أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - نضال نعيسة - ما بعد -موسكفا-: إغراق الدول العظمى














المزيد.....

ما بعد -موسكفا-: إغراق الدول العظمى


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 7220 - 2022 / 4 / 16 - 01:02
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    



بداية، وميدانياً، فإن إغراق الطرّاد "موسكفا" درة تاج الأسطول البحري الحربي الروسي في عقر داره، وناهيك عن أنه إهانة بالغة للهيبة العسكرية الروسية، وإذلال كبير لجنرلاتها هو، وفي قراءته الاستراتيجية الأولية، غير العسكرية، تحول هام وبارز بمجريات حرب بوتين في أوكرانيا، وتحدٍ كبير للقيصر، وتصعيد واضح، ودليل أن الحرب مبيّتة، ومخطط لها على نحو مدروس، ونصف قرارها فقط بات، بيد بوتين، وربما، لم يعد.يملك قرار إنهائها، أو حتى التحكم بها ولم، كما ظهر، ولن تكون نزهة لجنود القيصر مع تواتر أهوال الحرب وفظائعها، والأهم، أن هناك اسلحة استراتيجية نوعية خارقة، دخلت المعركة، (تشويس إليكتروني فائق الدقة والتطور ومتقدم جداً عطـّل، على ما يبدو، منظومة الاتصالات والجدران الإليكترونية الروسية مع دقة وقوة نارية عالية)، وهذا تفوق تكنولوجي مضاد، ينبئ بنتيجة الصراع ويرسمها مبكراً، وهو معطى لايستهان به لدى الخصم، وما خفي اعظم والمفاجآت القادمة ستكون صادمة للجميع....
وبعد إغراق موسكفا، ليس هناك حاجة لعباقرة ليقولوا أن الأوكرانيين، لوحدهم، هم وراء إغراقها، فمعلوم تماماً من أغرقها، ومن هنا هل يمكن تفسير الصمت الروسي المريب حيال الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة ضد "الحليف" السوري، وقراءته، بأنه فعلاً عجز تقني وتكنولوجي وفشل واضح في مجاراة التكنولوجيا الإسرائيلية (الغربية بمجملها)، ويبدو كرفع للراية البيضاء أمامها؟ أم أنه، وكما درج الاعتقاد، موقف سياسي روسي اعتيادي صرف ومعروف نابع من التزام تاريخي وتعهد بحماية أمن الكيان، ولا علاقة له، البتة، بالاعتبارات العسكرية، بالمرة، وهو امتداد لسياسة التحالف التاريخي والصداقة الوثيقة، وربما ما يقال عن "تواطؤ"، وتفاهم، وغض طرف للإسرائيلي في اعتداءاته؟ واستطرادا، قد تقدّم لنا هذه الواقعة المذلة والتطور الميداني المهين، تفسيراً لسلسلة من الهزائم العسكرية التاريخية المتتالية و"النكسات" (تم تدمير القوة الجوية للديكتاتور ناصر على مدرجات المطارات في العام 67) التي - أي النكسات- حصلت لحلفاء موسكو في جميع حروبهم وفي غير مكان ولم يربح حلفاء موسكو حرباً واحدة في سلسلة حروبهم العبثية الطويلة وخاصة بالشرق الأوسط الموبوء بالهزائم، كالحروب العربية الإسرائيلية المتعددة، وحروب الخليج الأولى والثانية والثالثة، والتي كان نجمها وخاضها المهيب الركن المدحور بطل القادسيات "الترللية" الدونكيشوتية وتسببت بإبادات جماعية لجيشه بسبب عجز وقصور الأسلحة الروسية عن مجاراة نظائرها الغربيات وتخلفها الواضخ امامها ناهيكم عن سقوط الإمبراطورية السوفياتية الحمراء بسبب سلاح وحيد واحد هو "ستينغر Stinger"(الإبرة او الراس المدبب والذي يقرص) الذي أنهك القوّة الجوية الروسية وشلّها تماما بالتوازي مع "ستينغر" إعلامي آخر كان يشوّش رؤوس يبلاشفة الكرملين الهرمين وسبب لهم "شقيقة" وصداعاً مزمناً، وهو راديو صغير كان يبث من استديو بمساحة 60 متراً مربعاً في برلين الغربية واسمه راديو اوروبا الحرة …..Free Europe Radio
ومن هنا، وبعد إغراق، موسكفا، لا بد من إعادة تحديد معايير القوى العظمى الحقيقية، والتي يأتي النووي في آخرها وذيل قائمتها، فالمبدأ الاستراتيجي الأول الذي يجب أن يعرفه ويعيه "الزمرجية" والمطبلون هو أن امتلاك النووي ليس شرطاً لعظمة الأمم، والدول النووية ليست دولاً عظمى، كلها، ولن تكون عظمى على الإطلاق ..ولعل دولاً مثل كوريا الشمالية، والهند، وايران، وباكستان، وروسيا خير أمثلة على ذلك، إذ أن هذه الدول، تحديداً، تحتل مراتب متدنية في مجالات ومؤشرات عدة تنموية وخدمية وإنتاجية ومعاشية وحقوقية بجلها وقضها وقضيضها، وباستثناء الهند، فمعظمها ينهشها الاستبداد، ويفترسها الطغيان، ما يجعل منها، وبجدارة لا تحسد عليها، دول عالمثالثية متخلفة، غير قادرة، فعلياً وعملياً على مجاراة دول عظمى حقيقية، فلعظمة الدول معايير مختلفة، تماماً، أهم من مجرد امتلاك سلاح نووي، وبجلها قوى وأدوات وتكتيكات ووسائل ضغط "ناعمة" ومعنوية ومؤثرة، مثل تلك التي تمتلكها، اليوم، تستخدمها، دول عظمى حقيقية، وهي -أي القوى الناعمة- أشد فتكا وأكثر تاثيرا في مجريات الصراعات الدولية، وحسمها، وتقرير مصيرها، والتي لا تحسمها الأسلحة النووية التي لا يستطيع، ولا يجرؤ أحد على استخدامها مطلقاً، بل مجرد التلويح بها في لحظات العجز واليأس، ما يعني أن لا تأثير حقيقياً وفعلياً لها على الإطلاق في أي معركة وصراع...
.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خرافة المواطنة بالدول العربية والإسلامية
- سلاف فواخرجي: البصمة التنويرية النصيرية في الشخصية السنية
- خرافة انكر ونكير
- تهنئة خاصة لشعوب قريش بشهر الغزو والاحتلال
- منصب مستشار الرئيس
- كيف تساهم الدراما السورية بأكبر عملية تزوير وتضليل بالتاريخ؟
- للوقاحة حدود: من هو الأكثر عنصرية؟
- ذكريات ونهفات مع المعلمين
- عار وخطر التعليم القومي العربي الاشتراكي
- خرافة الله: كذبة قُريش الكبرى
- حمد بن جاسم وسلَطة الموسم
- الكيانات الموازية: الدولة داخل الدولة
- روسيا اللا عظمى
- والد آيات بريء: وهذا هو القاتل الحقيقي؟
- تأديب القيصر: ماذا يحصل في كازاخستان؟
- الإله الجاهل: خرافة العقل والسماء
- أزمة الله: لماذا لميخلق الله الإنسان كاملا؟
- الإسلام : آخر معارك البقاء
- المرزوقي خلف القضبان: انتصار جديد لمحور السعودية-مصر-الإمارا ...
- اللغة العربية: لغة أجنبية للسوريين


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - نضال نعيسة - ما بعد -موسكفا-: إغراق الدول العظمى