أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - منال حميد غانم - النساء والقضاء المستعجل في العراق














المزيد.....

النساء والقضاء المستعجل في العراق


منال حميد غانم

الحوار المتمدن-العدد: 7339 - 2022 / 8 / 13 - 07:32
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ازدادت في الآونة الأخيرة أعداد اللواتي يتم تهديدهن بالتشويه العمد او الأبتزاز الألكتروني أو القتل بدافع جنساني. وبشكل خاص بعد أنتشار المخدرات ورواجها وسهولة تداولها , وانفلات السلاح وغياب الدولة "العمدي " حتى وصل الامر الى مراسلة الكثير منهن عبر تقنيات تخفي هوية المرسل ليهددهن بالقتل او نشر معلومات او صور. فيثير الرعب في نفوسهن وبعض تلك التهديدات حدثت وبخاصة بعد قتل الطالبة المصرية الشهيدة نيرة اشرف لتكشف لنا عن بيئة كارهة للنساء بشكل مثير للدهشة .
مما يجعلنا نتسائل عن التنظيم القانوني الذي تندرج تحته جريمة التهديد وهي المادة 430 من قانون العقوبات العراقي رقم 111لسنة 1969 والتي تجعل العقوبة تصل الى سبع سنوات سجن . ولكن طريقة الوصول الى (7سنوات سجن ) هي الأصعب وفي بعض الاحيان يتعذر الوصول لها وتنتهي القصة بخبر قتل امرأة جديد على شاشات التلفاز والقنوات الاخبارية في مواقع التواصل .
فبسبب تطور التكنولوجيا فأن التهديد الذي يواجه النساء والفتيات بشكل خاص هو أتصال هاتفي او رسالة بدون مرسل او ارسال رسالة من خلال مجموعة سرية تحتوي على نص يجبر الضحية على القيام بشيء او الامتناع عن القيام بشيء دون ذكر هوية المعتدي .
ومن الجدير بالذكر ان أبلاغ السلطات عن أي جريمة سواء تهديد او غيرها تمر بسلسلة من الأجراءات والمعاملات الروتينية حتى يتم الحكم فيها . تبدأ بتقديم الشكوى ثم التحقيق الأبتدائي في مركز الشرطة ثم رفعها الى المحقق وهو يقرر المحكمة المختصة والقانون الواجب النفاذ فأذا تقرر وقوع جريمة تأخذ الجريمة وقت وتاريخ على سجل المحكمة بلا اي استثناءات حتى لو الجريمة تهديد بالقتل او التشويه او خسارة اموال او اتلاف ممتلكات او "تشويه سمعة" تلك الجريمة التي تساوي جريمة القتل في مجتمعنا .
مما يجعل المشكلة اكثر تعقيدا غير مشكلة انعدام الثقة بالقضاء فيما يخص قضايا النساء وتمييع القضية عبر الأجرءات المملة وشبه ندرة وصولهن الى مراكز الشرطة بسبب كل ماتقدم , مضاف اليه النصائح غير المرغوب بها من افراد الضبط القضائي في مراكز الشرطة او تتفيه المشكلة من اجل الطمئنة الزائفة للضحايا, فأن العراق وعلى الرغم من مصادقته على اتفاقية مكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية رقم 20لسنة 2007 فأنه لم ينشأ ادارة الوقاية من الجريمة التي نصت عليها والتي تمكنه من توفير تدابير حمائية لمنع حدوث الجريمة لتوفر الحماية والطمئنة الحقيقية .
كذلك لم يسن قانون جرائم تكنولوجيا المعلومات او قانون الجرائم المعلوماتية الذي يمكنه من ان يحقق في الجرائم التي يكون فيها المعتدي مجهول وتتم عبر مواقع التواصل وفق اسلوب حديث غير تقليدي , يتناسب مع حداثة تلك الجرائم وبالتالي يستطيع التحقيق فيها محققون مدربون على التعامل مع جرائم ذات ادلة غير مادية او مجرمين قادرين ان يمحو الدليل ويدمروه .
ان الأجراءات الوقائية لمنع حدوث جريمة غير متوفرة وبنفس الوقت لاتوجد "سرعة حسم" في القضايا وبخاصة تلك التي تقع على النساء, فمشاهد قتل النساء وتشويههن تتصاعد بوتيرة سريعة دون ايجاد حد لأيقافها او ردع الاخرين عن ارتكاب جرائم مماثلة. بل على العكس تماما اصبح البطئ في محاكمة المجرمين ونشر خبر العقوبة الشافي مسوغ لأرتكاب جرائم اخرى واكثر وحشية .
وهنا لايبقى امامنا سوى أدراج قضايا النساء على لائحة القضايا التي ينظرها القضاء المستعجل . وبالرغم من علمنا بأن هذا النوع من القضاء اجرائي وقتي لايتضمن الفصل في الدعوى و يخص الاجراءات المدنية والتجارية فلا نجد من مشكلة او بد من تطبيقه على القضايا الجنائية مثل جرائم التهديد عبر الوطنية او الوطنية , أي التي ترتكب من مجهول قد يكون داخل البلد او خارجه مما يجعل الوصول اليه اصعب واعقد ويستنزف وقت تكون الضحية بأمس الحاجة له كونها تعيش الرعب والخوف وقلة الحيلة طوال الوقت .
ان القضاء المستعجل مناط تطبيقه هو وجود الخطر المهدد للحق والأستعجال لحمايته , وخطر خسارة حق الحياة او خسارة السمعة في مثل هكذا مجتمع يعتبر خطر محدق يلزم درؤه بسرعة , تلك السرعة التي لن تكون كافية مهما قصرت مواعيد القضاء العادي فهذا ضرر مؤكد يتعذر تعويضه او أصلاحه فتكوين فكرة الأستعجال تعتمد على الظروف المحيطة وضراوة الخصم في ان واحد .
والقضاء المستعجل مرجعه الأول القانون المدني الذي حكم بأن كل الامور او القضايا او الأشكالات التي لم يصدر بها نص يمكن الرجوع اليه فيها وتطبيق القواعد العامة منه عليها . والقواعد الخاصة بالقضاء المستعجل هي قواعد عامة تمكننا من توفير حلول وقتية لحين البت في قضايا التهديد بالقتل بدافع جنساني او الابتزاز, ومنها توفير الحماية او الايداع في مركز آمن او مؤسسة من مؤسسات الدولة التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية وتوفير الدعم الصحي والنفسي والأمن لحين الوصول الى المجرم او البت في القضية اجمالا .



#منال_حميد_غانم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في منظماتنا النسوية : كيف نفكر اموميا ؟
- في المرآة : المعنف اضعف مما يبدو
- مكانة الاسلام لدى المرأة
- خلعت حجابي ولم اقتل
- كيف يحل العراقيون ازماتهم ؟
- النساء الريفيات والعُصاب
- النساء والعمل في قطاع التعليم الاهلي
- من التالي بعد الافغانيات واليزيديات ؟
- النسوية ليست معقدة
- الحركة النسوية في العراق من عام 2003 الى 2019
- حبيبي على رقعة شطرنج
- نسويتنا الى اين؟
- النساء معلبات بشرية
- نسوي متردد
- سجن الأمومة
- تجارة الصلاة تفضح فقر النساء
- بترول العراق ونسائه
- المؤتمر الدولي لمكافحة الاحزاب
- بيننا طفل وليس غنيمة حرب
- كورونا تفتح شهية الزواج


المزيد.....




- الرباط الصليبي يهدد النساء أكثر من الرجال.. السبب في -البيول ...
- “انقذوا بيان”.. مخاوف على حياة الصحافية الغزية بيان أبو سلطا ...
- برلماني بريطاني.. الاحتلال يعتدي حتى على النساء الفلسطينيات ...
- السعودية ترأس لجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة بدورتها الجدي ...
- تطورات في قضية داني ألفيش -المتهم بالاغتصاب-
- رومي القحطاني.. أول سعودية تشارك بمسابقة ملكة جمال الكون 202 ...
- شون كومز.. مغني الراب الأمريكي الشهير واتهامات -الاغتصاب وال ...
- بصورة مع علم السعودية.. رومي القحطاني تعلن تمثيل المملكة بأو ...
- الشهادة السابعة من حملة #مش_طبيعة_المهنة
- لأول مرة.. سعودية تشارك بمسابقة ملكة جمال الكون


المزيد.....

- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع
- النسوية.المفاهيم، التحديات، الحلول.. / طلال الحريري
- واقع عمل اللمراة الحالي في سوق العمل الفلسطيني الرسمي وغير ا ... / سلامه ابو زعيتر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - منال حميد غانم - النساء والقضاء المستعجل في العراق