أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - نضال نعيسة - الكيانات الموازية: الدولة داخل الدولة














المزيد.....

الكيانات الموازية: الدولة داخل الدولة


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 7170 - 2022 / 2 / 22 - 11:29
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    



لم ترتق منظومة الدول والجمهوريات الجديدة المنبثقة عن سايكس-بيكو لمستوى وطراز الدولة الوطنية العلمانية الدستورية الحديثة على النمط والطراز الغربي، وظلت تحكمها قيم البداوة والأبوية والاستبداد والعشائرية والقبلية والمحسوبية والاستحواذ والاستزلام وفقه الغنيمة وعبادة الأفراد، ولذا كان من السهولة إدارتها بمنطق وقيم وأساليب دولة الولاية الدينية، وهذا ما فتح الباب واسعاً لمركزة القوة والثروة، وبالتالي، لولادة ما يعرف بالكيانات الموازية، أوالدولة ضمن الدولة، وحتى الدول والكيانات المتعددة ضمن الدولة الواحدة، (أطلق عليها السادات ذات يوم: مراكز القوى)، ويمكن تعريف الكيانات الموازية أو تلخيصها ببساطة بأنها هياكل مستقلة عن الدولة لا تخضع لسلطة وقانون، وتتمظهر بعدة أشكال فتارة تتبدى كميليشيات وقوات مسلحة لا تخضع لسلطة الدولة، وتارة كأجهزة مستقلة عن الدولة والقضاء بعيدة عن المساءلة والمراجعة، أو كأفراد منزّهين فوق القانون، عائلات وسلالات وراثية مقربة من أصحاب القرار، مافيات، متنفذون، لصوص كبار...)
وبوجود الكيانات الموازية التي تحكمت بمنظومة الدول الفاشلة والساقطة والمنهارة والمفككة والمفلسة والمنهوبة، ونمت وقويت شوكتها بوجود الدولة وتحت ناظريها، وباتت-أي الكيانات- وفي مراحل لاحقة، هي الدولة ومرجعيتها الوحيدة، وأقوى من الدولة ذاتها ومؤسساتها بعد تحييد وتغييب وإلغاء الدولة كلياً وتعبّر عن قوة الجماعة المسيطرة والفرد والميليشيا وليس عن قوة الدولة وتثير الرعب والخوف في نفس الشعوب وتتصرف بعنجهية وطيش وغرور وبعنف منفلت بعيداً عن القانون، وصارت شبه دول مقتطعة ضمن الدولة لها استقلاليتها وحرمتها و"حدودها" ولها ميزانيات ومخصصات وموارد ومداخيل خاصة وحتى إعلام موازي ومرافىء وقواعد عسكرية وبنوك ومطارات وسجون خاصة بها لا يعلم بها القضاء، وتسعى لتأمين وحماية مصالحها ورعايتها وخدمة الميليشيا و"المرجعية" والفرد والعائلة والسلالة والأصهار والأقرباء والأنسباء والخليلات وأبناء كل هؤلاء، وتنكّرت لمصالح وتطلعات وآمال وقضايا الجموع والشعوب، وأهملت شؤونهم، وباتت تفرض شخوصها وأفرادها عادة من غير الاختصاص وغير الأكفاء وغير المؤهلين للعمل العام وحتى من الجهلة والأميين وأنصاف المتعلمين الذين باتوا يشرفون على تلك الدول ويديرونها لحسابهم الخاص ووفق هواهم ومشتهاهم وما يخدم مصالحهم، وكان يتم توزيرهم ورفعهم، في هيكليلة ما كان يفترض أنها دولة، بناء على معايير الولاء والانتماء والقرابة والمحسوبية والمنافعة، ولم يعد هناك قيمة ووجود يذكر للكفاءة والجودة والتخصص والإبداع ولا للدولة، ولا للمؤسساتها ومعاييرها التي باتت صورية جوفاء فانهارت سمعتها وفقدت هيبتها وانهار معها التعليم والقضاء والصحة والأمن وفقدت الدولة أسس قوتها وهيبتها، ولم يعد للشهادة والخبرة والاختصاص والكفاءة والعبقرية ودرجة الذكاء والتميز أية فرصة واعتبار واحترام، لا بل باتت كلها لعنة وشؤماً على حاملها، بعدما حلّت وفرضت معايير واعتبارات وقيم العشيرة والطائفة والقبيلة والعائلة والمافيا والتي باتت مصلحتها وشأنها مقدماً على المصلحة الوطنية العليا وأهم منه بكثير....هذه الكيانات وسياساتها ساهمت بتهميش وتطفيش وخلق هجرة ونزوح وهروب وحركة خروج جماعي ونزيف بشري و"نزيف أدمغة" Brain Drain خاصة في أوساط الشباب الذين فقدوا أي أمل بمستقبل آمن وفرص متكافئة وحياة حرة كريمة مع اجتياح وسيطرة واستحواذ هذه الكيانات على موارد ومقدرات الدول المستحدثة سايكس-بيكوياً، واحتكارها لها ولحاشيتها وأزلامها وأذنابها.
وبالمقابل، ,وكنتيجة حتمية، فإن الكيانات والقوى والجموع والأفراد والفرق والشعوب المهمّشة والمتضررة من تلك السياسات وعلى مبدأ "دواني بالتي كانت هي الداء"، شكّلت هي الأخرى كيانات موازية خارج أطر الدول تلك، وتمظهرت بجماعات وتجمعات وميليشيات و"مسلحين" وحتى مرتزقة مستوردين، خارجة عن القانون، وتجرأت على مواجهة الكيانات الموازية، وتحدّتها واصطدمت معها في نزاعات دموية وحروب أهلية شرسة وضروس تعكس مستوى القهر والظلم التراكمي الكامن المضمور، واقتطعت لنفسها كيانات وجغرافيات خاصة بها، ما أدى لاضمحلال وتفكك وانهيار تلك الدول والتي باتت، حقيقة، في حال موت سريري بانتظار الموت الحقيقي والزوال وإعلان الوفاة النهائي.....



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روسيا اللا عظمى
- والد آيات بريء: وهذا هو القاتل الحقيقي؟
- تأديب القيصر: ماذا يحصل في كازاخستان؟
- الإله الجاهل: خرافة العقل والسماء
- أزمة الله: لماذا لميخلق الله الإنسان كاملا؟
- الإسلام : آخر معارك البقاء
- المرزوقي خلف القضبان: انتصار جديد لمحور السعودية-مصر-الإمارا ...
- اللغة العربية: لغة أجنبية للسوريين
- الله كأقوى جهاز مخابرات كوني خفي
- مفارقات إيمانية: خضال المشركين وخصال المؤمنين
- لماذا لا ينسحب المحتلون العرب المسلمون لحدود العام 635 م؟
- البوتينية: وراثة الاستبداد
- التطبيع مع سوريا: طابخ السم ذائقه
- العروبة: إحدى درجات الإسلام السياسي
- البحث عن وطن جميل وجديد
- حظر وتجريم التعليم الديني
- هل جورج قرداحي علوي؟
- تسونامي القرداحي: انحسار المد العروبي
- انقلاب السودان: من شابه أسياده فما ظلم
- أضواء على حلقة تدمر الشهيرة من برنامج الاتجاه المعاكس


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - نضال نعيسة - الكيانات الموازية: الدولة داخل الدولة