أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أيهم نور الصباح حسن - - الاسترقاق - الرئاسي في سورية و متلازمة ستوكهولم














المزيد.....

- الاسترقاق - الرئاسي في سورية و متلازمة ستوكهولم


أيهم نور الصباح حسن
باحث و كاتب

(Ayham Noursabah Hasan)


الحوار المتمدن-العدد: 6885 - 2021 / 5 / 1 - 07:52
المحور: حقوق الانسان
    


و كأنه لم يكن ينقص هذه المهزلة المسماة استحقاق أو انتخابات رئاسية في سورية سوى ترشُح واحداً و خمسون مواطناً للمنصب كي تكتمل مسرحية الكوميديا السوداء السورية .
قد قالت العرب : يُعرَفُ المرءُ بخصومِه ... فهل غاب قول العرب عن العقل الأمني لمهندسي الانتخابات ؟
ألم يحسبوا حساباً لمدى التصغير و التحقير الذي سيتشكل لدى المريدين و الأتباع عند انتقائهم لخصوم مهمشين و غير معروفين سياسياً ؟ !!!
واحدٌ و خمسون إنساناً استكملوا عقد بيع كرامتهم و نفوسهم فقبلوا أن يترشحوا للرئاسة كي يَتسم " الاسترقاق " الرئاسي الحاصل بالـ " ديمقراطية "
هل يجب أن نحتقرهم أم أن نشفق عليهم ؟ حقيقةً أنا في حَيرة ...
أن تُذعِنَ لضعفك بألمٍ و قهر شيء , و أن تفرح و تهلل لجلادك الذي يلوطُك غصباً , فقط لأنه اختارك أنت من بين جميع الضحايا , شيءٌ آخر تماماً .
هل نحن أمام متلازمة ستوكهولم على مستوى جماعي و بحجم وطن ؟
متلازمة ستوكهولم : هي مرض نفسي ينشأ لدى ضحايا الخطف و التعذيب و الاعتداء يجعلهم يتعاطفون مع المعتدي .
تُعلِمُنا المأساة السورية أنه كلما أمعن الجلاد في التجويع و التعذيب و الترهيب كلما زاد حب الضحية له , شريطة أن يتصرف الجلاد بلطف أحياناً و هو ما تطلق عليه الضحية في مأساتنا هنا مُسمى " مَكرُمة " حيث يمنح الجلاد بين الحين و الآخر" مَكرُمات " لضحاياه تأخذ أحياناً في المأساة السورية أشكالاً كمنحة نقدية , تخفيض ساعات تقنين الكهرباء , توفير الوقود , تخفيض الأسعار , و إلخ من مكرمات ..
و أمام هذا العشق المَرضي الذي نراه و نلمسه بين الضحية و الجلاد و إذا ما علمنا أن أعراض متلازمة ستوكهولم هي :
1. إظهار الإعجاب بالمعتدي و التعاطف معه .
2. مقاومة محاولات الإنقاذ و إظهار مشاعر سلبية تجاه أي شخص يحاول المساعدة و إبعاد المريض عن المعتدي.
3. الدفاع عن المعتدي و تأصل الشعور لدى المريض بأن المعتدي هو الشخص الذي سيمنحه فرصة العيش .
4. محاولة إرضاء المعتدي .
5. رفض الشهادة ضد المعتدي .
6. رفض الهروب من المعتدي .
فلا شك أننا أمام ضحايا لمتلازمة ستوكهولم على مستوى بلد بكامله و يجب إنقاذ جميع ضحايا متلازمة ستوكهولم في سورية رغماً عنهم .
و الدعوة للإنقاذ هنا هي دعوة لاتباع السبل العلاجية إعلامياً , إذ يبدو أن مأساتنا ستطول و تستطيل زمنياً و ليس هناك ما يجعلنا نتفاءَل باقتراب نهايتها .
فلنتذكر اليمين الرئاسية بحسب دستور سورية لعام 1973:
" أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصاً على النظام الجمهوري الديمقراطي الشعبي و أن أحترم الدستور و القوانين و أن أرعى مصالح الشعب و سلامة الوطن و أن أعمل مخلصاً و أناضل لتحقيق أهداف الأمة العربية في الوحدة و الحرية و الاشتراكية "
و بغض النظر عن قناعتنا بدستور عام 1973 و ببعض العبارات الواردة في القسم , فهل يكون الحفاظ بإخلاص على النظام الجمهوري الديمقراطي الشعبي بالتوريث و اغتصاب السلطة و ارتهان الوطن و الشعب إلى الأبد ؟
هل هكذا يتم احترام الدستور و القوانين ؟
ماذا يعرف الشعب عن الدستور المُحترَم ؟
أين حرية التعبير التي يكفلها الدستور ؟
ما الغاية من هذا الإفساد المُمَنهَج الذي يعُم كل مؤسسات الدولة ؟
لماذا تم استبدال المنظومة الأخلاقية للشعب السوري بمنظومة سلوكية منحطة قذرة ؟
لماذا لاتزال الأفرع الأمنية تأكل الشعب و تُرهِبُه ؟
لماذا لايزال من هو في الخارج يخاف على ذويه الذين في الداخل من الاعتقال إن هو عبر عن رأيه ؟
هل هكذا يكون احترام القوانين ؟
هل رُعِيَت مصالح الشعب ؟
لماذا إذاً تم تصنيع الضباع و إطلاقها لتنهش الشعب بفسادها و إفسادها و تحت نظر و حماية حامي الدستور و راعي مصالح الشعب ؟
هل تم الحفاظ على سلامة الوطن ؟
لماذا تم دفع الشعب للتذابح و التقتيل ببعضه البعض ؟
و هل بقي هناك وطن أصلاً ؟
الوطن صار بضعة مستعمرات لتجمعات إرهابية متصارعة ..
هل هذه هي " أهداف الأمة العربية " الواجب تحقيقها ؟
هل حققنا بلورة مفهومنا كأمة سورية أولاً , قبل أن نشارك في تحقيق أهداف اللا أمة العربية ذات اللا رسالة المؤقتة أو الخالدة ؟ !!!
و لنتذكر أيضاً اليمين الرئاسية بحسب دستور عام 2012 المعتمد حالياً :
" أقسم بالله العظيم أن أحترم دستور البلاد و قوانينها و نظامها الجمهوري و أن أرعى مصالح الشعب و حرياته , و أحافظ على سيادة الوطن و استقلاله و حريته و الدفاع عن سلامة أرضه , و أن أعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية و وحدة الأمة العربية "
دستور البلاد و قوانينها و نظامها الجمهوري أصبحوا نكتة للمزاح و التندر و السخرية فقط
مصالح الشعب و حرياته ابتلعتها السلطة و مُفسديها
سيادة الوطن و استقلاله و حريته انتهكها و قضى عليها الغباء قبل أن ينتهكها الطامعون
سلامة الأرض " ودعت المونديال " بفضل حنكة القيادة الحكيمة
العدالة الاجتماعية أصبحت مفهوماً مستورداً مستعصياً على الفهم ... !!!
وحدة الأمة العربية تتوسل إلينا الآن أن نوحد وطننا و شعبنا أولاً ...

فعلى ماذا سيُقسم الرئيس الجديد للبلاد ؟
هل بقي هناك شيئاً كي يُقسم على احترامه أو حمايته و رعايته ؟
لقد تم ابتلاع الوطن بحذائه و كفنه

هذا الاسترقاق الرئاسي سينتهي يوماً ما ...
و الضحايا بحكم مرضهم " مكملين " ...
و نحن أيضاً بحكم سوريتنا سنكمل العلاج ...

فـحـتَّـامَ تـلـثِـمُ رِجـلَ الـذابِـحِ الـغَـنـمُ ؟



#أيهم_نور_الصباح_حسن (هاشتاغ)       Ayham_Noursabah_Hasan#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سورية : عشرُ سنينٍ من الأنين
- هل حقاً دفعنا كسوريين الثمن ؟
- نحو فهم السوري المدافع عن الحليف باستماتة
- السوريون و ضبابية الهوية
- أوغل خازوقك فينا
- الخنوع و الانبطاحية باسم التنوير و العقلانية - مقال الشيخ ال ...
- العقل العربي و نظرية المؤامرة
- الشعوب العربية بين مطرقة الاستبداد و سندان الإسلاميين


المزيد.....




- الأمم المتحدة: 92% من الرضّع في غزة بلا غذاء كاف
- منظمة هيومن رايتس ووتش تتهم الأردن -بتهجير- سكان مخيم لاجئين ...
- الحرب في أوكرانيا: تقرير عن الاعتقالات التعسفية للصحفيين وال ...
- مدير عام صحة غزة يدعو الأمم المتحدة لإصدار إعلان رسمي عن حال ...
- الأمم المتحدة تدعو جميع الأطراف في سوريا إلى ضبط النفس
- بعد معاناة النزوح، قتل طفلي وأصيب زوجي وأبنائي بجروح خطيرة
- نتنياهو: نريد إعادة الأسرى لكن هدف الحرب هو الانتصار على أعد ...
- الخارجية الروسية: استهداف سوق خيرسون سيجر قادة كييف إلى محاك ...
- ما علاقة إسرائيل بالأقليات في سوريا؟
- شبح المجاعة في غزة.. آخر الأرقام المتوفرة عن الوضع الإنساني ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أيهم نور الصباح حسن - - الاسترقاق - الرئاسي في سورية و متلازمة ستوكهولم