أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - نضال نعيسة - عن المتنبي ودرويش والنواب: لماذ أكره الثقافة العربية؟














المزيد.....

عن المتنبي ودرويش والنواب: لماذ أكره الثقافة العربية؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 7255 - 2022 / 5 / 21 - 21:48
المحور: سيرة ذاتية
    



احتقاري اليوم وكرهي لثقافة الصحراء ورموزها لا يوصف وازدرائي الشديد لكل من يتقبل هبلنتها ويهضم إعاقتها ويبتلع ضحالتها لا حدود له ونفوري منهم في بعض الحالات غير طبيعي بصدق وهو يوازي إلى حد كبير حجم الكذبة والخديعة التي تعرضنا لها وقتما كنا صغاراً ويافعين حين كانوا بكل حقارة وخبث ولؤم يغسلون بأوساخها أدمغتنا الصغيرة عن العرب والعروبة والأنبياء وأساطير "داعش" و"عمايلهم" بالصحراء، وحولونا بموجبها إلى كائنات متوحشة مشوهة وقنابل مفخخة مملوءة بالسموم والأحقاد وهو نابع -أي الحقد- وبالمقام الأول من درجة السخط والغضب الذي تولـّد لدي ونما ذلك وتطور مع دخولي الجامعة بدأت بعملية تنوير حقيقية مع التعرف على ثقافات وأفكار جديدة، وقبلها كنت مسلما متدينا جدا على مذهب النصيرية وأقرأ القرآن وأنطق بالشهادتين لله ولرسوله...
وحيث كانت كل الحصص المدرسية عن قريش والعرب من حصص التربية الإسلامية (تلقين الدين الإسلامي)، وحصص اللغة العربية (عن لغة الضاد أي العرب وبما فيها من شعر وأدب عربي)، حصص التاريخ (عن الفتوحات والغزو العربي وزناة وسفاحي ومجرمي العرب الكبار)، الجغرافية (عن الوطن العربي والعروبة وحدوده ونشأته وو)، التربية الوطنية (عن البعث والعروبة والانتماء العربي والقومية العربية بنكهة ونفس عنصري فاشي رهيب)، العلوم والكيمياء (عن علماء العرب والمسلمين واختراعاتهم الكاذبة وفرناس ودرباس وووو)، وحتى اللغة الإنكليزية كانت تدرّس بالعربية، أقول، وحيث ذاك، فقد تشكل لدينا نمط من الرهاب ممزوج بهالة ووهم مرعب مقدس عن هؤلاء.........
وسابقاً، وفيما ما مضى، وكنتيجة لعمليات غسيل المخ المركزة التي تعرضت لها في المحيط العائلي المحافظ أولاً، والمدرسي ثانياً، فقد ولدت في محيط عائلي أدبي ومسيس حيث كان الوالد متابعا شغوفا للأخبار السياسية وترعرع في طفولته وصباه وكان صديقاً مزاملاً لوزير خارجية سوريا المرحوم إبراهيم ماخوس في ذات القرية المسماة باسمه، ولن أنسى، ما حييت، تلك الصبحية حين كنت أهم بالخروج من المنزل وكنت في الصف الأول الإعدادي قاصداً مدرستي، ردّة فعل المرحوم والدي الذي كان كعادته يتابع أخبار الصباح حين نطق المذيع السوداني الأشهر أيوب صديق من على أثير بي بي سي قائلاً: "انقلاب عسكري في سوريا بقيادة الجنرال حافظ الأسد"، وأما الوالدة فقد كانت شاعرة وأديبة وتحفظ الكثير من الشعر وكان لها صوت لا يماثله سوى صوت ليلى مراد وكات تغني أغانيها وأغاني أم كلثوم بصوت ولا أعذب لم أسمع مثله في حياتي ولا أدري اليوم أين ذهب ذاك الصوت الحلو العذب الجميل لأم نضال، ويكفي القول عنها أنها تزاملت دراسياً حتى المرحلة الثانوية، وقبل أن تترك المدرسة نهائياً، مع الأديب الكبير الدكتور المرحوم هاني الراهب في ثانوية مشقيتا، وهي، بالمناسبة، شقيقة لأديب مرحوم له روايتان مطبوعتان وكان إعلامياً فذا من طراز نادر ذا صوت أشج رخيم ولا أجمل وله برنامج شهير ورائج في إعلام البعث وما أدراكم ما إعلام البعث الأمني الموجه، أقول صار لدي عشق ووله جارف للغة العربية، وكنت متفوقاً بها وقرأت الكثير من الشعر والكتب الدينية (الشيعية خاصة المعنية بسيرة الإمام علي)، وكان كثيرون يعتقدون أن اختصاصي الجامعي هو باللغة العربية لحرصي الشديد على قواعدها وتزمتي المفرط بالنحو والتزامي بالتصحيح لكل من ينطق بالعربية أمامي ويلحن بها، وأسخر منه أحياناً، واستتباعا صرت اعشق كبار وأئمة وفحول اللغة العربية وهـِمتُ بمجايلنا محمود درويش، (شاعر الثورة الفلسطينية الذي هام بإسرايلية لاحقا)، وذلك عندما كنت مشبعا بالتعرب والاستعراب وكنت ولا زلت احفظ قصيدته الرائعة :" احمد الزعتر" عن ظهر قلب، وأدندن بها في لحظات نشوتي وانتشائي الشعري، وكنت أحتفظ بها على كاسيت لا أدري أين حط به الزمان وكانت لدي أعمالة الكاملة في ديواني شعر من جزئين، وأما جائزة العشق الكبرى فقد كانت من نصيب "وتر الصحراء ونشيد العروبة الخالد" (كما ورد توصيفه في منهاج البعث بالثالث الثانوي ولا زلت أذكر ذلك جيداً) أي المتنبي، وخاصة لما عرفت أنه كان "نصيرياً" خلال مراحل مراهقتي لفكرية وتديـّني الأولى، وكنت احفظ آلاف الابيات له، وخاصة رائعته الأشهر، والتي تصنف الأولى في أدبه من خلال بعض النقاد: "واحرّ قلباه..." في قصة عتابه الشهير مع الأمير النصيري الآخر سيف الدولة الحمداني.... كذلك، وختاماً في هذه العجالة، كان للنواب، أيضاً، وبنفس المستوى، مكانة متقدمة وعليا في هرمية هيامي الشعري، ولاسيما مع حضوري أمسية شعرية له على مدرج كلية الهندسة بجامعة دمشق في العام 1977 وكنت أيضاً أحفظ له، وعن ظهر قلب، رائعته الخالدة "دندنات ليلية...وأنبيك علياً...."، وبما فيها من تضمينات وتلميحات شيعية تهز وجداني وتكويني وكياني الديني، كأي متدعوش تهزه وتطربه الأهازيج السحرية، وقبل الارتداد عن دين الله وسقوط العرب المهين ورفضي لكل تلك الثقافة السطحية والأفكار البالية والفارغة، ومع الأيام وامتداد العمر وتبدل السنوات وحدوث الكثير من الانزياحات وسقوط الكثير من الأصنام والخرافات، تبدّد كل ذلك النزوع وأوهام الألوهية وأساطير الاستعراب، لم يعد احد منهم يستهويني وتحول ذاك العشق لبعضهم وخاصة لدرويش لحالة من الكراهية الشديدة الممزوجة بالحقد والسخط والعصاب لاسيما حين كان يتغنى بالعرب وفلسطين والقدس وبعدما تشكل وعي خاص وقناعة راسخة عن هذه القضايا، كذلك النواب الذي اضطربت مواقفه بعض الشيء وتنوعت ولاءاته وصار تقريباً شاعر بلاط يتودد موائد السياسيين اللئام، أما المتنبي فقط انطفأ وهجه وذاب وتلاشي بعدما خبا وهج العرب والعروبة والاستعراب والإسلام، في نفسي، وتبدد وزال...
واليوم أكتب على "بروفايلي" على "الواتس آب" سطراً لنزار "غير العربي" والذي، وياللمفارقات ودهاء الزمان، غنى كثيراً للعروبة والأعراب: "ستدرك بعد رحيل العمر أنك كنت تطارد خيط دخان"...



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصيحة وعن تجربة:
- بوتين على خطى قياصرة الكرملين الحمراء
- اضحكوا مع المؤمنين بالله:
- من مآثر الرفيق فيدال
- اضحكوا مع الثوار وآلهم الكرام
- بيان إلى الراي العام بشان الاحتفال بأعياد قريش:
- ما بعد -موسكفا-: إغراق الدول العظمى
- خرافة المواطنة بالدول العربية والإسلامية
- سلاف فواخرجي: البصمة التنويرية النصيرية في الشخصية السنية
- خرافة انكر ونكير
- تهنئة خاصة لشعوب قريش بشهر الغزو والاحتلال
- منصب مستشار الرئيس
- كيف تساهم الدراما السورية بأكبر عملية تزوير وتضليل بالتاريخ؟
- للوقاحة حدود: من هو الأكثر عنصرية؟
- ذكريات ونهفات مع المعلمين
- عار وخطر التعليم القومي العربي الاشتراكي
- خرافة الله: كذبة قُريش الكبرى
- حمد بن جاسم وسلَطة الموسم
- الكيانات الموازية: الدولة داخل الدولة
- روسيا اللا عظمى


المزيد.....




- بيومي فؤاد يبكي بسبب محمد سلام: -ده اللي كنت مستنيه منك-
- جنرال أمريكي يرد على مخاوف نواب بالكونغرس بشأن حماية الجنود ...
- مسجد باريس يتدخل بعد تداعيات حادثة المدير الذي تشاجر مع طالب ...
- دورتموند يسعي لإنهاء سلسلة نتائج سلبية أمام بايرن ميونيخ
- الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو يطلب إذن المحكمة لتلبية دع ...
- الأردن يرحب بقرار العدل الدولية إصدار تدابير احترازية مؤقتة ...
- جهاز أمن الدولة اللبناني ينفذ عملية مشتركة داخل الأراضي السو ...
- بعد 7 أشهر.. أحد قادة كتيبة جنين كان أعلن الجيش الإسرائيلي ق ...
- إعلام أوكراني: دوي عدة انفجارات في مقاطعة كييف
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض هدف جوي فوق الأراضي اللبنانية


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - نضال نعيسة - عن المتنبي ودرويش والنواب: لماذ أكره الثقافة العربية؟