|
هل إسرائيل أرض اللبن والعسل؟
توفيق أبو شومر
الحوار المتمدن-العدد: 7301 - 2022 / 7 / 6 - 08:15
المحور:
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
" استغرقتْ رحلتي من إثيوبيا إلى إسرائيل عبر الخرطوم اثنين وثلاثين يوما، معظمها كان سيرا على الأقدام، كان عمري يومئذٍ تسعة عشر عاما، اكتشفنا أنَّ إسرائيل ليست أرض السمن والعسل، كما أبلغونا، كنا يهودا نمارس طقوس اليهودية في إثيوبيا، وعندما وصلنا إسرائيل لم تعترف الحاخامية الدينية في إسرائيل بأننا يهودٌ، أجبرونا أن نخضع لطقس (غيور لوشومرا) وهي عملية تهويد جديدة تُطبق فقط على المشكوك في يهوديتهم، أعادوا حتى ختاننا، غيروا أسماءنا في الهويات وجواز السفر واختاروا لنا أسماءً جديدة، ثُرنا ومزقنا الشهادات، طلب مني مسؤول الهجرة بعد كل ذلك أن أشكره!" ما سبق كان ترجمةً لتحقيق صحفي أجراه الصحفي، يعقوب بار في صحيفة الجورسلم بوست، يوم 1-7-2022م، مع أبرز زعماء طائفة الفلاشاه، اضطُررتُ لترجمة أهم أجزائه بعد أن احتجَّ عليَّ أحد المتابعين العرب لأنني كتبت مقالا سابقا عن العنصرية في إسرائيل قال لي مستهجنا: كيف تعتبر إسرائيل دولة عنصرية، وأنتم الفلسطينيين شركاء في الكنيست؟! ألا يجب أن يَشكر الفلاشاه إسرائيلَ لأنها أنقذتهم من الموت جوعا وفقرا؟! صاحب قصة الهجرة لإسرائيل هو الإثيوبي، أديسو مسالا، عضو كنيست في الكنيست الرابعة عشرة، عام 1996م، قال أيضا: "بعد انتهاء فترة (الاستيعاب)منحونا شققا سكنية، فوجئنا عند وصولنا أن سكان العمارة أغلقوا طريقنا إلى الشقق، طالبوا بإبعادنا ومنعِنا من السكن بجوارهم، وبعد جهدٍ تسلمنا الشقق، دعَوْتُ بعد وقتٍ كلَّ سكان العمارة إلى وليمة، لإزالة حاجز الكره بسبب (لوننا وعرقنا)، لم يحضر أحدٌ من ساكني العمارة، فأكلنا الطعام كله، ورقصنا على وقع موسيقانا" أشار عضو الكنيست الإثيوبي كذلك إلى أن الاضطهاد العرقي ضد الفلاشاه ليس من اليمينيين الحارديم فقط، بل إن العنصريةَ طالتْ اليساريين في إسرائيل، ممن يرفعون شعار الديموقراطية، قال، أديسو مسالا: " انتميتُ إلى حزب العمل، وهو الحزب المصنف في وسائل الإعلام حزبا يساريا، اكتشفتُ أنه حزب ذو الوجوه البيضاء فقط، حظيتُ بالمرتبة التاسعة والعشرين في قائمة الانتخابات، ولكنهم استثنوني، ثم أقصوني من المقعد المخصص للمهاجرين، حتى أنني وجدت نفسي بلا عمل عام 2007، خجلت من طلب وظيفة، أنقذني مرتب زوجتي الشهري من الحاجة، كان أعضاء حزب العمل يُعاملونني كأجنبي، ليس صحيحا ما يعلنه الحزب من أنه حزبٌ يسعى للتعددية بمن فيهم شمعون بيرس (اليساري) غادرتُ إسرائيل فترة طويلة، وأنا اليوم أعمل وسيطا بين الشركات الإثيوبية والإسرائيلية! هذا المهاجر الإثيوبي أشار إلى أبشع الممارسات العنصرية في تاريخ العالم، حين تحدث عما أسماه، (الفعل الفاضح) لمنظمة إسرائيلية كبرى، وهي المؤسسة الطبية، نجمة داود الحمراء، وذلك حين ألقت هذه المنظمة أكياس الدم التي تبرع بها اليهود الإثيوبيين في القمامة، لأن دماء الفلاشاه ملوثة! هذا المهاجر الجديد، حامل الهوية وجواز السفر الإسرائيلي وصف بدقة التمييز العنصري الفاضح في إسرائيل، عندما شبَّهَ الفلاشاه الإثيوبيين بأنهم لا يُعتبرون بشرا عند الشرطة الإسرائيلية، فهم (أكياس ملاكمة) تنفِّس شرطةُ إسرائيل عنصريتَها فيهم! "اشتكى كثيرٌ من آباء الطلاب الإثيوبيين، الفلاشاه من مديري روضات الأطفال التابعة للحارديم في القدس لأن مديري المدارس يرفضون قبول أبنائهم في رياض الأطفال والمدارس الابتدائية بسبب لون بشرتهم السوداء! كتبتْ عضو الكنيست من طائفة الفلاشاه، من حزب، هناك مستقبل، بنينا تامانو شاتا، إلى رئيس بلدية القدس، موشيه ليون رسالة قالت فيها: يُعامل الإثيوبيون معاملة عنصرية، في مدينة القدس"!! (يديعوت أحرونوت 5-1-2019م) لا تنسَوْا، أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم، التي تُطبق الفحص الجيني كشرط على الانتماء للدين اليهودي، وهي الدولة الوحيدة التي تحظر زواج اليهودي بغير يهودية، أو العكس، ولا تعترف بعلاقة المحبة بين الأجناس والأعراق، هناك جمعية لا مثيل لها في كل دول العالم (لهبا، ولافاميليا) هذه الجمعية تختطف كل يهودية تتزوج بإرادة ومحبة من غير يهودي!
#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفريق السياسي الإسرائيلي فريق رياضي
-
الكاتب الإسرائيلي اليساري (المزيف) ا.ب يهوشوع!
-
مخطط غلعاد إردان، نائب أمين عام الأمم المتحدة!
-
سارق شعار سيارة رابين(الكاديلاك)!
-
غضبهم من علم فلسطين!
-
حركة كاخ الإرهابية!
-
رعب في جثمان شيرين أبو عاقلة!
-
مستقبل إسرائيل!
-
طائفة السامريين في فلسطين
-
الثقب الأسود عند شلومو صاند
-
يائير لابيد علماني يلبس زي الحاخام!
-
شعوذة في عصر التكنلوجيا الرقمية!
-
سلاح القمح
-
إسرائيل وأزمة أوكرانيا
-
هل المرأة دُمية؟
-
بكى على معلمه بالبصل!
-
اعتذار للزوجة
-
شخصية عنصرية في الكنيست!
-
ماذا أعدوا لمنظمة العفو الدولية، أمنستي؟!
-
جامعة بير زيت
المزيد.....
-
مصدر يوضح لـCNN تقييم أمريكا بشأن الرد الإسرائيلي المحتمل عل
...
-
كيف فاجأ مقاتلو حزب الله نخبة الجيش الإسرائيلي؟
-
بوشيلين: حوالي 115 مدنيا في أوغليدار يتلقون المساعدة من الجي
...
-
الكونغو.. وفاة ما لا يقل عن 78 شخصا في انقلاب قارب ببحيرة شر
...
-
إطلاق النار في المكسيك يسفر عن مصرع مصريين
-
مستشار أوكرني سابق: القوات الروسية -سحقت- اللواء 72 الأوكران
...
-
فيديو.. غارات إسرائيلية عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية
-
إعلام عبري: هاشم صفي الدين هو المستهدف من الهجوم على بيروت
-
تحرك أفريقي وأميركي لتسريع احتواء الأزمة السودانية
-
صحافة عالمية: حزب الله قادر على جعل العملية البرية محفوفة با
...
المزيد.....
-
العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية
/ هاشم نعمة
-
من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية
/ مرزوق الحلالي
-
الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها
...
/ علي الجلولي
-
السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق
...
/ رشيد غويلب
-
المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور
...
/ كاظم حبيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟
/ هوازن خداج
-
حتما ستشرق الشمس
/ عيد الماجد
-
تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017
/ الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
-
كارل ماركس: حول الهجرة
/ ديفد إل. ويلسون
المزيد.....
|