أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - يتفقون على توريد الطاقة الى الغرب و ينسون فلسطين














المزيد.....

يتفقون على توريد الطاقة الى الغرب و ينسون فلسطين


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7316 - 2022 / 7 / 21 - 19:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كل قادة المنطقة يدعون ان فلسطين قضيتهم المركزية , وكلهم ينتقدون , في العلن, التوسع الصهيوني على حساب اهل الأرض , وكل يوم نسمع عن اعتداء إسرائيلي ضد الفلسطينيين و الدول المجاورة لها , وكل يوم نسمع ونشاهد كيف ان المستوطنين يهاجمون الأماكن المقدسة ولا يراعون حرمة مكان واحترام شعور الاخرين .
لقد حشد الاعلام العروبي الهمم بين الخمسينيات والثمانيات القرن الماضي لتحرير الأرض المحتلة بقوة السلاح , ولكن التحشيد كان مجرد اعلام واغاني ثورية بدون بناء قاعدة شعبية وقوات مسلحة مجهزة بما تحتاجه الحروب الحديثة . ولهذا السبب خسر العرب جميع معاركهم مع إسرائيل .هذه الخسارات كشفت ان النظم العربية تخلفت عن النظم السياسية الحديثة وان المعارك كانت تقاد بواسطة نوعين من القيادة , حضارية متطورة على الجانب الاسرائيلي يقابلها قيادة عسكرية عفى عليها الزمن . كانت الجيوش العربية تدخل الحروب وينقصها كل شيء مع جيش إسرائيلي واحد مجهز بكل شيء. قادة العرب استخدموا شتى أنواع القهر ضد شعوبهم , بالمقابل كان الشعب الإسرائيلي يزدهر اجتماعيا وثقافيا وصناعيا . وفوق كل شيء اعتبر الغرب بقيادة الولايات المتحدة الامريكية ان الهيمنة الإسرائيلية على المنطقة هو المفتاح الحقيقي للسيطرة على ثرواتها ولاسيما النفطية . ولهذا السبب قدموا كل أنواع المساعدات المالية والعسكرية والعلمية والصناعية الى إسرائيل , فيما قدموا الى دول المنطقة كل شيء يعارض ازدهارها وتقدمها .
توسعت فجوة التقدم والازدهار بين العرب والإسرائيليون , وأصبحت الأخيرة قوة عسكرية ضاربة تدعمها على الأقل 250 قنبلة ذرية . لقد قبل العرب بالهزيمة وقبل اغلب قادتها التطبيع بالسر والعلن , واصبح حراك القرن الماضي ضرب من الخيال . الاعلام العربي المسالم لإسرائيل ربح الحرب ولم يعد ان نرى تظاهرات القرن الماضي تغرق شوارع بغداد وبيروت والقاهرة وهي تطالب بالتحرير . لقد نجح الاعلام العربي المسالم لإسرائيل بجذب كتاب و فنانين و سياسيين واصبحنا لا نسمع الأغاني والاناشيد الثورية التي كانت تشحذ الهمم , بل اصبحنا نسمع من بعض ساسة المنطقة من يدعو الى التطبيع ويردد ما يذاع على الاعلام العبري.
ولكن مهما طبل المطبلون للتطبيع تبقى هناك حقيقة واحدة وهي ان هناك ارض عربية اغتصبت بالقوة وان هناك شعب مهجر يعيش تحت الخيام , ومهما حاول حكام العرب تبرير بعدهم عن القضية العربية , فان التاريخ سوف لن يغفر لهم ويرحمهم.
هذه المرة الرحمة والمغفرة جاءت هي تطرق أبواب قادة العرب لتختبر ارادتهم ,لكنهم على ما يبدوا فضلوا السلامة وعدم الازعاج. الحرب في اكرانيا والعقوبات على روسيا أصبحت فرصة ذهبية لتحقيق مطالب الفلسطينيين بكل سلام وبدون حرب , وطائرات متقدمة ودبابات واناشيد وطنية . كل ما في الامر , كان على العرب ان يقولوا للغرب والولايات المتحدة الامريكية نحن مستعدون لسد بعض العجز في توريد الغاز الروسي الى اروبا وبالمقابل بيضوا صفحتنا امام شعوبنا وحققوا مطالب الشعب الفلسطيني وهي ليست بالكثيرة , خاصة وان اغلب الفلسطينيون قد وافقوا علنا وسرا بالدولتين . ولكن , بكل اسف, لا السيد بايدن في زيارته الأخيرة , ولا العرب الذين اجتمعوا معه طرحوا موضوع فلسطين , وكان قضية فلسطين ليست قضية تعيش في وجدان كل عربي ومسلم و انسان حر.
الاسوء من ذلك , ثلاث دول عربية( مصر والامارات والجزائر) و دولة إسلامية غنية بالغاز الطبيعي (أذربيجان) يقررون توريد الغاز الى اروبا لتعويضها عن النقص المتوقع من امدادات الغاز الروسي مع غياب كامل بالمطالبة بالحقوق الفلسطينية , وهو امر محير , لأنه اذا لم يستطع العرب والمسلمين (أصحاب الغاز) من فرض ارادتهم على اروبا وامريكا في هذا الوقت الحرج, فمتى سيحصل الفلسطينيون على حقوقهم ؟
على كل حال , لم نسمع من الذين قرروا توريد الغاز الى اروبا من انهم ما زالوا يفكرون في القضية الفلسطينية وانهم راغبون بحلها وبذلك يمهدوا الطريق لدول الشرق الأوسط بالتقدم والازدهار , ولو طرحوا القضية الفلسطينية كجزء من الاتفاقيات توريد الغاز لسمعناها و لرددها الاعلام العربي مليون مرة , ولكن الاعلام العربي على ما يبدو ليس لديه ما يقوله .
مع هذا , نقول ان الامل ما زال حيا , وان أصحاب الغاز ما زال لديهم الوقت الكافي لفرض شروطهم على الدول التي هي بأمس الحاجة للغاز , خاصة وان الشتاء قادم بسرعة وامكانيات عيش اروبا بدون الغاز الروسي أصبحت مستحيلة . بموجب حديث الخبير في شؤون الطاقة الروسي بوريس مارتينكيفيتش , فان خطة أوروبا في التخلي عن امدادات الغاز من روسيا خطة غير واقعية بدون مساعدة الاخرين . بكلام اخر , ما زال أصحاب الغاز من العرب عندهم الوقت الكافي لطرح موضوع فلسطين على اخوانهم الغربيين , ولا اعتقد ان الغربيين سوف يردوا طلبهم و يخيبوا أمالهم , لان عندما يصل الامر بمصلحة شعوبهم وسلامة نظمهم يصبح كل شيء مسموح به , حتى وان تطلب الامر شطب إسرائيل من الخارطة .



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هدية السيد في يوم الغدير
- ما زال الغرب يتعامل مع الشرق الاوسط بالدونية و خرق السيادة ا ...
- شتاء اوروبا القادم سيكون قارسا جدا
- فلسطين ليست قضيتي
- لا انتعاش للاقتصاد الوطني بدون دعم القطاع الخاص
- اللقالق تخلت عن زيارة بغداد
- هل ان افلاس روسيا متوقعا؟
- علاقة الصادرات بالتنمية الاقتصادية
- G7 قاطعت الذهب الروسي , فما تاثير ذلك على سوقه؟
- ما حقيقة -تضخم بوتين-؟
- النفط مقابل فلسطين
- بعد استقالة نواب الكتلة الصدرية.. انفراج سياسي ام دم و دمار؟
- محنة الراسمالية مع الحرب الحرب في اوكرانيا
- اسعار النفط في طريقها الى التراجع.. ماذا على العراق فعله ؟
- بغض النظر عن من هو الفاعل , قصف اربيل يجب ان لا يغلق ملفه
- هل ينتقل مرض القتل العشوائي في الولايات المتحدة الى العراق؟
- الغرب يخسر معركته مع روسيا الاتحادية
- حديث مع دعاة التطبيع
- العراقيون يرفضون التطبيع
- لماذا لم تنجح العقوبات الاقتصادية الغربية ضد روسيا الاتحادية ...


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - يتفقون على توريد الطاقة الى الغرب و ينسون فلسطين