أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - رواية عودة ستي مدللة مصطفى عبد الفتاح















المزيد.....

رواية عودة ستي مدللة مصطفى عبد الفتاح


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 7304 - 2022 / 7 / 9 - 03:56
المحور: الادب والفن
    


رواية عودة ستي مدللة
مصطفى عبد الفتاح
رواية تتناول فترة قُبيل وأثناء وما بعد احتلال فلسطين عام 1948، من خلال سرد الأحداث المتعلقة بالجدة (ستي) المدللة، الرواية جاءت في عشر فصول توزعت عليها الأحداث، وبعدد صفحات 191 صفحة، تكمن أهمية الرواية في الناحية التوثيقية لما جرى لفلسطين وللفلسطيني في عام 48، وكيف أنه عمل المستحيل ليعود إلى وطنه، فقد قام "أمين" بأكثر من محاولة للعودة إلى بلدته "صفورية" كلها باءت بالفشل، إلى أن قرر الدخول إلى صفورية من خلال الالتفاف من الجهة الشرقية، وهذا تطلب منه الخروج من لبنان مرورا بسورية ووصولا إلى الأردن ثم إلى الضفة الغربية، وتحديدا إلى مدينة جنين، حيث أصيب في المحاولة الأخيرة وتم اعتقاله، وهنا تتدخل أمه التي كانت قد سبقته في العودة، وتوكل له محامي استطاع أن يخرج له هوية مواطنه زرقاء، بعد أن قدم لمحكمة حقائق تثبت أصاله "أمين" اجتماعيا، حيث كانت زوجته "فاطمة" حامل، وأصالته جغرافيا حيث أنه أبن صفورية.
أحداث 1948 واحتلال فلسطين
هذا هو محور الرواية، سنحاول التوقف قليلا عند هذه المحطات ونبدأ من فترة ما قبل الاحتلال وكيف تعامل النظام الرسمي العربي مع فلسطين: "...قام جيش الإنقاذ بتفكيك الألغام، بادعاء أنهم يستطيعون حماية القرية بدون نسف الجسر" ص31، وهذا يكشف شيء مما جرى في فلسطين، وأن وجود (الجيوش) العربية التي لم تكن تعي أو تعرف تفاصيل ما يجري فيها أسهم في احتلالها وليس في صمودها.
من هنا كان الفلسطيني ضعيف أمام القوة الصهيونية، وهذا فرض له شروطا صعبة لينجوا بحياته، فكانت شروط الاستسلام قاسية: "..طلب منهم جمع السلاح من كل المقاتلين وتسليمه له، طلب منهم مغادرة القرية إلى حيث يشاؤون، وعدهم أن يعودوا إليها بعد تطهيرها من المسلحين على حد تعبيره، أعطاهم مهلة حتى الصباح" ص51، وهنا يصف السارد حال "ستي المدللة" بلغة أدبية رائعة: "في ذلك الصباح الذي لم تشرق به الشمس لأول مرة منذ وعت على الدنيا لم تتوضأ ولم تصل الفجر، ولن تغسل وجهها كعادتها في كل يوم، لم تخرج الماء من البئر لتسقي الحيوانات والطيور التي تعيش في بيتها، لن تنادي جارتها لتشرب القهوة في ديوان الصباح اليومي، حتى ابنتها لم توقظها لتذهب لفتح الدكان" ص52، اللافت في هذا المقطع أنه قدمت المأساة بلغة أدبية جميلة تخفف على المتلقي شيئا من قسوة الحدث، وكأن السارد يعي أن هناك حجم هائل من القسوة، فأراد التخفيف على القارئ من خلال هذه اللغة الجميلة.
طبعا كلنا يعلم أن المؤقت عند الفلسطيني هو دائم، فما كان من العدو إلا أن تدفهم إلى لبنان ليكونو فيه لاجئين، ولكن حتى مسألة العبور إلى لبنان لم تكن سهلة، فقد أوقفهم الجيش اللبناني وحاول أن يمنهم بعد أن اشهر في وجوههم السلاح، لكن الواقع لم يكن يسنح لهم بالعودة، فخاطب احد الشبان الفلسطينيين الجنود اللبنانيين: "سندخل بأي ثمن يمكنكم قتلنا ولكن لا يمكنكم منعنا من الدخول" ص66، بعدها يذهبوا إلى مخيم عين الحلوة، ومن هناك تبدأ عملية التفكير بالعودة إلى فلسطين.
العودة
أول محاولة لعودة أسرة "ستي المدللة" تكللت بنجاح عبور "الجدة وفاطمة زوجة أمين"، وعدم السماح لأمين ومن معه بالعبور، وهنا يطرح سؤال إنساني، سؤال حقوقي: "هل يعقل أن يصبح محظورا عليه دخول بلدته التي ولد وعاش بها بعد أن كان يمارس حياته مع أهله وأبناء بلدته بهدوء وأمان؟" ص151، وهذا ما دفعة لتكرار المحاولة أكثر من مرة إلى أن استطاع الالتفاف على صفورية من الجهة الشرقية ويدخل الأردن ومن ثم الضفة الغربية وصولا إلى جنين، ومنها دخل (الحدود) وأصيب برصاصة في قدمه، ويتم اعتقاله، ومحاكمته، أثناء المحاكمة تطرح عليه تهمة التسلل فرد عليها: "ـ كيف أتسلل إلى بلدي التي ولدت وعشت فيها، أنا طردت من بلدي عنوة سعادة القاضي" ص162، وهنا تقرر المحكمة أن تعيد له حقه في العيش في المكان: "قررت المحكمة منحك الهوية الزرقاء" ص163.
لكن مشكلة الفلسطيني لم تكن في العودة إلى فلسطين، بل بالعودة إلى قريته، بلدته، مدينته، فقد تم الاستيلاء على صفورية وتحويلها إلى مكان يقيم فيه المحتلين الغرباء، فقد أصبحت تسمى "تسيبوري" يمنع الفلسطيني من دخولها.
تموت "ستي المدللة" وتمنع من الدفن في بلدتها "صفورية" وعندها يقرر أمين أن يكون دفنها ضمن طقوس فلسطيني، فيحصل على (تذكرة) للدخول إلى صفورية، وهناك: "أخرج كيسا كان يضع فيه زاده، وضع فيه كمية من التراب وعاد إلى السيارة طالبا من السائق أن يذهب إلى نبع القسطل النبع الذي روى بمياهه في كل الأزمنة صفورية المشهورة كما روى ظمأ سكانها وأهلها في كل الأزمنة والعصور، نزل من السيارة ملأ الزجاجة البلاستيكية التي كانت في كيس زاده اليومي" ص190، ثم يخاطب جثمانها بقوله: "لم أستطع أعيدك إلى صفورية فأعدت صفورية إليك، جئتك يا أمي بما تحبين وتحلمين به من صفورية، لعله يخفف عنك الوحدة وشدة الحنين" ص192، خاتمة متألقة، ممتعة، أستطاع بها السارد التخفيف شيئا من قسوة الأحداث، فهذا المشهد يعطي أكثر من معنى، فهو واقعي وأيضا رمزي، وفيه نجد روح الإبداع والتحدي والالتفاف على الواقع/التحديات، فكما التف "أمين" من الجهة الشرقية ووصل إلى وطنه، ها هو يلتف على الواقع ويحضر التراب والماء من صفورية ليكون إلى جانب أمه "ستي المدللة".
الهفوات الفنية
هناك بعض الهفوات وقع بها السارد تتمثل في خطاب "ستي للمدللة" لأهل صفورية، فكانت لغتها عالية وأكبر من فهم ومعرفة أم ل يشير السارد إلى تعليمها أو إلى ثقافتها، فقولها بهذا القول: "...وأهل وطني باقون فيه إلى الأبد، مرت من هنا جيوش كثيرة محتلة ومستعرة لم يبقى منهم اثر، الرومان كانوا هنا ورحلوا، الفرس كانوا هنا ورحلوا، الأتراك العثمانيون كانوا ورحلوا، والإنجليز الملاعين ها هم يرحلون، فمن هم هؤلاء حتى يبقون في أرضنا وفي بيتنا" ص59، هذا الكلام أكبر من لغة أم عادية، فليس من السهل عليها معرفة هذا التسلسل التاريخ خاصة في ذلك الزمن، وأيضا الرتيب بالحقب التاريخية، كما أننا نجدها أمرة (قومية) تجد في الأتراك محتلين، هذا يتجاوز مفهوم الناس البسطاء.
كما نجد خطأ في استخدام كلمة جيش في عام 1948: " يدور الحديث بينهم على أن الجيش يطرد الناس من بيوتها يقتل الأطفال" ص49، اعتقد أن الاستخدام في ذلك الزمن كان "العصابات الصهيونية" التي لم تكن موحدة أداريا.
لغة السرد
جاءت الرواية من خلال السارد العليم الذي يعرف كل شيء، ويتحكم في الشخصيات كما يريد، واعتقد لو أن الرواية جاء جزء منها على لسان "ستي المدللة" كساردة حرة لكن وقع السرد أجمل وأفضل.
الرواية من منشورات مكتبة كل شيء، حيفا، الطبعة الأولى 2015.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلسطيني في كتاب -ذاكرة المنفى- تيسير نصر الله
- جمال التقديم في كتاب -الدهيشي- عيسى قراقع
- الاسم وأثره في قصيدة -فيء الفاء- وجيه مسعود
- التغريب والدهشة في قصة -الخبر السيئ لنبيل عودة
- السيرة الغيرية في كتاب -الطيور لا تغرد بعيدا عن أوطانها- للك ...
- إليكِ: فالحبّ ليس وجهاً واحداً فراس حج محمد
- رائد الحواري يقرأ أدب محمود شاهين في كتاب جديد
- رواية فتى الغور 67 كامل أبو صقر
- رابطة الكتاب الأردنيين تناقش -الرواحل الواقع والمأمول- للأسي ...
- منتدى المنارة للثقافة والإبداع يحتفي بكتاب -ترانيم اليمامة-
- الفرح عند جلال سليم
- الهروب من سجن الرملة حمزة يونس
- مناقشة رواية حرب وأشواق للروائية نزهة أبو غوش بتاريخ 4/6/202 ...
- رواية الحب المحرم محمد عبدالله البيتاوي
- العهد التركي والمجتمع المتعدد في رواية -احتضار عند حافة الذا ...
- تعدد المهارات الشعرية في ديوان -أنا سيد المعنى- ناصر الشاويش
- الطرح الطبقي في رواية حدائق شائكة صبحي فحماوي
- السارد في رواية حدائق شائكة صبحي فحماوي
- حجم القصة وعلاقته بالقص وموضوع القصة في مجموعة -سلم لي على ا ...
- تماثل الزمن مع الشكل في رواية -يصعدون في السماء- سرمد فوزي ا ...


المزيد.....




- الإعلان الثاني.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 على قناة الفجر ...
- التضييق على الفنانين والمثقفين الفلسطينيين.. تفاصيل زيادة قم ...
- تردد قناة mbc 4 نايل سات 2024 وتابع مسلسل فريد طائر الرفراف ...
- بثمن خيالي.. نجمة مصرية تبيع جلباب -حزمني يا- في مزاد علني ( ...
- مصر.. وفاة المخرج والسيناريست القدير عصام الشماع
- الإِلهُ الأخلاقيّ وقداسة الحياة.. دراسة مقارنة بين القرآن ال ...
- بنظامي 3- 5 سنوات .. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 الد ...
- مبعوث روسي: مجلس السيادة هو الممثل الشرعي للشعب السوداني
- إيران تحظر بث أشهر مسلسل رمضاني مصري
- -قناع بلون السماء-.. سؤال الهويّات والوجود في رواية الأسير ا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - رواية عودة ستي مدللة مصطفى عبد الفتاح