أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - توفيق أبو شومر - رعب في جثمان شيرين أبو عاقلة!














المزيد.....

رعب في جثمان شيرين أبو عاقلة!


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 7252 - 2022 / 5 / 18 - 06:09
المحور: القضية الفلسطينية
    


لم يتوقع المحتلون أن يتحول جثمان شهيدة الحقيقة، شيرين أبو عاقلة من جسد صغير إلى رمزٍ كبيرٍ ،ظنوا حين قتلوها أنهم دفنوا تراثها وتاريخها، لم يتوقعوا أن يتحرر جسدُ شيرين من رصاصة الموت ليرتفع علما وشمسَ حريةٍ في سمائنا، لم يحسبوا أنّ جسدها سينفجر في وجوههم بركانَ مقاومةٍ وإصرارا، أخرج جثمانُها ألماسَ النضال الفلسطيني المصقول بلون الدم، أعاد توحيد صفوف الفلسطينيين من جديد، دحر الحزبية والعصبية والقبلية، نثر أريجُ جثمانِها عطرَ بساتين فلسطين الفواح في كل أوطان العرب، أعاد جثمانُها إضاءة ساحاتِ العالم ودروبَه بحق الفلسطينيين في الحياة الحرة الكريمة!
هكذا حولتْ رصاصةُ الغدر جثمانَها من جسدٍ ماديٍّ إلى وشم نضالي فلسطيني أبديٍّ!
نعم، أثارَ مخزونُ الرعب في نعشُها جنونَهم، لأن سرير نومها في القدس هدم بضربةٍ حقٍّ واحدة أسوارَهم وحواجزهم، وكاميراتٍهم، وبواباتِهم، وفوهات بنادقهم، طارتْ غرفةُ نومها في سماء القدس، حلَّقتْ بثوبها المطرز بعلم فلسطين فوق المساجدَ والكنائس، أثار جثمانُها غضبَهم، لأنه أعاد إلى جدران القدس وأبوابها وأسوارها صورَ الشهداء ممن ضحوا بأرواحهم لأجل مدينةَ السلام والوئام، هكذا حلَّت شيرين في القدس رمزا ووشما أبديا للعدل والحق والسلام!
حاول المحتلون الغاصبون أن يجردوا جثمانها الأخير من وشم فلسطين، ظنُّوا أنهم نجحوا في إدخال مدينة القدسَ في بيت طاعتهم بتزييف تاريخها، لم يعلموا أن تاريخ القدس وشمٌ أبديٌ يستعصي على التحريف والتغيير !
لم يتوقعوا أن تُدفن شيرين إلى جوار قبرِ أحد أجدادها المناضلين، ممن أثرَوا الحضارة والفكر العربي والعالمي، نفضَتْ أنفاسُ شيرين الأخيرة الغبارَ عن قبورِ أجدادها الفلسطينيين بناة الحضارة من المفكرين والمبدعين، أزالت نسماتُ روحها غبارَ جرافات الاحتلال على قبور آبائنا، فظهرَ من جديد قبرُ جَدها المفكر القومي والعالمي، جورج أنطونيوس، المتوفى قبل تأسيس إسرائيل عام 1942م، صاحب الشعار الخالد المكتوب على قبره: "تنبَّهوا واستفيقوا أيها العربُ".
شكرا شيرين لقد أعاد قبرُ جدك إلى مائدتي كتابَه المشهور (يقظة العرب) المؤلَّف باللغة الإنجليزية عام 1936م، ترجمه الأديب العراقي، علي حيدر الركابي، ألف جدُّكِ كتابه السابق ردا على مؤامرة بريطانيا (إفشال خطة توحيد العرب)أكَّد جدُّك على وحدة العرب وحضارتهم وحبهم للسلام وكرههم للحروب، نعم، لقد بعث قبرُ شيرين سيرةَ هذا المفكر، الذي يمثل العرب بكل أطيافهم، فهو لبناني المولد ترعرع في مصر، وأكمل دراسته في جامعة كمبردج، وعمل صحفيا أيضا في عهد حكومة بريطانيا، ثم استقر في فلسطين خبيرا تربويا ومفكرا وأديبا، ودُفن فيها عام 1942م.
سأظل أحفظ ما كتبه هذا المفكر ذو الحاسة الإبداعية الفائقة عندما حذرنا من ضعف إعلامنا العربي حين قارن بين إعلامنا العربي وبين الإعلام الصهيوني فكتب عام 1936:
"إذا قارنا بين الدعاية الصهيونية، والدعاية العربية وجدنا أن الثانية ماتزال ابتدائية، وبعيدة عن النجاح بعدا شاسعا، لأن العرب غير حائزين على صفات الدعاية الصهيونية ذات الأثر الكبير، كالمهارة وإتقان اللغات الأجنبية والانتشار... لذلك أصبح العالم لا ينظر إلى فلسطين إلا بمنظور صهيوني، واعتاد أن يتبنى حُجج الصهيونية في نقاشه بصورة لا شعورية" (الكتاب صفحة 426-427)
قال في خاتمة كتابه السابق قبل تأسيس إسرائيل بعقد من الزمن: "إن طرد اليهود من ألمانيا لا يُعالج بطرد العرب من موطنهم، كما أن تخفيف مُصاب اليهود لا يتم بفرض مصاب مماثل على شعبٍ بريءٍ ومسالمٍ، فلسطين لا تتسع لشعبٍ ثانٍ إلا بترحيل الشعب المالك، أو إفنائه" (كتاب يقظة العرب ص454)
نعم هو المفكر الذي أجاز المقاومة لشعب فلسطين، حين قال: "إن أيَّ حلٍّ يرمي إلى إخراج الفلاحين العرب بالقوة من أرضهم، التي فيها وطنُهم وأشجارُهم وأماكنهم المقدسة ومقابرهم وجميع الذكريات لا بد أن يقاوم بالقوة" (صفحة 430)



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستقبل إسرائيل!
- طائفة السامريين في فلسطين
- الثقب الأسود عند شلومو صاند
- يائير لابيد علماني يلبس زي الحاخام!
- شعوذة في عصر التكنلوجيا الرقمية!
- سلاح القمح
- إسرائيل وأزمة أوكرانيا
- هل المرأة دُمية؟
- بكى على معلمه بالبصل!
- اعتذار للزوجة
- شخصية عنصرية في الكنيست!
- ماذا أعدوا لمنظمة العفو الدولية، أمنستي؟!
- جامعة بير زيت
- من هم غزاة النقب؟
- زعفران هضبة الجولان!
- الغاضب من احتفال الفلسطينيين بعيد الميلاد!
- خطط إسرائيلية في العام الجديد
- صحفيو الهواتف!
- حاخام غزة
- قصة من تراثنا الأدبي!


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - توفيق أبو شومر - رعب في جثمان شيرين أبو عاقلة!