طلال الربيعي
الحوار المتمدن-العدد: 7345 - 2022 / 8 / 19 - 22:41
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
غروس: سيكولوجية اللاوعي هي فلسفة الثورة!
لاكان: الثورة بدون وعي الرغبة ثورة مضادة!
كما ذكرت في الحلقة السابقة, انتقد فرويد الشيوعية في كتابه الحضارة وسخطها، بحجة أن الماركسيين يقللون من أهمية انتقال القيم والأيديولوجيات الثقافية بين الأجيال (أو "أوامر الأنا العليا") عندما يؤكدون على الأساس الاقتصادي أو المادي للمجتمع.
وفقًا لكولستون، كما اشرت له أيضا في الحلقة السابقة, إن فهم فرويد للثورة الاجتماعية باعتباره "فشل انتقال" القيم الثقافية هو بالضبط كيف يتولى المحللون النفسيون ذوو الميول اليسارية الدور الذي يمكن أن يلعبه التحليل النفسي في التغيير الاجتماعي. علاوة على ذلك، يجادل كواستون بأن هذه "الفجوة" هي موقع التغيير، لأنها تفتح فرصًا للتفكير في الترتيبات السياسية بشكل مختلف.
بالنسبة إلى فيلهلم رايخ وأفراد من مدرسة فرانكفورت، مثل ثيودور أدورنو، ماكس هوركهايمر، هربرت ماركوز، وإريك فروم، فإن ما هو مطلوب هو اضفاء بُعد اجتماعي وتاريخي أقوى على مفاهيم التحليل النفسي. فى الجانب الآخر، اعتقد الكثيرون أن الماركسية لديها "فرص ضعيفة" في النظر في الذاتية البشرية والرغبة. مع اجتماع الاثنين في الوسط، ربما يمكن لكل منهما تعزيز الآخر.
خلال "العصر الذهبي" للرأسمالية بعد الحرب العالمية الثانية، اندمج العديد من المحللين النفسيين مع النظام الاجتماعي السياسي السائد، مما أدى إلى نوع من التحليل النفسي "المهادن" الذي لم يشكك في دوره في المجتمع كجزء من مؤسسة الطب النفسية المحافظة تقليديا.
بالنسبة لكولستون، حدث تحول آخر مع ظهور "اليسار الجديد," في الستينيات. شارك الطبيب النفسي من الماترينيك مؤلف كناب "معذبو الأرض" والناطق الرسمي لجبهة التحرير الجزائرية وقتها, فرانتز فانون,
Frantz Fanon
THE WRETCHED
DF THE EARTH
Preface by
JEAN-PAUL SARTRE
https://vt.instructure.com/courses/23718/files/886914
الفليلسوف هربرت ماركوز، جيل ديليوز، فيليكس غواتاري، وغيرهم في نغذية المشاعر المعادية للرأسمالية. على الرغم من أن العديد من افكار بعض هؤلاء كانت تنتقد التحليل النفسي، إلا أنها تأثرت به أيضًا: كتاب نقيض أوديب: الرأسمالية والشيزوفرينيا (1972)، الذي كتبه الفيلسوف الفرنسي جيل دولوز والمحلل النفسي الفرنسي فيليكس غوتاري، يشكل نقدًا للاستخدامات المعاصرة للتحليل النفسي والماركسية، ويحلل علاقة الرغبة بالواقع وبالمجتمع الرأسمالي على وجه الخصوص. كما يتناول مسائل علم النفس البشري والاقتصاد والمجتمع والتاريخ
The Anti-Oedipus: Capitalism and Schizophrenia
work by Deleuze and Guattari
.https://www.britannica.com/topic/The-Anti-Oedipus-Capitalism-and-Schizophrenia
ولعل أشهر المحللين النفسيين الأكثر تشددًا الذين خرجوا من هذه الحقبة الفكرية هو المحلل الفرنسي جاك لاكان، الذي أثار الكثير من الجدل حول آرائه السياسية. أعلن لاكان ضرورة "العودة إلى فرويد"، على الرغم من أن الكثيرين قد يجادلون بأنه أعاد تفسير فرويد بشكل جذري وأنشأ مدرسته الخاصة للفكر والممارسة في هذه العملية.
- مدخل اولي الى لاكان-
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=372255
و
#طلال الربيعي - لاكان, التوسير, واليساريون من اعوان المؤذن!
https://hathalyoum.net/articles/1418763-%D8%B7%D9%84%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%B9%D9%8A-%D9%84%D8%A7%D9%83%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%B3%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D9%88%D9%86-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%86-
خلال ثورات العمال والطلاب في باريس أواخر الستينيات من القرن الماضي، أصبح لاكان موضوعًا سياسيًا. يعتبر البعض أن إرثه الدائم بمثابة تحذير للمنشقين السياسيين بأنهم ببساطة "يبحثون عن سيد جديد":
يقول لاكان:
"الطموح الثوري ليس له سوى نتيجة واحدة محتملة - ينتهي كخطاب السيد. هذا هو ما أثبتته التجربة. ما تطمح إليه كثوريين هو سيد. سوف تحصل على واحد."
Theology after Lacan: The Passion for the Real
edited by Creston Davis, Marcus Pound, Clayton Crockett
https://books.google.at/books?id=SVj7DwAAQBAJ&pg=PA220&lpg=PA220&dq=%E2%80%9CThe+revolutionary+aspiration+has+only+a+single+possible+outcome%E2%80%94of+ending+up+as+the+master%E2%80%99s+discourse.+This+is+what+experience+has+proved.+What+you+aspire+to+as+revolutionaries+is+a+master.+You+will+get+one.&source=bl&ots=NyPUQ9fOeI&sig=ACfU3U0K7jkB7J0aGkyhvY9-py_7WsEEgw&hl=en&sa=X&ved=2ahUKEwjp_8mv9tD5AhXwRPEDHYv4CKQQ6AF6BAgDEAM#v=onepage&q=%E2%80%9CThe%20revolutionary%20aspiration%20has%20only%20a%20single%20possible%20outcome%E2%80%94of%20ending%20up%20as%20the%20master%E2%80%99s%20discourse.%20This%20is%20what%20experience%20has%20proved.%20What%20you%20aspire%20to%20as%20revolutionaries%20is%20a%20master.%20You%20will%20get%20one.&f=false
ينظر كولستون إلى مساهمة لاكان بشكل أكثر إيجابية، بحجة أن لاكان كان يحاول ببساطة حمل المرآة للثوريين المحتملين بطريقة قد تساعدهم على توضيح أهدافهم ورغباتهم.
حسب لاكان, بدون الخطاب التحليلي النفسي لتوضيح الرغبة، قد يكون الطموح الثوري يؤوي، على الرغم من إخفاءه، الثورة المضادة في مشروعه- تفعيل ثورة خاطئة تُفتقد هدفها على طول الطريق.
ويشير كولستون إلى "دعم لاكان" الذي لا لبس فيه "للنزول إلى الشارع عندما يسأله المحللون النفسيون الآخرون كدليل على ميول لاكان التقدمية.
ينهي كولستون تحليله على أن الأريكة التحليلية يمكن أن تكون بمثابة فضاء لتوضيح الموضع الذي نكون فيه، وكذلك للنظر في الأهداف التي يهدف التقدميون السياسيون إلى تحقيقها وكيفية الوصول إلى هناك. التحليل النفسي، وبعبارة أخرى وبعرف لاكان، يّمكن أن يكشف التحليل للمحَلَل analysand الرغبة في رمي حجارة الرصيف (في تظاهرات الشارع!) . يمكن للمحلِل analyst حتى طرح الأسئلة المثيرة التي قد تعيد أو توضيح رغبته: ‘على من ستلقي حجارة الرصيف؟ ولأجل من ترميها؟ "
أما بالنسبة للمحللين النفسيين أنفسهم، يعتقد لاكان أن هناك مجالًا للمشاركة السياسية "كرفاق"، على الرغم من أن العيادة التحليلية النفسية، أو قاعة المحاضرات، ليست هي نفسها مشاركة مباشرة في الثورة الاجتماعية.
بعرف لاكان, إن التحليل النفسي هو مثل علم أصول التدريس pedagogy، لا يمكن أن يقم بالفعل السياسي كمحلِل أو كمدرس. ومع ذلك، فإن الدخول إلى هذه الفجوة لا يزال ممكنًا، وهذا هو التمييز الحاسم الذي يميز التحليل النفسي السياسي: لا يزال بإمكان المحلََل النفسي analysand الذي هو أيضا محلِل نفسي analyst أن يتخذ دائمًا خطوة غير مؤكدة في العمل السياسي كرفيق، بينما يحافظ على قدر من الحياد التحليلي, ويؤكد اوتو غروس Otto Gross, الذي اشرت اليه في الحلقة الماضية, ان التحليل النفسي هو عمل الثورة التحضيري.
Otto Gross - the Anarchist Psychoanalyst
https://libcom.org/article/otto-gross-anarchist-psychoanalyst
والفيلم
Otto Gross - Drug Seeking Behaviour ! - A Dangerous Method
(العنوان: الرغبة المظلمة, بالالمانبة)
https://www.youtube.com/watch?v=al62UHZtI-g
يجمع بين غروس والمحلل النفسي كارل يونغ الذي كان بزور غروس عند اقامته في مصح للأمراض للنفسية بسبب ادمان غروس على الكوكائين (كما في حالة فرويد, حيث ان مضار استخدام الكوئائين على الصحة والادمان عليه لم تكن معروفة وقتها). مات غروس من الجوع في برلين في عام 1919.
A DANGEROUS METHOD
P.18
https://www.sonyclassics.com/adangerousmethod/adangerousmethod_presskit.pdf
وفي هذه اللقاءات فام كل من الاثنين بلعب دور المحلَل والمحلِل مع الآخر, حيث ان كلاهما استخدم الآخر لتحليل نفسه والآخر. والتقنية العلاجية هذه في التحليل النفسي تسمى "التحليل المتبادل" نسبة الى المحلل النفسي الهنغاري الكبير Sándor Ferenczi
https://www.sandorferenczi.org/sandor-ferenczi/about-ferenczi/
الذي ابتكر هذا النوع من تقنية العلاج
Mutual Analysis
https://www.encyclopedia.com/psychology/dictionaries-thesauruses-pictures-and-press-releases/mutual-analysis
كانت زيورخ وفيينا عشية الحرب العالمية الأولى مسرحا لقصة مظلمة عن الجنس واكتشاف فكري في فيلم "الطريقة الخطرة"
Otto Gross - Drug Seeking Behaviour ! - A Dangerous Method
https://www.youtube.com/watch?v=al62UHZtI-g
الفيلم مستوحى من أحداث الحياة الحقيقية. يمنحنا الطريقة الخطرة لمحة عن العلاقات المضطربة بين الطبيب النفسي الشاب كارل يونغ ومعلمه سيغموند فرويد وسابينا سبيلرين، الشابة المضطربة ولكن الجميلة التي تأتي بينهما. داخل هذا المزيج يأتي أوتو غروس، المريض "الفاسق" المصمم على تخطي الحدود.
A DANGEROUS METHOD
https://www.sonyclassics.com/adangerousmethod/adangerousmethod_presskit.pdf
وكذلك
Mark Kermode A Dangerous Method
https://www.youtube.com/watch?v=i8LMRroZ1y4
حسب البعض, لا يقول الفيلم الكثير عن غروس الحقيقي, الذي على الرغم من عيوبه العديدة، تمكن من الجمع بين اهتماته في الفيلسوف الألماني المابعد -هيغلي ماكس شتيرنر Max Stirner (1806-1856)، نيتشه، فرويد، بيتير كروبوتكين Peter Kropotkin (فوضوي روسي، اشتراكي، ثوري، مؤرخ، عالم، فيلسوف وناشط دعا إلى الشيوعية اللاسلطوية. 1842 -1921)، "الثورة الجنسية"، النسوية والحزب الشيوعي الألماني (في وقت المرحلة اليسارية الشيوعية). كما كان له تأثير مهم على يونغ وكافكا والحركة الدادائية في برلين.
قال أوتو غروس في عام 1913: "لقد اختلطت مع الأناركيين فقط وأعلن نفسي أناركي. أني محلل نفسي ومن تجربتي اكتسبت فكرة أن النظام الحالي هو نظام سيء. -وبما أنني أريد أن يتغير كل شيء، فأنا أناركي"
Psychoanalysis, History and the Father
https://books.google.at/books?id=85OsAgAAQBAJ&pg=PT172&lpg=PT172&dq=Berze,+J.,+D.K.+Stelzer+(1999+/+2000).+Befund+und+Gutachten,+ed.+A.+Hansen.+Gegner,+No.+3,&source=bl&ots=aMs3nQr5aH&sig=ACfU3U1ZRmL0bOFfd3FVUJhxhzRjNbkFag&hl=en&sa=X&ved=2ahUKEwjQ_pLMk9P5AhXDOHoKHQpNAYgQ6AF6BAgCEAM#v=onepage&q=Berze%2C%20J.%2C%20D.K.%20Stelzer%20(1999%20%2F%202000).%20Befund%20und%20Gutachten%2C%20ed.%20A.%20Hansen.%20Gegner%2C%20No.%203%2C&f=false
كان غروس أول محلل نفسي يربط التحليل النفسي بالسياسة الراديكالية:
يقول غروس في عام 1913:
The psychology of the unconscious is the philosophy of .e., this is what it is appointed to become because it ferments insurrection within the psyche, and liberates individuality from the bonds of its own unconscious. It is appointed to make us inwardly capable of freedom, appointed because it is the preparatory work for the revolution.
"إن سيكولوجية اللاوعي هي فلسفة الثورة: أي، هذا ما تم تعيينه ليكون لأنه يخمر التمرد داخل النفس، ويحرر الفردانية من روابط اللاوعي الخاص بها. وهي مُعيَّنة لتجعلنا قادرين داخليًا على الحرية، وهي مُعيَّنة لأنها العمل التحضيري للثورة."
Otto Gross
Overcoming Cultural Crisis
https://theanarchistlibrary.org/library/otto-gross-overcoming-cultural-crisis
يتبع
#طلال_الربيعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
