ما الفرق بين الله وبقية الأصنام؟

نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..
(Nedal Naisseh)

الحوار المتمدن-العدد: 7315 - 2022 / 7 / 20 - 22:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

الله مجرد فكرة وتصور بشري ليس إلا...اي أن الإنسان اخترعها وروّج لها وبدأ بتسويقها ما يعني أن الله لم يظهر أبدا لأحد ولم يره ولن يراه أحد ولم يقل عن نفسه أنه موجود أبداً لكن البشر (المشعوذون والكهنة والأنبياء) هم من قالوا على لسانه أنه موجود ووضعوا له صفات كثيرة كما تخيلوه وتوهموه وتصوروه وكانت كلها صفات بشرية بالعموم. هو مخلوق ومصنوع من قبل البشر تماماً كالأصنام التي كان يصنعها ويعبدها الناس والوثنيون، وكان العرب المسكونون بالهلوسات الغيبية وقصص الأنبياء الخرافية في،صحرائهم المعزولة التي اجبرتهم -أي الوحدة- للتفكير بألغاز وأسرار هذا الكون وما هو سبب هذا الورطة الوجودية ومناجاة النجوم والسماء والصمت الصحراوي القاتل وفي الجاهلية كانوا يصنعون أصنامهم من الخشب، والحديد، ومن التمر أحياناً، أخرى، وكانوا يأكلونها حين يجوعون، أو ينتهون من عبادتها وهنا قال الشاعر في ذلك بيتا طريفاً:
اكلت جهينة ربها
زمن التقحم والمجاعة
لكن هذا الصنم المسمى بالله هو صنم غير مرئي وغير مادي ومجرد تصور تم اختراعه بعد افتضاح أمر المجسمات الوثنية التي لا تنفع ولا تضر كما قال عمر بن الخطاب عن الحجؤ الأسود المعبود لليوم، ...ولذلك لم يستطع أحد تحطيم "الله" كما حطـّم مؤسس الإسلام الأصنام التي كانت موجودة بالكعبة وترك لهم الحجر الأسود..كما لم يستطع أحد أكله كما فعلت جهينة بالجاهلية وهذا هو الفرق بينه وبين بقية الأصنام..
وفي مقارنة غير موفقة يدفع البعض بين بين المفاهيم والأمور غير المرئية التي يمكن استشعارها كالجاذبية وما يسمونه بالعقل، لكن هل الجاذبية مثل تصور ومفهوم الله؟ هل تقارن مخلوقا بخالق مفترض وتضعهم بنفس السوية؟ يجب ان تقارن الخالق بخالق وليس بمخلوق من صنعه وبافتراض ان الله هو من صنع الجاذبية؟؟
نستدل على وجود الجاذبية ببرهان عملي لكن لا يمكن الاستدلال وجود الله بنفس الطريقة وبفعل عملي ومادي ...مباشر يعني مثلا انسك الآن حجراً ونرميه لأعلى لنرهن فورا على وجود الجاذبية لكن لا نستطيع البرهان فوراً بأي فعل مادي على وجود الله كما فعلنا مع فعل الجاذبية...
مثلا انت فقير ومعوز وجائع والله رحيم اطلب منه طعاما كي لاتموت فلن يفعل لو طلبت مليون مرة لماذا لا يظهر لك قدرته المباشرة كما فعلت بتجربة رمي الحجر؟...من فترة مات العشرات من المساكين السودانيين "المسلمين" تيها وعطشاً بالصحراء الليبية وهو القاىل ولست انا" احيب دعوة الداعي إذا دعاني" فكم دعا وتوسل له هؤلاء،المساكين فإما إنه لا يسمع(رغم أن من صفاته السميع)، أو أنه، ومن المرجح، ألّا تصل الدعوة لعطل تقني ما، أو أنه غير قادر، وكلها أمور وخلاصات واستنتاجات تشكك بوجوده....وأنا كنت أستمع لتسجيلات لهم وهم يتوسلون لربهم، ونبيهم، ويطلبون المدد والماء والبقاء أحياء فلم يفعل ربهم ذلك فلماذا؟ من العبث والسخف الرد بأن هذا قدرهم ومشيئته ووو هذا تفسير غير منطقي ولا عقلي ولا أخلاقي ولا يوجد أي برهان على وجود قوة تتحكم بمصير هؤلاء وتقدم لهم أي،شيء...
بل على العكس يقولون الله قابض الأرواح...حسنا يعني هو نفسه يُخرج الروح كما يسمونها، لكنك تستطيع انت ان تفعل ذات الشيء اي ان تقبض الروح وتقتل اي انسان و"تقبض على روحه" فهل صرت الها؟
أما العقل فلا وجود لشيء وعضو بجسم الإنسان كالكبد والقلب والمعدة والكلى والمثانة وووو اسمه العقل، فالعقل مجموعة معارف وخبرات متراكمة ومنظومة قيمية عند بعض الكائنات المتطورة والذكية...فلماذا لم يعط الله المفترض عقلا للحمار كي لا يقع بنفس الحفرة كل مرة اذا كان هو من يعطي ويوزع العقول على الكائنات؟

#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين