أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - صابر محمد - خارطة الطريق الامريكية وإبرام إتفاقية مع - قسد - وآفاق النضال















المزيد.....

خارطة الطريق الامريكية وإبرام إتفاقية مع - قسد - وآفاق النضال


صابر محمد

الحوار المتمدن-العدد: 6729 - 2020 / 11 / 11 - 18:36
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


بعدما أعلنت شركة امريكية تعاقدها مع قيادة " قسد" السورية من أجل استثمار حقول النفط في شرقي الفرات ، فقد جوبهت هذه الاتفاقية بردود أفعال غاضبة وغير راضية عن هذه الاتفاقية من السلطة السورية الحاكمة و كذلك التركية و من ثم بعدها وبعد صمت مؤقت لروسيا ، والتي هي كمثيلتها أمريكا دأبت على محاولة إبرام اتفاقية مماثلة مع قوات " قسد" و كذلك مع الحكومة السورية كذلك لاستثمار حقول النفط والغاز من قبل الشركات الروسية هناك في سورية ، وبالتالي اخذ الموافقة من القوات الكردية و الحكومة السورية الحاكمة على السواء .
فقد أعلن السيناتور الأمريكي( ليندسي غراهام ) أمام الكونغرس الأمريكي يوم الخميس لبداية الاسبوع الاول من شهر اب المنصرم وبتواجد وزير الخارجية مايك بومبيو ، وعقب محاولات سابقة مرت عليها أشهر من الزمن للبحث عن آلية لاستثمار النفط السوري من قبل الشركات الأمريكية ، وكان من المقرر ان يتم تقديمها الى ترامب يوم 6. 8 . 2020.

وبالنتيجة توصلت الشركة الامريكية ( Delta Crescent Energy LLC ) الى ابرام عقد مع ( مظلوم عبدي) القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية " قسد" وذلك في 30 . 7. 2020 .
وقد تم التوقيع على الاتفاقية خلال جلسة للخارجية الامريكية في مجلس الشيوخ و بحضور وزير الخارجية تم الاعلان على ان هذه الشركة قد نالت على هذا العقد، وان شركة ( اكسون موبيل ) لم توافق اخذ هذه الاتفاقية .

الابعاد السياسية لهذه الاتفاقية بالارتباط بخارطة الاطريق الامريكية ، وحصول هذه الشركة على هذه الاتفاقية ، ربما ترجع جذورها الى او مرتبطة ب ( قانون قيصر) والذي دخل حيز التنفيذ في النصف الثاني من حزيران الماضي و التي بموجبها اخضعت الكثير من الموسسات السورية و كذلك قطاع النفط الى حظر أمريكي، وبالتالي فان هدف هذه الاتفاقية هو ازالة الحظر على هذه المنشأة النفطية في سوريا و حصول الموافقة من وزارة الخارجية و الخزانة الامريكيتين.

ومن الجدير بالذكر فان تراجع الرئيس الامريكي دونالد ترامب في حينه بسحب كل قواته من سوريا و ابقائه على عدد معين منوجنوده هناك والتي تتراوح اعدادها الى ما يقرب من (500 )جندي لحماية حقول النفط السورية .
وفيما يتعلق بنص الاتفاقية فانها تتضمن على تأسيس مصفاتين للنفط متنقلتين شرق الفرات بحيث يبدأ العمل هناك خلال فترة وجيزة اعتبارا من 20 . 10. 2020 في محافظة الحسكة بحيث تتمكن هذه الشركة من زيادة الانتاج الى 60 الف برميل يوميا و ذلك بحلول شهر شباط 2021 القادم .
و من ثم الانتقال بعدها الى ( دير الزور) لاعادة تأهيل حقول ابار النفط هناك ايضا .
وحسب ما ذكرت صحيفة ( خبر تورك) بان " قسد" تنتج حوالي من ( 15 - 20 )برميل يوميا لسد حاجتها المحلية و تبيعها من خلال السلطة والادارة الكردية العراقية .
وان القدرات الموجودة لدى القوات الكردية المسيطرة على محافظات شرق الفرات والمناطق الكردية لانتاجرالنفط واستثمارها قليلة بسبب قدراتها الضعيفة على ذلك و كذلك لتقليل الاضرار الناجمة عن تلك الخرافات المحلية البدائية الصنع والتي زادت من تلوث البيئة هناك ، بالاضافة الى تحديات فنية وتقنية ميكانيكية اخرى كانت الادارة الذاتية الكردية عاجزة عن تقديمها و ذلك بسبب امكاناتهم المتواضعة .
وان المادة السابعة من الاتفاقية بين الامريكان و قوات " قسد" تقول على انه يجب زيادة الطاقة الانتاجية الى ما يتراوح من (380) برميل يوميا خلال( 20) شهرا القادمة .

فالأبعاد السياسية لتحقيق وإنجاح مثل هذه الاتفاقية و المحاولات الاستثمارية للشركات الاحتكارية الامريكية و بالذات في سوريا و المنطقة ككل ومنورين فتح جميع الطرق والامكانيات لانجاح مثل هذه الاتفاقية سوف تكون متعددة الاطراف والجوانب و العواقب .

من ناحية طرف الدولة التركية والتي لها سياساتها واجنداتها الخاصة في سوريا والمنطقة فهي تعارض وبشدة مثل هذه الاتفاقيات مع الادارة الكردية الذاتية و " قسد" وهي مستعدة لاعطاء كل التنازلات و المساومات الى الطرف الامريكي و كذلك السلطة الدكتاتورية السورية شريطة ان لا تنجح مثل هذه الاتفاقية .
ومن الصعب على الامريكان اقناع السلطة التركية على قبول كذا اتفاقية مبرمة ، الا اذا ما تنازلت عن ملفات اخرى هم مخالفين عليها سابقا .
وان النقطة التي تركز عليها السلطات التركية من اجل افشال مثل هذه الاتفاقية هي ان الادارة الذاتية الكردية ليست لها الشرعية لابرام مثل هذه الاتفاقيات ، وان كل اتفاقية تبرم يجب التعاقد عليها مع النظام السوري الحاكم التي لديها الشرعية الدولية وليست غيرها من الجهات الاخرى.

و نحن نرى بان كل المحاولات الجارية من قبل " قسد" و الادارة الذاتية الكردية لتذليل الصعوبات و فتح الحوارات التفاوضية السلمية مع العشائر العرب وغيرهم من الاحزاب الكردية الاخرى ، هي كلها توصيات امريكية لاجل تقوية موقف " قسد" والادارة الذاتية الكردية ، وذلك لرفع سقف المطالب في تفاوضه مع النظام الدكتاتوري الحاكم في سوريا .
لانه وكما هو معروف سابقا فان الكثير من العشائر العرب في شرق الفرات وغيرها من المناطق السورية مثلا ( دير الزور) وغيرها غير راضية ومقتنعة بهذه الاتفاقية مع الشركات الاحتكارية الامريكية ، ومعترضة عليها لان هذا العمل " من شأنه ان يقلل من المكانة الوطنية للنظام الحاكم " .

ومن الجدير بالذكر فان النظام الامريكي يحاول وبقوة من اجل استخدام ورقة النفط كورقة تفاوضية معرالملف السوري ، وذلك ارتباطا بالعديد من الملفات التفاوضية الاخرى، مثلا ( العقوبات الاقتصادية، العزلة، الغارات الاسرائلية ، وقضية ادلب ، من شان كل هذا ربما يشكلان أوراقا ضاغطة على الحكومة السورية و روسيا لقبولهما التسوية السياسية وفقا للشروط التي تفرضها الادارة الامريكية .
"فالشرق الاوسط" والمنطقة حبلى بالكثير من المفاجئات و التغييرات على طريق تحقيق خارطة الطريق الامريكية و بالتوافق مع اسرائل و القوى القومية والدينية العميلة الاخرى و منها الاحزاب القومية الكردية و سلطتهما الرجعية في المنطقة.
ومن احدى الامور الاخرى التي تساهم بشكل او اخر عاملا مساعدا في المضي قدما نحو التداخلات الامريكية والاوربية الغربية والروسية والتركية والايرانية في المنطقة هو ذلك الانفجار الكبير الذي دمر قسم من مدينة بيروت .
فانه لاشك فيه بان النظام الامريكي يستخدم كل الاوراق و البدائل من اجل تحقيق هذه الاتفاقية و البدء باستثمار حقول النفط السورية و التي هي لن تنحصر فقط في المناطق الكردية او شرق الفرات .

و من ناحية الطرف الروسي فانوموسكو تسعى الى تقارب وجهة نظر الطرفين الكردي و النظام السوري الحاكم و ارضائها الى اعطاء بعض الامتيازات للادارة الكردية وذلك مقابل بسط سيطرة النظام السوري على مناطق شرق سوريا .
ولكن وحسب توقعات المحللين من الخبراء في الشأن السوري فان هذا التصور والنظرة الروسية للمنطقة من جهة و بين الادارة الذاتية الكردية و النظام من جهة اخرى بات يصطدم الان بمثل هذه الاتفاقية النفطية ، فوفقا لهذا التحليل سوف يظطر النظام الروسي الى ابداء المزيد من مرونتها السياسية مع النظام التركي والعمل معها جنبا الى جنب لافشال مثل هذه الاتفاقيات الامريكية ، او في احسن الاحوال تعديلها بالشكل الذي لا يعيق المصالح الروسية في سوريا و خصوصا في شرق الفرات بالذات .
و من جانب الطرف الاسرائلي فانها تبدوا مبتهجة ومسرورة بابرام مثل هذه الاتفاقيات من قبل الجانب الامريكي مع الادارة الكردية الذاتية هناك ، ول انها لم تعبر وبشكل رسمي حيال هذه الادارة الذاتية للاكراد خشية استنفار الاغلبية السورية من هذه التجربة ، ولكن المحللين الاسرائليين اعربوا عن تأييدهم لهذه التجربة في القنوات الفضائية الغير حكومية .

وان افاق خارطة الطريق الامريكية والتي تستخدم المعارضة الكردية كورقة من اجل تمرير سياساتها في المنطقة قد تقترب شيئا فشيئا من الوضوح ، و تدير وتشرف على هذه الخطط التفاوضية وغيرها الدبلوماسيتين الامريكيتين في الخارجية الامريكية وهما :
‏( Zahra Bel ) و ( Embely Brandit ) .
فان الخارجية الامريكية تهدف الى دفع هذه المعارضة الكردية هناك الى ان يكون لها نفوذ وسلطات اوسع واقوى و ذلك من خلال تحريضهم على تأسيس ( جبهة السلام والحرية ) و قيام هذه الجبهة بفتح الحوارات و المفاوضات مع المعارضة السورية وكذلك المفاوضات "الكردية - الكردية " وكل ذلك من اجل توسعة الحدود والسلطات التي تديرها المعارضة الكردية خدمة للسياسات الامريكية هناك.
فان العامل الاقتصادي اي القيام بإبرام مثل هذه الاتفاقية مع الشركات الاحتكارية الامريكية سوف يشكلان حجر الزاوية والدافع الاساسي لكل تلك المفاوضات التي تقوم بها الادارة الكردية وذلك من اجل زيادة رقعة المناطق الجغرافية للاستثمارات والتي تقوم بها الشركات الامريكية من اجل استثمار حقول النفط في اكبر مساحة جغرافية ممكنة ، والنقطة الاخرى التي تسعى اليها الادارة الامريكية في هذا الموضوع هو تقوية مركز ومكانة الإدارة الذاتية الكردية في تفاوضات مع النظام الدكتاتوري السوري .
وان النصائح الامريكية والتحذيرات الأمريكية للادارة الكردية هي ان لا تنفرد في اصدار القرارات السياسية هناك مما يجعلها اكثر عرضة لمقاومتهم ومعارضتهم من قبل العشائر العربية وغيرها وبالتالي يقوض من سلطتهم هناك ولذا فعليهم ان يبدؤا بحملة للتفاوض السلمي الشامل .
فقد قامت الادارة الذاتية الكردية بزيادة نشاطاتهم الدبلوماسية في الخارج وكما هو في مصر و غيرها من البلدان العربية الاخرى و قد عينوا ممثلهم الخاص في القاهرة وبيروت .

وأخيرًا فان الثورة الاجتماعية القادمة للطبقات المظطهدة يجب ان تقضي على كل خارطة الطريق الامريكية والدساتير التي بناها في العراق و سوريا و المنطقة!

حركة العمال الماركسية



#صابر_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول سياسة الالتفاف على الازمة الاقتصادية والسياسية في العراق
- رسالة مهمة إلى الرفاق !
- الانتفاضة الباسلة في تصاعد مستمر نحو الثورة ، حذارى من خنقها ...
- توقف قلب كارل ماركس ولكن الروح الثورية لافكاره ما زالت حية !
- الجيش هو ذلك العصا السحري الذي تلجأ اليه البرجوازية العالمية ...
- البروليتاريا الجزائرية تثور وتسعى للتغلب على النظام الحاكم ا ...
- مرة أخري سمعنا زعيق أحفاد بليخانوف - بأنە ما کان ينبغي ...
- ما هو بديلنا ؟!
- حول تهجمات وقرارات الدولة المرکزية في بغداد !
- سياستان ومصلحتان طبقتيان مختلفان تماما حول ( الاستفتاء) !
- نحن علي وشک تنفيذ سيناريو قبرص آخر تحت ذريعة ( الاستفتاء) في ...
- ملاحظة حول بيان البرلمان العراقي حول الاستفتاء !
- بصدد مقالة فلاح علوان حول الاستفتاء وانتقاداتە !
- هل إن حق تقرير المصير يتحقق بالوحدة والتنسيق مع البرجوازية ا ...
- مبادرة الأستفتاء للأحزاب القومية الکردية وأغتصابهم لنضال الط ...
- السیاسة التقشفیة في العراق والمظاهرات العمال ...
- تثوير الوضع القائم أم ترويضه ؟
- نداء إلي الرفيقات والرفاق المارکسيين و جميع العمال الثوريين ...
- کلمة بمناسبة قتل الناشط الأشتراکي علي حسين علي الصالح الدليم ...
- نحو البديل الثالث


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - صابر محمد - خارطة الطريق الامريكية وإبرام إتفاقية مع - قسد - وآفاق النضال