أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - حل البرلمان العراقي يعني الجوع و الحرمان














المزيد.....

حل البرلمان العراقي يعني الجوع و الحرمان


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7343 - 2022 / 8 / 17 - 19:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يحتاج شخص شهادة الدكتوراه في اختصاص الاقتصاد حتى يعرف طبيعة الاقتصاد العراقي . النفط يمثل 90% من مجموع الصادرات العراقية وحوالي 50% من حجم الاقتصاد العراقي , وحوالي 90% من واردات الدولة المالية . هذه الحقائق لم تتغير كثيرا منذ تقريبا الستينيات القرن الماضي ولحد الان . هناك علاقة إيجابية و قوية مع جميع مفردات الاقتصاد الكلي و الجزئي مع قطاع النفط . أي يزدهر أي قطاع اقتصادي في العراق مع ازدهار الواردات النفطية , والعكس هو صحيح. وما زال العراقيون يتذكرون جيدا ما حل بهم زمن الحصار الاقتصادي العالمي على العراق بعد احتلال نظام صدام حسين دولة الكويت الشقيق , ومرة ثانية خلال احتلال داعش العراق وتوجيه جميع الموارد المالية تجاه الحرب, وثالثة , عندما زارت كرونا العالم , حيث يتذكر القارئ الفاضل كيف وصلت أسعار النفط الى سالبه, أي ان مالك النفط بدلا من ان يبيعه الى مشترين, اصبح المالك يدفع الأموال من اجل التخلص من نفطه. في جميع هذه الحالات كان المواطن العراقي هو الضحية من نقص الإيرادات النفطية المالية , حيث تعطل دفع رواتب العمال والموظفين الحكوميين, توقف دفع أصحاب العقود مع الحكومة , وتوقفت مشاريع البنى التحتية , لتجر وراءها توقف في اعمال الشورجة , المركز التجاري في بغداد والعراق.
المواطن العراقي لم يعش في بحبوة العيش في السابق وكذلك هذا اليوم , ويبدوا حتى في المستقبل اذا بقية أبواب البرلمان العراقي مقفلة . البطالة والفقر لم يستطع نظام سياسي القضاء عليهما سابقا , ولم تستطع الحكومات بعد التغيير أيضا . نسبة البطالة تتجاوز 15% من مجموع القوى القادرة على العمل , وما لا يقل عن 25% من أصحاب اعمار 18 الى 25 عام , فيما بقية نسبة الفقر او تحت خط الفقر تحلق بنسبة 23% . بلد يمشي ناسه على بحار من نفط و ان 23% من شعبه من الفقراء, اليس هذا غريب ويؤشر الى ان هناك خلل في إدارة الدولة ؟ اليس من حق المواطن الخروج وتظاهر ضد كل من شارك و قاد الحكم في العراق؟ اليس خراب بغداد مسؤولية جميع من شارك في إدارة الدولة العراقية وبدون استثناء؟ اليس من المعيب ان يؤشر أسباب هذا الخراب الى حزب معين ولا يؤشر الى بقية من شارك في إدارة الدولة من شيعة وكرد وسنة ؟ اعتقد ان استفراد مجموعة من السياسيين واتهامهم بالفساد وترك الباقين , انما هي دعوة سياسية للتسقيط وليس خالصة لوجه الله .
الوقت ليس وقت تسقيط المنافسين , الوقت هو النظر الى حاجة المواطن العراقي لكل شيء تقريبا . الفساد و المحاصصة , مشاكل الدستور وتغيير النظام السياسي مشاكل لا يستطع حزب او كتلة معينة القضاء عليها لا في سنة ولا في خمسة سنوات ولا حتى في عقد من الزمن . وان أي كتلة او حزب يدعي بقدرته القضاء عليها خلال حكمة انما يحكم على نفسه بالفشل والاتهامات وفي الأخير تخلي الشارع عنه. أي قيادة جديدة ,صغيرة او كبيرة, سوف لن تستطع تخفض البطالة المتفشية خلال فترة حكمها , لان العراق يحتاج الى مشاريع ضخمة لا تستطع الدولة وحدها إنجازها , القطاع الزراعي غير قادر على توفير الطعام الى المواطن العراق ومن المستبعد اعادته الى الحياة خلال عمر حكومة واحدة . النخلة تحتاج الى عشرة سنوات لتكون جاهزة للإنتاج . النقطة هي ان كل حكومة جديدة تدعي بان العراق سيكون احسن تحت ادرتها انما تكذب على شعبها وعلى نفسها . العراق في حاجة الى تكاتف جميع قادة الأحزاب والكتل السياسية من اجل إخراجه من محنته , وان يستمر هذا التكاتف لفترة طويلة.
الوقت ليس وقت تسقيط الغرماء ,وانما العمل سوية من اجل تقدم العراق بعد ان تخلف حتى مع جيرانه . انتصار أي جهة في النزاع القائم سوف لن ينهي النزاع وانما سيعقده , و سيزيد من معاناة المواطن العراقي من نقص الخدمات , قلة فرص العمل , الخوف والقلق , ووقف المشاريع الحكومية وربما وقف دفع رواتب موظفي الدولة . ففي تصريح للسيد مظهر محمد صالح مستشار السياسة المالية لرئيس الوزراء حذر فيه ان عدم التأم مجلس النواب العراقي لتمرير ميزانية عام 2023 سيؤدي الى عدم استطاعت الحكومة على دفع رواتب موظفيها في السنة القادمة , على الرغم من الوفرة المالية عندها . ففي الوقت الذي استطاعت الحكومة الحالية توفير رواتب الموظفين والصرف على بعض المشاريع الضرورية على قاعدة 1:12 , فان هذه القاعدة لا يمكن تطبيقها في العام القادم , نظرا لانتهاء مفعول قانون تلك القاعدة , وبذلك لا يكون عند السيد الكاظمي أي سند قانوني لدفع رواتب الموظفين وهم بالملايين , توقف جميع مشاريع الاعمار , توقف برامج الرعاية الاجتماعية , وحتى الصرف على المدارس والمستشفيات والقوى الأمنية .
ماذا سيحل اذا ؟
ازدياد عدد العاطلين عن العمل
ازدياد عدد الفقراء
زيادة في اعداد الوفيات بسبب سوء التغذية وقلة الادوية
زيادة نسبة الامية
زيادة حالات الامراض النفسية واستخدام المخدرات
زيادة في عدد الجرائم الجنائية
ثورة الشارع والتي سيخر منها الجميع . أتمنى مخلصا ان لا يتحقق ذلك.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مخاطر التظاهر المضاد على السلم الاهلي في العراق
- هل سيحقق السيد الصدر مطالبه؟
- امة العرب ما زالت تحن الى زمن صدام!
- هل سيرجع العراق الى زمن بيان - رقم واحد-؟
- الاثار الاجتماعية للحرب الاهلية على الجنوب العراقي
- ماذا قالوا عن ثورة الصدر -العاشورية-؟
- الحرب الشيعية - الشيعية ونتائجها المتوقعة
- اليمن السعيد غير سعيد
- 27 تموز كان يوما حافلا ل -خبراء- نشر الرعب في العراق
- هل سيلبس العراقيون ملابس حزن عاشوراء هذا العام مبكرا؟
- تكوين راسمال , العراق نموذجا
- يتفقون على توريد الطاقة الى الغرب و ينسون فلسطين
- هدية السيد في يوم الغدير
- ما زال الغرب يتعامل مع الشرق الاوسط بالدونية و خرق السيادة ا ...
- شتاء اوروبا القادم سيكون قارسا جدا
- فلسطين ليست قضيتي
- لا انتعاش للاقتصاد الوطني بدون دعم القطاع الخاص
- اللقالق تخلت عن زيارة بغداد
- هل ان افلاس روسيا متوقعا؟
- علاقة الصادرات بالتنمية الاقتصادية


المزيد.....




- ترامب يعلن تبرعه براتبه لتمويل تجديدات البيت الأبيض: -ربما أ ...
- ترامب يقول إن لقاء ويتكوف مع بوتين كان -مثمرًا للغاية-
- مجددًا الدعوة لنزع السلاح من الخرطوم.. قائد الجيش السوداني ي ...
- هل يتجنّب الجيش الإسرائيلي قتل المدنيين؟ إحصاء يظهر أرقاماً ...
- في اتّصال مع القادة الأوروبيين.. ترامب يكشف عن خطة للقاء بوت ...
- سموتريتش لا يهمه سكان غزة ويريد خنقها وتدمير حماس لتحقيق الن ...
- تحذيرات من سباق تسلح نووي عالمي جديد
- ماكرون يدعو إلى مزيد من -الحزم- مع الجزائر
- تايمز: الجيش البريطاني كلف شركة بالتجسس في غزة
- اتهامات متبادلة وتحذير من -وضع خطير- بسبب سلاح -حزب الله-


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - حل البرلمان العراقي يعني الجوع و الحرمان