أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أيهم نور الصباح حسن - كِباشُ الشامتِين














المزيد.....

كِباشُ الشامتِين


أيهم نور الصباح حسن
باحث و كاتب

(Ayham Noursabah Hasan)


الحوار المتمدن-العدد: 7316 - 2022 / 7 / 21 - 14:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يحلو و يلِذُ لمن نجا من إرهاب " أبو سلاقات " , و هرب خارج مضارب بشارستان , أن يشمت بسوريي الداخل و يسخر من جوعهم و ألمهم : ذوقوا العذابَ ضِعفَين .
يكتب أحد الناجين عن معاناته و ألمه في غربته , فتأتيه ردود أتباع البطاقة الذكية : هذا مصير الخونة الذين باعوا أوطانهم و أفسدوا فيها .
لا يبدو أن هناك أي إمكانية لالتقاء طريقي الفريقين في الألف سنة القادمة , فالقلوب عامرة بالكفر , و لست أقصد كفر الإيمان و الدين بل الكفر ببعضهم البعض , و تأبى أن تلتمس عذراً واحداً , لا سبعين , لأخيها السوري في الطريق الآخر .
أما المجانين الذين لم يندرجوا تحت أي من الفريقين , و أنا منهم , فباتوا كمختار القريتين , لا من هين و لا من هين , و إن كان من أمرٍ يجتمع عليه الاثنين , فهو تكفيرنا و لعننا .. نحن .. طائفة المنبوذين , و الجر لضرورة القافية .
لم تكن المعادلة السورية سهلة الحساب , فالأسد جونيور يحارب الشعب باسم الحرب على الإرهاب , و " ثوار الحرية و الكرامة " افتقروا للصبر و الوعي و التنظيم الدقيق و قبول الآخر المختلف دينياً و اجتماعياً و سياسياً , و توضيح و بيان مناخ مرحلة ما بعد سقوط رأس الطغيان .
يستسهل " الثوار " و أنصارهم تجريم مؤيدي الاستبداد و المجانين : كان عليهم الانضمام " لثورة الحرية "
ليرد عليهم مُرتاعِيّ القلب و الروح من الأفرع الأمنية و المستقبل : كنا عايشين ..
ليس سراً أن غالبية " الثوار " تنتمي للسُنة , و أن البيان الأولي و الختامي للثورة في الوعي الجمعي لديهم معروف و واضح , و إن كان لم يصدر أو يُفَصَّل ببنود , في حين كانت بقية من السنة و غالبية الأقليات تتخوف من القادم و المستقبل , فآثرت البقاء تحت من تعرف شروره , على الانضمام إلى من لا تعرف - و لم يوضِّح - شروره , بالرغم من معرفته بخباثة العقل الأمني الحاكم و قدرته على استغلال هذه الثغرة بحنكة و مكر .
يُصِّرُ " الثوار " اليوم على أن " ثورتهم " مستمرة , مستمرة فقط ضد الأسد جونيور و الطائفة النصيرية الكافرة التي حمته و دافعت عنه , بينما تلوكهم أنياب الجولاني و العمشات و الحمزات و ائتلاف اللصوص التركي العصملي .
و للأسف , هاهم يُثبتون في كل يوم أن تخوف الأقليات و بقية السنة الحيادية - إن لم نقل الموالية - كان محقاً ..
ليس على الخائف و الجاهل لوم .. و كل اللوم على من يدَّعي أنه ثائر لسورية .. كل سورية ...
ليست غايتي أن أُقرِّعَ " بالثورة و الثوار " , إنما الغاية هي الدعوة للتسامي على مايريده الاستبداد من إطالة في عمر الشقاق الطائفي و السياسي .
و لماذا علينا نحن أن نتسامى في حين يبقى المؤيد على موقفه يُفاخر به ؟
لأنك تقول أنك ثائر يريد الحرية لسورية , لا لطائفته ولا لحزبه أو لجماعته فقط , و إن كان للثورة من تضحية فهذه هي تضحيتها .
لقد أعملوا فينا قتلاً و تدميراً و ذبحاً و تشريداً .. و تريدنا أن نتسامى ؟!
إن كنت تظن أن طويل الساقين كان سيغادر بعد أول مظاهرة كبرى كالتونسي بن علي , و أن جميع السوريين سينضمون للثورة بلمح البصر رغم أنف الهلع و الخبث الأمني و شائعاته , فأنت .. فراشة , و الفراشات لا تصلح للثورات
الثورات تُحَلِل العواطف و تنتصر بها , لكن ليس بها تُقاد ..
أضع كلمة " الثورة و الثوار " بين إشارتي اقتباس لأني غير مقتنع حتى اللحظة بأن ماحدث كان ثورة , كان انتفاضة شعبية نعم , كان حراكاً ثورياً نعم , كان فيه بعض الثوار نعم , لكنه لم يصل لمرحلة الثورة .. و لايزال حتى الآن يقاتل و يحارب كل من يريد له أن يصبح ثورة , يسانده و يدعم مسعاه في ذلك , دهاءُ ما أسس له والد طويل الساقين من استثمار في الطائفية و العشائرية و الطبقية و المناطقية و في كل ما من شأنه أن يوغل في انقسام و تفريق المجتمع السوري .
لم تنفع كل تلك الشعارات و الأدعية و الأعلام الدينية " الثورية " بإثبات خروج " الثوار " عن دين مَلِكيها بأركانه ذات اللاءات الثلاث : لا حرية , لا قانون , لا أخلاق , بل قد تفوقوا عليه في تعاملهم مع بعض القضايا , كالقضية الكوردية مثلاً .
و لما كان عند العرب أن لابدَّ لكل طنجرة من مِنفسة , فقد بقيَ من هَندزَ ( هندسَ ) وضعه و نفسه كصمام أمان لطنجرة الضغط السورية ذو استعصاء , مُعتلياً سدة الغطاء , يدور حول نفسه و يختال بكبرياء , مُراهِناً على استمرار لهيب غباء و طائفية " الثوار " في حالة اشتعال لا تعرف الخباء , كي يبقى الشعب يغلي في و خارج طنجرة الوباء النكباء , و لم ينفع " الثوار " لا الزمن و لا انكشاف الأوراق في فهم نقاط القوة و الضعف لديهم أو لدى خصومهم الأشقياء .
و كوني من المجانين , و بما أنه لم يبق للسوريين بعد الحرب سوى ثلاثة جيوش : القتلى و المعاقين و اللصوص , كما يقول أحدهم , فإني لازلت أرى أن هناك بصيص أمل في أن تُحوِّل البقية الباقية من " الثورة " هذا الاحتراب و الكِباش المستمر إلى ثورة , ثورة تستوعب حالة التسامي المطلوبة لاحتواء كل المواقف السورية , و تحاول بناء نواة للمواطنة و الحرية تجمع كل القوميات و كل الانتماءات الدينية و اللادينية السورية , ثورة تعيد إنعاش الحقيقة التي تسقط دوماً كأولى ضحايا الحروب , حقيقة أنه لا سورية دون جميع السوريين , فربما عسانا نستطيع تلافي انقراض سورية الجاري أمام أعيننا و بصيرتنا .



#أيهم_نور_الصباح_حسن (هاشتاغ)       Ayham_Noursabah_Hasan#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أما من عتقٍ من هذا النكاح ؟
- التعري و الفرج المُتخيَّل كسلاح احتجاج
- مئذنة يعرب العيسى البيضاء
- الدوغماطيقية إرثنا المانع للفهم – نحو دوغماطيقية أقل عنفية
- المزرعة السورية السكسونية
- قانون الجريمة المعلوماتية السوري الجديد .. مسخ جديد في المزر ...
- لماذا روسيا هي الحليف لا غيرها ؟
- المؤيدون السوريون بين قمع السلطة و حقد المعارضة
- إرهاب غويران - بين ملحمة تلفزيون سوريا و قومجية بثينة شعبان
- عربٌ .. ولا أَنعَمْ
- سورية و القتلُ كَمَدَاً
- عبقرية الحمار
- مبحث في النفاق - نظرة مُغايرة
- - الاسترقاق - الرئاسي في سورية و متلازمة ستوكهولم
- سورية : عشرُ سنينٍ من الأنين
- هل حقاً دفعنا كسوريين الثمن ؟
- نحو فهم السوري المدافع عن الحليف باستماتة
- السوريون و ضبابية الهوية
- أوغل خازوقك فينا
- الخنوع و الانبطاحية باسم التنوير و العقلانية - مقال الشيخ ال ...


المزيد.....




- فيضانات تكساس تقتل أطفالا وتُفقد العشرات في دقائق
- كيف وصلنا إلى أول لوح من الشوكولاتة؟
- كيف تسبب لقاء على قناة إماراتية بموجة غضب في مصر وإسرائيل؟
- قتيل في غارة إسرائيلية على سيارة جنوب لبنان
- بزشكيان يتهم إسرائيل بمحاولة اغتياله ويشترط للتفاوض مع واشنط ...
- هل تُقر تركيا إجازة صلاة الجمعة للموظفين؟
- -مات وهو ينقذ الفتيات-.. صحف أميركية تنقل قصصا -مروعة- بعد ف ...
- على الهواء مباشرة.. جدل -فضيحة اللوحة- يلاحق إعلامية شهيرة
- مذكرة: واشنطن تلغي تصنيف جبهة النصرة كمنظمة إرهابية أجنبية
- مصر.. اندلاع حريق كبير في -سنترال رمسيس- بالقاهرة


المزيد.....

- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي
- صندوق الأبنوس / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أيهم نور الصباح حسن - كِباشُ الشامتِين