|
حوار مع بوب أفاكيان [ حول قضايا حارقة : البيئة و الهجرة و حقوق الإنسان و الطبقات و حرّية الصحافة و سلاسل العمل – التزويد ] ( -3 حقوق الإنسان في سلاسل العمل)
شادي الشماوي
الحوار المتمدن-العدد: 7312 - 2022 / 7 / 17 - 18:11
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
حوار مع بوب أفاكيان [ حول قضايا حارقة : البيئة و الهجرة و حقوق الإنسان و الطبقات و حرّية الصحافة و سلاسل العمل – التزويد ] ( -3 حقوق الإنسان في سلاسل العمل) جريدة " الثورة " عدد 746 ، 11 أفريل 2022 https//revcom.us /en/bob_avakian/interview-bob-avakian
ما يلى نصّ إجابة على أسئلة حوار طُرحت على بوب أفاكيان ، المنظّر الشيوعي و مؤلّف الشيوعيّة الجديدة و رئيس الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتّحدة الأمريكيّة . و الأسئلة المطروحة في هذا الحوار ستّة وهي ترد بالخطّ العريض و يشار إلى صاحبها ب " المحاوِر " بينما أجوبة بوب أفاكيان ترد بعد ذكر إسمه . و نلفت نظر القرّاء إلى أنّ الأسئلة قد أعدّت قبل غزو روسيا لأوكرانيا و ما تلى ذلك من أحداث و إلى أنّ بوب أفاكيان أتمّ إجابته عنها بُعيد بداية الحرب التي نجمت عن ذلك الغزو . و قبل إيراد الأسئلة و الأجوبة ، ترد بعض التعليقات التقديميّة من المحاوِر و بعض الملاحظات من بوب أفاكيان . ---------------------- ( الأرقام بين قوسين في فقرات الأسئلة تحيل على المراجع أوّلا على سنة نشر (2016 ) كتاب بوب أفاكيان " الشيوعية الجديدة – علم وإستراتيجيا و قيادة ثورة فعليّة ، و مجتمع جديد راديكاليّا على طريق التحرير الحقيقي " و ثانيا ، على رقم الصفحات في ذلك الكتاب ) . [ ملاحظة : تقسيم الحوار المجرى من طرف جريدة " الثورة " يقدّم سبعة أجزاء و المترجم أدمج الجزء الأوّل و الثاني].
المُحاوِر : عقب قراءة " الشيوعية الجديدة – علم وإستراتيجيا و قيادة ثورة فعليّة ، و مجتمع جديد راديكاليّا على طريق التحرير الحقيقي " (2016) و التفكير في المواضيع التي برزت بحدّة أكبر في السنوات الخمس فقط منذ نشره ، و تجلّت أكثر مع وباء كوفيد - 19 ، ندرك بصفة إستعجاليّة حتّى أسطع الحاجة إلى تغييرات في " النظام الذى يمثّل جوهريّا مصدر الكثير من البؤس و العذابات في العالم " (1) . و المحاور التي أرجو أن نتناولها بالحديث في حوارنا عديدة : البيئة و الهجرة و حقوق الإنسان و الطبقات و حرّية الصحافة و سلاسل العمل – التزويد . بوب أفاكيان : قبل تناول الأسئلة الخاصة التي ستلقيها وهي جدّية و هامة و تتّصل بتطوّرات هامة و حارقة في العالم ، أودّ أن أسوق بإختصار بعض الملاحظات العامة إستنادا إلى قراءاتى بصدد هذه القضايا . الإجابة على هذه الأسئلة من جهة بسيطة و أساسيّة و من الجهة الأخرى معقّدة : بسيطة و أساسيّة بمعنى أنّ المشاكل المعنيّة قابلة للمعالجة – و لا يمكن معالجتها إلاّ – بثورة و نظام مختلف راديكاليّا ، نظام إشتراكي غايته الأسمى عالم شيوعي ؛ و معقّدة بمعنى أنّ القيام بهذه الثورة عمليّا و تاليا تحقيق التغييرات التي سيسمح بها هذا النظام الجديد راديكاليّا سيتطلّب العمل و النضال عبر بعض الأوقات الصعبة و التناقضات الشديدة التعقيد . و في إجاباتي هنا ، سأبذل قصارى الجهد لتوفير ما يتناول بالحديث المسائل الأساسيّة المعنيّة بينما أحيل على أعمال توفّر المزيد من النقاش الأشمل و الأعمق لما تثيره هذه الأسئلة . و بوجه خاص ، أحيل القرّاء على " دستور الجمهوريّة الإشتراكية الجديدة في شمال أمريكا " الذى ألّفته . و قد صيغ هذا الدستور و المستقبل في الذهن – كمرشد ينطوى على جملة من الأهداف و المبادئ و الإجراءات الملموسة قصد إنشاء مجتمع إشتراكي من خلال الإطاحة بالنظام الرأسمالي- الإمبريالي الذى يحكم الآن هذه البلاد و يهيمن على العالم ككلّ . و في إجاباتي على الأسئلة المطروحة في هذا الحوار ، إقتبست بصفة واسعة جدّا فقرات من هذا الدستور بإعتبار أنّه يقدّم أجوبة هامة بصيغة مكثّفة . و في ما يتعلّق بالإقتصاد الإشتراكي و تعاطيه مع البيئة الوسع ، مفيد للغاية هو كذلك مقال " بعض المبادئ المفاتيح للتطوّر الإشتراكي المستدام " . و فضلا عن كتاب " الشيوعية الجديدة – علم وإستراتيجيا و قيادة ثورة فعليّة ، و مجتمع جديد راديكاليّا على طريق التحرير الحقيقي " ، هناك عمل آخر من أعمالي ، " إختراقات - الإختراق التاريخي لماركس و مزيد الإختراق بفضل الشيوعية الجديدة - خلاصة أساسيّة " المناسب كخلفيّة و لمزيد التعمّق في ألجوبة على الأسئلة الهامة المطروحة في هذا الحوار . و يحلّل عمل حديث من أعمالي بعمق لماذا يمكن القيام بثورة فعليّة في الولايات المتّحدة نفسها ، في خضمّ التناقضات الحادة و المتفاقمة التي تميّز المجتمع و العالم ككلّ و كيف يمكن أن تُنجز هذه الثورة – ثورة تمكّن من إحداث ضروب من التغييرات العميقة المناقشة في هذا الحوار . ( و هذا العمل هو " شيء فظيع أم شيء تحريريّ حقّا : أزمة عميقة و إنقسامات متعمّقة و إمكانيّة حرب أهليّة مرتقبة – و الثورة التي نحتاج بصفة إستعجاليّة - أساس ضروريّ و خارطة طريق أساسيّة لهذه الثورة " قد كُتب قبل الغزو الروسيّ لأوكرانيا و مزيد إحتدام التناقضات بين الإمبرياليّة الروسيّة و الإمبرياليّة الأمريكيّة / الناتو التي رافقت هذه الحرب ، مع الخطر المتصاعد لنزاع عسكريّ مباشر بينهما ؛ غير ّانّ هذا العمل يوفّر تحليلا أساسيّا للقوى الكامنة و المحرّكة للنزاعات الكبرى في هذه البلاد و في العالم الأوسع و إمكانيّة معالجتها معالجة إيجابيّة بواسطة الثورة ) . و تتوفّر هذه الأعمال و " دستور الجمهوريّة الإشتراكية الجديدة في شمال أمريكا " و التحليل الجاري للحرب فى أوكرانيا و أحداث عالميّة كبرى أخرى على موقع أنترنت revcom.us . يقع ذكر " الشيوعية الجديدة – علم وإستراتيجيا و قيادة ثورة فعليّة ، و مجتمع جديد راديكاليّا على طريق التحرير الحقيقي " – كلّ من الكتاب و المنهج و المقاربة بصورة عامة – مرّات عديدة في هذا الحوار ، في الأسئلة و الأجوبة على حدّ سواء ، و رغم أ،ّ هذا ليس مجال النقاش الواسع لمبادئ الشيوعيّة الجديدة و مبادئها ، يبدو أنّه من المفيد و المناسب الإشارة إلى لبّه : تمثّل الشيوعيّة الجديدة و تجسّد معالجة لتناقض حيويّ وُجد صلب الحركة الشيوعيّة في تطوّرها إلى يومنا هذا ، بين منهجها و مقاربتها العلميّين جوهريّا من جهة و مظاهر من الشيوعيّة مضت ضد ذلك من الجهة الأخرى ؛ و ما هو الأكثر جوهريّة و أساسيّة في الشيوعيّة الجديدة هو مزيد تطوير الشيوعيّة و تلخيصها كمنهج و مقاربة علميّين و التطبيق الأكثر صراحة لهذا المنهج و هذه المقاربة العلميّين على الواقع عامة و على النضال الثوريّ للإطاحة بكافة أنظمة و علاقات الإستغلال و الإضطهاد و إجتثاثها و التقدّم نحو عالم شيوعيّ خاصة . و يشكّل هذا المنهج و هذه المقاربة أساس و قاعدة كلّ العناصر الجوهريّة و المكوّنات الأساسيّة لهذه الشيوعيّة الجديدة . و تعبير مكثّف لهذا هو التوجّه و المقاربة الأساسيّين للبحث علميّا عن الحقيقة و البحث عن الحقيقة مهما كان المكان الذى تؤدّى إليه بما في ذلك تاريخ الحركة الشيوعيّة في ما يتعلّق ليس بمظهرها الرئيسي فحسب - مكاسبها الواقعيّة جدّا و الحقيقيّة - بل كذلك ثانويّا لكن بشكل هام بأخطائها الحقيقيّة و أحيانا حتّى المريرة ( ما أشرت إليه على أنّه " حقائق مزعجة " ). و إمتداد حيويّ لهذا هو المبدأ المناقش في عدد من أعمالي بما فيها في ذلك " " إختراقات - الإختراق التاريخي لماركس و مزيد الإختراق بفضل الشيوعية الجديدة - خلاصة أساسيّة " أنّ : الشيوعيّة الجديدة تنبذ تماما وهي مصمّمة على أن تجتثّ من الحركة الشيوعيّة الفهم و الممارسة السامين القائلين بأنّ " الغاية تبرّر الوسيلة " . و المبدأ الأساسيّ للشيوعيّة الجديدة هو أنّ " وسائل " هذه الحركة يجب أن تنبع من " الغايات " الجوهريّة و أن تكون منسجمة معها للقضاء على كلّ الإستغلال و الإضطهاد عبر الثورة المقادة على أساس علميّ . " هذا هو التوجّه و المنهج و المقاربة الأساسيّين الذين طبّقتهم في نقاش مسائل هامة أُثيرت في هذا الحوار . و في الختام ، كمقدّمة ، أودّ أن أشكر أناسا آخرين إطّلعوا على أسئلة هذا الحوار و قدّموا ملاحظات مساعدة بهذا المضمار و خاصة منهم ريموند لوتا الذى وفّر تعليقات قيّمة . --------------------- ----------------- [ -3- حقوق الإنسان في سلاسل العمل ]
المُحاوِر : ضمن سلاسل العمل – التزويد ، أكّدت على أنّ " الشعوب المسحوقة جرّاء السير اليوميّ لهذا النظام عبر العالم – سواء في مصانع النسيج في أماكن مثل بنغلاداش و غواتيمالا و الهندوراس أو السلفادور – تقع التضحية بحقوق الإنسان و الوكالة الفرديّة " ( 3) و مواطنون من هكذا أماكن عادة ما يظهرون على الحدود باحثين عن ظروف إقتصاديّة أكثر نجاعة مضيفين عاملا آخر يدفع نحو معادلة الهجرة . كيف تحمى أو ستحمى الشيوعيّة الجديدة حقوق الإنسان ؟ حتّى بالإعلان العالمي القائم ( الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عن الأمم المتّحدة سنة 1948 ) هذه الحقوق من العسير تكريسها نظرا لأنّ لكلّ أمّة طريقتها الخاصة في الحكم و تأويلها الخاص ل " حقوق الإنسان " . بوب أفاكيان : في ما يتّصل بإعلان الأمم المتّحدة لحقوق الإنسان و غيره من الإعلانات المشابهة ، هناك مظهر محوريّ هو أنّ هذه الحقوق كما عدّدت و صرّحت مجرّد إدّعاءات نظريّة ( بغضّ الطرف عن كيف تستخدم أيضا كهراوة ديبلوماسيّة – إيديولوجيّة في النزاع ما بين القوى الإمبرياليّة و تعلّة لإلقاء القنابل و التدخّلات العسكريّة باسم " حقوق الإنسان " ) . و كما أشرت إلى ذلك ، في إطار ميزان القوى الراهن في العالم ، لا وسيلة حقيقيّة ل " فرض " هذه الحقوق – و بمعنى أكثر أساسيّة ، لا وجود لوسيلة حقيقيّة ل " تفعيل " هذه الحقوق في إطار الاقتصاد و النظام الرأسماليّين – الإمبرياليّين العالميّين . ففي المجتمع الرأسمالي القائم على الملكيّة الخاصة و الإنتاج من أجل الربح ، قدرة إستئجار و تسريح العمّال المأجورين يجرى بالتفاعل مع ظروف السوق المتقلّبة و عمادها الربح للحصول على قوّة عمل متنقّلة و إحطياتي عمل ( مستعدّ للإستغلال ) ، من المقتضيات الأساسيّة و شرط دائم لسير هذا النظام . فالبطالة ليست ظرفا مؤقّتا أو ظرفا طارئا للحياة في ظلّ الرأسماليّة . إنّما هي مبنيّة في أسسه و مظهر ضروريّ لسيره . لذا لا يمكن أن توجد حقوق إنسان " مفعّلة " خاصة في ما يتّصل بالعمل و بالدخل إذ هي لا تتماشى مع هذا النظام . و قد أشرت إلى الأمم المتّحدة . " المجتمع العالمي " كما تمثّلأه الأمم المتّحدة ليس في الوقاع مجتمعا و إنّما هو بالأحرى تعبير آخر عن الهيمنة الإمبرياليّة العالميّة ، عن عالم منقسم إلى مستغِلّين و مستغَلّين ، إلى أمم مضطهَدة و أخرى مضطهِدة، و يشهد صراعات بين الإمبرياليّين المتنازعين . ليست الأمم المتّحدة جهازا فوق الأمم بل هي مؤسّسة تعكس ( و تؤبّد ) هذه الإنقسامات و النزاعات . في عالم اليوم ، الأنظمة القانونيّة في البلدان ، كلّ بلد على حدة ، و على الصعيد العالمي ، تنهض على و تعزّز علاقات إستغلال إقتصاديّة و إجتماعيّة إضطهاديّة محدّدة . و الواقع هو أنّ العدالة الإجتماعيّة لا يمكن تحقيقها في إطار الأنظمة القانونيّة الموجودة و التي تخدم الرأسمالية – الإمبرياليّة و أنظمة الحكم الرجعيّة الأخرى . و على عكس هذا كلّه ، يُجسّد " دستور الجمهوريّة الإشتراكية الجديدة في شمال أمريكا " و يفصّل القول عن الحقوق الأساسيّة للناس و العديد من هذه الحقوق غير مذكور حتّى في دساتير الولايات المتّحدة و البلدان الرأسماليّة المشابهة ، و أكثرها أساسيّة غير ممكنة التحقيق في ظلّ حكم هذا النظام و في إطاره . و هذه الحقوق مصاغة في إطار و في علاقة هامة بهدف إلغاء جميع الإستغلال و الإضطهاد . و ينعكس هذا في عنوان الفصل الثالث من هذا الدستور " حقوق الناس و النضال لإجتثاث كافة الإستغلال و الإضطهاد " حيث تمّ شرح ذلك شرحا تفصيليّا و بالملموس . و قد وقع التعبير عن ذلك بطريقة مكثّفة في التالى ، ضمن القسم الأوّل من ذلك الباب : " أهمّ حقّ أساسي للبروليتاري بمعية الجماهير الشعبية العريضة ، فى الجمهورية الإشتراكية الجديدة ، هو حق تحديد توجه المجتمع و الإلتحاق بالنضال مع الآخرين عبر العالم فى سبيل القضاء النهائي على علاقات الإستغلال و الإضطهاد و النهوض بدور متصاعد محدّد فى إيجاد حكومة كأداة لبلوغ هذه الأهداف ." و زيادة على ذلك ، في تعارض مع التشويه الرائج جدّا للشيوعيّين في ما يتّصل بالدولة الإشتراكيّة على أنّها التجسيد الأتّم لمصالح الجماهير الشعبيّة ، و مؤسّسة يجب أن يخضع لها الجميع خضوع العبيد ، يمثّل التالى من الباب الثالث دحضا قويّا لذلك : " هدف حكومة الجمهورية الإشتراكية الجديدة فى شمال أمريكا هو العمل وفق المبادئ و الأهداف الواردة فى هذاالدستور لأجل تلبية الحاجيات الأساسية و قبل كلّ شيئ مصالح البروليتاريا الأكثر جوهرية و الأوسع نطاقا ، إلى جانب الجماهير الشعبية العريضة فى هذه الجمهورية و فى النهاية فى العالم بأسره ، بغاية المساهمة قدر الإمكان فى تحرير الإنسانية جمعاء، من خلال التقدّم صوب الشيوعية.
وفى نفس الوقت نظرا للتناقضات الباقية و العميقة بع د داخل هذه الجمهورية و فى العالم قاطبة - بما فيها التناقضات بين هذه الجمهورية و الدول الإمبريالية و الرجعية ، وأيضا التناقضات بين علاقات الإنتاج الإقتصادية والعلاقات الإجتماعية، و إنعكاس كلّ هذا فى مجالات السياسة و الإيديولوجيا و الثقافة فى هذا المجتمع ذاته - سيوجد ، و لبعض الوقت سيتواصل وجود تناقضات بين الشعب و الحكومة فى هذه الجمهورية و هناك إمكانية أن تعمل الحكومة ، أو خاصة مجموعات أو أشخاص ذوى سلطة داخل الحكومة ، فى تعارض مع الهدف و الدور الصحيحين لهذه الحكومة . لهذه الأسباب ، يجب التمسّك بالإجراءات التى ينبغى إتخاذها للسماح للناس فى هذه الجمهورية بحماية ذاتهم ضد سوء تصرّف الحكومة و تجاوزاتها . و يجب أن توضع بوضوح خطوط عريضة جوهرية حسبها يمكن تقييم سياسات الحكومة و أعمالها فيما يتصل بحقوق خاصة و قبل كلّ شيء الحقّ الأكثر أساسية للشعب فى هذه الجمهورية . "
و يعرض القسم الثاني من هذا الباب ، " الحقوق القانونيّة و المدنيّة و الحرّيات " ، الحقوق الملموسة للناس و الحماية من تجاوزات الحكومة عرضا مختلفا بصورة لها دلالتها عن - و أبعد من - الحقوق الشكليّة المتضمّنة في الدساتير البرجوازيّة لكنّها عمليّا عادة ما تُداس بشكل فضيع . و في ما يتعلّق بكلّ هذا ، أحيل على التالى من بيان السنة الجديدة ( " سنة جديدة ، الحاجة الملحّة إلى عالم جديد راديكاليّا – من أجل تحرير الإنسانيّة جمعاء " ) الذى كتبته قبل سنة ( جانفى 2021 ) مع دعوة للتفاعل الجدّي مع ما يؤكّده البيان و مع المقارنة التي يعقدها بين " دستور الجمهوريّة الإشتراكية الجديدة في شمال أمريكا " و دستور الولايات المتّحدة الأمريكيّة ( و بالمناسبة أي دستور آخر حتّى دساتير البلدان الإشتراكية السابقة كالصين و الإتّحاد السوفياتي ) : " إنّه لأمر واقع أنّه لا وجود في أي موقع آخر ، في أيّة وثيقة تأسيسيّة أو مرشدة مقترحة من أيّة حكومة ، لأيّ شيء يُشبه ليس فحسب حماية المعارضة و الحثّ عليها و على الغليان الفكريّ و الثقافي المتجسّدين في هذا الدستور ، بينما لهذا في نواته الصلبة أرضيّة من التغيير الإشتراكي للإقتصاد ، بهدف القضاء على كلّ الإستغلال و التغيير المناسب للعلاقات الإجتماعيّة و المؤسّسات السياسيّة و إجتثاث كافة الإضطهاد و التشجيع عبر النظام التعليمي و في المجتمع بأسره لمقاربة أنّ هذا " سيمكّن الناس من إتّباع الحقيقة مهما كان المكان الذى تؤدّى إليه ، بروح الفكر النقديّ و الفضوليّة العلميّة ، و على هذا النحو التعلّم المستمرّ من العالم و القدرة على المساهمة بشكل أفضل في تغييره وفقا للمصالح الجوهريّة للإنسانيّة " . و كلّ هذا يفكّ أسر و يطلق العنان للقوّة الإنتاجيّة و الإجتماعيّة الهائلة للبشر المتسلّحين و الملهمين للعمل و النضال معا تلبية للحاجيات الأساسيّة للناس – مغيّرين المجتمع تغييرا جوهريّا و مساندين و داعمين النضال الثوريّ عبر العالم – و غايتهم الأسمى عالم شيوعيّ ، خالى من كلّ الإستغلال و الإضطهاد ، بينما في الوقت نفسه نعالج الأزمة البيئيّة و الإيكولوجيّة الوجوديّة حقّا على نحو له مغزى و يكون شاملا وهو غير ممكن في ظلّ النظام الرأسمالي – الإمبريالي . " ---------------------------------------------------
#شادي_الشماوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لآ وجود لإلاه - نحتاج إلى تحرير دون آلهة - الجزء الرابع من ك
...
-
رسالة مفتوحة إلى المنظّر الفيزيائي لي سمولين من بوب أفاكيان
...
-
جلسات إستماع المحكمة بشأن أحداث 6 جانفي [2020 ] - و عنف هذا
...
-
الدين قيد ثقيل و ثقيل جدّا - الجزء الثالث من كتاب بوب أفاكيا
...
-
إيران : موجة إعدامات و قمع في خضمّ تصاعد الإحتجاجات الجماهير
...
-
التراجع عن حقوق الإجهاض [ في الولايات المتّحدة ] غير شرعيّ !
...
-
الحكم الصادر عن المحكمة العليا [ للولايات المتّحدة ] بالتراج
...
-
الشيوعية الجديدة و دستور المجتمع الإشتراكي البديل : دستور ال
...
-
حوار مع بوب أفاكيان [ حول قضايا حارقة : البيئة و الهجرة و حق
...
-
الضمائر و جوع الأطفال
-
قتال جدّيّ ضد الظلم – و ليس تدافعا تافها من أجل - الملكيّة -
-
قيادة السود و السكّان الأصليّين و ذوى البشرة الملوّنة - BIPO
...
-
رسالة من قارئ [ لجريدة - الثورة - حول بوب أفاكيان ] إلى المن
...
-
التنظيم من أجل ثورة فعليّة : سبع نقاط مفاتيح
-
بعض المبادئ المفاتيح للتطوّر الإشتراكي المستدام
-
تصاعد الجوع في العالم تصاعدا فضيعا و غير ضروريّ تماما – - لا
...
-
تمرّد المضطهَدين [ في إيران ] و الأسباب العميقة للإرتفاع الج
...
-
عاش تمرّد الجماهير المضطهَدَة في إيران – رسالة تضامن من الحر
...
-
النضال الحيويّ من أجل حقوق الإجهاض و وضع نهاية لكافة الإضطها
...
-
العمل مع حزب الفهود السود ، العمل من أجل الثورة – و ليس هراء
...
المزيد.....
-
مداخلة النائب البرلماني الرفيق أحمد العبادي باسم فريق التقدم
...
-
مداخلة النائبة البرلمانية الرفيقة نادية تهامي، باسم فريق الت
...
-
-القرآن الأوروبي-: ما حقيقة هذا المشروع الذي يهاجمه اليمين ا
...
-
نحن ندين الهجوم الإسرائيلي على إيران وندعم الهجوم الإيراني ا
...
-
حرب الإبادة بالعطش: الماء كسلاح تطهير جماعي في غزة
-
حرب إسرائيل على إيران والمنطقة، يجب أن تتوقف
-
مراسلة RT: مسيرة تقترب من قيساريا حيث منزل نتنياهو الخاص
-
فيتنام، 30 نيسان/أبريل 1975 – مرور 50 سنة على انتصار تاريخي،
...
-
هولندا: عشرات آلاف المتظاهرين في لاهاي لمطالبة الحكومة بوقف
...
-
إرحلْ.. رسالةُ المتظاهرين للرئيس ترامب في عيد ميلاده
المزيد.....
-
الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي
...
/ مسعد عربيد
-
أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا
...
/ بندر نوري
-
كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة
/ شادي الشماوي
-
الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة:
...
/ رزكار عقراوي
-
متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024
/ شادي الشماوي
-
الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار
/ حسين علوان حسين
-
ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية
/ سيلفيا فيديريتشي
-
البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية
/ حازم كويي
-
لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات)
/ مارسيل ليبمان
المزيد.....
|