أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نضال نعيسة - أعياد النصيرية: بأية حال عدت يا عيد؟














المزيد.....

أعياد النصيرية: بأية حال عدت يا عيد؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 7311 - 2022 / 7 / 16 - 22:27
المحور: حقوق الانسان
    



تحتفل الجماعات والشعوب والأمم والأعراق والعشائر والقبائل النصيرية "العلوية" الموزعة في دول عدة في يوم السابع عشر من ذي الحجة، من كل عام، وفقاً للتقويم الهجري المحمدي، بما يسمونه بـ"عيد الغدير"، وهو ما يقولون عنه، أنه مبايعة و"وصية" من مؤسس الإسلام لابن عمه علي بن أبي طالب، لخلافته، ووراثة السلطة والمال والنفوذ وبيت النبوة، وجرت هذه المبايعة في مكان يعرف بـ"الغدير خم"، حسب رواة النصيرية والشيعة، واتخذت الحادثة كمناسبة مقدسة يحيونها في نفس اليوم من كل عام، ومما جاء في "الوصية" (البيعة): (من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه، اللهم انصر من نصره، واخذل من خذله، من أحب علياً فقد أحبني، ومن أحبني فقد أحب الله .....)، إلخ، وطبعا الجماعات والشعوب والأمم والمذاهب الناجية من النار لا تعترف بكل هذا الكلام والمناسبة.
وأيام اللولو، أيام الزمن الجميل، ووقتما كنا صغاراً، لم نكن نعرف عدد من يقومون بالمناسبة " الذبح والطبخ"، وهي، بالمناسبة، واحدة من أعظم الأعياد النصيرية، ولا نعلم عند من سنذهب لحضور عيد الغدير، ونأكل ومن هو أول واحد سيرسل لنا "حصة عيد" وعليها كوم لحم وطبق وفير من البرغل بالحمـّص أو الرز بالحمّص مع زيت الزيتون البلدي عادة ما يكون من إنتاج صاحب "العيد"، وحيث كانت تتكدس "الحصص" لأيام، وكان الموسرون يذبحون أكثر من فدّان (ثور) بقر أحياناً، وحصرياً "الثور"، فمن عادات الشعوب النصيرية وتابوهاتهم المحرمة أنهم لا يأكلون أنثى البقرة ولا الخروف مطلقاً ويعتبرونها "إثماً عظيماً"، فيما تتبرع الغالبية بالأموال "الزكاة" للمناسبة و"قراءة الفاتحة"
وللعلم، تتوزع الجماعات والشعوب والأعراق والقبائل والطوائف والعشائر النصيرية المعروفين، أيضاً، بـ"العلويين"، في عدة دول، ومناطق من العالم، كتركيا، وجبال الساحل بسوريا (حيث يتمركز في جبال العلويين وهم العدد الأكبر مع تركيا )، وإيران، ولبنان (طرابلس – جبل محسن بمحاذاة جبال النصيرية السورية)، وفي العراق، وأقلية متخفية في مصر، وباكستان، وأفغانستان، وبلغاريا، ألبانيا، واليونان، وأذربيجان، وكردستان (أكراد علويون)، كما يتمركز اليوم رهط قليل منهم في إسرائيل في القرى العلوية في الجولان...
واليوم، وفي ظل استشراء وتغول جائحة المجاعة وهيمنة اللصوص والمافيات على مقدرات الحياة وتحكمها بلقمة عيش الشعب في واحدة من أغرب أنظمة الحكم بالتاريخ التي تريد أن تتحكم، ليس بمصادر الطاقة والسكر والأرز والخبز، وحسب، ولكن حتى بالسعرات الحرارية للشعوب والأمم والأعراق السورية، وتريد تقنينها وتقتيرها وتحديد كم سعرة حرارة ستتصدق بها عليك دولة البعث، كما تفيقه مؤخراً أحدهم الذي لا يكاد يخرج من قفشة وأمزوحة حتى يتحف هذه الشعوب المنكوبة بقفشة جديدة، وحيث النصيري البائس العادي المحروم من كل مقومات ورفاهيات الحياة ويعجز عن تأمين ربطة الخبز لعائلته، أما قطعة اللحم فقد باتت من الأحلام ورابع المستحيلات للغالبية العظمى من العائلات "النصيرية" التي تعيش بواقع مزرٍ وفقر مدقع وحرمان موجع، وحيث كانت هذه العادة "الذبح والطبخ" نمطاً من "البر" والتكافل الاجتماعي والتحابب والتوادد بين الناس وتذويباً معنوياً للفوارق الطبقية حيث يتناول الجميع أطايب الطعام في يوم العيد، وكان الطقس نوعاً من "الصدقة" وإطعام المسكين والجائع والفقير واليتيم، نقول تكاد تضمحل وتتلاشى الكثير من هذه الطقوس والأعراس والأفراح "النصيرية" وبات بالكاد، و"أبو زيد خاله"، وبيته "برأس الجبل"، من يستطيع ذبح تيس أو جدي صغير، وبات كثيرون يستعيضون عن الذبائح بدجاجة "فرّوج"، أو تنقيط "كم ليرة" لشيخ نصيري كزكاة، مع طلب الدعاء، و"قراءة الفاتحة" في اليوم الفضيل كما يقولون عنه، وكفى الله النصيري شر "الذبائح" والتضحية بـ"فدّان"...
وبالمناسبة، والشيء بالشيء يذكر، فاليوم، أكثر الشعوب النصيرية "العلوية" سعادة ورفاهية وبحبوحة ورغد عيش، اليوم، وتمتعا بالحقوق الآدمية وحقوق المواطنة، أولاً، هم أولئك الذين يعيشون في إسرائيل، وتحديداً، في القرى العلوية التي تحتلها إسرائيل في الجولان، وضمتها لها وحصلوا على جنسيتها ويتمتعون فيها بالمساواة بكافة حقوق المواطن الإسرائيلي من عيش وعمل ورواتب وزواج وجواز سفر وهوية إسرائيلية يسافرون بها إلى كافة اصقاع العالم، بما فيها دول الأعراب الخليجية وبدون تاشيرة وهي الممنوعة والمحرمة على السوري العادي والموصدة في وجهه بشكل عام، وتأتي، من ثم، الشعوب النصيرية في تركيا (لواء اسكندرون وبقية المناطق التركية حتى الكردية منها هناك علويون أكراد) التي تحتل المقام الثاني من حيث البحبوحة ورغد العيش وفرص العمل والسفر والتمتع بالحقوق (هناك جنرالات علويون كبار عند أردوغان في الأمن والمخابرات ومنهم من شارك في انقلاب تموز ضده)، ومن ثم يأتي علويو العراق وافغانستان وباكستان وبنسب ودرجات اقل لكن اسواهم حالا واشدهم فقراً وبؤساً وقلة وحرماناً، فهم اولئك الذين يعيشون، اليوم، في المناطق المعروفة بـ"جبال العلويين" بالساحل السوري حيث تتفشى البطالة وتنعدم فرص العمل والحياة والسفر وتفتقر للخدمات فلا ماء ولا كهرباء ولا مواصلات أو مشاريع استثمار ولا مصانع ولا بنية تحتية أو أي شكل من أشكال الاستثمار وتنعدام بالكامل، وأكرر، فرص العمل والسفر، (فرص العمل وتوظيف النصيري تخضع لمعايير كثيرة)، كما ان هؤلاء هم الأفقر أيضاً، مقارنة حتى بأقرانهم ببقية المناطق السورية (السنة العرب وسواهم)، ويلي هؤلاء الفقراء الفقراء العلويون (النصيرية) في دويلة لبنان المقاوم الشئيئ (رجاء ممنوع الضحك والتقريق)، حيث يتشاركون نفس ظروف القهر والفقر والجوع وتتشابه ظروفهم المعيشية وتكاد تتطابق مع ظروف صنوهم الشقيق النصيري الأكبر في البلد المقاوم سوريا حيث التقدم والاشتراكية، وبلاد الهيصة والدبكة البعثية والشعارات والمسيرات المليونية نحو الفناء والهلاك والهاويات....



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناشدة ورجاء حار، وطلب من طلابنا الراسبين والناجحين شحط:
- جريمة التطبيع مع العرب
- إذا كان رب البيت للطبل ضارب
- السيد وزير العدل السوري/ المحترم
- حول قانونية ودستورية الدراسات والموافقات الأمنية
- القذافي: طابخ السم ذائقه
- لماذا لا تكون اللغة الإنكليزية لغة أهل الجنة؟
- كارثة التعليم المؤدلج
- سبحان مقسّم الأرزاق: ليس للكفن جيوب
- عن المتنبي ودرويش والنواب: لماذ أكره الثقافة العربية؟
- نصيحة وعن تجربة:
- بوتين على خطى قياصرة الكرملين الحمراء
- اضحكوا مع المؤمنين بالله:
- من مآثر الرفيق فيدال
- اضحكوا مع الثوار وآلهم الكرام
- بيان إلى الراي العام بشان الاحتفال بأعياد قريش:
- ما بعد -موسكفا-: إغراق الدول العظمى
- خرافة المواطنة بالدول العربية والإسلامية
- سلاف فواخرجي: البصمة التنويرية النصيرية في الشخصية السنية
- خرافة انكر ونكير


المزيد.....




- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نضال نعيسة - أعياد النصيرية: بأية حال عدت يا عيد؟