أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صابر محمد - أزمة تشكيل الحكومة العراقية هو أنعكاس لفوضى الليبرالية الجديدة و صراع الأجندة !















المزيد.....

أزمة تشكيل الحكومة العراقية هو أنعكاس لفوضى الليبرالية الجديدة و صراع الأجندة !


صابر محمد

الحوار المتمدن-العدد: 7325 - 2022 / 7 / 30 - 01:32
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ان تراكم رؤوس الأموال في ظل الوضع الراهن لليبرالية الجديدة للنظام الرأسمالي أخذ بعدًا أكثر بشاعة و طمعًا بحيث أضعفت دور الدولة البورجوازية من حيث السيطرة الاحتكارية و الانتاج والتوزيع الراسماليين .

ان الصراع الامبريالي بين القطبين الغربي والشرقي حول تراكم رؤوس الأموال و في ظل تحرر الراسمال من قيود الدولة المركزية والذي سمي بالليبرالية الجديدة اي الحرية المطلقة لحركة الراسمال على الصعيد العالمي أدى الى استحداث أوضاع سياسية و فوقية جديدة ، بحيث أصبحت الشركات المتعددة الجنسيات و من يساهم في إدارتها هي التي تحكم الدول والمجتمعات و تدير شؤون الطبقة البورجوازية من خلال خلق سلطة مساهمة لكل الأطراف والقوى والشركات و تبقيها كقوة إقتصادية وسياسية تستعبد بها الطبقات المضطهدة في المجتمع لإدامة حركة تطور و تراكم رؤوس الأموال.

فالأحداث والتحولات الأساسية التي مرت بها المنطقة والعراق ما بعد حرب الخليج و اسقاط النظام الدكتاتوري القومي البعثي في سنة 2003 من قبل الأمريكان والتحالف الامبريالي الدولي ، لم تكن تغييرات وتحولات سياسية فوقية او انقلابات سياسية ، بل كانت تغييرات اساسية في طبيعة وأسلوب الانتاج الراسمالي والذي بدوره أضعف دور و نموذج التخطيط المركزي للدولة التي كانت تتبعها الدول الملتفة حول القطب الاقتصادي والسياسي للاتحاد السوفيتي السابق ، وفتحت للرأسماليين الأغنياء الفرص الكفيلة واللازمة لابتزاز وإستغلال الأيدي العاملة الرخيصة جراء البطالة المتفشية في البلاد و التجارة الدولية بالأيدي العاملة الأجنبية و خلق المنافسة بين صفوف الطبقات العاملة لقبولهم العمل وبأسعار زهيدة لصالح التجار والراسماليين المحليين و الأجانب، وبذلك خلقت هذه الأوضاع وجاءت بالعشرات بل بالمئات من المليونيرين العراقيين و الأجانب نتيجةً للفساد المستشري في العراق و خلق اكثر الأجواء وحشية لاستغلال قوة وطاقات عمل الملايين من البروليتاريا العراقية والأجنبية.

إن التشكيلة السياسية للنظام السياسي في العراق كما هو معروف للجميع من حيث فشله و عمالته لدول الجوار و الإمبريالية العالمية و وحرمان الجماهير المضطهدة و العاملة والفقيرة من أبسط الحقوق الاقتصادية والسياسية والثقافية والرفاهية والتي سببت استياء و ومعاناة و غضب الجماهير من كل ذلك الوضع القائم ، ولكن المؤسف والمخيب للآمال هنا هو اغتراب وعي الطبقات المضطهدة وتوجيه معاناة و بؤس وغضب هذه الجماهير بالاتجاه الذي يخدم الطبقات المالكة و أحزابها الميليشية الشيعية والسنية والطائفية والقومية .

ولكن هذا الصراع الطائفي و القومي والديني الذي برز على الساحة السياسية في شكل صراع مسلح للميليشيات و الأحزاب والتكتلات الدينيه و القومية و العرقية يجسد بحد ذاته مصالح الطبقات البورجوازية لكل هذه الأطياف و القوميات والمذاهب الدينية .

ان أقتحام أنصار مقتدى الصدر للمنطقة الخضراء و مبنى مجلس النواب العراقي يوم الاربعاء الماضي والذي جاء كنتيجة لفشل تشكيل الحكومة من قبل الممثلين المندوبين عن السلطات القومية الكومبرادورية الكردية ، و ممثلي الطائفة السنية من الرجعيين القوميين السنة و إنفراد كتلة او جماعة ( الإطار التنسيقي ) للطائفة الرجعية الدينية وحزب الدعوة في تشكيل الحكومة العراقية وإنسحاب واستقالة المندوبين عن كتلة الصدر و تحديًا لقرار ( الإطار التنسيقي ) الشيعي المدعوم من إيران والذي يترأسه نوري المالكي في إختيار النائب والقيادي السابق في حزب الدعوة ( محمد شياع السوداني ) كرئيسا للحكومة العراقية القادمة على أعتبار انها أكبر كتلة شيعية متبقية داخل مجلس النواب العراقي ، يظهر هذا الصراع الطائفي والديني والقومي الموجود على الساحة السياسية في العراق .

ان حادثة أقتحام مجلس النواب العراقي من قبل أنصار مقتدى الصدر الشيعية وتكراره وتشابهه مع حادثة أقتحام الموالين للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لمبنى الكابيتول في 6/ كانون الثاني لسنة 2021 لم يكن وليد الصدفة أو نموذجا خاصًا تابعًا للتيار الصدري في العراق ، وإنما هو تعبير واضح عن صراع التكتلات والأحزاب والطوائف المختلفة على السيطرة و الاستحواذ القسري لمراكز السلطة تبعًا لمتطلبات حركة تراكم رؤوس الأموال في ظل الليبرالية الجديدة العالمية ، وسوف تتكرر مثل هذه الحوادث في أماكن ودول أخرى في العالم .

ان الخلافات والصراعات الجارية بين الاطراف والأحزاب القومية والطائفية و الدينية وميليشياتها هي خلافات بعيدة عن وغير مرتبطة بمصالح الطبقات المضطهدة العراقية بعربهم و كردهم و غيرهم من القوميات والأطياف الأخرى، بل انها خلافات سياسية داخل الأسرة الحاكمة لنظام المحاصصة الطائفي والديني والقومي في العراق و إنها ليست الا معارضة برجوازية و إصلاحية داخل نفس المنظومة السياسية والاقتصادية الحالية .

إن تسمية هذه المحاولة لاقتحام مبنى البرلمان العراقي من قبل أحد وزراء الصدر ( صالح محمد العراقي ) على إنها " جرة اذن " من أجل " ثورة اصلاح " هي بمثابة التعبير الموجز عن منهج السياسة الإصلاحية للتيارات البورجوازية على كافة أشكالها الدينية والقومية وكذلك اليساريون الاصلاحيون الشعبويون الذين تحالفوا مع تيار الصدر في الحكومة الطائفية الرجعية للبرجوازية العراقية برمتها.

وان هذا المنهج والعقلية السياسية الإصلاحية المخادعة هي التي ولدت أحداثًا معينة أخرى سابقًا عندما اقتحم فيها التيار الصدري حينها آنذاك المنطقة الخضراء وانسحبوا منها وأثبتوا كما هو معروف بأنهم ليسوا بصدد إسقاط النظام بل ان سياستهم الإصلاحية هذه بقيت وسيلة وسياسة مخادعة لجر الملايين من المضطهدين العراقيين وراء سياسات و اعتصامات لا تصب في مصلحة الجماهير أنفسها بل في مصلحة الأحزاب والميليشيات الدينية والقومية الرجعية وبقائهم في الحكم .
ان مصير و حياة الطبقات المضطهدة والعاملة العراقية سوف تسوء يوما بعد يوم و يشتد الخناق بهم في ظل سلطة وحكم المحاصصة القومية والدينية و الطائفية التي تديرها شلة من العملاء و المرتزقة المرتبطين بمصالح صندوق النقد الدولي وسياسات الرأسمالية العالمية والدولية .

وبالرغم من بقاء العالم و النضال الطبقي و سياسته البروليتارية الثورية في دوامة الاثار السلبية لإخفاقات ثورة أكتوبر البلشفية وتعرضه للتشويهات المتعددة التي قامت بها البورجوازية العالمية ومؤسساتها الإعلامية وكذلك الشرائح المثقفة من البرجوازيين الصغار وأحزابهم الإصلاحية المنهج الذين ساهموا في ذر الرماد أعين الطبقات المضطهدة وخصوصا الاصلاحيون الشعبويون الذين نادوا وينادون بالاشتراكية القومية والوطنية ، وكذلك الإصلاحيون العماليون على مختلف أشكالهم والذين انبثقوا من رأس الاشتراكية الديمقراطية البرنشتانية والكاوتسكية الإصلاحية .

سيبقى النضال الطبقي و السياسي مستمرًا طالما وجدت هناك أستغلال و فروقات طبقية و امتيازات لطبقة معينة على حساب فقر وإضطهاد و إستعباد الأكثرية العظمى من البشرية، وان الهمم الثورية في العراق والمنطقة والدول العربية الأخرى في غليانه وهيجانه المستمر لحين تنظيم نضالاتهم الطبقية والسياسية على النحو والشكل الذي يتطلبه النضال الطبقي والماركسي ضد الرأسمالية العالمية .

حركة البروليتاريا الماركسية !

29 / 7 / 2022



#صابر_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اتجاهان انتهازيان داخل الحركة الماركسية بخصوص الحرب الإمبريا ...
- السياسة التنظيمية الإصلاحية لليسار العالمي و تعديل القوانين ...
- إقليم كردستان حلقة وصل بين الكومبرادورية وبين وحشية المنظومة ...
- تخفيض سعر العملة العراقية و فرض الضرائب شرط من شروط صندوق ال ...
- سلسلة اخرى من نضال الطبقات المظلومة العراقية الكردية بوجه سل ...
- البديل الوحيد والمستقبلي للبروليتاريا العراقية هو سلطة المجا ...
- خارطة الطريق الامريكية وإبرام إتفاقية مع - قسد - وآفاق النضا ...
- حول سياسة الالتفاف على الازمة الاقتصادية والسياسية في العراق
- رسالة مهمة إلى الرفاق !
- الانتفاضة الباسلة في تصاعد مستمر نحو الثورة ، حذارى من خنقها ...
- توقف قلب كارل ماركس ولكن الروح الثورية لافكاره ما زالت حية !
- الجيش هو ذلك العصا السحري الذي تلجأ اليه البرجوازية العالمية ...
- البروليتاريا الجزائرية تثور وتسعى للتغلب على النظام الحاكم ا ...
- مرة أخري سمعنا زعيق أحفاد بليخانوف - بأنە ما کان ينبغي ...
- ما هو بديلنا ؟!
- حول تهجمات وقرارات الدولة المرکزية في بغداد !
- سياستان ومصلحتان طبقتيان مختلفان تماما حول ( الاستفتاء) !
- نحن علي وشک تنفيذ سيناريو قبرص آخر تحت ذريعة ( الاستفتاء) في ...
- ملاحظة حول بيان البرلمان العراقي حول الاستفتاء !
- بصدد مقالة فلاح علوان حول الاستفتاء وانتقاداتە !


المزيد.....




- لعلها -المرة الأولى بالتاريخ-.. فيديو رفع أذان المغرب بمنزل ...
- مصدر سوري: غارات إسرائيلية على حلب تسفر عن سقوط ضحايا عسكريي ...
- المرصد: ارتفاع حصيلة -الضربات الإسرائيلية- على سوريا إلى 42 ...
- سقوط قتلى وجرحى جرّاء الغارات الجوية الإسرائيلية بالقرب من م ...
- خبراء ألمان: نشر أحادي لقوات في أوكرانيا لن يجعل الناتو طرفا ...
- خبراء روس ينشرون مشاهد لمكونات صاروخ -ستورم شادو- بريطاني فر ...
- كم تستغرق وتكلف إعادة بناء الجسر المنهار في بالتيمور؟
- -بكرة هموت-.. 30 ثانية تشعل السوشيال ميديا وتنتهي بجثة -رحاب ...
- الهنود الحمر ووحش بحيرة شامبلين الغامض!
- مسلمو روسيا يقيمون الصلاة أمام مجمع -كروكوس- على أرواح ضحايا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صابر محمد - أزمة تشكيل الحكومة العراقية هو أنعكاس لفوضى الليبرالية الجديدة و صراع الأجندة !