أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - هدية السيد في يوم الغدير















المزيد.....

هدية السيد في يوم الغدير


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7314 - 2022 / 7 / 19 - 19:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السيد هو مقتدى الصدر , ويوم الغدير هو يوم متعارف عليه بين عامة المسلمين وهو يوم وقوف النبي محمد , صلى الله عليه وعلى اله , في اخر حجة له في موقع يسمى بغدير خم , وهو موقع ما بين مكة المكرمة و المدينة المنورة يدعو فيها المسلمين بموالاة الامام علي وذلك في يوم 18 من ذي الحجة . اتفق المسلمين على الخطبة ولكن اختلفوا على معنى الولاية , وهو غير موضوعنا .
في هذا اليوم والذي احتفل فيه الشيعة في عموم العالم وعطلت الدوائر الرسمية في جميع محافظات الجنوبية من العراق ونشرت وسائل البهجة والافراح في شوارع المدن وتناثرت موائد الطعام في كل زقاق , خرج تصريح للسيد مقتدى الصدر, زعيم التيار الصدري وهو يتهم السيد نوري كامل المالكي رئيس الوزراء الأسبق بانه اتهم السيد الصدر مسؤولية قتله العراقيين وانه عميل لإسرائيل . السيد المالكي رفض الاتهام ونفاه عبر مكتبه , ولكن السيد الصدر اصر على اصدار "استنكار مشترك من قيادات الكتل المتحالفة مع المالكي من جهة , ومن كبار عشيرته من جهة ثانية".
تصريح السيد نغص فرحة عيد الغدير واقلق الشارع العراقي و كهربه, خاصة وان السيد قد كشف عن عظم قوته قبل ثلاثة أيام وهي إقامة " صلاة الجمعة الموحدة" والتي قدر عدد المشاركين فيها بحوالي مليونين ونصف , البعض منهم اتخذ من السيد الصدر قائدا دينيا وسياسيا , وكلماته لا تقل عن كلمات امام معصوم , وهذه هي المشكلة التي تنتظر العراق , خروج الوضع عن اليد واعتبار الشارع هو الفصل , خاصة وان اتباع السيد المالكي لا يقلون عددا وعدة من عدد وعدة السيد مقتدى الصدر . الجنوب العراقي في خطر كبير وكل مخيم يحضر شفرته لذبح الاخر. وبذلك من المعقول ان ندين تصريح السيد على الهواء الطلق في هذا الوقت واذا كان الاتهام قد انطلق فعلا عن السيد المالكي, فانه يمكن حل الغازه عن طريق ممثلو السيد بكل هدوء ومسؤولية. السيد لم يسكت , واختار الحرب العلنية مع اتباع السيد المالكي وهذا ما قد يعرض الأرض والعباد الى دمار قد يفوق دمار الحرب الاهلية التي وقعت عام 2007 و2009 .
من قراءة تصريح السيد والذي اطلقه من خلال منصة " تويتر" لا يصل القارئ من استنتاج الا الى ان العراق ما زال بعيدا جدا عن الاستقرار السياسي والحكم المدني الذي يسوده القانون . السيد طالب اعتذار جميع " قيادات الكتل المتحالفة مع المالكي" , وهو طلب ليس بمحله وكان من المفروض من السيد طلب الاعتذار, ان صح الاتهام, من السيد المالكي نفسه فقط, فهو المسؤول عن ما يتفوه به وليس الاخرين. ولكن طلب السيد الاعتذار الجماعي وضع جميع المتحالفين مع السيد المالكي تحت الاتهام والهدف , او قل تهديداته . بمعنى ان الانفلات الأمني , لا سمح الله, سيعم العراق وليس الجنوب فقط , لعلمنا ان هناك أحزاب وكتل سياسية تؤازر السيد المالكي في عموم العراق.
الامر الثاني ,هو مطالبة السيد اعتذار " كبار عشيرته (المالكي)" , وهو طلب في غير محله ايضا, ما علاقة العشيرة بالخلافات السياسية ؟ السيد رجل سياسي والمالكي رجل سياسي , فما موقع العشيرة بينهما ؟ ففي الوقت الذي يرفض جميع احرار العراق ومحبي حكم القانون التدخل العشائري في الشؤون السياسية , بل حتى الظواهر التي فرضتها العشيرة على الشارع العراقي من قتال تستخدم فيه الأسلحة الخفيفة والمتوسطة بسبب مشاجرة أطفال في المدرسة , واذا يخرج السيد بمطالبة عشيرة السيد المالكي ( عشائر ال مالك ) بالاعتذار .انه طلب يخالف القواعد الديمقراطية والتي سمحت للسيد الصدر حصاد اكبر عدد من الأصوات . النظام العشائري يجب ان يقضى عليه اذا رغب العراقيون بحكم مستقر , سلام دائم, عدالة, هيبة للدولة, احترام المراءة, احترام موظف الدولة , واحترام الجيرة . لقد وصل الامر ان الجار يخاف جاره من الدكه العشائرية بسبب مشاجرة أطفال على لعبة كرة قدم.
وقت هجوم السيد الصدر على المالكي كان غير موفق لان الغليان الشارع العراقي الحالي لا يسمح لأي خلاف سياسي من هذا الحجم ويتطلب بدلا من ذلك العمل سويتا لتهدئة الشارع وذلك عن طريق تشكيل حكومة مقبولة ودعم الاقتصاد العراقي وإعطاء امل للعاطلين عن العمل والفقراء , وما اكثرهم , بشيء يتأملوه في المستقبل .
الازمة بين السيد الصدر والسيد المالكي أعطت السبب للمرة المليون للذين يرفضون الأحزاب الدينية في إدارة البلاد .بالحقيقة ان هيمنة الأحزاب الدينية على الوضع السياسي كشف انهم ليس اقل خطورة من النظم الديكتاتورية . نظام صدام حسين لم يسمح للانتقادات , والأحزاب الدينية لا تسمح للانتقادات أيضا, وخير دليل انه لا احد يستطع انتقاد السيد المالكي او الصدر او الحكيم علنا . كانت قوى الامن في عهد صدام هي التي تهيمن على الشارع العراقي ويخافها المواطنين , وهذا اليوم فان انصار الأحزاب الدينية هي التي تهيمن على الشارع العراقي وتفرض رغبتها عليه وعلى سلطات الدولة . حملة رفع التجاوزات على الطرق العامة في بغداد توقفت خوفا من غضب انصار القوى الدينية على امانة العاصمة.
شخصيا , ليس لي عداوة مع أي قوة سياسية دينية , ولكنها أعطت السبب للمواطن العراقي لرفضها لأنها لم تقدم له شيء يسعد به او امل يرجى منه . كلهم يدعون الى حماية المذهب والدين , ولكن الدين والمذهب ما زالا بخير , ومن الاحسن لهم بلا من ذلك المنافسة على تقديم احسن الخدمات للمواطن العراقي . المواطن العراقي يريد دار سكن , يريد ماء و كهرباء بدون انقطاعات , يريد عمل بأجور تمكنه من العيش الكريم , و يريد قوانين يحترمها جميع العراقيون ولا احد فوقها .
لقد كانت تعليقات قراء خبر هجوم السيد على المالكي ليس مفرحا ولم يعفي أحدا من الذين يحكمون العراق بالعمالة لإسرائيل , أمريكا , وايران . حيث يقول احدهم وهو يخاطب المالكي والصدر بالقول " هؤلاء هم احفاد قتلة علي", واخر يقول "كلكم مثل بعض خربتوا العراق", واخر يدعو ويقول " اللهم اجعل باسهم بينهم شديد", واخر يصرح ويقول " طالب جزء من الشعب ان يحكمه شيطان ولا يحكمه حزب البعث , رحل حزب البعث وجاءت أمريكا بأعداد كبيرة جدا من الشياطين " واخرا يقول " الشرارة على وشك الاشتعال ! هؤلاء تقاسموا غنيمة العراق ونهشوا لحمه! الحمد لله عشنا اليوم الذي كنا نتوقعه", فتعضوا يا الو الالباب.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما زال الغرب يتعامل مع الشرق الاوسط بالدونية و خرق السيادة ا ...
- شتاء اوروبا القادم سيكون قارسا جدا
- فلسطين ليست قضيتي
- لا انتعاش للاقتصاد الوطني بدون دعم القطاع الخاص
- اللقالق تخلت عن زيارة بغداد
- هل ان افلاس روسيا متوقعا؟
- علاقة الصادرات بالتنمية الاقتصادية
- G7 قاطعت الذهب الروسي , فما تاثير ذلك على سوقه؟
- ما حقيقة -تضخم بوتين-؟
- النفط مقابل فلسطين
- بعد استقالة نواب الكتلة الصدرية.. انفراج سياسي ام دم و دمار؟
- محنة الراسمالية مع الحرب الحرب في اوكرانيا
- اسعار النفط في طريقها الى التراجع.. ماذا على العراق فعله ؟
- بغض النظر عن من هو الفاعل , قصف اربيل يجب ان لا يغلق ملفه
- هل ينتقل مرض القتل العشوائي في الولايات المتحدة الى العراق؟
- الغرب يخسر معركته مع روسيا الاتحادية
- حديث مع دعاة التطبيع
- العراقيون يرفضون التطبيع
- لماذا لم تنجح العقوبات الاقتصادية الغربية ضد روسيا الاتحادية ...
- رسالة اقتصادية سعودية الى العراقيين


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - هدية السيد في يوم الغدير