير التنفيذي توقع موت 400 الف طفل عام 2021 , اي ما يقارب طفل واحد في كل 75 ثانية . وأضاف , ان " ما يقارب من ثلث العائلات تعاني من سوء التغذية ونادرا ما تستهلك اطعمة مثل البقول والخضروات والفواكه ومنتجات الالبان واللحوم ". وعن حال الطفولة في اليمن لخص المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي بالقول , انه " شاهد صمت عميق في اجنحة مستشفى الأطفال .. وان الوضع الصحي المتدهور للأطفال لدرجة تجعلهم غير قادرين على الضحك او البكاء ".
هل تتصور ان هذه الحالة كانت ومازالت في بلد عربي , ام العرب, والقادة العرب لا يكترثون ؟ نحن نتحدث هنا عن دول عربية تمول العالم بما لديهم من وفرة مالية وتبني البروج العالية , وتأسيس مدن يراد منها ان لا يكون لها مثيل في العالم , ولكنهم اشحة على أبناء جلدتهم و يشاركونهم في الدين و اللغة و الثقافة .الا تعلم قادة الدول المجاورة اذا جاع بلد مجاور لهم ينتقل الغضب الى مدنهم . الم ينفعهم درس الهجرات الجماعية الى اروبا وما تعانيه من مشاكل توطينهم ؟ معانات الولايات المتحدة الامريكية مع المهاجرين من المكسيك والدول أمريكا اللاتينية ؟ الا يعلموا ان الجوع يكاد ان يكون كفرا؟ وهل يلام جائع وهو يرفع سيفه ؟
لماذا لم يستوعبوا تجربة اروبا مع الأوكرانيون الذين هربوا من الحرب الى اروبا ! اروبا فتحت أبوابها امام الأوكرانيون الذين فروا من الحرب واحسنوا استقبالهم وبالغوا في اكرامهم وهيأوا لهم اكرم ضيافة وهم لا يتحدثون بلغتهم ولا يتدينون بدينهم ( اختلاف المذهب) , ويختلفون في طريقة عيشهم . اروبا وامريكا وبقية الدول التي تعادي الروس منحوا الاوكرانيون صك على بياض من اجل ان يشعرونهم انهم في بلدهم والثاني , والمواطن من اليمن اغلقت عليه حدوده وهو يتلوا جوعا .
الجوع وموت الأطفال مازال يلاحق أبناء هذا البلد حتى بعد اعلان الهدنة الاخيرة. فقد افاد المدير الإقليمي للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا حسام الشرقاوي يوم 15 تموز 2022 بان الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ في نيسان لم تحسن الظروف الإنسانية في البلاد , فيما الحرب الروسية الأوكرانية تتسبب في وفيات اطفالها من الجوع . وقال الشرقاوي ان " ارتفاع الأسعار لا يطاق ", موضحا ان " الوضع كان كارثيا بالفعل قبل أوكرانيا , والان صار أسوأ مائة مرة . الأطفال يموتون من الجوع" . وتابع الشرقاوي ان الظرف " الأسوأ من الكارثية " في اليمن تتطلب من منظمته زيادة " الجهود في عملنا الإنساني".
اذن , من كسر جرة اليمن لم يقم بإصلاحها , وهذه مشكلة للدول المجاورة التي ستظهر بعد حين ان لم يبادروا بإصلاح ما خربته الحرب وتهدئة نفوس اهل اليمن . ان بقاء اليمن فقيرا وسط دول مترفة , تماما مثل حي فقير وسط احياء غنية , يقضون يومهم وليلهم وسط الخوف . وان بقاء اليمن منقسم , وغير موحد , لا ينتج عنه الا الحروب والتي سرعان ما تصل نيرانها الى الدول المجاورة , وفي النهاية سوف تنقسم دول الخليج على نفسها وتخسر كل إنجازاتها.
لا اعتقد ان من يمد يد العون الى اليمن سيخسر , لان اليمن عظيم بشعبه و ثروته , وان الانفتاح على هذا البلد العظيم سوف لا ينقذ الملايين من كارثة إنسانية فحسب, وانما ينقذ سمعة ومكانة الامة العربية ويجعلها محترمة بين الأمم , وسوف تحسب الدول الطامعة بخيراتها الف حساب قبل تنفيذ مغامراتها ضدهم . والله , انه امر مخجل ان يجلس قادة دول اقل ثروة من دول عربية ليقرروا مصير العالم بعد انهيار القطب الواحد , ولا تجد اسم بلد عربي واحد من بين هذه الدول . احترام الأوطان من احترام قادتها لها , وفي هذه الحالة فشلت الدول العربية الاختبار .



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 27 تموز كان يوما حافلا ل -خبراء- نشر الرعب في العراق
- هل سيلبس العراقيون ملابس حزن عاشوراء هذا العام مبكرا؟
- تكوين راسمال , العراق نموذجا
- يتفقون على توريد الطاقة الى الغرب و ينسون فلسطين
- هدية السيد في يوم الغدير
- ما زال الغرب يتعامل مع الشرق الاوسط بالدونية و خرق السيادة ا ...
- شتاء اوروبا القادم سيكون قارسا جدا
- فلسطين ليست قضيتي
- لا انتعاش للاقتصاد الوطني بدون دعم القطاع الخاص
- اللقالق تخلت عن زيارة بغداد
- هل ان افلاس روسيا متوقعا؟
- علاقة الصادرات بالتنمية الاقتصادية
- G7 قاطعت الذهب الروسي , فما تاثير ذلك على سوقه؟
- ما حقيقة -تضخم بوتين-؟
- النفط مقابل فلسطين
- بعد استقالة نواب الكتلة الصدرية.. انفراج سياسي ام دم و دمار؟
- محنة الراسمالية مع الحرب الحرب في اوكرانيا
- اسعار النفط في طريقها الى التراجع.. ماذا على العراق فعله ؟
- بغض النظر عن من هو الفاعل , قصف اربيل يجب ان لا يغلق ملفه
- هل ينتقل مرض القتل العشوائي في الولايات المتحدة الى العراق؟


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - اليمن السعيد غير سعيد