أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد تركي هيكل - اجتماع اللجنة العليا














المزيد.....

اجتماع اللجنة العليا


حامد تركي هيكل

الحوار المتمدن-العدد: 7299 - 2022 / 7 / 4 - 16:32
المحور: الادب والفن
    


وردتْهُ رسالةٌ نصيّةٌ على هاتفه النقّال من رئيسه قلبتْ كيانه رأساً على عقب. لا يدري ما الذي عليه فعله. نزلتْ على رأسه كالصاعقة. يا ويلي! صاح. ثم ضحك، وانهمرت الدموع من عينيه، ثم بكى! الذين رأوه تلك الساعة ظنّوا أنه قد جُنَّ.
احضر غداً لاجتماع اللجنة العليا في المقرّ الساعة التاسعة صباحاً
يا ويلي! قال. وكاد ينهارُ من الصدمة! اللجنة العليا مرّةً واحدة! يا ويلي! صرخ. سيلتقي بهم وجهاً لوجه! سيستمع اليهم وهم يتحدَّثون! وسيستمعون اليه! يا ويلي! ولطم رأسه. وأحسَّ بحلقه يجفّ، وبركبتيه ترتجفان، وبمغصٍ مؤلمٍ في بطنه يقطّع أمعاءه ويطرحه أرضاً. ماذا سألبس؟! ماذا سأقول؟! كيف أتصرَّف؟! إنهم مهمّون! يا ويلي!
لم ينمْ ليلته تلك، ولم يهدأ. كانت ليلةً جنوبيّةً صيفيّةً حارّة ورطبة. ولكنّه تدبّر أمرَه على أيّةِ حال وذهب الى الاجتماع مختنقاً بربطةِ عنقٍ لم يعتدْ ارتداءها، وحذاءٍ جديدٍ يعضُّ على أصابع قدميه بلا رحمة، وبدلةٍ رسميّة راحتْ تراكمُ الحرارةَ على قلبه.
حين وصل المقرَّ، واقتاده أحدُ العاملين الى قاعة الاجتماع، وأجلسه الى مائدة مستطيلة طويلة تحيط بها كراسي فخمة ويتوسطها حوضُ زهور بلاستيكية ملوّنة، كان على وشك أن يموت هلعاً. اللجنة العليا كلُّها هنا! يا ويلي! قال في نفسه. وسرت في جسده رعدةٌ لم يعهدها من قبل. أحسَّ وقتها أنه في مركز الكون، وأن كل قوى الجذب والضغط الموجودة في الكوكب قد سُلِّطت عليه، تكادُ تسحقه. جال بنظره في الوجوه، وحاول أن يفهم. لكنّه سرعان ما بدأ يبرد، رويداً رويداً، وراح ريقه يعود رطباً، وقلبه المضطرب يعود لطبيعته، وعرق جسمه يجفّ، واختفت الطبول الصاخبة التي كانت تقرع في رأسه. واستعاد توازنه. أرخى ربطة عنقه، ومدَّ يديه وفكَّ خيوط حذائه. ثم راح يكابد لحبس انفجار ضحكته! فقد تأكَّد أن الجالسين معه (أعضاء اللجنة العليا) ما هم الا جذوع أشجار قديمة ميتة نتنة متجهمة القسمات! وُضِعت هناك!ِ



#حامد_تركي_هيكل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضحايا مجرمون
- حكاية موت الدكتور سلمان
- حكاية سعيد الورّاق
- كاميرات ثلاث -الجزء الثالث
- كاميرات ثلاث -الجزء الثاني
- كاميرات ثلاث -الجزء الأول
- خيالات
- هو الذي رأى كل شيء _الجزء التاسع والأخير
- هو الذي رأى كل شيء _الجزء الثامن
- هو الذي رأى كل شيء _الجزء السابع
- هو الذي رأى كل شيء _الجزء السادس
- هو الذي رأى كل شيء _الجزء الخامس
- هو الذي رأى كل شيء _الجزء الرابع
- هو الذي رأى كل شيء _الجزء الثالث
- هو الذي رأى كل شيء _الجزء الثاني
- هو الذي رأى كل شيء _الجزء الأول
- سالم ابن دَهَش -ج4 والأخير
- سالم ابن دَهَش -ج3
- سالم ابن دَهَش -ج2
- سالم ابن دَهَش- ج1


المزيد.....




- الإعلان الأول ضرب نار.. مسلسل المتوحش الحلقة 35 مترجم باللغة ...
- مهرجان كان: -وداعا جوليا- السوداني يتوج بجائزة أفضل فيلم عرب ...
- على وقع صوت الضحك.. شاهد كيف سخر ممثل كوميدي من ترامب ومحاكم ...
- من جيمس بوند إلى بوليوود: الطبيعة السويسرية في السينما العال ...
- تحرير القدس قادم.. مسلسل صلاح الدين الأيوبي الحلقة 25.. مواع ...
- البعثة الأممية في ليبيا تعرب عن قلقها العميق إزاء اختفاء عضو ...
- مسلسل روسي أرجنتيني مشترك يعرض في مهرجان المسلسلات السينمائي ...
- عيد مع أحبابك في السينيما.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك أ ...
- في معرض الدوحة للكتاب.. دور سودانية لم تمنعها الحرب من الحضو ...
- الرباط تحتضن الدورة ال 23 لجائزة الحسن الثاني لفنون الفروسية ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد تركي هيكل - اجتماع اللجنة العليا