أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - كارثة التعليم المؤدلج














المزيد.....

كارثة التعليم المؤدلج


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 7258 - 2022 / 5 / 24 - 14:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يعتبر قطاع التربية والتعليم، واحداً من هم القطاعات الذي توليه الدول المحترمة والقوية اهتماماً خاصاً نظراً gما له من انعكاس وأهمية استراتيجية قصوى على مستقبل ومناعة وبقاء هذه الدول في الوقت الذي يجري فيه تدمير التعليم، عامداً متعمداً، وبأسلوب مبرمج ومخطط وممنهج، في الدول الفاشلة والمفلسة والساقطة والمنهارة.
ومن هنا، هل تعلم يا "أخ" أن أطفال المدارس في الدول الحقيقية المحترمة التي تقدّس الطفولة وتلتزم بمواثيق الأمم المتحدة ومنظمة "اليونيسكو" يحصلون على وجبة غذاء مجانية يومية ةتقدّم له مزايا تفضيلية وتسهيلات لوجستية وإغراءات معنوية لتوفير يوم دراسي أنموذجي يخرج الطفل بنهايته بحصيلة علمية وزاد معرفي واعتداد نفسي في عملية بنائه التربوي والتعليمي، وهذا مفتاح لمعرفة، ومؤشر بسيط على ماهية وبنية وطبيعة، البيئة التعليمية هناك؟
أما في دول "الزبالة" والقمامة والعمامة والزعبرة والهوبرة الفارغة والترللي والهومالالي و"النص كم" ومحميات اللصوص وزرائب الحثالات الزعران أشباه الأميين ومرابع الجنرالات (جماعة تالت ابتدائي شحط) فلا يولى التعليم أي أهمية، ويكاد فيها المعلم أن يكون "كراكوزا" ومع الاعتذار من شوقي، وتتم سرقة مخصصات وزارات التربية وحقوقهم كأطفال وتتنكر الدول هنا لأبسط التزاماتها لهم بتقديم البيئة التعليمية المناسبة من تدفئة وإنارة ومستلزمات مدرسية ووسائل توضيحية وبنية تحتية ويزربون في أماكن غير صحية ويحرمون من أدنى متطلبات البيئة التعليمية المثالية ونتيجة للإجراءات الفاشية والممارسات القمعية والعنجهية والفوقية السلطوية تتم سرقة حتى البسمة من على وجوه هؤلاء المساكين العزّل الأبرياء كما من على وجوه أولياء أمورهم؟
ولقد عملت في التدريس لفترة وجيزة في بداية حياتي العملية، واكتشفت مبكراً عبث ولا جدوى العملية، من خلال البيئة التعليمية المتواضعة، التي كانت غنية، أحياناً، بالكم لكنها فقيرة جداً، في معظم الأحيان، بالكيف، ناهيكم عن تواضع البنى التحتية التي لا توفر أدنى شروط الانتاج المعرفي والتربوي والعلمي، لدرجة أنك قد تكون في مدرسة تضم 3000 طالب من دون وجود "مكبر صوت"، صعوداً لوجود مختبر علمي، أو مرسم، ولا قاعة موسيقية أو أداة موسيقية على مستوى "طبل" أو "دربكة"، وملاعب رياضية وكرات ووو وانعدام للإنارة ووسائل التدفئة حيث كنت أرى بعض الطلاب "يحتكّون" ويلتصقون، ببراءة، ببعضهم كي يحصلوا على بعض الدفء الذاتي في بيئة جبلية باردة شبه متجمدة شتاءً... أما المناهج التربوية الدينية "الفاشية" والإيديولوجية التلقينية والتحريضية والتعبوية الظلامية التي تفتقر للمعرفة والمعلومة، وكان يحقنون، ويـَحشُون بها أدمغتهم البريئة، فكانت كافية لتدمير نفسية أي طفل وزرع كل نوزاع الحقد والشرور في نفسيته الغضة البريئة الطرية، ولم أك حقيقة مدرساً أو معلماً يؤدي رسالة تثقيفية وإبداعية نبيلة للأجيال قدر ما كنت شاهد زور على عمليات "تدجين" و"ترويض" وبرمجة وغسل دماغ جماعي وجريمة تجهيل وتزوير للحقيقة والتاريخ والأخطر من كل ذلك، قلب خبيث وشرير للقيم والمفاهيم وتزوير إجرامي للواقع كانت تمارس على هؤلاء الأطفال المساكين والغاية الوحيدة منها الحصول على كائن "روبوت" مؤدلج و"موجه" غير منتج ولا واع أو مبدع، أما عن عمليات التسرب والتسريب الهائلة التي كانت تتم من قطاع التعليم لقطاعات أخرى، بسبب الفقر والقلة والجوع والفاقة والحرمان وعدم القدرة على تحمل نفقات اليوم الدراسي ( مواصلات، طعام، مستلزمات مدرسية) وبكل ما في ذلك من انتهاك لحقوق الطفولة وللقانون الذي يقضي بمنع تشغيل الأطفال واستغلال براءتهم وجهدهم في أعمال مضنية وقاسية، فذاك جرح لا يمكن فتحه، ووجع لا تمكن ملامسته أو الاقتراب منه نظراً لمرارته ولفظاعته وبشاعته حين كنت أكتشف وأصادف أطفالاً خبرتهم عباقرة في مراحلهم المدرسية وقد تحولوا لـ"شوفيريه" و"بائعي يانصيب" ومفترشي بسطات بقدونس وكزبرة وجرجير ...
اليوم، وبكل أسف، وصلت فيه الأمور إلى منزلقات سحيقة وهاويات كارثية مرعبة مردية ورديئة لا يمكن فيها حتى الرجوع لتلك البيئات المتواضعة لكن حتى "المثالية"، ربما، التي كانت موضع تذكرنا وشكوانا، وأوردتها في بطن ومتن هذا المقال...



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سبحان مقسّم الأرزاق: ليس للكفن جيوب
- عن المتنبي ودرويش والنواب: لماذ أكره الثقافة العربية؟
- نصيحة وعن تجربة:
- بوتين على خطى قياصرة الكرملين الحمراء
- اضحكوا مع المؤمنين بالله:
- من مآثر الرفيق فيدال
- اضحكوا مع الثوار وآلهم الكرام
- بيان إلى الراي العام بشان الاحتفال بأعياد قريش:
- ما بعد -موسكفا-: إغراق الدول العظمى
- خرافة المواطنة بالدول العربية والإسلامية
- سلاف فواخرجي: البصمة التنويرية النصيرية في الشخصية السنية
- خرافة انكر ونكير
- تهنئة خاصة لشعوب قريش بشهر الغزو والاحتلال
- منصب مستشار الرئيس
- كيف تساهم الدراما السورية بأكبر عملية تزوير وتضليل بالتاريخ؟
- للوقاحة حدود: من هو الأكثر عنصرية؟
- ذكريات ونهفات مع المعلمين
- عار وخطر التعليم القومي العربي الاشتراكي
- خرافة الله: كذبة قُريش الكبرى
- حمد بن جاسم وسلَطة الموسم


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - كارثة التعليم المؤدلج