أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - شفان شيخ علو - هل الإيزيدي أسير ماضيه حقاً














المزيد.....

هل الإيزيدي أسير ماضيه حقاً


شفان شيخ علو

الحوار المتمدن-العدد: 7313 - 2022 / 7 / 18 - 10:52
المحور: حقوق الانسان
    


هل الإيزيدي أسير ماضيه حقاً ؟
 
يأخذون على الإيزيدي أنه أسير ماضيه . أنه يتكلم دائماً عن ماضيه، أنه لا يترك فرصة إلا ويشير إلى ماضيه هذا، وهو يُسمّي فرماناته، وأوجاع فرماناته، والمخاوف التي ترافق الفرمانات التي وجّهت ضده، وإلى يومنا هذا.
هل حقاً أن الإيزيدي، وكما أسمع وأرى ، كثيراً هنا وهناك، مثل هذا التعليق، وكأن الإيزيدي ليس لديه شاغل، لا هم لديه، لا تفكير لديه، إلا أن يعرّف بنفسه من خلال ماضيه. الماضي الذي يرى الآخرون، وما أكثرهم، أنه أسْره، ولا يستطيع التحرر منه ؟
لو أن هؤلاء الذين يشددون عليه، ويرونه أسير ماض معين، أي يتهمونه، وهو الذي يُسمّونه بصفات معينة، أن يعيشوا معاناته، كيف يكون وضعه، وهو ينتقل من فرمان إلى آخر، كيف أنه لا يأمن على نفسه، أو يضمن سلامتها، سلامة نفسه وعائلته، وأهله، ومن ينتمي إليهم في عقيدتهم الإيزيدية ذات التاريخ العريق والمؤلم بفجائعه، لأدركوا في الحال، أن ما يقولون فيه، وما ينسِبون إليه من صفات، ليس صحيحاً.
يريد الإيزيدي، كغيره، من أي دين كان، أو قوم، أو طائفة، أن يعيش ماضيه كغيره، وأن يكون ابن حاضره كغيره، وأن يحلم بمستقبل، يليق به إنساناً، حراً، وكريماً لا يخاف  على نفسه من قريب منه، من غير دينه أو جنسه، من أن يسيء إليه، أو يسخر منه، أو يستفزه، فقط لأنه إيزيدي، وهو يصفه كما يعرفه هو وليس كما تكون حقيقة الإيزيدي، ويريد الإيزيدي أن تكون علاقته بماضيه، مثل غيره، ولكن ما ذنبه، إذا كان التاريخ قديماً وحديثاً، أن خوفه على نفسه، وعائلته وأهله وبني قومه كورداً عموماً أو كورداً إيزيديين خصوصاً، خوف مشروع ؟
ما ذنبه إذا كان التاريخ يثبت وبالجرم المشهود، ولن يكون الذي جرى باسم الغزو الداعشي الهمجي بالأخير، قبل ثماني سنوات، أن الذي كان حتى الآن، كما لو أنه ثابت دون تغيير. أن الإيزيدي حين يعيش أوجاع ماضيه، هو وماضي كل الإيزيديين، إنما من واقع تجارب الحياة، وليس هناك ما يثبت، أن تغييراً قد حصل في مواقف الآخرين، وأقوالهم، ممن يختلفون عنهم في العقيدة والسلوكيات. وأنه ليس مريضاً بالماضي، ولا يُرجى منه شفاء، وإنما لأنه يريد أن يكون أكثر يقظة، وحريصاً على سلامته، أن يؤمّن على نفسه وأهله وبني جلدته من تلك الشرور التي تتكرر وتستهدفه في دمه وعرضه وماله .
يعرف الإيزيدي، وهناك قلة قليلة من خارج عقيدته، يعرفون كذلك، أن ليس هناك ما هو أصعب من أن يعيش أحدهم  متوجعاً ومتألماً من أمر معين، أو وضع معين، كأنما ثبت عليه دائماً، ويجعله قلقاً دائماً.
لهذا، فإن هذا الإيزيدي الذي يشار إليه على أنه أسير ماضيه، ليس كذلك، إنما لحرصه الشديد على أمنه المشروع، وخوفه المشروع كذلك، ورغبته الشديدة في أن يكون له حاضر سعيد، ومستقبل مفرِح، يقارن بين ما جرى ويجري معه، وما يمكن أن يكون مختلفاً، فيستبشر خيراً، ويتمنى أن يكون الآتي أفضل، أي يكون في مقدوره أن يحلم ويفرح بما يحلم، لأن الخطر عليه قد زال .
من يستطيع أن يضمن له ذلك؟ وكيف؟ هل من جواب على مثل هذا السؤال، وصاحبه يتحمل مسؤوليته، وبالبرهان القاطع ؟
الأمل قائم، ولكن الألم الموجود أيضاً، مطلوب، حتى لا يكون الإيزيدي غافلاً عما يجري في محيطه، ومن واقع تجارب الحياة وليس سواها !
 
 



#شفان_شيخ_علو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنصف بحق أهلنا الإيزيديين المفكر العراقي علي الوردي
- حِكَمٌ من ذهب
- أسم نوراني في ضل لالش النوراني
- الطعام المشترك والسلام المشترك
- أهلنا
- غداً عيدنا نحن الإزيدية…
- العراق والسلام المنشود
- داود مراد ختاري
- نجم في سماء ألأيزيدية
- ابو ثابت …الثابت على حب الناس …صديق الجميع …وداعاًياصديقي
- عزاء الفقيد الكبير شيخ شامو
- من نبلاء الكورد
- شفان برور يغدر بفنه !
- الإيزيدية أكبر من فرماناتهم وأقوى
- من يبقون في الوجدان…
- كابوس طريق الموت
- السلوك الغوغائي لا يليق بالائيزيدي
- في لوحة -لافكش-
- نعم لاستقلال كردستان ولا.. للتحديات
- شنكال تحررت ووعد البارزاني تححق


المزيد.....




- سوناك: تدفق طالبي اللجوء إلى إيرلندا دليل على نجاعة خطة التر ...
- اعتقال 100 طالب خلال مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين بجامعة بوسطن
- خبراء: حماس لن تقايض عملية رفح بالأسرى وبايدن أضعف من أن يوق ...
- البرلمان العراقي يمرر قانونا يجرم -المثلية الجنسية-
- مئات الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بالإفراج عن الأسرى بغزة ...
- فلسطين المحتلة تنتفض ضد نتنياهو..لا تعد إلى المنزل قبل الأسر ...
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب ويطالبون نتنياهو بإعاد ...
- خلال فيديو للقسام.. ماذا طلب الأسرى الإسرائيليين من نتنياهو؟ ...
- مصر تحذر إسرائيل من اجتياح رفح..الأولوية للهدنة وصفقة الأسرى ...
- تأكيدات لفاعلية دواء -بيفورتوس- ضد التهاب القصيبات في حماية ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - شفان شيخ علو - هل الإيزيدي أسير ماضيه حقاً