أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - نضال نعيسة - بوتين على خطى قياصرة الكرملين الحمراء














المزيد.....

بوتين على خطى قياصرة الكرملين الحمراء


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 7250 - 2022 / 5 / 16 - 21:43
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    



استعمر الاتحاد السوفييتي المقبور وما يعرف اليوم بـ"روسيا، او كما أسماه ريغان بأمبراطورية الشر الحمراء، شعوب ودول اوروبا الشرقية، بموجب كعكة "يالطا" الشهيرة، وووراثة تركة ألمانيا النازية وتقاسم النفوذ في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وحكتها تحت همروجة ويافظة "الاشتراكية" وتوأمها الأجوف "النضال ضد الإمبريالية"، وأخواتها الشهيرات من الأممية وديكتاتورية البروليتارية وسواها من الأكاذيب التي سادت على مدى عقود طويلة ثقيلة كأداء كانت في الحقيقة عبارة عن استعباد واستعمار وسرقة لأحلام الشعوب وإجهاض لتطلعاتها وأحلامها، فصاروا أفقر شعوب الارض وأكثرها عوزاً بؤسا ورعبا وترديا وانهيارا وحرماناً، وحلّت المجاعة والقلة وندرة المواد والرشوة وتحكم المافيات وعم الفساد والقمع وعبادة الطغاة والقبضة الأمنية البوليسية وحكم العسكر والسلالات الإجرامية (تشاوشبسكو وهونيكر وفويتشيخ ياروزلسكي وتيودور جيفكوف واضرابهم) وكلهم كانوا بحماية الكرملين وإعطاء التفويض و"الكارت بلانش" للعائلات الوراثية لممارسة الطغيان والقمع والاضطهاد وتجبـّر الطغاة الذين ملؤوا سجون بلادهم ومعتقلاتها وأقبيتها وزنازينها بمواطنيهم من الأحرار والوطنيين الشرفاء والمناضلين والنخب الثقافية والفكرية والعلمية المناهضة للديكتاتورية والاستبداد وعبادة الافراد في هذه الدول ففر من فرّ منهم للغرب الإمبريالي حتى صارت ما كانت تعرف باوروبا الشرقية مضرب المثل بالانحطاط والتوحش والانهيار والفشل وسوء الإدارة وعندما تحررت هذه الدول والشعوب من نير الحكم السوفييتي مع سقوط جدار برلين في بداية التسعينات على يد المصلح غورباتشيف(غوربي الساحر كما كانوا يلقبونه بالغرب)، وتبنيه لما عرف في حينه بسياسات الغلاسنوست(السفافية) والبيروسترويكا ( إعادة البناء) الشهيرة، ورجوع هذه المنظومة وتوبتها "النصوح" عن السياسات الستالينية القمعية الديكتاتورية عادت هذه المنظومة للإقلاع، من جديد، وبعد التحرر من النير الأحمر، كطاقة بشرية خلاقة وهائلة ولحقت بركب الازدهار والتطور والارتقاء والنهوض من جديد وصارت دولا ديمقراطية محترمة متطورة مع شعوبها تعيش بامان واستقرار وبحبوحة وسلام وباتت واحات للديمقراطية والحياة الحرة الكريمة لشعوبها واحترام حقوق الإنسان وتداول السلطات السلمي وحكم القانون والدستور والعدالة الاجتماعية والمساواة.
تعود روسيا اليوم، ومن باب البوتينية، وتحت ذات الحجج الواهية والأكاذيب الفاضية إلى المربع الأول ونقطة الصفر، عبر تبني ذات الاستراتيجيات والسياسات السوفييتية الحديدية البائدة والفاشلة والمنهارة، والتي كانت السبب في دفن الاتحاد السوفييتي وزواله من الوجود وأفول الحقبة الحمراء مرة واحدة وإلى الأبد عن مسرح الحياة، بعد الخيار الانتحاري الأهوج بغزو أفغانستان الذي كان هدية من السماء للغرب لتحطيم وتدمير ما كان يعرف بالاتحاد السوفييتي وإزالته من الوجود. وقد عبـّر "القيصر"، وفي نوستالجيا وطنية مَرَضية، عن انزعاجه واستيائه لزوال الاتحاد السوفييتي واعتبره أسوأ حدث حصل له في حياته. وقد كان غزو أوكرانيا، ومحاولة ضمـّها بالقوة على النهج السوفييتي السابق، ذروة الاستراتيجية والعقدة البوتينية، وتتويجاً لسلسلة من عمليات الضم والغزو والإلحاق في جورجيا والشيشان والقرم وكازاخستان في تجسيد ومحاكاة مثلى للنهج السوفييتي القمعي الاستعماري، ناهيكم عن اتباعه لسياسات قمعية بوليسية أمنية ضد مواطنيه، واستئثاره المطلق بالحكم والسلطة والقرار حتى الموت، مع "أوليغارشيته" الخاصة، ومطاردته لكل الأصوات المنتقدة له، وتغييبها في السجون والمعتقلات، وتسميم واغتيال من كان خارج سلطته منتشياً بقوة أمنية ضاربة، وبـ"وهم نووي" فارغ ورثه عن أسلافه السوفييت لم ينفعهم في حماية حكمهم، ولم يطلقوا منه صاروخاً واحداً، كما لم يفلح الوهم النووي السوفييتي في التصدي لتقدم الإمبريالية ومنع سقوط جدار برلين وتهاويه أمام حجارة وقبضات شبان مدنيين عزلاء.
فهل تكون أوكرانيا مقتلة بوتين، ومقبرة لآلته العسكرية الجبارة، كما كانت أفغانستان ذات يوم، وهو يغوص ويغرق، اليوم، أكثر وأكثر، في الرمال الأوكرانية، في حرب استنزافية طويلة لا تبدو لها نهاية كما يستشف من قراءة وسير الأحداث، وقد أهدى بوتين الناتو، ذريعة أوكرانيا، كما أهداهم بريجينيف، ذات يوم، ذريعة وحجة أفغانستان للتدخل لاستنزاف هذا البلد والاقتصاص منه وتدميره عبر خوض حروب ضروس طاحنة بـ"الوكالة"، وسياسات انتحارية حمقاء، تتجدد وتتناسخ وتتوالد من أوكرانيا للقرم لجورجيا لأفغانستان وحبل الديكتاتورية والطغيان والاستبداد عى الجرار؟



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اضحكوا مع المؤمنين بالله:
- من مآثر الرفيق فيدال
- اضحكوا مع الثوار وآلهم الكرام
- بيان إلى الراي العام بشان الاحتفال بأعياد قريش:
- ما بعد -موسكفا-: إغراق الدول العظمى
- خرافة المواطنة بالدول العربية والإسلامية
- سلاف فواخرجي: البصمة التنويرية النصيرية في الشخصية السنية
- خرافة انكر ونكير
- تهنئة خاصة لشعوب قريش بشهر الغزو والاحتلال
- منصب مستشار الرئيس
- كيف تساهم الدراما السورية بأكبر عملية تزوير وتضليل بالتاريخ؟
- للوقاحة حدود: من هو الأكثر عنصرية؟
- ذكريات ونهفات مع المعلمين
- عار وخطر التعليم القومي العربي الاشتراكي
- خرافة الله: كذبة قُريش الكبرى
- حمد بن جاسم وسلَطة الموسم
- الكيانات الموازية: الدولة داخل الدولة
- روسيا اللا عظمى
- والد آيات بريء: وهذا هو القاتل الحقيقي؟
- تأديب القيصر: ماذا يحصل في كازاخستان؟


المزيد.....




- رغم تصريحات بايدن.. مسؤول إسرائيلي: الموافقة على توسيع العمل ...
- -بيزنس إنسايدر-: قدرات ودقة هذه الأسلحة الأمريكية موضع تساؤل ...
- إيران والإمارات تعقدان اجتماع اللجنة القنصلية المشتركة بعد ا ...
- السعودية.. السلطات توضح الآلية النظامية لتصريح الدخول لمكة ف ...
- هل يصلح قرار بايدن علاقاته مع الأميركيين العرب والمسلمين؟
- شاهد: أكثر من 90 مصابا بعد خروج قطار عن مساره واصطدامه بقطار ...
- تونس - مذكرة توقيف بحق إعلامية سخرت من وضع البلاد
- روسيا: عضوية فلسطين الكاملة تصحيح جزئي لظلم تاريخي وعواقب تص ...
- استهداف إسرائيل.. حقيقة انخراط العراق بالصراع
- محمود عباس تعليقا على قرار -العضوية الكاملة-: إجماع دولي على ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - نضال نعيسة - بوتين على خطى قياصرة الكرملين الحمراء