أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نضال نعيسة - السيد وزير العدل السوري/ المحترم














المزيد.....

السيد وزير العدل السوري/ المحترم


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 7278 - 2022 / 6 / 13 - 12:21
المحور: حقوق الانسان
    


السيد وزير العدل/ المحترم
السيد النائب العام / المحترم

تحية طيبة، وبعد:
جاء في أحد تشريعاتكم الأخيرة المبهمة والمثيرة للجدل، قدر ما هي مثيرة للشفقة والزعل، (قانون الجرائم الإليكترونية)، أن من يفعل كذا يوهن عزيمة الأمة ويستوجب عقوبة كذا، وتتجلى الإشكالية والإبهام بالمقام الأول، في قضية "وهن عزيمة الأمة"، إذ كيف سيتحقق القاضي من أنه قد تم فعلاً وهن عزيمة الأمة، ووقع الجرم والضرر؟ هل ستقول لكم "الأمة المفترضة" أنه قد تم وهن عزيمتها وتشكو ذلك لكم؟ أم ستتقدم "الأمة" ببلاغ تدّعي فيه أن عزيمتها قد وَهُـنـَت، وأنها لم تعد قادرة على ممارسة مهامها الطبيعية كأمة؟ أم هل سينزل قاضي التحقيق المعني بالقضية للشارع ويسأل مجاميع "الأمة المفترضة" عن رأيها بما قيل وكتب، وإن كان قد أوهن عزيمتها قبل إصدار حكمه؟ القصد، سادتي الكرام، أنه يجب أن تتوفر للقاضي المعني الأدلة والبراهين القاطعة، كما يفترض القانون، بوقوع الضرر والأذى وبالتالي توفر النية الجرمية لدى المتهم بأنه كان يقصد من "فعلته الشنعاء" فعلاً وهن عزيمة هذه الأمة المعنية بالقانون. فما هي الآليات التي سيعتمد عليها القاضي في إثبات "وهن العزيمة" كي يصدر بناء عليها حكمه ضد المتهم المفتري والباغي؟ يعني بالمختصر، وفي القضاء الحر العادل النزية غير المسيس والذي لا يتبع ولا تسيـّره، بالخفاء، أية "جهة"، يجب أن يكون أمام القاضي قرائن وأدلة دامغة أولاً على وجود أمة (وهذا ما سأتطرق له بالجزء الثاني)، وثانياً وقوع الضرر المفترض على هذه الأمة، والاعتداء على حقوقها ووجودها وكيانها والتسبب بـ"وهن عزيمتها". كما يتطلب الأمر توصيفاً لوهن العزيمة، وأعراض ذلك الوهن هل ستدوخ الأمة مثلاً، ويغمى عليها وتسقط أرضاً من الوهن، وتشعر بالدوار وضيق التنفس و"سعلة" وارتفاع بحرارتها" وانحلال بركبتيها؟ ما هو هذا الوهن وكيف نتحراه ونتلمسه ونتحقق من وجوده؟
ومن هنا، نلج للجزء الأهم من القضية، وهو عن أية أمة يتحدث المشرّع والقانون المذكور في ظل عدم وجود "أمة" على الأرض بالمعنى الحرفي والحسي والمادي والجيوسياسي للكلمة؟ فإن كان يقصد بـ"الأمة السورية"، فكما ترون اليوم، أنه لا يوجد كيان سوري مستقل ومتجانس وموحد بجغرافية وديمغرافيا محددة، أي كيان سياسي مستقل قائم بذاته، يمكن أن يشكل، بالتالي، أمة بأية حال، وهو شرط أساس لوجود الأمة، ومن بعدها ستوهن نفسيته مجتمعة، وليس نفسية قسم أو رهط، أو مجموعة سياسية أو جهة أمنية يزعجها ما كتب وما قيل. وللعلم، أيها السادة الأفاضل، فقد نفى وزير مزمن ومدلل ومحبوب ومحظي في الوزارة، كان قد ورث الوزارة عن أبيه، ويستعد، بحمد من الله وفضله، لتوريثها لابنه الآخر الصغير الوارث المحظي المدلل، أيضاً، وجود أمة سورية نهائياً، لا بل تندّر وتهكم على ذلك، في جلسة ذكر شهيرة نقلها إعلامكم، وتداولها سوريون كثر وأحدثت تصريحاته، يومها، غضباً وسخطاً أوهن عزيمة كثيرين، فهل يمكن أخذ تصريحاته الرسمية باعتباره مرجعية دينية وفقهية وسياسية كبيرة كوثيقة رسمية تقدم للقضاء المختص تؤكد غياب وعدم وجود "الأمة السورية"، ناهيكم عن أن شخصيات كبيرة ونافذة بالقيادة، ومن منظور وفقه قومي عروبي إسلامي بعثي، نفت، هي الأخرى، أيضاً، وجود الأمة السورية، من الأساس، ولا تعترف بسوريا ولا بالأمة السورية إلا كـ"قطر" في دائرة العروبة والإسلام، فعن أية أمة تحدث وقصدها القانون المذكور، وهذه أيضاً وثيقة دامغة، ومن فم القيادة، هذه المرة، تقر بغياب "الأمة السورية"؟
أما إذا كان القصد بالأمة هو "الأمة العربية" كما ترد في رومانسيات وأدبيات البعث والفكر القومي، فلم يكن هناك، عبر التاريخ المعروف، أمة عربية واحدة، بكيان سياسي واحد مستقل ومعترف به، ذي كتلة بشرية واحدة متجانسة ديمغرافياً (كما يفترض وجود الأمة)، كما أنها غير موجودة، فعلياً، اليوم، على الأرض، وفشلت كل المحاولات لتوحيد، حتى شطري البعث العراقي والسوري، فما بالكم بتوحيد الأعراب، والعرب، والمستعربين، وعشرات الأعراق والقوميات والإثنيات المتباينة والمتضادة وراثياً وجينياً، بما لا يجعل منها أية أمة، والتي تسكن جغرافيا "الأمة العربية الافتراضية"، ولن نتطرق، ها هنا، للصراعات والخلافات والحروب والمؤامرات العربية-العربية، وصراعات العرب والمستعربين، على زعامة الجغرافيا وحيازة الثروة، واستحالة أن يكونوا أمة واحدة، بالمطلق، في يوم ما.
والأهم من ذلك، كله، هذا القانون يفترض وجود أمة ضعيفة، مهلهلة، مهزوزة، واهنة مرعوبة متوجسة وخائفة، وهو نفسه يوهن عزيمتها، في هذه الحالة، من خلال ذلك، وطالما هي، حكماً وأوتوماتيكياً، ضعيفة مفككة، خائرة، وموهونة القوى، فلا يمكن اتهام أحد بفعل وجريمة الوهن. فهل مجرد كتابة بوست، أو توجيه نقد ولوم لفاسد ولص وحرامي، يتسبب بالضرر المادي والجسدي والمعنوي للملايين، والإشارة لخلل في مفصل ما، يوهن عزيمة "أمة" البطولات والأمجاد والوقائع السوداء وحمر المواضي والصمود والتصدي والتقدم والاشتراكية وقبيلة قريش وعرين الصحراء والفتوحات العثمانية وتحرير الأندلس ومعركة بواتييه وإضعاف أحفاد أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وخالد؟ هل هذه الأمة هشة ورخوة لهذه الدرجة؟ وما هي هذه العزيمة؟
السادة المحترمون: يجب أن تتوفر أولاً، وقبل كل شيء، أركان الجريمة أهمها وجود المجرم والنية الجرمية ووجود ضرر وضحية "جثة"، أي أن يكون هناك أمة موجودة فعلاً، ويتم وهن عزيمتها، ثانياً، بآليات وقرائن دامغة مثبتة، ووقع الجرم والضرر المادي والمعنوي عليها، حتى يصبح القانون ذا معنى ومغزى جدوى، ونافذاً، لكن مع انتفاء كل تلكم الأركان، فالقانون غير قانوني، وغير دستوري وباطل ولاغ من أصله وأساسه، ويوهن فعلاً، ويحبط عزيمة "الأمة" (أية أمة؟)
وتفضلوا بقبول وافر الامتنان والتقدير والاحترام...
*ملاحظة هامة: أضع هذه المداخلة بتصرف أي محام، سيتولى الدفاع عن متهمين بقضايا وهن عزيمة الأمة، وأخوله استخدامها في دفوعاته ومن دون الرجوع لي....



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول قانونية ودستورية الدراسات والموافقات الأمنية
- القذافي: طابخ السم ذائقه
- لماذا لا تكون اللغة الإنكليزية لغة أهل الجنة؟
- كارثة التعليم المؤدلج
- سبحان مقسّم الأرزاق: ليس للكفن جيوب
- عن المتنبي ودرويش والنواب: لماذ أكره الثقافة العربية؟
- نصيحة وعن تجربة:
- بوتين على خطى قياصرة الكرملين الحمراء
- اضحكوا مع المؤمنين بالله:
- من مآثر الرفيق فيدال
- اضحكوا مع الثوار وآلهم الكرام
- بيان إلى الراي العام بشان الاحتفال بأعياد قريش:
- ما بعد -موسكفا-: إغراق الدول العظمى
- خرافة المواطنة بالدول العربية والإسلامية
- سلاف فواخرجي: البصمة التنويرية النصيرية في الشخصية السنية
- خرافة انكر ونكير
- تهنئة خاصة لشعوب قريش بشهر الغزو والاحتلال
- منصب مستشار الرئيس
- كيف تساهم الدراما السورية بأكبر عملية تزوير وتضليل بالتاريخ؟
- للوقاحة حدود: من هو الأكثر عنصرية؟


المزيد.....




- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نضال نعيسة - السيد وزير العدل السوري/ المحترم