أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - أقليم كوردستان ليس جزءا من الحلّ














المزيد.....

أقليم كوردستان ليس جزءا من الحلّ


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 7328 - 2022 / 8 / 2 - 01:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قوى عديدة منها داخليّة وأخرى خارجيّة تدعو الى الحوار المباشر بين التيّار الصدري والأطار التنسيقي الشيعي، بدعوتهم الطرفين للجلوس الى طاولة المفاوضات لنزع فتيل الأزمة التي بالحقيقة، هي أمتداد لأزمات البلد السابقة والتي كان الطرفان ومعهما بقية قوى المحاصصة سببا رئيسيا في أستفحالها ووصولها الى ما هي عليه اليوم.

لو تابعنا ما تسمّى بالعمليّة السياسيّة ورعاتها الأقليميين والدوليين منذ الأحتلال الأمريكي الأيراني للبلاد ولليوم، فأننا سنرى ومن خلال كمّ المشاكل الهائلة التي ساهمت وتساهم بتدمير البلد، أنّ جميعهم وبلا أستثناء لم يكونوا يوما جزءا من حلول تعيد العافيّة لوطن أنهكته الحروب والحصار والفساد، بل على العكس فجميعهم وبلا أستثناء لاعبون أساسيون في دمار البلد وشعبه.

لم يتخلّف أقليم كوردستان العراق هو الآخر عن غيره ونحن نعيش صراع القوى الشيعيّة لأنتخاب رئيس للوزراء، عن طرحه مبادرته للقوى المتنافسة للأجتماع في أربيل من أجل تقريب وجهات النظر بينهما لأبعاد شبح الحرب الاهليّة والتعرّض للسلم المجتمعي والأمن والأستقرار وكأنّ العراق واحة للأمن والأستقرار!! وبهذا الصدد صرّح السيّد نيجرفان بارزاني رئيس أقليم كوردستان العراق، وهو يدعو القوى المتصارعة الى الأجتماع في أربيل قائلا: "أنّ أقليم كوردستان سيكون ، جزءا من الحلّ، لذا ندعو الأطراف السياسيّة المعنيّة في العراق الى القدوم الى أربيل، عاصمتهم الثانية، والبدء بحوار مفتوح جامع للتوصل الى تفاهم واتفاق قائمين على المصالح العليا للبلد، فلا توجد هناك مشكلة لا يمكن حلّها بالحوار". دعونا نعود الى أصل المشكلة التي نراها اليوم ومن أين بدأت، علما أنّ مشاكل البلاد تتوزع بالتساوي على كاهل أطراف أحزاب السلطة المتحاصصة.

آليات تشكيل الحكومة بالعراق تمر بمراحل عدّة، أولّها مصادقة المفوضيّة العليا للأنتخابات على نتائج الأنتخابات. ثم يأتي دور رئيس الجمهورية الذي يدعو البرلمان الجديد للأنعقاد خلال فترة خمسة عشر يوما، لأنتخاب رئيسا للبرلمان سنيّا ونائبين له أحدهما كوردي والآخر شيعي وفقا لمحاصصة طائفية قومية "لم يشر الدستور اليها الّا أنّها عرف في السياسة العراقيّة"، وهذا ما نصّت عليه المادة (55) من الدستور العراقي التي تقول "ينتخب مجلس النواب في أول جلسة له رئيسا، ثم نائباً أول ونائباً ثانياً بالأغلبية المطلقة لعدد أعضاء المجلس بالانتخاب السري المباشر". ثم يأتي دور البرلمان المنتخب لتسمية رئيس جديد للعراق خلال ثلاثون يوما من أنعقاد الجلسة الأولى، وفق للمادة (70) من الدستور العراقي التي تقول: "ينتخب البرلمان رئيسا جديدا للعراق خلال 30 يوما من أنعقاد الجلسة الأولى بأغلبية ثلثي الأصوات" وجرى العرف أن يكون الرئيس كورديّا.

وتنص المادة (70) من الدستور العراقي على ما يلي: "أولّا، ينتخب مجلس النوّاب من بين المرشّحين رئيسا للجمهوريّة بأغلبية ثلثي أعضاءه" وأخيرا تأتي المادّة الدستوريّة رقم (76) من الدستور العراقي لتضع العجلة الديموقراطية على سكّتها القانونيّة والتي تقول: يكلّف رئيس الجمهوريّة مرشّح الكتلة النيابيّة الأكثر عددا بتشكيل مجلس الوزراء خلال خمسة عشر يوما من تاريخ أنتخاب رئيس الجمهوريّة.

جميع أحزاب السلطة ومثلما أشرنا قبل قليل هي أساس المشاكل التي تعصف بالبلاد وشعبها، وجميعها ضربت وتضرب المصالح العليا للبلد عرض الحائط وهي تفتّش عن مصالح أحزابها وعوائلها وعشائرها، وجميعها مسؤولة عن أفقار شعبنا ونهب ثرواته، وجميعها بلا أستثناء تدافع عن مصالح دول أقليمية ودولية وعلى الضدّ من مصالح شعبنا ووطننا. وبالتالي فأنّ تصريح السيّد نيجرفان البارزاني حول أنّ "الأقليم جزءا من الحلّ" ودعوته الطرفين للجلوس الى طاولة واحدة في أربيل هو بالحقيقة محاولة من سلطات الأقليم لخروج الوضع السياسي من عنق الزجاجة والعودة الى الأسلوب الذي لا يشكل خطرا على نهج المحاصصة، أي الأستمرار في نهج المحاصصة وتوزيع كعكة السلطة كما كانت توزّع سابقا.

لو أعدنا ترتيب آليات تشكيل الحكومة بالعراق من الأسفل للأعلى، فأننا سنرى التحالف الكوردستاني هو سبب المشكلة "علما انّ المشكلة العراقيّة مساحتها أوسع بكثير من مساحة التحالف الكوردستاني". فالصراع بين الحزبين الحاكمين في أربيل والسليمانيّة وأصرارهما على مرشّحيهما لتبوأ منصب رئاسة الجمهوريّة، هو الذي وضع العصا في دواليب عربة الديموقراطيّة البالية، والتي بالحقيقة لا تحتاج الى عصا كي تتوقف، فهي لم تتحرك من مرآبها المكيّف منذ أن وُضعت فيه لليوم، وعدم أنتخاب رئيسا للجمهورية ينسف كل الآليات التي تترتب عليه، فهو حجر الرحى في الدستور المريض الذي يرفض التحالف الكوردستاني كما غيره من قوى المحاصصة تعديل بعض بنوده ، على الرغم من تشكيل لجنة لتعديله بعد أشهر من أقراره!!

ما أحوج الأقليم لجلوس حزبيه الحاكمين الى طاولة مفاوضات حقيقية من أجل حلّ مشاكلهما التي أثّرت وتؤثّر على حياة الناس في الأقليم، كما وأننا نفهم سعي سلطات الأقليم لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء في بغداد، فأنهيار نظام المحاصصة في بغداد يعني أنهيار حكم العوائل والعشائر في العراق بأكمله.



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبنى البرلمان العراقي لا يمثّل سلطة الشعب ولا القانون
- بين منهاج حزب الدعوة الأسلاميّة وتسريبات المالكي
- السيّد الصدر .. من المخجل جدّا جدّا
- الصدر والمشروع الأيراني في العراق
- السيد مقتدى الصدر: أن كان هذا نصرا فلا أهلا ولا سهلا به
- رحل من كان يمسح الله عن قدميه الطين .. رحل مظفر النوّاب
- الشعوب الأوربية تغامر بمنجزاتها التاريخية
- من أوراق أنتفاضة تشرين الخالدة..... أنتُنَّ اللواتي لَكُنّ ك ...
- أولويات الأسلام السياسي في العراق من وجهة نظر ميليشياوية
- وقاحة السفير الأيراني في بغداد وخيانة شيعية للعراق
- قضية الكورد الفيليين الموسميّة بين الإرادة والضمير
- بيت الشيوعيين .. بيت الشعب
- الأطار التنسيقي الشيعي وقصف أربيل ... بيان منحاز لأيران
- الطاقة هي محرّك الأزمة الروسية الأمريكية وليس أوكرانيا
- حتّى لا يطير الدخّان*
- مستقبل أغلبية الصدر السياسية
- عاش الشَع ..
- الإستعمار الإيراني للعراق أخطر اشكال الإستعمار
- أنا أبحث عن الله في .....
- الديموقراطية التوافقية / المحاصصة الطائفية القومية وخطرها عل ...


المزيد.....




- السيسي يعزي البرهان هاتفيا في وفاة نجله بعد تعرضه لحادث سير ...
- مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون يتحدثون عن أيام لإتمام صفقة الر ...
- مقتل 5 فلسطينيين في الضفة الغربية
- وسائل إعلام فلسطينية: -حماس- وافقت على المقترح المصري لوقف إ ...
- القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية تصدر بيانا بشأن وفاة ...
- قوات كييف تهاجم قرية موروم بطائرتين مسيرتين
- دراسة أمريكية: السجائر الإلكترونية تضر بنمو الدماغ
- مصر.. القبض على المتهم بالتعدي على قطة في محافظة بورسعيد
- الأسد: في ظل الظروف العالمية تصبح الأحزاب العقائدية أكثر أهم ...
- مصر.. الحبس 3 سنوات للمتهمين بقتل نيرة صلاح طالبة العريش


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - أقليم كوردستان ليس جزءا من الحلّ