أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منال حميد غانم - مكانة الاسلام لدى المرأة















المزيد.....

مكانة الاسلام لدى المرأة


منال حميد غانم

الحوار المتمدن-العدد: 7216 - 2022 / 4 / 12 - 04:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كنت اعتقد بأن الكوابيس التي تروادني بشأن احتلال داعش لمدينتنا وسيطرته علينا بالكامل, او تولي طالبان الحكم في العراق وبالتالي حجر البنات والتضييق عليهن ومنعهن من العيش بطريقة ادمية, او الاعتداء عليهن واستباحة اجسادهن وجعلها مشاع بين المقاتلين على طريقة داعش, محض كوابيس انا أراها لوحدي لفرط تفكيري بالمستقبل المجهول في العراق لكل المواطنين بشكل عام وللنساء بشكل خاص . حتى بدأت بعقد جلسات القراءة في نادي القراءات النسوية واستمعت الى اخريات وهن يتكلمن بشكل عرضي عن الكوابيس التي تراودهن لتتفاجأ كلا منا بالاخرى وهي تسرد لها تفاصيل كابوسها, لترد عليها اخرى بأنها رأت عرضا مماثلا .
ان علماء النفس وعلى رأسهم جون ماير يرون ان سبب الكوابيس هو تراكم المشكلات ووقوف الرائي موقف العاجز امام حلها . ويرى سيجموند فرويد انها الطريق الملكي الى العقل اللاواعي الذي يحمل الحقائق التي نعمل جاهدين على تجاهلها, وهذا هو سبب الرغبة في الاستيقاظ بأسرع وقت من الكوابيس حيث يحاول العقل اللاواعي من خلالها ان يثبت لنا مشكلة او صدام نرفض معالجته .
فماذا كانت مشكلتنا ؟ وماهو الصدام الذي نرفض معالجته؟ هل هو الخوف من الهيمنة التامة للرجال وجعل العالم احادي اللون ؟ وبالتالي ايقاف عجلة حياة النساء لتقتصر على النضال من اجل حق الحياة لاغير كما لدى المجتمعات الاولى وهي تواجه ضراوة وشراسة الطبيعة ؟ ام الخوف من الدين الذي يجب ان نأمن به , والذي تحول الى صراع بين ما نؤمن به روحيا وبين الخسارات التي تلحق بنا نتيجة هذا الايمان ؟ ام السبب هو عدم التواجد في مكان آمن فحسب؟
ان القلق والخوف من القادم الذي لايحمل اي ضمانات حماية للنساء بل على العكس تماما فهن اولى فرائس العدوى وهزائم السلطة سواء بكسر شوكتها بمفهوم سياسي او كسر عينها بمفهوم ذكوري بحت وهي فلسفة العدو لدى الشعوب التي تقدس الذكورة وتحصر العزة والشرف بالنساء , واستباحتهن هو هدر تلك العزة وذاك الشرف . فلطالما استخدمن كأدوات ضغط عبر السبي او الاغتصاب او التمثيل بهن او جعلهن ادوات خدمة اثناء الحروب وبعد الانتصار , ولنا في قصة شعب موسى خير مثال عندما وبخ قومه على عدم طاعتهم له وذكرهم بفرعون الذي يقتل الرجال ويهين النساء بجعلهن جواري وملك يمين لديه . هذا الخوف الذي لم يتم معالجته وذلك القلق الذي لم تتم تهدئته لايزال قابع في عقلنا اللاواعي لاينتظر معالجتنا له بهدوء بل ينتظر مهددا وتتجلى تهديداته بتلك الكوابيس .
ومن المعروف ان احد سمات ( الوطن ) الذي يطمح أليه كل البشر هي الطمأنينة التي يوفرها , وهامش الامان الذي يمنح المواطنين القدرة على التخطيط لمستقبلهم و حاضرهم ومطاردة احلامهم , ويستطيع المواطنين استشفاف ذلك من خلال معالجة الدولة مثلا للصدع الذي حصل بينها وبين مواطنيها في نينوى الموصل , من تجفيف لمنابع التطرف بشكل واضح ومنطقي لكن الذي حصل هوالعكس تماما .
ان المنابر الدينية المتطرفة لا تزال تبث سمومها بدون رقابة وبدون متابعة ذاتية ونقد لكل تفصيلة دينية اصبحت لا تماشي العصر . بل ولدت حالة تيه لدى المسلمين تتجلى بشكل الرغبة الملحة للتمسك بالدين وذات الرغبة لمسايرة العالم الخارجي الآخذ بالتطور والتمدن وعدم القدرة على ايجاد صلح او توفيق بين الرغبتين .
نستطيع ان نسمع اسئلة الناس المتكررة في البرامج الدينية حول امور تكنولوجية او طبية او علمية مستجدة وهم بحاجة لمعرفة الاجوبة عنها لكن الدين يقف في مكانه في رفضها او عدم القدرة على التعامل معها , وبسبب هذا الميل والذي بدأ تحديدا بعد الحرب العالمية الثانية نحو حقوق الانسان بشكل عام وحقوق المرأة بشكل خاص , اصبحنا نقرأ ابحاث او مقالات او مؤلفات او نسمع في الراديو او الجلسات اوالندوات الثقافية او حتى نشاهد برامج تلفزيونية تتحدث عن مكانة المرأة في الاسلام لكن لا نسمع عن مكانة الاسلام لدى المرأة وكيف تنظر اليه ؟
لانزال نسمع في مكبرات الصوت اللهم نرغب اليك بدولة كريمة تعز بها الاسلام واهله وتذل بها النفاق واهله ونكون نحن القادة فيها والداعين الى سبيلك كما في دعاء الافتتاح الذي يبث عبر مكبرات الصوت عقب الافطار . تلك الدولة التي تشكلت عشرات المرات ولم تسبب سوى الشر للناس بشكل عام والنساء كفئة ضعيفة ومهمشة بشكل خاص ليتحول بعدها الدين لدى النساء الى كتلة معلومات معقدة تنقل مسؤولية فهمه وتفكيك شفراته للرجال , ولكن قطعا في قرارة نفس كل امرأة , الدولة التي تحمل كل تلك المواصفات لقهرها وسحقها غير مرحب بها وليست قضيتها تتمحور حول المطالبة بدولة اسلامية لاتخدم سوى الرجال .
دولة كتلك التي اسستها طالبان وعاملت النساء فيها على انهن اقل من حيوان اليف او مثل داعش الذين اكلوا لحم النساء فيها نيا , او كأيران التي ارجعت النساء خطوات الى الوراء ولايزلن يقبعن تحت نير ظلمها وعنصريتها وذكوريتها, او كالسعودية التي تحجب عن نسائها حق التنفس بشكل ادمي دون غطاء الوجه. ولم يتحقق حلم الدولة المثالية هذا بل تحول الى هاجس من الخوف والترقب لدى النساء .
الاسلام لدى الكثيرات جدا هو الالتزام بالصلاة والصوم والايمان بالله . اما مايتجاوز ذلك نحو تعدد الزوجات او القدرة على التطليق بأي وقت او اعتبار شهادتها نصف شهادة الرجل, وتوريثها نصف مايرث الرجل وقوامته عليها حتى لو هي من تنفق , و مسألة الحجاب وحدوده التي تتنوع بين المذاهب وهن يدركن اهدافه التي ترمي الى دفع النساء نحو المنازل والغاء قدرتهن على الخروج, اضافة للتمييز بالتعامل مع الديانات الاخرى في الزواج والارث والفوقية فهو غير مرغوب فيه وان تم قبوله فيقبلنه على مضض على أنه امر من السماء لا مجادلة فيه لكنهن رافضات له ويرغبن ان يبقى مرصوص بين دفتي الكتاب وتعزيز الجانب الروحي اكثر .
مر مايقارب ال300 الف عام على وجود البشر على الارض وخلال هذه الفترة الطويلة لم تعش لأطول فترة زمنية ممكنة الا الاديان المتجددة النابضة بالحياة التي تغلب الجانب الروحي على الجانب الايدلوجي بها . ان الاديان خلقت لتكون مصدرلتوفير السلام الروحي والاطمئنان وعندما يتحول اهم سبب لوجود الدين الى النقيض تماما ويكون سببا في الرعب واثارة الذعر فلا حاجة لوجوده , لاسيما اذا كان هذا الدين يوفر امتيازات رفيعة المستوى للرجال تاركا كل الفئات الاخرى تحت سلطتهم هنا تستطيع النساء ان تتسرب من بين اصابعه الى الابد .وخلال تلك الفترة ايضا لم تعمر طويلا الا الدول التي وفرت الحماية والامان لمواطنيها وجعلتهم نصب عينها في كل تصرف او قرار تتخذه .



#منال_حميد_غانم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خلعت حجابي ولم اقتل
- كيف يحل العراقيون ازماتهم ؟
- النساء الريفيات والعُصاب
- النساء والعمل في قطاع التعليم الاهلي
- من التالي بعد الافغانيات واليزيديات ؟
- النسوية ليست معقدة
- الحركة النسوية في العراق من عام 2003 الى 2019
- حبيبي على رقعة شطرنج
- نسويتنا الى اين؟
- النساء معلبات بشرية
- نسوي متردد
- سجن الأمومة
- تجارة الصلاة تفضح فقر النساء
- بترول العراق ونسائه
- المؤتمر الدولي لمكافحة الاحزاب
- بيننا طفل وليس غنيمة حرب
- كورونا تفتح شهية الزواج
- القانون المخيف
- الخريجات تمرد نائم
- البرلمانية المغتصبة


المزيد.....




- قناة أمريكية: إسرائيل لن توجه ضربتها الانتقامية لإيران قبل ع ...
- وفاة السوري مُطعم زوار المسجد النبوي بالمجان لـ40 عاما
- نزلها على جهازك.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- سلي أولادك وعلمهم دينهم.. تردد قناة طيور الجنة على نايل سات ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- نزلها الآن بنقرة واحدة من الريموت “تردد قناة طيور الجنة 2024 ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- كاتب يهودي: المجتمع اليهودي بأمريكا منقسم بسبب حرب الإبادة ا ...
- بايدن: ايران تريد تدمير إسرائيل ولن نسمح بمحو الدولة اليهودي ...
- أستراليا: الشرطة تعتبر عملية طعن أسقف الكنيسة الأشورية -عملا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منال حميد غانم - مكانة الاسلام لدى المرأة