أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نضال نعيسة - كيف تساهم الدراما السورية بأكبر عملية تزوير وتضليل بالتاريخ؟















المزيد.....

كيف تساهم الدراما السورية بأكبر عملية تزوير وتضليل بالتاريخ؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 7202 - 2022 / 3 / 26 - 14:10
المحور: الادب والفن
    



أصبحت ما كانت تعرف تاريخياً بـ"سوريا"، وحالياً باسم "الجمهورية العربية السورية"، مركزاً للأصولية المشرقية الدولية "شام شريف" أول عاصمة للغزاة المحتلين الأمويين ولدولة الاحتلال العربي الإسلامي، التي استولت على هذه الرقعة الجغرافية التاريخية وأخضعتها لثقافة المحتلين الغزاة منذ ذلك التاريخ بحجة نشر دين سماوي، ورسالة خالدة أنزلها كائن خرافي، يؤمن بنفس هذا الدين ويتخذه ديناً له، يسكن ويتخذ مقراً في الطابق السابع المفترض مما يطلقون عليه اسم "السماء" حسب الأساطير الدينية على قبيلة "مقدسة" في صحراء قاحلة مفوضاً إياها بإعلان الحروب والغزوات (الجهاد في سبيل الله) ضد البشرية جمعاء لإخضاعها وتدجينها وإدخالها في دين الرسالة الخالدة وعقيدتها وقتل وسبي واستعباد كل من يقف في طريقهم.
ومنذ ذلك التاريخ الأسود المشؤوم، أي وقوع جريمة الغزو والاحتلال، لم تقم قائمة لها، وباتت سورياً بؤرة للإشعاع السلفي الظلامي الأصولي الرجعي، حيث خرج، وتخرّج منها، عتاة وعتاولة كبار أثمة التكفير والسلفية الجهادية وعلى رأسهم ابن القيم الجوزية، وأشهرهم منظر القتل والتكفير الجماعي ابن تيميه، وفي ذات السياق وتحصيلاً للحاصل، وليس من قبيل المصادفة، أن تكون والدة أشهر الجهاديين في العصر الحديث أسامة ابن لادن "نصيرية" سورية من الساحل السوري، وأن تظهر "داعش" كأشهر دولة خلافة ظلامية إرهابية بالتاريخ في سوريا ويكون اسمها الرسمي "الدولة الإسلامية في العراق والشام"،(داعش ISIS) كنتيجة حتمية ومنطقية للمخزون والإرث الظلامي والضخ العقائدي والتعبئة الإيديولوجية، التي مارستها و"كحّلها" الرفاق الأشاوس بحقبة حزب البعث الفاشي*، استكمالاً لذاك، الدورالوظيفي التاريخي الذي قامت بها سوريا، وتوأمها الروحي العراق، "عاصمة الرشيد"، وتلك عاصمة الأمويين، في توطيد وتثبيت أركان وثقافة ومؤسسة وفكر ونهج الغزو والاحتلال والاستعمار العربي والإسلامي وتلميعه، وتبريره وتقديس رموزه "الفاتحين" السباة القتلة الغزاة.
وقد أصبح المنظور العربي الإسلامي ورؤيته وفلسفته للكون عصب التفكير الجمعي والثقافة القائمة والتفسير الرسمي الوحيد المطروح والمسموح به للحياة وشؤونها كافة، وما دونه حرام وكفر وضلال، بما فيه قطاعات الإبداعات كافن والشعر والموسيقى والسينما ولاحقاً الدراماً التي لم تكن لتجرؤ كلها على تجاوز تلكم الأطر و"الحدود" التي رسمتها الشريعة للحياة ولذك، وبوصاية رسمية وحكومية، لم تستثن، ولم تنجُ الدراما السورية في مقاربتها الإيديولوجية وقراءتها للحياة العامة من ذلك المنظور، لا بل فقد عمدت على تلميع وتجميل وترويج فكر وثقافة الغزاة العرب المحتلين، وتقديمهم في قالب رومانسي فانتازي جمالي كاريزمي مغرٍ طاهر مطهر نقي جذاب يكرّس تلك الصورة النمطية ووجهة النظر "الشرعية والدينية" للغزو والاحتلال والاستعمار العربي والإسلامي لحضارات المنطقة ويدعو، ولا تتواني هذه الدراما، عن كيل المديح والفخر والاعتزاز وتقديم الأعذار والتبريرات الإيديولوجية بما ارتكبه أولئك المحتلون المعتدون من جرائم ومجازر وإبادات جماعية بحق السكان الأصليين باعتبار هؤلاء كفرة ومشركين وضالين وما فعلوه من عمليات توسع وغزو واحتلال "فتوحات" لدول وشعوب المنطقة والعالم، وتتساوق في ذلك، وعلى نحو مدهش، مع المنطلقات النظرية للبعث، في شرح وتبرير ودعم وتأييد "العرب" بكل ما قاموا به من تدمير لحضارات المنطقة وممارسة التطهير الثقافي والعرقي والإيديولوجي وفرض الفاشية والوصاية الفكرية والعقائدية على شعوب المنطقة، وتذويب ومحو وطمس ثقافات ولغات وتراث الحضارات والشعوب السورية القديمة، وكذا شعوب المنطقة الأخرىن كالأقباط، والأمازيغ، والأكراد، والنوبة، والبلوش، والسريان، والآشوريين، والإيزيديين وسواهم من الشعوب التي استوطنت سكنت المنطقة وأقامت الحضارات العظيمة عليها قبل مجيء الغزاة الأعراب واجتياحهم لها وادعائهم ملكيتها كما فعلوا بكنيسة يوحنا المعمدان التي أصبحت تعرف باسمها الشائع المعروف بـ"المسجد الأموي"، بعد تحويلها لجامع، تماماً كما فعل أردوغان، مرشد التنظيم الدولي للإخوان المسلمين وملهم ما يعرفون باسم "ثوار سوريا"، عندما سطا على أثر تاريخي بيزنطي آخر هو "كنيسة آيا صوفيا" وتحويلها لجامع، علماً أن نظام البعث العربي الاشتراكي، مازال يدرّس في مناهجه وكليات الشريعة التابعة لها حقبة الاحتلال التركماني العثماني لسوريا باسم الخلافة العثمانية وب-لق عليها التعبير الشرعي المعروف بـ"الفتوحات".
ولو نظرنا لتلك السلسلة والقائمة الطويلة المشبوهة والمرعبة من الأعمال الدرامية السورية، ومن أبرزها صلاح الدين الأيوبي:2001، صقر قريش 2002 (رباعية الأندلس)، الحجاج :2003 ومضات من تاريخنا 2003، ربيع قرطبة 2003 ،(رباعية الأندلس)المرابطون والأندلس 2005، الظاهر بيبرس (مسلسل):2005، ملوك الطوائف 2005، خالد بن الوليد :2006 و 2007، القعقاع بن عمرو التميمي:2010، رايات الحق: 2010( تابعوا الاسم المرعب رايات الحق)، عمر:2012، العبابيد :1996، الفوارس:1999، البواسل :2000،المسلوب :2000، صراع الأشاوس :2004، أبو زيد الهلالي (مسلسل سوري):2005، لعرفنا فوراً الغاية الخبيثة والغرض الشرير المضمر منها، والتي تخضع، بمجملها، وتندرج ضمن "عملية الإعداد الحزبي" ومخطط ونهج البعث الدعائي الفاشي* "الإرشادي" العقائدي والترويض والتدجين الإيديولوجي في تمجيد وتنميق وتزويق وتبرير جرائم الأعراب وغسل الدماغ الجمعي المدروس والموجه نحو غايته الكلية في تبرير القتل والاحتلال والعدوان والاستعمار العربي والإسلامي والغزو "الجهاد" والسطو والعبودية والتبعية والانقياد والانقياد الأعمى وراء الخزعبلات والأساطير والشعوذات القادمة من الصحراء والرؤى الساذجة والقاصرة والساذجة للحياة وقراءة التاريخ روحياً وحصرياً ومن منظور المحتلين والمستعمرين، فقط، وضمن ثقافة الغزو، وما لذلك من آثار نفسية وتربوية كارثية وخطيرة على عقول الأجيال والانحراف السلوكي وتعليبهم وتثقيفهم وتوجيههم نحو الانضواء، أوتوماتيكياً، في المنظمات والفصائل الإرهابية والجهادية، وتجنب أية مقاربة تنويرية وعقلانية وحقوقية وعلمانية ومادية لهذا التاريخ وتوجيه أي نقد له سيضع المرء في خانة الارتداد، والعياذ بالله،، وبالتالي ممارسة أكبر عملية تضليل وخداع وتزوير للتاريخ وتزييف للوعي البشري، أكثر مما هي ضمن إطار الإبداع والإنتاج والعمل الفني حيث كان للفن والإبداع، هبر التاريخ، رسالة تنوير توعوية وتربوية غايتها الارتقاء بالفكر والنشاط والحياة الإنسانية وتطهيرها من شرور الماضي لا إعادة "بعث" قيم الاستعباد والقبلية والعنصرية والسبي والغزو والاحتلال وووو، وهذا أمر مريب حقاً إذا علمنا أن السعودية، نفسها، مركز ومهد ومهبط الوحي وبلاد الحرمين كما تسمى، لم تنتج حسب معرفتي أي فيلم أو مسلسل "إسلامي" شهير عن هذا الغزو والاحتلال، وحتى فيلم "الرسالة" اليتيم وهو أشهر فيلم دعوي عقائدي عولمي يبرر للغزو والاحتلال والسبي والسطو والاستعمار البدوي الطويل كان بتمويل من رجل قومي عروبي بعثي ومبشر إسلاموي آخر هو الكولونيل قذافي (قتله ويالمساوئ الصدف ثوار إسلاميون لاحقاً)، ولكن ويا لمحاسن الصدف أنه كان مخرج الفيلم، مع "أرطة الإنتاج"، سورياً مت هو مصطفى العقاد قتله أيضاً إسلاميون متطرفون، في العام 2005 مع ابنته بتفجير انتحاري بفندق سياحي في العاصمة الأردنية عمّان.
*إحدى تعريفات الفاشية، وعلى النقيض من الليبرالية والديمقراطية، هي فرض العقائد والإيديولوجيات بالغصب والإرهاب والإكراه وفرض الوصاية الفكرية والثقافية على البشر وإدراج المصطلح هنا هو من باب توصيف العملية وليس القدح والهجاء...



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للوقاحة حدود: من هو الأكثر عنصرية؟
- ذكريات ونهفات مع المعلمين
- عار وخطر التعليم القومي العربي الاشتراكي
- خرافة الله: كذبة قُريش الكبرى
- حمد بن جاسم وسلَطة الموسم
- الكيانات الموازية: الدولة داخل الدولة
- روسيا اللا عظمى
- والد آيات بريء: وهذا هو القاتل الحقيقي؟
- تأديب القيصر: ماذا يحصل في كازاخستان؟
- الإله الجاهل: خرافة العقل والسماء
- أزمة الله: لماذا لميخلق الله الإنسان كاملا؟
- الإسلام : آخر معارك البقاء
- المرزوقي خلف القضبان: انتصار جديد لمحور السعودية-مصر-الإمارا ...
- اللغة العربية: لغة أجنبية للسوريين
- الله كأقوى جهاز مخابرات كوني خفي
- مفارقات إيمانية: خضال المشركين وخصال المؤمنين
- لماذا لا ينسحب المحتلون العرب المسلمون لحدود العام 635 م؟
- البوتينية: وراثة الاستبداد
- التطبيع مع سوريا: طابخ السم ذائقه
- العروبة: إحدى درجات الإسلام السياسي


المزيد.....




- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- يتصدر السينما السعودية.. موعد عرض فيلم شباب البومب 2024 وتصر ...
- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نضال نعيسة - كيف تساهم الدراما السورية بأكبر عملية تزوير وتضليل بالتاريخ؟