مئذنة يعرب العيسى البيضاء

أيهم نور الصباح حسن
باحث و كاتب
(Ayham Noursabah Hasan)

الحوار المتمدن-العدد: 7245 - 2022 / 5 / 11 - 23:14
المحور: الادب والفن
    

لستُ ناقداً أدبياً و لا مُحِللاً روائياً , لكن هذي رواية أرغمتني أن أكتب عنها
من عادتي أن أتصفح أي كتاب أريد قراءته فإن وجدت فيه ما يُدهِش و يدفعني لأدوِّن أفكاراً منه أو عنه , عُدتُ للصفحة الأولى و ابتديت رحلتي معه , و إن لم أجد فيه ما يشدني , اعتذرت منه - بصوت مسموع - و أغلقته , ورقياً كان أو الكترونياً .
عند الصفحة 166 من رواية المئذنة البيضاء للكاتب يعرب العيسى توقفتُ عن تدوين الأفكار المتتالية بكثافة , و شعرت أني على وشك أن أنسخ الرواية – 428 صفحة - إلا قليلا ..
هذه الرواية لا تحتاج فقط إلى ورقة و قلم , بل إلى ورقة و قلم و غوغل و آلة حاسبة و ربما بعض المراجع أو الذهاب إلى " المركز الثقافي " كما كنا نفعل - نحن السوريون - أيام زمان .
لا يترك يعرب العيسى تلفيفاً دماغياً فيك إلا و ينشِّطه , فتُحس باللذة , و عندما يُضحِكُكَ فإنك تُقَهقه فجأة بملء فمك , فيفغَر من هم حولك أعينهم و أفواههم في إشارة تعجب إلى المَسّ الذي أصابك , بعد أن كان على رأسك الطير !
يُطلق عليكَ مئات الأفكار , فيصيبك بآلاف الشكوك و التساؤلات , فترى ما كنتَ تعتبرَه حقائق تنزِفُ منك .. أمامك .
يُعيد يعرب العيسى تشريح أحداث قديمة و حديثة بقيت في ذاكرتنا مجرد صور و مانشيتات إخبارية , و لكن عبر إفهامنا أن هذا الخبر البسيط الذي تقرأه على الشاشة و الذي يصلك بهذه البلاغة و السلاسة , هناك خلفه آلاف الأحداث السوداء المتسلسلة و عشرات الأهداف الغير نقية لنشره , إن لم نقل السوداء أيضاً , المغايرة للهدف الواضح العام من النشر , و لست أريد الخوض في تفاصيل و أحداث الرواية فقد سبقني إلى ذلك أصدقاء و غرباء كثيرين .
إنها الرواية الأولى لهذا السوري الجميل العقل , النقي الروح , الذي استطاع فَهمَ دمشق بكل تاريخها و قِدَمِها و انكساراتها و قياماتها , ففَهِم العالم كله .
نعم , لقد بتُّ متشوقاً جداً لرواية يعرب التالية , لكني خائفٌ قليلاً أيضاً , فإن كان في أول رواية له قد جعلنا نتقمَص الشيطان كي نصيرَ آلهةً ..
فما هو فاعل بنا في الثانية ؟ !

---------------------------
يعرب العيسى , رواية " المئذنة البيضاء "
منشورات المتوسط ، ميلانو 2021

#أيهم_نور_الصباح_حسن (هاشتاغ)       Ayham_Noursabah_Hasan#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل