أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - ذكريات ونهفات مع المعلمين














المزيد.....

ذكريات ونهفات مع المعلمين


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 7193 - 2022 / 3 / 17 - 21:25
المحور: كتابات ساخرة
    


محسوبكم العبد الفقير لباخوس وعشتار، وببدايات حياتي العملية، اشتغلت لفترة بالتدريس في إخدى مدن وقرى النصيرية، كمدرس لمادة اللغة الإنكليزية، ووقتها وصدقا كنت فاتحها "تكية" واعطي دروس مجانية و"ببلاش" خاصة للطلاب الفقراء ولم تكن قد ظهرا وقتها موضة الدروس الخصوصية والتجارة التعليمية على ما هي عليه الآن....وهكذا، و"بعدين" وبعد ما دارت ولفت الأيام وانطوى وبرم الزمان، ومالنا بالسيرة طولة، احتجت مدرساً للرموشة كانت بالبكالوريا(نجحت بامتياز وتخرجت لاحقاً من الأدب الإنكليزي)، وبعد ما دخنا السبع دوخات في وقت الامتحانات للحصول على مدرس لأمر ضروري وتخصصي جداً فكل المدرسين مشغولين بإعطاء الدروس الخصوصية ووقتهم "فول Full" ومحجوز، وما حدا فاضي يحك مؤخرته الشريفة وكنت تستطيع مقابلة شخص هام بمنصب امين الفرقة البعثية، ولكنك لا تستطيع العثور على والتحدث مع مدرس حتى تعثرنا بالصدفة بأحدهموكان ويالمحاسن الصدف صديقي وزميلي وكنا ندرّس سوية انا وهو في إحدى المدارس في مدن الشعوب والجماعات والفرق النصيرية (كنت أتصدق عليه بسيحارة البالميرا وأنادمه على حسابي بكأس من رحيق باخوس وكان يدّعي المشيخة ويذكر الله كثيرا ويزور مقامات النصيرية ويقرأ الفاتحة عند اضرحة الاولياء الصالحين ويناجي سيّده الخضر بو العباس في ايام الفقر والتعتير وقبل مسيرة التحديث والتطوير) لكنه، اليوم، بدا رجلاً آخر مختلفاً تماماً وقد تحول لتمساح ولغضنفر حقيقي وحوت يأكل الاخضر واليابس وبلدوزر يكسح ويجرف ويقش الزرع والضرع والحجر والبشر قدامه، ولا يتكلم مع الآخرين إلا من رؤوس مناخيره، ويركب سيارة حديثة من ريع الدروس الخصوصية وبعد مفاوضات شاقة وعسيرة أين منها مفاوضات النووي وبيدرسون واللجنة الدستورية ومماكفات بوتين وزيلينسكي رفض الحضور لبيتي دون الاتفاق اولا على المبلغ الذي طلبه مشترطاً دفعه ثمنا للجلسة كما اسماها(حوالي ساعة ونصف من وقت هذا الإرهابي الثمين) وكان المبلغ عاليا جدا في معايير تلك الايام مستغلاً الحاجة وضغط الامتحانات ووقتها انا كنت عاطلاً عن العمل واتسكع، بعد عودتي المشؤومة من لندن في شوارع المدينة النصيرية الباسلة، وحدّد وقت حضوره ومغادرته على الدقيقة مهدداً بالويل والثبور انه لا يستطيع التأخر والتفريط بثانية واحدة لولا الزمالة والصداقة لان جحافل وطوابير الطلاب بانتظاره وهي غير طوابير الغاز والخبز والزيت التي ترونها هذه الايام، وحين وصل بمهابة وترجل من السيارة اليابانية اين منها ترجل كيم جون اون وقت لقائه بطرامب الله الاول دخل البيت عابسا على عجل مزمجرا متمتما بطلاسم لم افهمها واعتقد انه كان يدعو ربه كي يخلص مني بأقصى سرعة غاضبا ربما من كثرة ذكر الله واول ما دخل على البيت بلا سلام ولا كلام وضع الساعة فوراً على الطاولة ليتحقق من الزمن وقال لي: "وينها المخلوقة لنبلش الحصة ع السريع ما عندي وقت رجاء وما بدي ضيافة ابداً"، وكان "مبوزم" مقطباً "قيلب" خلقته عبوساً قمطريراً لا يضحك لرغيف الساخن رغم محاولتي ممازحته طوال الوقت واستذكار أيام الفتوة والشباب، ليترأف بي ويعمل لي حسم، ومع ذلك لم يكن ليرفع التكشيرة المرعبة عن بوزه وقرفان مني كانه شايف شي..(...) قدامه وعد المبلغ على القرش ونظر لي نظرة ارتياب واشمئزاز وامتعاض فيها لوم وعتاب وانصرف مسرعاً كأنه في رالي داكار دون وداع...
وعند انتهاء الوقت، كنت واقفاً أنتظره على الباب كمجند غر أمام جنرال بالناتو، وقمت بشكره وثنائه وذكر فضائله وخدمته الجليلة لي، لكنه لم ينبس ببنت شفة ولم يستمع لكلمة مما قلته، و"نتش" المبلغ من يدي، وهو يردد ذات الطلاسم والتمائم التي كان يرددها أول ما دخل حتى ظننت أنها صلاة باطنية خاصة به.
إذا سمعتم شي يوم عن انحطاط الشعوب وتردي الامم وسقوطها وانهيار اخلاق الافراد والمجتمعات والتنكر لأبسط معايير الإنسانية والتعايش والصداقة فهذا مثال حي على ذلك..
إي وحق عشتار هيك صار...



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عار وخطر التعليم القومي العربي الاشتراكي
- خرافة الله: كذبة قُريش الكبرى
- حمد بن جاسم وسلَطة الموسم
- الكيانات الموازية: الدولة داخل الدولة
- روسيا اللا عظمى
- والد آيات بريء: وهذا هو القاتل الحقيقي؟
- تأديب القيصر: ماذا يحصل في كازاخستان؟
- الإله الجاهل: خرافة العقل والسماء
- أزمة الله: لماذا لميخلق الله الإنسان كاملا؟
- الإسلام : آخر معارك البقاء
- المرزوقي خلف القضبان: انتصار جديد لمحور السعودية-مصر-الإمارا ...
- اللغة العربية: لغة أجنبية للسوريين
- الله كأقوى جهاز مخابرات كوني خفي
- مفارقات إيمانية: خضال المشركين وخصال المؤمنين
- لماذا لا ينسحب المحتلون العرب المسلمون لحدود العام 635 م؟
- البوتينية: وراثة الاستبداد
- التطبيع مع سوريا: طابخ السم ذائقه
- العروبة: إحدى درجات الإسلام السياسي
- البحث عن وطن جميل وجديد
- حظر وتجريم التعليم الديني


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - ذكريات ونهفات مع المعلمين