أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سنان سامي الجادر - الحِبر المَندائي السرّي














المزيد.....

الحِبر المَندائي السرّي


سنان سامي الجادر
(Sinan Al Jader)


الحوار المتمدن-العدد: 7328 - 2022 / 8 / 2 - 16:08
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


لم يكن بقاء المندائية ونجاتها مُنذ آلاف السنين نتيجة للصدفة الحَسَنة وإنما بسبب حِكمَة ودراية الناصورائيون الأوائل, الذين كانوا رجال دين عارفين ومؤمنين. فلم تكن تشغلهم أصناف الطعام ولا تَرَفْ العيش والمناصب قدر ما كان يشغلهم التقرب لله الحَي العظيم بالعبادة والطقوس, ومِنها يكون الإتصال بالخالق الذي يُلهِمَهُم بما يقوّيهم ويُرشدهُم على تخطي الصِعاب والمخاطر لهُم وللجيل المندائي الذي يتبعهُم.

إن واحدة من أكبر المصاعب التي واجهت الديانات جميعها هو التحريف والتزوير في الكُتُب الدينية (مصدر1) ومُحاولات الحَطّ مِن قيمة رجال الدين, وكما يتم تبيان ذلك ضمن أهداف بروتوكولات حكماء صهيون (مصدر2), والسياسة التي مارستها منظماتهم لغرض ربط الأديان جميعها بهم ومن ثُم السيطرة عليهم وتنصيب أنفسهم آلهة وملوكاً على العالم.
وقد كانت عملية إضافة أو مَسح بعض النصوص من الكتب المُقدسة واردة جداً في جميع المراحل ولجميع الديانات, وهو الذي جَعَلَ تلك الديانات تنقسم إلى فِرق مُختلفة داخل نفس الدين.

ولكن الحال مع المندائيين كان أفضل فقد حَمَتهُم لُغَتَهُم المندائية النقيّة من المُفردات اليونانية ولهذا فقد كان من الصعب الدَسْ في كُتُبَهُم, وكذلك الإجراءات التي تنبه لها الناصورائيون وهي أنّ كُل رجُل دين ينسخ كُتُبَه على ورق البردي بنفسه وكذلك يصنع الحِبر الذي يَكتُب به الكُتُب الدينيّة بنفسه ولكي يكون مثل بصمته الخاصّة, ووفق معايير تقنيّة ودينية وصفَتها دراور (مصدر3) كما في الأسفل*.

إن محاولات طمس وتشويه الأديان كانت جارية مُنذ الأزل من قِبل الذين يدّعون الإلوهيّة والنبوّة ليسيطروا على المجتمعات. ولو لم يقُم أولئك الناصورائيون العارفون والحذرون بهذه المعايير التي نَعرفها اليوم وبغيرها التي لانعرفها, لكان المندائيون اليوم يعبدون العِجلَ الذَهبي!!!

لقد تمّ التنبيه لمرات عديدة مِن قبل الباحثين المندائيين المُخلصين, عن وجود مجموعات من السماسرة الذين يقومون بشراء الآثار المندائية والمخطوطات الأصلية, ومن ثُم يبيعونها للجهات التي لديها عداء تأريخي مع المندائيين. وذلك لغرض إفراغ المصادر الأصليّة التي يُمكن الرجوع إليها عند الشَك بوجود تحريف أو تَزوير, وكذلك لطمس قِدَم الديانة المندائية, وطبعاً الجهات التي يعمل لديها هؤلاء معروفة بعلاقاتها وإمكانياتها, وتُغدِق عليهم بالألقاب العلمية والأموال وبكُل ما يرفع الهالة الإعلامية لهم, ولغرض تسهيل مُهمتهم بالحصول على المناصب القيادية والإجتماعية العالية في الطائفة ومن ثم السيطرة عليها وإخضاعها. فمثلاً نَجِد تسهيلات وأموال ووعود بإعطاء شهادات الدكتوراه لكل من يعمل على تشويه الفلسفة المندائية والضرب بها وإظهار أنّ المندائية قد خَرَجَت من دين آخر أو تفرّعت منه, وتوجد أموال وشهادات دكتوراه لكل من يكشف الأسرار الدينية الخاصة بالمعرفة الناصورائيّة والتي ضحّى الناصورائيون الأوائل بأنفسهم ولم يكشفوها للغُرباء (مصدر5), وتوجد أموال وشهادات دكتوراه لكُل من يُشوّه سُمعة الناصورائيون الأوائل والقيادات المندائية التأريخية. والتي حَفَظت المندائيين ودينهم مُنذُ آلاف السنين وخلال أعتى الظروف ولم تستسلم ولم تَهُن.

*شَرح طريقة صُنع الحِبر المندائي السرّي (مصدر3)
لقد كان الحِبر الذي يُصنع من قبل الكُهّان المندائيون أنفسهم ذا لون أسود لمّاع ولكي يكون من الصعب تقليده وكذلك لكي يتم تمييز الإضافات اللاحقة والتزوير بسهولة, وهو يُحفظ على شكل بلورات تُذاب في الماء حين يراد الإستعمال, وقد كان لكل رجل دين مندائي تركيبته الخاصّة السريّة لصُنع الحبر (ديوثا), وفيما يلي إحدى تلك التركيبات التي ذَكَرَتها دراور في كتابها.

يُمزج الغراء بماء النهر ويترك إلى أن يذوب ثُمَّ يُغلى إلى درجة التبخّر ولمُدة ستة أيام, وبعد ذلك يُسحق في اليوم السابع ويُخلط بمسحوق الفحم بنسبة مثقال واحد من الفحم إلى خمسة وعشرين مثقالاً من الغراء ولمدة 4-5 أيام, ثُمَّ يُمزَج بالماء إلى أن يُصبح عجينة ناعمة ثُمَّ يُغلى ويتحول إلى بلّورات تُمزَج بماء النهر (اليردنة) ويُعمل الحبر, ويجب أن يُتلى عليه دُعاء "أسّوثة ملكي" سلام الملائكة.
وتوجد بعض التركيبات الأخرى والتي يُستَعمل بها بندق العفص أو السخام المأخوذ من زيت السمك أي دهن السمك المذاب, وتُضاف إليه بعض الأعشاب من النوع الجيد وذات الصفات المُحددة, وتخضع جميع طُرق صُنع الحبر السرّي إلى شروط ذكر الأدعية والصلوات عليها.

المصادر

1. مقالة: الكتاب المقدس….وظاهرة التلاعب بالنصوص! جعفر الحكيم

https://m.ahewar.org/s.asp?aid=582853&r=0&cid=0&u&i=0&q&fbclid=IwAR0HR3d15lKdFQ0oQCa6jDyWb2B5_g4dy0OsqTJn7AZxBYht8SlX7eJ74PQ

2. كتاب الخطر اليهودي بروتوكولات حكماء صهيون, عباس محمود العقاد ص187
3. كتاب الصابئة المندائيون, دراور ترجمة نعيم بدوي وغضبان الرومي ص54
4. مقالة: الابادات الجماعيه التي تعرض لها الشعب المندائي عبر التاريخ, الدكتور رفعت لازم مشعل

http://www.mandaean--union--.org/ar/history/item/265-genocides-mandean-throughout-history?fbclid=IwAR0OFE_qQWD838XiuHuyKxoi2W2-tzFmZ4iyJG0KqDtFjWz5bcZUDLX1bII



#سنان_سامي_الجادر (هاشتاغ)       Sinan_Al_Jader#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المطرقة والسندان إسرائيل وإيران
- الحَذر من الإسرائيليين والمدسوسين
- يهانا يَقول: لستُ يهوديّاً ولا أشربُ الخَمرة.
- يحيى بهرام ..والقصّة المُحرّفة!
- تطابق مخطوطات نجع حمادي المصريّة مع الفلسفة المندائيّة
- نقد وتحليل// كتاب جديد صَدَرَ عن الصابئة “الصّابئة في الثّقا ...
- صابئة القرآن, الحرانيين, تسمية الصابئة, المانويّة
- الضّعيف.. أمانة الأقوياء والمُتّقين
- هولاكو الجديد مدمّر الحضارة
- البساطة أقرب للحياة
- سِر الحَياة المُلوّث.. بالمَجّان
- الزدقا
- العزوبيّة ليست من المندائيّة
- تراتيل الأناشيد المندائيّة والموسيقى
- التَبشير المندائي تأريخياً وفقهياً
- دجلة والفُرات والماء الحي
- الناصورائيون ….. ,الكلدان, النبط, الأحناف
- مملكة ميسان المندائية
- حوار دنانوخت وعشتار الروهة
- سوق الشيوخ .. أصل المندائيين.


المزيد.....




- -لا نعرف إلى أين سنذهب هذه المرة-.. الجيش الإسرائيلي يدعو إل ...
- طلاب مناصرون للفلسطينيين ينصبون الخيام في جامعة بولونيا في إ ...
- تسمم غذائي جماعي في مطعم برغر في السعودية.. مقتل شخص وإصابة ...
- مسؤولو حماس يكشفون تفاصيل الاتفاق.. وهجوم إسرائيلي يلقي بظلا ...
- حماس تعلن قبول اتفاق هدنة في غزة وغموض موقف إسرائيل
- ميقاتي: موافقة -حماس- على وقف إطلاق النار في غزة خطوة متقدمة ...
- جنوب إفريقيا.. إصابات في انهيار مبنى قيد الإنشاء
- توقف التحقيق في قضية الرفات البشري المتحلل في مخبأ نازي سابق ...
- العاهل الأردني: الهجوم الإسرائيلي على رفح يهدد بالتسبب في مج ...
- شولتس: الاتحاد الأوروبي يوافق على استخدام فوائد الأصول الروس ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سنان سامي الجادر - الحِبر المَندائي السرّي