أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عذري مازغ - تيط أوسردون (عين البغل)














المزيد.....

تيط أوسردون (عين البغل)


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 7341 - 2022 / 8 / 15 - 17:46
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


يتركب (عين أسردون) من كلمتين عين باللغة العربية تعني منبع وأسردون بالأمازيغية وتعني باللغة العربية البغل، وبالتالي تعني (عين البغل)".
من تعريف الويكيبيديا لتسمية عين أسردون، والتفسير هذا طبق عليه كاتب التعريف مقولة لعيطة مغربية (فن العيطة): "شلح او عربي حتى يعفو ربي" كما لو كان يريد ان يقول لنا بأن العرب والأمازيغ اتفقوا على تقاسم الإسم المركب: جزء عربي والآخر امازيغي .
في تفكيك كلمة العيطة والتي تعني الأمازيغي والعربي في دوام إلى ان يعفو الله: وهي ضمنيا تعني القبول بالعيش والتعايش إلى ان ينزل عفو ما (عفو من عند الله)، ومعنى هذا ان العيش غير مطاق اصلا بل يتم قبوله في أفق نزول عفو أو اختلال التوازنات لصالح هذا الطرف او ذاك، في الأغنية تبدو الكلمة مهذبة خضعت لسياق إيقاع موسيقي (فني) يلغي العنف السياسي لكنها في نفس الوقت تعني شكلا من المرح في التعايش: دعونا لا نحتكم إلى القوة بل إلى التعايش ونمط الحياة مستقبلا هو من سيحدد.
يعني الامر ان صاحب التعريف في الويكيبيديا لم يستطع الإقرار بأن أصل التسمية هو أمازيغي (سكان الأرض الأولون كما في التعريف في شعبة التاريخ الرسمية) وهي كلمة مركبة من تيط وتعني العين بالعربية وأسردون وتعني البغل، أي أن التسمية في الأصل هي تيط أوسردون (عين البغل) أما عين أسردون فتدخل في سياق المزج اللغوي في الدارجة المغربية (هذا موضوعيا إذا اردنا ان لا نتكلم عن الخلفيات السياسية، لو كان الأمر كذلك يمكننا اعتبار وجود لغة مركبة في كلمة من عرب و"شلح" أمرا عاديا) وإذا اردنا ان ندخل في الخلفيات السياسية فالمسألة تمضي توافقا مع النهج السياسي في تعريب المدن والأماكن بالمغرب تحولت معه تيط أوسردون في التعريب إلى عين أسردون. تحولت تيطيوين التي تعني العيون بالامازيغية إلى تطوان على وزن فعلان، في هذا السياق من التعريب حول الحسن الثاني مدينة إفران، اسقط وحيه تبديلا للإسم لمدينة تعني في الأمازيغية مدينة الكهوف (إيفران هو جمع إفري ويعني الكهف والمدينة معروفة بهذا والإسم انتروبولوجيا ينطبق عليها)، اقترح الحسن الثاني اسم يفرن (على وزن يفعلن) وهو شكل من التعريب غريب حتى عن العربية.
لا اتذكر السنة التي حاول فيها الحسن الثاني تحويلها بشكل من التعريب إلى مدينة يفرن (حتى حين اضع العنوان في غوغل لا يمنحني الخطاب الذي اقترح فيه تسمية يفرن) وعموما كان الحسن الثاني واحدا ممن يومن بقومجة المغرب ويؤيده في هذا حتى أكبر المثقفين في عصره مثل الجابري .
الدار البيضاء، اسمها الأصلي أنفا وهو اسم امازيغي يعني المنحدر، لكن لعلاقتها بالتصادم مع المستعمرين اختير لها اسم لاتيني (casa blanca) ترجمته إلى العربية هو الدار البيضاء، ولا يهمني هنا السياق الخرافي للإسم الاستعماري (رواية حول منزل أبيض وغير ذلك علاقة بإسبانيا والبرتغال) فالشيزوفرينيا المغربية تفضل الأسماء المغتربة على الأسماء الحقيقية بما في ذلك كلمة المغرب: عادة كان يسمى المغرب بالدولة التي تحكمه، لكن بشكل خاص لأسباب غير مدروسة (غير مؤسسة كدراسة علمية حتى الآن) فاسم المغرب هو مراكش (ارض الله) وهو الاسم الذي يعتمده العالم غير العالم العربي . التاريخ الحديث الكولونيالي في سياق النضال المشترك للشعوب المغلوبة ومنها العربية، وفي سياق القومية الناصرية وقبله الفكر القومي هو من صنع اسم المغرب ، في هذا السياق يسمى المغرب بالمغرب الأقصى والجزائر بالمغرب الأوسط وتونس بالمغرب الادنى وهنا ارتكب خطأ كبير في حق شعوب شمال إفريقيا (استدراكا لهذا الخطأ ضموا ليبيا وموريتانيا، وحتى الىن في الخطاب الإعلامي حين يتكلم عن الدول المغاربية لا يذكرون موريتانيا وليبيا، يذكرونهما تداركا والامر فيه نوع من التحقير لهذين الشقين المغاربيين) والحقيقة أن الشعوب المغاربية تضم كل شعوب شمال إفريقيا التي تتشارك في الصحراء الكبرى ومنها مالي والسينغال وربما مصر أيضا والسودان والنيجر: اقصد ان الشعوب المغاربية تتجاوز الفكر الفرنسي لتعريفه لشعوب شمال إفريقيا . ضيق توسيع شمال إفريقيا ناتج عن نقص نظري وقصور في النظير الاستراتيجي بسبب مواقف عنصرية بدائية لا تاريخية: إن امتداد الإمبراطوريات المغاربية التي حكمت شمال إفريقيا ليمتد إلى هذه الدول بشكل لنا معهم تاريخ مشترك لا ينفيه اللون.
وعموما ليس هذا هو مبحثي الآن.
غياب هذا الإقرار في ان أصل تسمية "عين أسردون" هو "تيط اوسردون" وفي موقع يتوخى الموضوعية كويكيبيديا هو ميز عنصري اتجاه الثقافة الأمازيغية او ثقافة أسماء المدن على الأقل وطمس هويتها الأمازيغية الإفريقيحين تقر بان التسمية هي تركيبة عربية أمازيغية دون ذكر السياق لتركيبها وذكر أصل التسمية.
عندما طرحت هذا الإشكال حول الويكيبيديا، من ردود الفعل تعليقات تقول : الويكيبيديا ليست موقعا موضوعيا ونزيها، الحقيقة ليس الأمر كذلك، الموقع يسمح بالتعديل إذا كان مبنيا واستطيع أن اقول بأن الموقع العربي فيها هو المتخلف: الناس تطلع على تعريف معين، لا تتفق معه، لكن ايضا لا تسجل اعتراضها وتبنيه على معطيات علمية، إليكم النموذج:
جبل طارق : في الويكيبيديا العربية هو الجبل الذي نزل فيه القائد طارق ابن زياد ويبدو التعريف ثابتا
في ويكيبيديا اسبانيا مثل جبل طارق اعتمدت التعريف العربي له وفيه شقين: نزول طارق ابن زياد به والشق الثاني انه اقتباس لجملة طريق فوق جبل ثم طرحوا التسميات القديمة للجبل : التسمية المحلية الوندالية والتسمية الرومانية وهذا يغني البحث الأركيولوجي التاريخي للمنطقة اي أن الويكيبيديا الغسبانية اعتمدت نسبية المعرفة.
بخصوص تيط أوسردون: وضعت اعتراضا وقبل من الموقع، يعني سيدرسون اعتراضي وقد يصححون التسمية.



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خبراء الطبع السيئ ومفهوم التحريفية
- المراة ومنطق الاحتواء
- ما يجوز ولا يجوز في التعايش (تتمة للموضوع السابق )
- حول التعايش والإندماج
- غورباتشوف بالدار البيضاء
- كرة القدم النسوية
- مقام الفرس
- على هامش احداث مليلية الأخيرة
- الخير والشر وموقع الفاروق المعظم منها
- الرحلة إلى وليلي، تتمة لموضوع الحمار والكلب والقطط
- هزلت!
- البورغواطيون وقياس الزمن
- أنا وكلاب القرية وقططها وحمارنا الذهبي
- مؤشرات تحلل الولايات المتحدة
- نقض هيكلية الحزب السياسي
- نيرون القرن الواحد والعشرون
- الماركسية وعلاقة التحديد
- حين تسبق العين الشهية
- رؤوس بدون ذاكرة تاريخية
- في تناقض الفكر القومي


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عذري مازغ - تيط أوسردون (عين البغل)