أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - حزب شهادة التوجيهي!














المزيد.....

حزب شهادة التوجيهي!


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 7329 - 2022 / 8 / 3 - 07:32
المحور: كتابات ساخرة
    


قال ساخرا: "أنا سعيدٌ بإعلان نتائج الثانوية العامة، فنحن، الفلسطينيين، منقسمون سياسيا واقتصاديا وجغرافيا، ولنا نظامان وزاريان مختلفان، وها نحن (نتوحَّد) في إعلان نتائج (التوجيهي)، أليس ذلك إنجازا يستحق الاحتفال؟! حتى وإن كانت هذه الوحدة مفروضة علينا من الخارج، لأن أهم شروط قبول طلابنا في جامعات العالم أن يكون لنا ختمٌ واحد، ووزارةٌ واحدة، ونظام تعليمي موحِّد إذن، يجب أن نرفع شعارا وطنيا فلسطينيا جديدا، يمكن أن نحوله فيما بعد إلى حزب سياسي، شعاره: (التوجيهي لإنهاء الانقسام؟)"!
سنظل، نحن الفلسطينيين، أسرى طقسٍ قبلي وهو، الاحتفال بنتائج التوجيهي، واعتبار المتفوقين رمزا لرفعة العائلة والقبيلة، ونسبةَ النجاح تاجَ فخرٍ واعتزاز للأسرة والعائلة والمكان.
لم نكتفِ بما سبق، بل سخَّرنا إعلامَنا وكلَّ وسائل التواصل الحديثة في انتظار أكبر الأحداث وأهمها، ليس لإعلان استقلال فلسطين، بل لإعلان نتائج التوجيهي، وبعد ثوانٍ من إعلانها بدأتْ حروب الشوارع، بالمتفجرات المرعبة! كل ذلك أنسانا ما فعلناه بأبنائنا الطلاب، جعلناهم يعيشون حالة رعب نفسية من نتائج مباراة نهاية كأس التوجيهي، ودفعناهم إلى الإيمان بأن تفوقهم ليس ملكا لهم، ولكنه تاجٌ للأسرة والقبيلة، أما فشلهم فهو حكمٌ بإعدامهم!
ما أكثر الذين يتعاطفون مع هذا الحدث من منطلق اعتقادهم بأن ما يجري هو أمر محببٌ يساعد على تنفيس الاحتقان، وإنتاج الفرح في وسط مليء بالمعاناة والألم، أما الغالبية العظمى فإنهم يرفضون عربدة الحائزين على حزام (بطولة) التوجيهي! ويعتبرون ما يجري دليلا على التخلف، لأن الفرح الصحي المحبوب يعني أن يسعد الناجحون بسعادة محيطهم، أما الفرحُ المكروه وهو الأوسع انتشارا يتمثَّل في إزعاج المحيطين بقاصفات الآذان، وفرق (الفدعوس) المستأجرة والمتفجرات المرعبة، هذا الفرحُ هو فرحٌ مَرَضيٌّ نفسي خطير!
مع العلم أننا لا نحتفل بشهادة الماجستير والدكتوراه وحتى درجة الأستاذية، لأن هذا الاحتفال غير مُبرمجٍ في سجل تقاليدنا العائلية والقبلية، لذا، فإنه يمرُّ علينا مرورا عابرا!
كثيرون أيضا ما يزالون يعتقدون بأن النسب المئوية للنجاح هي رمز من رموز رفعة الأسرة وذكاء السلالة والعرق، على الرغم من أنهم، هم أنفسُهم، يؤكدون صباح مساء بأن نظام التعليم المعتمد في وطننا نظامٌ تقليدي عقيم لا يُلائم العصر، فالمناهج الدراسية مناهج حشوية تعتمد على الحِفظ، تحشو العقول ولا تُنيرها، وأنَّ معظم المتفوقين ليسوا مبدعين، بل إنهم بارعون في إعادة كتابة سطور الكتاب المدرسي بدقة وعناية، وهم بالضبط آلات تسجيل إلكترونية، تخلو من الإبداع الشخصي!
يضاف إلى ما سبق أنَّ هناك تقليدا فلسطينيا وعربيا خطيرا، وهو أنَّ المسؤولين والآباء والتربويين اعتادوا أن يرسلوا (نابغي) التوجيهي إلى خارج الوطن، وكأنهم يقولون: إن تفوقهم خسارةٌ في وطنهم، حيث يشتركون في بناء تلك الدول، ويتذكرون أوطانهم فقط عندما يحصلون على إجازة! مع العلم أن نظرية الابتعاث إلى الدول الأجنبية كانت محبوبة في القرون السالفة، قبل الألفية الثالثة، عندما كانتْ غايةُ الابتعاث إلى الخارج اكتسابَ الخبرات لتوظيفها في خدمة الوطن، فكان الطالبُ المبعوث يوقع التزاما بالعودة إلى الوطن، أما مبعوثو اليوم فمعظمهم يرفس الوطن ويغادره إلى الأبد!
أخيرا، تخلصت كثيرٌ من دول العالم وبعض دول العرب من إعراض مرض التوجيهي، حولوا التعليم الثانوي إلى نظام جامعي، وفق نظام الساعات المعتمدة، وألغَوْا الموعد المحدد للامتحانات وألغوا كرنفالات النتائج، ومنحوا الطلاب فرصة اختصار مرحلة السنوات الثانوية الثلاثة من العاشر حتى الثاني عشر، إلى سنتين فقط حسب جهد الطالب وكفاءته، وأزالوا نهائيا رعبَ مرحلة التوجيهي من نفوس الأبناء والأسر.
تذكروا أن أنظمة العالم منحت الجامعات الفرصة لاختيار طلابها قبل إنهاء مرحلة الثانوية، إذا لمست فيهم النبوغ والتفوق!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حركة فتح بين العالمية والمحلية!
- ماذا تعني (صهيونية) جو بايدن؟!
- لا تخسروا الجزائر!
- هل إسرائيل أرض اللبن والعسل؟
- الفريق السياسي الإسرائيلي فريق رياضي
- الكاتب الإسرائيلي اليساري (المزيف) ا.ب يهوشوع!
- مخطط غلعاد إردان، نائب أمين عام الأمم المتحدة!
- سارق شعار سيارة رابين(الكاديلاك)!
- غضبهم من علم فلسطين!
- حركة كاخ الإرهابية!
- رعب في جثمان شيرين أبو عاقلة!
- مستقبل إسرائيل!
- طائفة السامريين في فلسطين
- الثقب الأسود عند شلومو صاند
- يائير لابيد علماني يلبس زي الحاخام!
- شعوذة في عصر التكنلوجيا الرقمية!
- سلاح القمح
- إسرائيل وأزمة أوكرانيا
- هل المرأة دُمية؟
- بكى على معلمه بالبصل!


المزيد.....




- شاهد: معرض الرياض الدولي للكتاب 2024
- السفير الإيراني في دمشق: ثقافة سيد نصرالله هي ثقافة الجهاد و ...
- الجزائر.. قضية الفنانة جميلة وسلاح -المادة 87 مكرر-
- بمشاركة قطرية.. افتتاح منتدى BRICS+ Fashion Summit الدولي لل ...
- معرض الرياض للكتاب يناقش إشكالات المؤلفين وهمومهم
- الرئيس الايراني: نأمل ان نشهد تعزيز العلاقات الثقافية والسيا ...
- -الآداب المرتحلة- في الرباط بمشاركة 40 كاتبا من 16 دولة
- جوامع الجزائر.. فن معماري وإرث ديني خالد
- -قيامة ليّام تقترب-.. الصور الأولى من الفيلم السعودي -هوبال- ...
- الدوحة.. إسدال الستار على ملتقى السرد الخليجي الخامس وتكريم ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - حزب شهادة التوجيهي!