أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسن مدن - نظراء الحرباء














المزيد.....

نظراء الحرباء


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 7338 - 2022 / 8 / 12 - 14:02
المحور: كتابات ساخرة
    


من قال إن الممثل هو ذاك الذي نراه على خشبة المسرح فقط، أو على شاشة السينما، أو التلفاز؟

آية الممثل الجيد هو قدرته على تقمّص الشخصيات، فيكون في عمل من الأعمال ساخراً، وفي آخر مجنوناً، وفي ثالث باكياً، أو حزيناً. وهو يفعل ذلك من دون أن نحسّ بأي تكلف، أو افتعال في تقمصه للشخصية التي يقدّمها أمامنا، حتى نكاد نصدق أن الممثل الذي يؤدي دور «هاملت» في مسرحية شكسبير هو نفسه الأمير الدنماركي الذي رسم ملامحه الكاتب، وأن المرأة التي تؤدي دور «آنا كرنينا» في فيلم مأخوذ عن رواية تولستوي الشهيرة هي آنا كارنينا نفسها التي في الرواية، وفي الحياة.

وهل بوسعنا الفصل بين صورة «زوربا اليوناني» في رواية نيكوس كازانتزاكيس التي تحمل الاسم نفسه، وبين أنطوني كوين على الشاشة، وهو يؤدي الدور، فكأن كل ملامح زوربا في الرواية تجسّدت في أنطوني كوين، ولأننا ذكرنا اسم كوين فبوسعنا أن نضيف هذا السؤال: أكان يمكن للعجوز سانتياجو في رائعة إرنست همنجواي «العجوز والبحر» أن يكون مختلفاً فعلاً عن الصورة التي قدّمه بها أنطوني كوين نفسه في الفيلم الشهير الذي لا نملّ من مشاهدته؟

أشعر بما يدور في خلدكم الآن، من أن ليس كل الممثلين، سواء على المسرح، أو على الشاشة، أفلحوا في تقديم الشخصيات التي اختيروا لأدائها، وأن الكثيرين منهم شوّهوا تلك الشخصيات وأساؤوا إليها، وأنه كان من الأفضل لو أننا احتفظنا بصورتها كما بدت على صفحات النصوص التي كتبتها.

هذا صحيح تماماً، ولن نخوض فيه أكثر، لأننا بصدد الحديث عن ممثلين آخرين غير أولئك الذين نشاهدهم على المسرح، أو على الشاشة. إنهم الممثلون في الحياة. لينظر كل منا حواليه ويبحث عن أمثال هؤلاء القادرين على تقمص أدوار تبلغ درجة الاختلاف بينها حدّ التناقض، ولكنهم لا يأبهون.

يوصف هؤلاء، بالفصحى وبالدارجة أيضاً، ب«المتلونين»، ويُشبّهون ب«الحرباء» القادرة على تغيير لونها وفق متغيرات البيئة، ويتميزون بمقادير يحسدون عليها من مهارة القفز، وبمنتهى الخفة والرشاقة، من الموقع إلى نقيضه.

ويقال عنهم أيضاً: «يعرفون من أين تؤكل الكتف». وقد أطلقت العرب هذا التعبير لأن أكل الكتف لا يكون بطريقة «خذوه فغلّوه»، وحسب القواميس: «تؤكل الكتف من أسفلها، أما من أعلاها فيشقّ أكلها عليك، لأن المرقة تجري بين لحم الكتف والعظم، فإذا أخذتها من أعلى انصبت عليك المرقة، وإذا أخذتها من أسفل انقشرت عن عظمها وبقيت المرقة ثابتة مكانها».



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما قبل الحداثة
- المرأة ماركيز
- صراع الهُويّات
- ما يقدّمه التلفزيون
- المجتمع المدني التونسي ينتصر لسيادة الوطن
- التدمير المزدوج
- عن رجلٍ صادق نهراً
- عن الجاهزية للتقدّم
- 23 يوليو 1952
- الأديب ليس المثقف
- لماذا نحبّ تشيخوف؟
- -بلاش فلسفة-
- ما الفواصل الزمنيّة؟
- الإنترنت والحرية
- زيلينسكي لم ينقذ جونسون
- عفريت الكتابة
- عن الهُويّات الوطنية في العالم العربي
- جابر عصفور رجل التنوير
- تحوّلات الهوية
- زمن قاسم.. زمن عطية


المزيد.....




- بسام كوسا يبوح لـRT بما يحزنه في سوريا اليوم ويرد على من خون ...
- السعودية تعلن ترجمة خطبة عرفة لـ20 لغة عالمية والوصول لـ621 ...
- ما نصيب الإعلام الأمازيغي من دسترة اللغة الأمازيغية في المغر ...
- أمسية ثقافية عن العلاّمة حسين علي محفوظ
- ثبتها الآن.. تردد قناة روتانا سينما 2024 على نايل سات واستمت ...
- عروض لأفلام سوفيتية وروسية في بوينس آيرس
- -مصر القديمة.. فن الخلود-.. معرض لقطع أثرية مصرية في سيبيريا ...
- آخر ما نشره -نعم.. الموت حلو يا أولاد-.. كتاب وفنانون ينعون ...
- مطالبات واسعة في مصر لإلغاء حفل مطربة كندية شهيرة لهذا السبب ...
- ناشرون تحت المقاطعة: سوق الترجمة الإسرائيلي في مهب الحرب على ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسن مدن - نظراء الحرباء