أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي البدري - لأننا الجار الأضعف فقط















المزيد.....

لأننا الجار الأضعف فقط


سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)


الحوار المتمدن-العدد: 7329 - 2022 / 8 / 3 - 19:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليست البلاد العربية الوحيدة، من بين جيران إيران، التي فيها أتباع للمذهب الشيعي، بل جميع جيرانها فيها أتباع لهذا المذهب الإسلامي، ولكن ولسوء حظنا فنحن جيرانها الأضعف.
ومن هنا فإن الخميني، الذي دبر أمر وصوله إلى السلطة، عام 1979 ، بليل، لم يفكر بتصدير ثورته الطائفية لا إلى الهند أو باكستان النوويتين، ولا إلى تركيا، الدولة العضو في حلف الناتو، بل ولا حتى إلى تركمستان (حينها كانت عضواً في الإمبراطورية السوفيتية وحلف وارسو)، بل كانت وجهته بلاد الجوار العربي، الحلقة الأضعف في معادلة الجوار الإيراني.
تاريخياً، لم تكن إيران يوماً امبراطورية وذات حضارة، كما تروج لنفسها، بل كانت مجموعة من الشعوب الهمجية الغازية التي تحارب كل أشكال الحضارة، ولعل غزوة الشاه إسماعيل الصفوي للعراق، عام 1508، التي خرب خلالها أهم معالمه الحضارية خلالها، وفرض عبرها التشيع الصفوي على العراقيين، بهدف تشويه الإسلام والنيل منه ومن أتباعه، خير دليل على ما نقول.
ومنذ تلك الغزوة الهمجية، لم تتحرر العقلية الإيرانية لا من نزعة الغزو ولا من النظر إلى بلاد العرب إلا من خلال نظرة التبعية للتاج الفارسي، سواء كان قلنسوة من الذهب أو عمامة سوداء.
ولأن الرجل الإيراني ظل يعيش في غبش انتصار تلك الغزوة، فإنه لم يستطع التحرر من فكرة الغطرسة والنظرة الدونية للعرب، حتى بعد أن تغيرت كل الأحوال وتحول العرب إلى دول مستقلة ولها سيادتها وحدودها التي تؤكدها وتصونها القوانين الدولية.
لم تعامل إيران دول الجوار العربي إلا عبر أحقادها وضغائنها التاريخية، رغم أن العرب لم يخرجوا معها عن فكرة الجوار ورابطة الدين، التي لم تحترمها إيران يوماً، لأنها صنعت لنفسها (ديناً جديداً، التشيع الصفوي) وطالبت العرب المسلمين باتباعه، وإلا فهم كفار ومارقين ويستحقون الغزو والتنكيل بهم وببلدانهم.
وحتى في عصورها الحديثة، أي بعد تأسيس الأمم المتحدة وانضمامها إليها وقبولها لشرائعها، في جانب العلاقات الدولية ومتطلبات وشروط الأمن والسلام الدوليين، لم تتصرف إيران، مع الدول العربية يوماً، وفق قواعد الصداقة وحسن الجوار بين الدول، ولم تساهم في إقرار أي قاعدة، سعى إليها العرب، من أجل إرساء قواعد السلام والاستقرار في منطقة الخليج العربي. فقد داومت، خلال تاريخها الحديث، على ممارسة سياسة الاستفزاز والتحرش مع جميع دول جوارها العربي، ومن موقع التسلط والنظرة الاستعلائية العنجهية، تلك الممارسات التي انتهت باستيلائها على الجزر الإماراتية الثلاث في الخليج العربي، مطلع سبعينيات القرن الماضي، وشنها لحرب تصدير ثورتها الهمجية ضد العراق، بقصد فتح ثغرة في الجدار العربي من أجل تصدير ثورتها والسيطرة على باقي دول العرب المجاورة.
كان وصول الخميني ونظام الملالي إلى سدة الحكم في إيران، هو الحلقة الأكثر شراسة وعدوانية في تاريخ إيران العدائي والتوسعي ضد جوارها العربي. فهذه الطغمة التي أعلنت وتصرفت من موقع وصايتها المذهبية على الشيعة العرب، استغلت الدعوة لحماية المذهب كذريعة للتدخل في أغلب بلاد المشرق العربي، والتي كان تمظهرها الأكبر حربها العدوانية ضد العراق في عام 1980 ومن ثم احتلالها لهذا البلد عقب غزوه من قبل أمريكا وإسقاطها لنظام وهيكل دولته عام 2003.
وبعد أن استتب الأمر لدولة الولي الفقيه في العراق، وسعت من نشاطها العدائي ضد أغلب دول حوض الخليج العربي، وبكل أساليب همجيتها العدوانية، التي أثبتت للجميع أن نزعة العداء الإيرانية ضد جيرانها العرب متأصلة، وهي نابعة من عقدة استعلاء عنصرية، لا تلقي بالاً لا لقواعد حسن الجوار ولا للأعراف والمواثيق الدولية التي تنظم شكل العلاقات بين الدول.
وللأسف فإن نزعة العداء والاستقواء والتدخل الإيرانية، قد واكبتها ظروف، عربية محلية ودولية، ساعدتها على تحقيق موضع قدم في العراق، وهذا ما ضاعف طموحها في التمدد لممارسة عدوانيتها ضد دول الخليج العربي، تلك العدوانية التي قابلتها دول الخليج بصبر وحكمة، ولكن من أين للعصابة التي تحكم أيران أن تقدر كل ذاك الصبر وأن تتفهم أن العلاقات بين الدول تحكمها قواعد حسن الجوار والمصالح المشتركة؟
ليس في رأس صانع القرار الإيراني غير تفكير وأساليب العداء والبلطجة: من لا يرد على اعتداءاتي وتدخلاتي في شؤونه الداخلية، فهو بالتأكيد ضعيف وعاجز، وعليه فعليّ استغلال ظرفه من أجل ابتزازه وتحويله إلى تابع لي.
وسلسلة تدخلاتها، التي تحولت إلى احتلالات صريحة في النهاية، في العراق وسوريا ولبنان واليمن، أثبتت لنا كعرب ولكل العالم، أن إيران لا تؤمن بالقانون الدولي ولا بقواعد حسن الجوار ولا باحترام سيادة الدول على أراضيها. لذا فلم يعد لأي دولة عربية أن تثق بها وبنواياها، لأنها لا يمكن أن تكون جارة محترمة لأي كان ولا تقدم أي مؤشر على استعدادها لتغيير سلوكها العدائي.
ما دفع إيران لركوب رأسها والإمعان في نزعتها العدائية لجوارها هو موقف المجتمع الدولي المتراخي وربما المؤيد لسلوكها. فالمجتمع الدولي، سواء الممثل بالأمم المتحدة ومجلس أمنها، أو بالتحالف الأوربي – الأمريكي، لم يتخذ منها أي موقف رادع، بل بالعكس كانت مواقفه معها بمنتهى التراخي والمداهنة، وخاصة فيما يتعلق ببرنامجها النووي ومشاريع تطوير صواريخها البالستية، حتى بدا الأمر، في السنوات الأخيرة، وكأن المجتمع الدولي يتوسل بها توسلاً من أجل أن تجلس إلى مائدة المفاوضات، التي عمدت، وبحسب الأخبار المسربة من داخل تلك المفاوضات، إنها كانت الطرف الذي يسعى لفرض شروطه في تلك المفاوضات، وليس القبول بمشيئة المجتمع الدولي، ممثلة بأمريكا بالذات، الحليف التقليدي لدول الخليج العربي، هذه الدول الأكثر تضرراً من التهديدات والتدخلات الإيرانية، من خارج منظومة الدول العربية التي تحتلها مليشيات إيران بطريقة علنية، وهذا ما دفع تلك الدول – مؤخراً فقط – لاتهام أمريكا بالتواطؤ مع إيران وفتح الباب لها لتمارس عدوانها ضدها وبشكل سافر.
وكما أثبت السلوك الإيراني، خلال العقود الأربعة الأخيرة، التي تمثل عمر ثورة الخميني وخلفه خامنئي، وخاصة بعد احتلالها لأربع دول عربية، بشكل فعلي، فإن إيران ليست على استعداد لتغيير نهجها ولا طريقة رؤيتها لنظام علاقاتها الدولية مع دول محيطها العربي؛ بل هي تمعن في خلق واستغلال فرص التدخل والعدوان في الشؤون الداخلية للدول العربية، ومن منطلق أنها هذا حق من حقوقها وهبها إياه مبدأ تصدير ثورتها الذي شرعه وليها الخميني.
إيران لن تتخلى عن نهجها العدائي ورؤيتها في حقها في تصدير ثورتها لدول جوارها العربي، إذا لم تجد قوة تقف في وجهها وتردعها، وهذه القوة يجب أن تكون عربية وقادرة بالفعل على ردعها وإلحاق الهزيمة بها، كما حصل لها في حربها العدوانية على العراق في ثمانينيات القرن الماضي، وخاصة بعد أن أثبت المجتمع الدولي عدم جديته في التعامل معها، إن لم نقل تواطئه وسكوته عن سلوكها العدواني وجرائم احتلالها للدول العربية الأربع بصورة مباشرة.



#سامي_البدري (هاشتاغ)       Sami_Al-badri#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب وطاولة الأسئلة الصعبة
- ناتو شرق أوسطي.. ماذا لو نجحت إسرائيل في لم شمل العرب!
- الشرق الإيراني الجديد
- ميزان القوى الدولية على الأراضي السورية
- حرب الحمار والدب الكبيرين
- نزال غير مثير
- رصاصة جيب التاريخ الأخيرة
- روسيا والغرب والعقد التاريخية
- المدونة الفلسفية كأساس للذاكرة الثقافية
- في الحرب الأوكرانية... هناك روسيا النووية وليس بوتين فقط
- بيت السكن المهدد بالهزيمة
- أنا أكره قاطع التذاكر
- برلمان لمحاسبة البرلمان على فساده!
- عندما تربح الديمقراطية وتخسر الوطن
- لو نجح كوفيد 19
- عقبة القصور (وجودية كولن ولسن الجديدة)
- انتخابات جديدة بخلافات قديمة
- كعادتها، بغداد تصلني متأخرة
- تفاح أحمر يزاحم المارة
- طرق حب لم تخترع بعد


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي البدري - لأننا الجار الأضعف فقط