أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - أيهم نور الصباح حسن - عبقرية الحمار














المزيد.....

عبقرية الحمار


أيهم نور الصباح حسن
باحث و كاتب

(Ayham Noursabah Hasan)


الحوار المتمدن-العدد: 7084 - 2021 / 11 / 22 - 00:59
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


تتشابه السياسة و الدين في كوننا الموازي هنا ( الشرخ الأوسخ ) بكونهما يخرجان لنا نماذج بشرية معتلة , منفصمة , معتوهة ..
الجنس أيضاً له في مرابعنا منتجاته البشرية الفصامية المدهشة لكنه ليس موضوعنا هنا .
فمن عجائب الدين أنه قادر على جعل دكتور في الفيزياء يسكب "رصاصة" في وعاء ماء درءاً للحسد , أو يمارس الضرب على الطناجر و الأواني بدعوة من عرعور ما , و قادر على جعل دكتور في القانون يسارع لتقبيل يد شيخ دين لم يستطع تجاوز المرحلة الابتدائية , كما باستطاعته أن يجعل الطبيب يلجأ للتداوي عند الدجالين و المشعوذين .
أما عجائب السياسة فحدث ولا حرج و لعل أهم تجلياتها أنها قادرة على حمل أغبى الأغبياء لسدة الرياسة , حيث تستطيع أن تصل بأبله ما أو معتوه ما إلى مركز القرار في دولة ما , و أن تطلق عليه و على قيادته مسمى القيادة الحكيمة أو القيادة الرشيدة بالرغم من كل البَله و العُته الممارس على صعيد الدولة اقتصادياً واجتماعياً و سياسياً !
المدهش أن هذا الغباء و البله و العته في تصريف أمور الدولة يقابله دهاء و خبث و مكر شديد في الحفاظ على السلطة و الكرسي .
و طبعاً هذا ما يفسر أحوال بلدان كوننا المتوازي هنا , ففوق البلاهة و العته و الغباء القيادي تأتي الخيانة .. نعم الخيانة , فالحاكم الذي يسعى للاستئثار بالسلطة هو خائن لوطنه و شعبه , لأن جميع القرارات المتخذة من قبله تؤخذ وفقاً لميزان استمراره بالسلطة و الحفاظ عليها لا وفقاً لمصلحة الوطن و الشعب , و بالتالي نستطيع أن نقول أن العلاقة بين الحاكم المستبد و الوطنية بمفهومها العميق و ليس السطحي و على المدى البعيد و ليس المنظور هي علاقة تنافر و تضاد بالمطلق .
يروى عن أحد الأنبياء أنه رأى قوماً يأبرون شجر النخل , أي يقومون بتلقيحه كي يثمر, فنهاهم عن فعل ذلك , امتثل القوم للأمر و لم يلقحوا نخلهم , لثقتهم المطلقة بحكمة زعيمهم , أتى موسم الثمر لكن شجرهم لم يثمر , ولما بلغه ذلك قال لهم : أنتم أعلم بأمور دنياكم !!! طبعاً لم يجرؤ أحد على تحميله المسؤولية أو مطالبته بالتعويض على الأقل , فعدالته و إنسانيته و رحمته تفوق الوصف ...
أحد الحكام أحدث الفتنة بين مكونات شعبه كي يبقى في السلطة و بعد عشر سنوات من التقتيل و الذبح و الخراب قال لشيعته : لقد كنتم تدافعون عن أنفسكم ضد الإرهاب ( الذي صنعه هو طبعاً ) فلا تحسبوا أن قتالكم معي هو فضل لكم علي أو على الوطن !!! و كالعادة اقتنع الأشياع بالكلام المُنزل خشية الرحمة و العدالة و تطبيقاً للديمقراطية العظيمة المنتهَجة ...
في الصين , وفي بداية ما سمي بـ " القفزة العظيمة للأمام " عام ١٩٥٨ م ، أعلنت الحكومةُ الصينية أن الطيور مخلوقات تابعة للرأسمالية ! و ذلك بحسب رأيها كون الطير الواحد يستهلك سنوياً ما يقارب الأربعة أرطال من الحبوب التي يشقى و يتعب المزارعون في بذرها و زراعتها , فشنت حملة كبيرة هدفها القضاء على الطيور الامبريالية الانتهازية و دمّرت أعشاشَها ، وكسَرَت بيوضها، وقتَلَت فراخها ، حيث انتظم الملايين من الناس في مجموعات ، ومارسوا ضرب الأواني والطناجر ( العرعرة الصينية ) بقصد إزعاج الطيور ومنعها من الراحة حتى في أعشاشها , مما أدى لموتها من الإرهاق , فأوشكت الطيور على الانقراض .
و في نيسان ١٩٦٠ م تبين أن محصول الأرز الصيني قد نقص بدلاً من أن يزيد , و عندها أدرك العبقري الصيني الحاكم أنه أخطأ , لكن الأمر لم يقف هنا , فقد ازدادت أعداد الجراد بشكل غير مسبوق نتيجة زوال الطيور كمفترس طبيعي لها , مما أدى لحدوث خلل في التوازن البيئي و كانت النتيجة مجاعة صينية أدت لوفاة ملايين الصينيين جوعاً , مما اضطر الحكومة الصينية فيما بعد لاستيراد مئتان و خمسون ألف طير من الاتحاد السوفييتي لإعادة التوازن البيئي الذي دمرته عبقريتها الحاقدة على الطيور الرأسمالية الامبريالية ..
ولا يزال الشعب يسير خلف قيادته " الحكيمة " و حماره " العبقري " ...



#أيهم_نور_الصباح_حسن (هاشتاغ)       Ayham_Noursabah_Hasan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبحث في النفاق - نظرة مُغايرة
- - الاسترقاق - الرئاسي في سورية و متلازمة ستوكهولم
- سورية : عشرُ سنينٍ من الأنين
- هل حقاً دفعنا كسوريين الثمن ؟
- نحو فهم السوري المدافع عن الحليف باستماتة
- السوريون و ضبابية الهوية
- أوغل خازوقك فينا
- الخنوع و الانبطاحية باسم التنوير و العقلانية - مقال الشيخ ال ...
- العقل العربي و نظرية المؤامرة
- الشعوب العربية بين مطرقة الاستبداد و سندان الإسلاميين


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - أيهم نور الصباح حسن - عبقرية الحمار