أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - نضال نعيسة - تأديب القيصر: ماذا يحصل في كازاخستان؟














المزيد.....

تأديب القيصر: ماذا يحصل في كازاخستان؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 7128 - 2022 / 1 / 6 - 18:53
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


من البداية، وغداة التوقيع على تعهد بين الاقطاب الخمس النووية يقضي بعدم شن حروب نووية، كان معلوما، منذ البداية، ويدرك الجميع، أنه لن تحدث هناك مواجهة نووية نتيجيتها ربما تكون صفرية للحميع، أمّا المواجهات غير النووية فلا أحد تعهد، او قادر على التعهد بعدم حدوثها، وضمان أي شيء حولها، وهذا ما يحصل بالضبط اليوم، في كازاخستان، مجرد "مداعبة" روسية-غربية غير نووية، للقيصر، و"شد أذن" خفيف، وفي الملعب الروسي وعلى أرض الدب الروسي بالذات وبين جمهوره..

إذن، وكما أسلفنا، لن تحصل هناك ابدا مواحهة نووية روسية اطلسية والغرب ليس بهذا الغباء ليفتح على نفسه هذا الطاقة....ولكن بوتين اضحى في عين العاصفة الغربية، بعدما أصبح مشاغباً دولياً وانقلب على "الشراكة"، وطرد روسيا من مجوعة الثمانية الـG8 وتحول بوتين من "شريك، حسب الأدبيات والخطاب الدبلوماسي الذي ساد في شهر العسل الروسي الغربي بعد ضربة غورباتشييف، إلى خصم لدود ومنافس وهذا ما يسميه "المقاومون" الاشاوس بولادة عالم عالم القطبية، وعلى حد تعبيرهم، و(رجاء ممنوع الضحك)، وتحول عقيد الكي جي بي السابق، مسؤول الملف الألماني، إبان الاتحاد السوفييتي المقبور إلى قوة معطلة لاستراتيجيات الغرب ومعيقا لها، ولاعباً متمرداً على النمط الشيوعي السابق، لاسيما مع تراكم فائض بترودولاري-غازي هائل لديه، بدأ توظيفه بتوسيع نفوذه وامبراطوريته، فبات أمر تأديبه وتحجيمه مسالة ضرورية لكن عبر نهج "الحروب الناعمة"، والقيادة من الخلف، ومبدأ الإحجام عن التدخل العسكري المباشر في النزاعات والحروب الخارجية...
لا أمريكية كبيرة للحروب التقليدية والخشنة، ومخطىء من يعتقد ان امريكا ستحاربه بجيوشها بل بجيوشه نفسها، وبشعوبه، وتناقضاته وخواصره الرخوة ومكوناته المهمشة والمضطهدة ونخبه المهجّرة والمهاجرة، وهذا في صلب آليات ما يعرف بالحروب الناعمة وتحريك قوى الداخل وضربها ببعض تحت شعارات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان واستغلال التناقضات والمظالم الاجتماعية وفساد الحكام والنخب السياسية لإشعال فتيل الصدامات الأهلية ونسف المجتمعات من الداخل واستنزاف الحكومات والجيوش المحلية في نزاعات عبثية لا تبقي ولا تذر وعندها ستصبح القوة العسكرية بلا أية قيمة ومنها صواريخ بوتين وغيره مجرد خردة يتسلى بها ويستعرضها بالمناسبات الوطنيى امام جنرالاته الفاشلين الخائبين...وهذا حقيقة ما يتم الإعداد والتحضير له، أيضاً، في الصين عبر إقليم جينغيانغ، ذي الأغلبية الإيغورية المسلمة.

الولايات المتحدة لن تكلف نفسها بعد اليوم عناء خوض الحروب وستكتفي بالتمتع بمتابعة ما يجري هنا وهناك، لكنها في نفس الوقت، لن تكف ولن تتوقف عن لعب دورها المعروف كقوة عالمية، وماكينة للحروب المتنقلة وإدارة النزاعات الدولية واستثمارها والتحكم بها، كما جرت العادة، وتستفرد، مجدداً، بالقرار الدولي، ولن تخلع عنها صفة شرطي العالم، وهذه هي أولى ثمرات الانسحاب، او خطوات ما بعد الانسحاب الغريب والمفاحىء من أفغانستان، وإنهاء وإغلاق الباب نهاىيا على سياسات واستراتيجيات الحروب والتدخل المباشر، لتضرب في كازاخستان، درة تاج العنقود الاستراتيجي الروسي وخاصرته الاهم، والعاصمة الدبلوماسية، او سوتشي الكازاخية بالنسبة لبوتين، كما كان يعتبرها فها تشتعل وتتمزق وتنهار كعلب الكرتون امام ناظريه دون ان يستطيع فعل اي شيء حيالها، او يطلق رصاصة او خرطوشة وصاروخاً واحداً من ترساناته التي جرّبها مؤخرا في غير مكان، وبعدما اعتقد نفسه انه اصبح قوة عالمية وقطبا عالميا ليكتشف انه مجرد دولة اخرى من دول "الربيع العربي" التي تلاعبت بها واشنطن كالدمى، وبعدما كانت قد أخضعته لسلسة من العقوبات الاقتصادية القاسية، وزجرته عن التحرك باتجاه أوكرانيا، لتذكّره، وتعيده، بذلك، عبر سياسات الإنهاك والإلهاء والاستنزاف، لحجمه ودوره الطبيعي، كدولة إقليمية كبرى، وفي أحسن الأحوال، مثل إيران وتركيا، وكما قال أوباما، يوم كان رئيساً، في يوم من الأيّام....
تكبيرررر...يا ...رررر



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإله الجاهل: خرافة العقل والسماء
- أزمة الله: لماذا لميخلق الله الإنسان كاملا؟
- الإسلام : آخر معارك البقاء
- المرزوقي خلف القضبان: انتصار جديد لمحور السعودية-مصر-الإمارا ...
- اللغة العربية: لغة أجنبية للسوريين
- الله كأقوى جهاز مخابرات كوني خفي
- مفارقات إيمانية: خضال المشركين وخصال المؤمنين
- لماذا لا ينسحب المحتلون العرب المسلمون لحدود العام 635 م؟
- البوتينية: وراثة الاستبداد
- التطبيع مع سوريا: طابخ السم ذائقه
- العروبة: إحدى درجات الإسلام السياسي
- البحث عن وطن جميل وجديد
- حظر وتجريم التعليم الديني
- هل جورج قرداحي علوي؟
- تسونامي القرداحي: انحسار المد العروبي
- انقلاب السودان: من شابه أسياده فما ظلم
- أضواء على حلقة تدمر الشهيرة من برنامج الاتجاه المعاكس
- الديكتاتوريات الهشة: ديمقراطية مرشد الإخوان
- نشأة -الإسلاموفوبيا-: لماذا تخاف البشرية من الإسلام؟
- مدخل لفهم مسألة وأزمة الأقليات


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - نضال نعيسة - تأديب القيصر: ماذا يحصل في كازاخستان؟