أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أيهم نور الصباح حسن - أما من عتقٍ من هذا النكاح ؟














المزيد.....

أما من عتقٍ من هذا النكاح ؟


أيهم نور الصباح حسن
باحث و كاتب

(Ayham Noursabah Hasan)


الحوار المتمدن-العدد: 7312 - 2022 / 7 / 17 - 01:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يُضاجِع الزوجُ الأَمَة أو الخادمة , في حين تجلس الزوجة عند رأسها مُمسكة بيديها , تراقبُ سير العملية .. يحدث هذا في مسلسل " حكاية أَمَة " المأخوذ عن رواية تحمل نفس الاسم للكاتبة المبدعة مارغريت أتوود .
لقد أصيبت نساء البلاد بالعقم و قلة منهن بقيت تتمتع بالقدرة على الإنجاب , و في ظل سلطة ذكورية دينية معتوهة , تصبح هاتي النسوة القلائل مجرد فرَّاخات للقادة , إذ تنتقل واحدتهن من قائد لآخر بعد أن يتم نكحها و تلقيحها من قبل القائد و ولادة ما يضمن استمرار نسله القميء .
يجري تبرير هذا الإجرام و مَنطَقتَه بالدِين , فتُقتلع عشرات الأقوال و الجُمل من الإنجيل و التوراة , تلك التي تحكي عن التسرِّي أي عن نكاح الأنبياء لإمائهم لأجل النسل , كنكاح النبي ابراهيم لجاريته هاجر التي أنجبت له اسماعيل , و نكاح حفيده النبي يعقوب - الملقب إسرائيل - لجاريتيه زلفى التي أنجبت له أشير و جاد , و بلهى التي أنجبت له نيفتالي و دان فاكتمل بذلك عدد أولاد يعقوب إلاثنا عشر و هم الأسباط ال12 – أصل بنو إسرائيل , أما نكاح النبي محمد لجاريته مارية القبطية التي أنجبت له ابراهيم فلم يرِد في المسلسل لعدم ذكره في الإنجيل , تقتلع هذه الشواهد من الكتاب المقدس و توظَف في خدمة المشروع النكاحي الإنجابي للسلطة المجيدة .
يضاجع الحكام العرب الشعب , في حين يجلس مثقفو السلطة و أبواقها و شيوخها المرتزقين عند رأسه ممسكين بأيديه , يمسحون عرق جهده , يطلبون منه الصبر و تحمل الألم المعنوي و الجسدي كُرمى للوطن و القضية , و يجِّدُ شيوخ المِلل و الطوائف في اقتلاع آيات التثبيت و التمكين لإقناع الشعب المسكين بأن نكاحه هو فرضٌ من رب العالمين .
في أحد مشاهد المسلسل , و ضمن اجتماع يضم ثلاثة من القادة المخططين للمشروع , يتساءل أحدهم حول كيفية إقناع الزوجات بقيام الأزواج بنكاح الخادمات , فيجيبه آخر : يجب أن تكون الزوجة حاضرة أثناء الجماع , و يجب أن يبدو الأمر و كأنه طقس ديني يكون للزوجة فيه دور رئيسي .
لايوجد ما يعطي الشرعية لنكاح الحكام لشعوبهم سوى أولئك مُدعيّ الثقافة و الفهم و مُدعيّ الدين و التدين , هؤلاء الذين ينكحهم و ينكح أباؤهم الحاكم أو أبيه منذ صغرهم , فينشأون على النفاق بالدعاء و الدعوة له , هؤلاء هم الذين يمسكون بأيدي الشعب و يجلسون عند رأسه أثناء النكاح , هم الذين يستخرجون الأحكام الشرعية المحللة للزنا و الاغتصاب و اللواط و التسرِّي بالشعب , و يؤدلجون صوابية المواقف الوطنية المعتوهة للحاكم المعتوه , فيُقنعون الشعب المسكين بصوابية إيلاج قضيب الحاكم فيه , حتى و إن كان في الأمر بعض الألم , " فالوطن غالٍ " و القضية عظيمة و لابد من بعض التضحية , و كلما ازدادت " الضغوط و المؤامرات على الوطن " كلما علا صوت مطالبتهم للشعب بخفض صوت الوجع و كتم الأنين , كي لا يشمت بنا الشامتين .
في أوقات السلم و الرخاء ينشغل هؤلاء – المثقفين و الشيوخ - بتدليك قضيب الحكيم استعداداً للحرب , و طبعاً الحرب دوماً في بلادنا هي الحرب على الشعب , و ينضم إليهم عند أول شرارة للتمرد و العصيان , فصيلٌ يعتبر نفسه ثائراً معارضاً و نداً للحاكم , ففي حين يتفرغ عندها طبول الثقافة و الدين لإمساك أيادي الشعب و تثبيته , يستفرد الفصيل المعارض العبقري بالتدليك , فيستطيل قضيب الحاكم مؤذناً بنكاحٍ لا يُبقِ و لا يَذر .
لايوجد في المستقبل القريب أي إشارات تومئ بقرب نهاية هذا النكاح العجائبي لشعوب منطقتنا العربية , و جُلّ ما فعلته ثورات الربيع العربي هو أنها نبَّهت الحكام إلى ضرورة استخدام المزلقات و التدرج بالإيلاج كي لا يكون الألم صادماً , و رفعت وعي الشعوب حد اليقين بأنها منكوحة منكوحة لا محالة و أن أكثر ما باستطاعتها فعله , في ظل ثقافتها و وعيها الحالي , هو تغيير الحاكم و قضيبه , و من يدري , فقد يكون أصغر أو أكبر , أليَن أو أقسى , لايَهُم .. فالمثل يقول : لكُلِ جديدٍ بهجته ...



#أيهم_نور_الصباح_حسن (هاشتاغ)       Ayham_Noursabah_Hasan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعري و الفرج المُتخيَّل كسلاح احتجاج
- مئذنة يعرب العيسى البيضاء
- الدوغماطيقية إرثنا المانع للفهم – نحو دوغماطيقية أقل عنفية
- المزرعة السورية السكسونية
- قانون الجريمة المعلوماتية السوري الجديد .. مسخ جديد في المزر ...
- لماذا روسيا هي الحليف لا غيرها ؟
- المؤيدون السوريون بين قمع السلطة و حقد المعارضة
- إرهاب غويران - بين ملحمة تلفزيون سوريا و قومجية بثينة شعبان
- عربٌ .. ولا أَنعَمْ
- سورية و القتلُ كَمَدَاً
- عبقرية الحمار
- مبحث في النفاق - نظرة مُغايرة
- - الاسترقاق - الرئاسي في سورية و متلازمة ستوكهولم
- سورية : عشرُ سنينٍ من الأنين
- هل حقاً دفعنا كسوريين الثمن ؟
- نحو فهم السوري المدافع عن الحليف باستماتة
- السوريون و ضبابية الهوية
- أوغل خازوقك فينا
- الخنوع و الانبطاحية باسم التنوير و العقلانية - مقال الشيخ ال ...
- العقل العربي و نظرية المؤامرة


المزيد.....




- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أيهم نور الصباح حسن - أما من عتقٍ من هذا النكاح ؟