أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - نضال نعيسة - رهان أردوغان على علويي تركيا














المزيد.....

رهان أردوغان على علويي تركيا


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 7342 - 2022 / 8 / 16 - 23:23
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


زار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في وقت سابق، من الأسبوع الجاري، "جمعاً" للطائفة العلوية "التركية" البكتاشية في أنقرة، وأحيا معها بعض الطقوس الدينية والمناسبات الخاصة بالعلويين وهي كثيرة على فكرة، وهذه سابقة لافتة في تاريخ هذه الطائفة، ربما لم يسبقه لها أحد، فحتى في سوريا، لم يسبق أن قام أي رئيس سوري بإحياء طقوس خاصة واحتفالات للطائفة النصيرية، على عكس ما يجري للطائفة الرئيسية (الناجية من النار)، وهي التي تمثل دين الدولة البعثية الرسمي، حيث اعتاد الرؤساء في سوريا على الإسراع والمشاركة "الرسمية" في مناسبات وأعياد الطائفة "المنصورة" كعيد الأضحى والفطر والمولد النبوي، وليلة القدر، ورأس السنة الهجرية، فيما تم رسمياً، في سوريا "البعث" حظر بعض المناسبات والأعياد "النصيرية" ومنعها كـ(الاحتفالات بأعياد الرابع من نيسان التي كانت تجري سنوياً) وتشكل خطوات كهذه، وبالمنظور القانوني الدولي، عدواناً على التراث الإنساني..
غير أن التباينات الثقافية الحادة بين علويي تركيا واسعة جداً، بحيث لا يمكن الرهان على استحلاب موقف سياسي موحد ولا يمكن أن يتوحد، أو أن يشكل علويو تركيا كتلة بشرية سياسية وعرقية واحدة، إذ يتكلم علويو تركيا عدة لغات مختلفة ولا تجمعهم لغة "علوية" أو ثقافة واحدة جامعة مانعة، فالعلويون الأكراد، مثلاً، (وأشهرهم عبد الله أوجلان) يتكلمون اللغة الكردية، والعلويون السوريون المستعربون يستخدمون اللهجة النصيرية للعلويين في سوريا، فيما العلويون الأتراك، يتكلمون اللغة التركية كلغة أم Mother Tongue.
فكما أنّ هناك تبايناً عرقياً وإثنياً، وحتى عشائريا، بين علويي تركيا (علويو اللواء معظمهم من العشيرة الحيدرية التي تستوطن بمعظمها تقريباً قرى ومناطق شمال اللاذقية حتى كسب)، فالتباين الثقافي هو الأهم، فرغم أن معظم علويي تركيا يتقنون اللغة التركية كلغة مكتسبة ورسمية مفروضة وليست كلغة أم Mother Tongue وراثية جينية، فإن لكل منهم لغته وربما لهجته الخاصة، كما هو حال العلويين السوريين "المستعربين" الذين يتكلمون اللهجة السورية "العلوية" (النصيرية)، تماماً مثل أقرانهم في سوريا، (كنت على الفور وأنا خارج سوريا أميـّز العلوي السوري "ابن اللواء" وأعرفه، من لهجته "النصيرية" ونتعارف ونتجاذب أطراف الحديث وكأني أتكلم مع نصيري سوري باللاذقية وجبلة وطرطوس)، وحقيقة هم يعودون بأصولهم الإثنية إلى سوريا، ومع ذلك معظمهم لا يتقن اللغة العربية "الفصحى" الرسمية ولا يعرف حروفها لا قراءة ولا كتابة، ولكن يتوارثون اللهجة النصيرية السورية اجتماعياً ومن المحيط العائلي، رغم أنهم يتقنون التركية كتابة وقراءة، كونها مفروضة عليهم بالمدارس والتعاملات الرسمية، فيما لا تعتبر اللغة العربية لغة رسمية، كما هو حال الأكراد العلويين، الذين لا يتكلمون أيضاً العربية، ولا يتقنونه، لكنهم أيضاً يتوارثون اللغة الكردية كـMother Tongue من محيطهم العائلي والاجتماعي، وبينما اللغة الكردية محظورة رسمياً يفرض عليهم اتقان اللغة التركية كلغة رسمية للتعاملات والتعليم (وذات مرة كنت في زيوريخ بسويسرا وصعدت مع علوي كردي من جنوب شرق تركيا كان شغوفاً جداً بأوجلان وحين علم بأني من "علويي" سوريا رفض أخذ أجرة التاكسي وتكلم معي بحفاوة بالغة لشدة اضطهاد أردوغان لهم ولجوئه لسويسرا)، بينما يعتبر العلويون الأتراك، أتراكاً قومياً وسياسياً، ومندمجون اجتماعياً ولهم حقوق أكثر من أقرانهم الأكراد العلويين، والسوريين (المستعربين)، لدرجة أن يحتل كمال كليتشدار أوغلو العلوي "التركي" زعامة المعارضة التركية الرسمية ويتربع على عرشها لعقود، مع استحالة حدوث ذلك لعلوي كردي، أو لعلوي سوري مستعرب، (هكذا هو التصور أو السقف كما يعتقد).
والأهم من كل ذلك عدم وجود مرجعة مذهبية تنظيمية موحدة لعلويي تركيا، كما علويي سوريا، وعدم انتمائهم أو انتظامهم بهيكل تنظيمي أوحزبي مذهبي موحد، ووجود هيئات سياسية خاصة بهم، على عكس ما هو قائم للطائفة الناجية من النار، بوجود عدة مرجعيات، كالأزهر وهيئة كبار العلماء، أو جماعات التأسلم كداعش والنصرة والإخوان، فإن هذا غير موجود بالمطلق عند العلويين، ولا حتى في سوريا، وكم يبدو أولئك الذين يتكلمون عن "مجلس ملي" و"علوية سياسية" سذجاً وأغراراً وربما أغبياء وضحلي وعديمي المعرفة...
هذا التباين الثقافي والإثني بين العلويين الأتراك، ورغم وجود الأرضية والمذهبية المشتركة، يخلق واقعاً سياسياً هشاً معقداً ومضطرباً، وغير قابل للتجانس، وربما يغلب عليه الريبة والتوجس، لا سيما مع وجود هذا الكم الهائل من الحساسيات العرقية والقومية والإثنية بالتوازي مع الاضطراب والهيجان السياسي المائج الذي تشهده المنطقة، حيث تتوزع وتتنوع الولاءات وتتشتت الكتلة الإيديولوجية الواحدة وتذهب في قنوات فرعية كثيرة ما يضعفها، وإن كان هذا يبدو للوهلة الأولى في صالح أردوغان، وغيره من الرؤساء، لجهة منع تشكل تيار سياسي علوي موحد قوي ضده، فإنه بالمقابل، في غير مصلحته، حيث لا يستطيع كسب الولاء الجمعي لهذه الطائفة، رغم الحركة البهلوانية الاستعراضية الفارغة التي قام بها أردوغان، وحاول من خلالها إرسال رسائل باتجاهات متعددة، (حتى لعلويي سوريا فيما يجري الكلام عن شهر عسل سوري-تركي قادم في الطريق )، فبينه وبين علويي تركيا، وغيرهم الكثير من العلويين، وحتى غير العلويين، ما صنع الحداد واللحام و"الجزار" والعم سام.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما الفرق بين الله وبقية الأصنام؟
- ناسا: وجهاً لوجه مع قريش
- أعياد النصيرية: بأية حال عدت يا عيد؟
- مناشدة ورجاء حار، وطلب من طلابنا الراسبين والناجحين شحط:
- جريمة التطبيع مع العرب
- إذا كان رب البيت للطبل ضارب
- السيد وزير العدل السوري/ المحترم
- حول قانونية ودستورية الدراسات والموافقات الأمنية
- القذافي: طابخ السم ذائقه
- لماذا لا تكون اللغة الإنكليزية لغة أهل الجنة؟
- كارثة التعليم المؤدلج
- سبحان مقسّم الأرزاق: ليس للكفن جيوب
- عن المتنبي ودرويش والنواب: لماذ أكره الثقافة العربية؟
- نصيحة وعن تجربة:
- بوتين على خطى قياصرة الكرملين الحمراء
- اضحكوا مع المؤمنين بالله:
- من مآثر الرفيق فيدال
- اضحكوا مع الثوار وآلهم الكرام
- بيان إلى الراي العام بشان الاحتفال بأعياد قريش:
- ما بعد -موسكفا-: إغراق الدول العظمى


المزيد.....




- القضاء التونسي يصدر حكمه في جريمة قتل بشعة هزت البلاد عام 20 ...
- -بمنتهى الحزم-.. فرنسا تدين الهجوم على قافلة للصليب الأحمر ف ...
- خلافات بسبب تعيين قادة بالجيش الإسرائيلي
- تواصل الحراك الطلابي بعدة جامعات أمريكية
- هنغاريا: حضور عسكريي الناتو في أوكرانيا سيكون تخطيا للخطوط ا ...
- تركيا تعلق معاملاتها التجارية مع إسرائيل
- أويغور فرنسا يعتبرون زيارة الرئيس الصيني لباريس -صفعة- لهم
- البنتاغون يخصص 23.5 مليون دولار لشراء أسلحة لكييف ضد أجهزة ا ...
- وزارة العدل الأمريكية تتهم سيناتورا من حزب بايدن بتلقي رشوة ...
- صحيفة ألمانية تتحدث عن سلاح روسي جديد -فريد ومرعب-


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - نضال نعيسة - رهان أردوغان على علويي تركيا