|
الوقاحة هي ان تنسى فعلك وتحاسب غيرك على فعله !
حميد طولست
الحوار المتمدن-العدد: 7340 - 2022 / 8 / 14 - 14:03
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الواقع والحقيقة شيء والمجاملة شيء آخر، إلا أن الحقيقة والواقع يكون لذكرهما فعل السحر في إغضاب الكثير ممن تعودوا على المجاملة المضللة للحقائق والمزورة للواقع ، التي كلما أفلست الأحزاب فيها ، لجأ شياطينها لللعب على أوتار القضية الفليسطينية ، التي تعودت الحركات الإسلاموية على استعمالها في كل بلاد المسلمين ، كمدخل سهل وسريع لمشاعر الناس لا عقولهم ، من أجل الوصول إلى السلطة أو العودة إليها- لمن فقدها- خدمة لمصالحهم الضيقة ، الأمر الذي لم تحد عنه التيارات الإسلاموية المغربية ، التي نصب بعضها نفسه -بمعية بعض الفصائل اليسارية - كمدافع عن الحقوق الشرعية لفلسطين ، أكثر من أي فليسطيني حمساوي - نسبة لحركة حماس التي فضلت هذه المرة عدم الدخول لمواجهة إسرائيل - كما يظهر ذلك اليبان الذي رُوج له مؤخرا ، والذي لا ولن يحتاج لقرأءة معمقة حتى تتبين وبسهولة لحظية انتهازيته ، وينكشف بالملموس، أنه ما جاء إلا لدغدغة المشاعر الدينية والمذهبية ، وتحويل الطائفة والمذهب، إلى آلة تجييش كبرى، تحركها الغرائز الأنانية ، بدل العقل، وتفجرها الأولويات الزائفة والمتخيّلة ، بدل المصالح الواقعية للقضية الفلسطينية التي تبقى في حد ذاتها آخر ما قد يهم أصحاب البيان ، بقدر ما يعنيهم ما تثيره من نقاشات مجتمعية ، وما تخلقه من فرقة وانقسامات ، تُستغل أبشع استغلال للوصول إلى السلطة ، المحكومة بمعايير الهوى الشخصي والمصلحة الذاتية المغلفة بالمزايدات السياسية وما تخفيه في طياتها من صراعات جيوستراتيجية مفبرك ، وحروب مصالح ومحاور مصطنعة ، المخالف للصورة المخادعة المسوقة عن القضية الفلسطينية التي يزج بها لتلعب دور المحرك وأداة الحشد والتعبئة ، في الصراع الإسلاموي المشحون بالحنين إلى التحكم بالمصائر الذي يمد الأدمغة المهوسة به، بطاقة قوية تثير الشعور الشديدة بالرغبة العارمة في استعادة ما تمنحه السلطة من بهرجة اجتماعية ، ووجاة سياسية ، ومكاسب اقتصادية ، وتغريهم بخوض مختلف التجارب واستعمال كافة الوسائل لاسترجاع المفقود منها، الغاية التي غالبا ما توقع عشاقها في صراع نفسي بين العقل والعاطفة ، والذي غالبا ما تتغلب فيه العاطفة المستمدة من المشاعر والأحاسيس على الحكمة والمنطق والعقل ، كقوة فعالة في الصراع ، لتدفع به نحو إتخاذ القرارات المناقضة الحكمة والمنطق والعقل ، والغير مضمونة النتائج ، التي قد تؤدي إلى الفشل في عودة السلطة ، الأمر الذي لا ولن يتورع المهوسين بها حد العبادة ، في ارتكاب الحماقات لأجل استرعاجها ، ولو تطلب الأمر الدفع بالمجتمع بكامله الى أتون حروب أهلية وتحويله الى وقود فيها ، أو توريطه في حرب ليست حربه، باسم القضية الفلسطينية ، وهم سادة واساتذة في توريط الجماهير، ويتميزون بمقدرات خيالية يحسدون عليها في مهارة القفز بمنتهى الخفة والرشاقة من حال إلى نقيضه فى أحاديثهم ومواقفهك ، يمكنهم فائض النفاق الذي يمتلكون من أن يقولوا ما لا يفعلون إلا إذا خافوا الفضيحة، وأن يفعلوا ما لا يقولون إلا إذا كانت هناك مصلحة ، ما يحجب حقيقتهم عن الجماهير ويضللهم عن الاهداف الحقيقية التي يخفونها بالتغنى بحب الوطن ، وانشاد في حبه أعظم الكلمات وأشهى الألحان ، لكن عند إثبات ذاك ، لا يتوانى محبي السلطة منالأحزاب وقياداتها عن استخدام أي حيلة وشعار لخلق أزمات ومشاكل لخدمة مصالحهم الخاصة بحجة خدمة القضية الفلسطينية ، التي تبقى مجرد شعارات جوفاء مشحونة بالنصائح والمواعظ والعبارات المأثورة ، وهم يعلمون أنه لا شيء أسخف من النصح والوعظ وإلقاء الدروس على من تردّ حاله وساءت أحوله ، لأن الوطنية الحقة ، هي ما تفعله بينك وبين نفسك ، وليس ما تعلنه في حضور الناس ولا تفعله. حميد طولست [email protected] مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية. عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة. عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية. عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان "
#حميد_طولست (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لا أحد يموت قبل أوانه وإن أصيب بكورونا!
-
تحجر العقول اخطر من تبرج الأجسام !
-
-الهاشتاغ Hashtag -والحملة الاستنكارية ضد الغلائ الفاحش !
-
ليس في الكذب ما يدعو للزهز أو الفخر5
-
ليس في الكذب ما يدعو للزهو أو الفخر4
-
ليس في الكذب ما يدعو للزهو والفخر3
-
ليس في الكذب ما يدعو للزهو أو الفخر2
-
بعض من أوجاع الحياة!
-
التنائي المرعب رمضان والعيد -لكبير- !
-
التّطهٌر من الثقافة المغلوطة !
-
إصلاح الفكر الدين قوة وعزة للإسلام .
-
الثقافة الذكورية وعنصرية المجتمع ضد جنس المرأة !
-
كل شيء بالأمل الا الرزق بالعمل.
-
أسئلة لا تنفع التورية والإخفاء في التستر على مسبباته !
-
شيوخ وفقهاء يرون العلة في الواقع وليس في أفكارهم؟
-
تطور البلدان مرهون بمصداقية منتخبيه وليس بسلفياتهم !
-
كرة القدم أخلاق وثقافة ومتعة !
-
هستيريا التهافت على تحريم التعاطف والتراحم؟
-
عهر التدين!!
-
ليس في الكذب ما يدعو للزهو أو الفخر!
المزيد.....
-
نائب قائد حرس الثورة الإسلامية: أي استهداف لنا من قبل الكيان
...
-
نائب قائد حرس الثورة الإسلامية: أي خطأ للكيان الصهيوني سيقاب
...
-
المقاومة الإسلامية في لبنان: قصفنا مدينة صفد المحتلة بصلية ص
...
-
المقاومة الإسلامية في لبنان: إستهدفنا موقع رويسات العلم في ت
...
-
شهيدان مسعفان وعدد من الجرحى من الهيئة الصحية الإسلامية باست
...
-
آية الله خامنئي: الجمهورية الاسلامية ستقوم بما هو ضروري بقوة
...
-
شاهد.. قراءة عميقة لخطبة قائد الثورة الإسلامية
-
آية الله خامنئي: حزب الله والسيد الشهيد بدفاعهم عن غزة وجهاد
...
-
إقامة صلاة الجمعة بإمامة قائد الثورة الاسلامية آية الله خامن
...
-
آية الله خامنئي: لم يكن فقدان قادة الثورة الاسلامية في ايران
...
المزيد.....
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
-
جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب
/ جدو جبريل
المزيد.....
|