أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال جبار - جهات غير رسمية تبحث عني.. لماذا؟















المزيد.....

جهات غير رسمية تبحث عني.. لماذا؟


كمال جبار

الحوار المتمدن-العدد: 7299 - 2022 / 7 / 4 - 02:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جهات غير رسمية تبحث عني...لماذا؟

قبل ثلاثة أسابيع علمت من بعض الوطنيين في الاجهزة الأمنية ومن قبل بعض الناشطين الثقاة الذين تم أعتقالهم من قبل قوة مسلحة غير رسمية وكالعادة بدون أوامر قضائية وبتهم مزيفة, بأني مطلوب لهذه القوات بتهمة ناشط سياسي.

جميع الأهل والأصدقاء الذين جربوا غدر وقساوة الاجهزة الأمنية لنظام صدام وأغلب شباب تشرين الذين جربوا غدر وقساوة هذه الجهات غير الرسمية, نصحوني بالإختفاء لضمان سلامتي من أذى وغدرهذه القوات الخارجة عن سلطة وسياقات وأخلاقيات مؤسسات أي دولة وطنية سليمة رغم إدعائاتها الزائفة بأنها قوات رسمية تابعة للدولة العراقية وتأتمر بأمرها.

في الوقت الذي أشكر فيه جميع الأحبة من الأهل و الأصدقاء و شباب تشرين الأبطال على نصحهم لي بالإختفاء, أقول أن الإختفاء ليس الحل و بشكل خاص في هذه الاوقات العصيبة جداً التي يحتاج فيها العراق نزول جميع أبنائه الشرفاء المخلصين الى ميادين العمل السياسي والتنظيمي والاحتجاجي لإيقاف نزيف ومعاناة العراقيين ولإنقاذه من سطوة وجشع وقباحة الاحزاب الحاكمة وغدر ميليشياتها وسلاحها المنفلت الخارج عن سلطة القانون. كثوار أحرار واعين لمسؤلياتنا تجاه شعبنا و كناشطين تشرينيين منظمين, إختفائنا مكسب لقوى الشر والفساد وتنصل عن وعودنا التي قطعناها لشهداء تشرين والعراق بأننا سنكمل مسيرنا في "طريق الحق الموحش لقلة سالكيه".

من هذا المنطلق, أكتب التالي للقوات الغير رسمية التي تبحث عني:

- أنا عراقي حَلم وعَمل كل حياته من أجل عراق أجمل و حياة حرة كريمة لكل العراقيين. رغم كل الظروف القاهرة التي عشتها, لم و لن أتوقف عن العمل من أجل تحقيق هذا الحلم الجميل, حِلم والدي و حِلم كل شهداء وشرفاء العراق.

- كعائلة, قارعنا دكتاتورية وغدر نظام صدام, أستشهد والدنا تحت التعذيب في قصر النهاية السيء الصيت, صودرت أملاكنا, جميعنا (والدتي واخوتي وزوجتي وأنا) عشنا حياة الضنك والمطاردة والإعتقال والتعذيب والإختفاء والنضال في الأهوار ومدن الجنوب والفرات الأوسط وسهول وجبال كردستان.

- مضمخين بالجراح, في أواخر 1991, مكرهين غادرنا العراق الى الجارة ايران ومنها الى شتات الغربة. في 2004 عدت للعراق لكي أساهم مع الخيرين من العراقيين بأي جهد لبناء عراق مدني ديمقراطي حر يحترم ويقدس الإنسان. للأسف الشديد, تعمد أوغباء السياسات الأمريكية أوصلت الى السلطة أحزاب الفساد والطائفية والمحاصصة والجهل والخراب (ومنهم أنتم و مسؤوليكم) ومنعت الشرفاء والمخلصين من بناء العراق وخدمة العراقيين. شخصياً, منذ 2010 فقدت الثقة بحكام العراق الجدد ولم أعد أنتظر أي خير منهم ومن مجمل العملية السياسية التي أوصلتهم لسدة الحكم.

- مثلما قارعت ظلم ولاعدالة نظام صدام منذ السبعينات, في شباط 2011 ساهمت بتأسيس حركة "كفى" وبدأت المشاركة الفاعلة في تنظيم المسيرات والإحتجاجات ضد ظلم ولاعدالة الأحزاب والحكومات والبرلمانات الحاكمة, وكان لي شرف المساهمة الفاعلة في الإنتفاضة الشبابية السلمية في تشرين 2019, هذه الإنتفاضة المجيدة التي سنحولها عاجلاً أم أجلاً, شاءت الاحزاب الحاكمة أم أبت, الى ثورة سلمية شعبية عارمة تعيد للعراق ألقه وتحقق الأمن والسلام والعيش الكريم لجميع العراقيين بما فيهم عوائلكم وأبنائكم وأحفادكم.

- بدلاً عن التحقيق مع الناشطين التشرينيين عن عنوان سكني, اليكم عنواني: رغم ملاحقتي من قبل الأجهزة الأمنية لنظام صدام, حينها أواني وأطعمني وحماني بعض الاخوان البعثيين الشرفاء. واليوم, بفخر أقول أني أسكن في قلوب ومنازل الكثير من العراقيين الشرفاء ومنهم منتسبين سابقين وحاليين في "قواتكم الغير رسمية", ممكن جداً أنهم من عوائلكم وأقربائكم المخلصين للعراق وأبنائه البررة وأنا منهم. كل هؤلاء الاخوة وعوائلهم الكريمة الطيبة من زمن النظام السابق أو الحالي, يعرفون حقاً المواقف الوطنية لي ولعائلتي وشهدوا على تضحياتنا الكبيرة من أجل خير العراق والعراقيين. عليه, ان كنتم صادقين في إدعائاتكم بحب العراق والعراقيين أدعوكم الى مراجعة ملفات الأمن العامة وأجهزة مخابرات نظام صدام لتتعرفوا على حقيقة تاريخي النضالي المشرف منذ السبعينات وليومنا هذا من أجل عراق أجمل لكل العراقيين وأنتم منهم.

- بإختصار, بعد ما ذكرته أعلاه إذ بقيتم مصرين على ضياع جهودكم في ملاحقتي, فإعلموا أنتم الخاسرون مثلما خسرت الاجهزة الامنية لنظام صدام في ملاحقة عراقيين وطنيين غيارى وأنا منهم, وسيلعنكم التاريخ مثلما لعن رجال أمن نظام صدام. والدي الحبيب وكأنه يعلم بأنه سيعتقل ترك لي رسالة داخل علبة الحلاقة الخاصة به, كتب فيها: (نقل عن أحد الحكماء "البحر يعلو فوقه جيف وفي أقصى قاعه تستقر الدرر". يا ولدي تنطبق هذه المقولة على العراق, فهو مليء بالدرر, لكن لإيجادها يتوجب عليك العناء والغوص عميقاً الى قاع البحر. إن لم تختار وتتحمل مشقة الوصول للدرر والعمل معهم لبناء العراق, ستعيش مكرهاً ومهموماً مع الجيف التي تطفوا على السطح). بفخر أقول لكم, بأني رغم كل الصعاب التي عشتها نفذت وصية والدي ووصلت الى درر العراق وعملت معهم ولا أزال من أجل خير وخدمة شعبي وعراقي الغالي علينا جميعاً.

- أخيراً, إذ كنتم صادقين على أمن وسلامة وخدمة العراق والعراقيين, إذاً نحن في خندق واحد, ويتوجب عليكم حمايتي و حماية شباب تشرين الابطال بدلاً من ملاحقتنا وإعتقالنا. الأيام كفيلة بيننا, والحياة مواقف, و"كل نفس بما كسبت رهينة". وإذ لم تصدقوا, فإعلموا بأني لن أختفي, وسأبقى مع كل العراقيين الخيرين وفي مقدمتهم شباب تشرين الغيارى أواصل العمل بكل ما أستطيع من أجل عراق جميل خالي من أحزاب الفساد والمحاصصة والطائفية والاسلام السياسي والجهل و التخلف. جميعاً سنواصل العمل وحناجرنا تصدح "ستعجزون ولن نعجز, سترحلون ولن نرحل" , ولسان حالنا يقول:

هنا على صدوركم باقون كالجدار
وفي حلوقكم كقطعة الزجاج, كالصبار
وفي عيونكم زوبعة من نار
نجوع, نعرى, نتحدى, ننشد الأشعار
نملأ الشوارع الغضاب بالمظاهرات
و نملأ السجون كبرياء
و نصنع الأطفال جيلاً ثائراً وراء جيل
كأننا عشرون مستحيل
إنا هنا باقون
فلتشربوا البحر
نحرس ظل التين والزيتون
و نزرع الأفكار كالخمير في العجين
برودة الجليد في أعصابنا
وفي قلوبنا جهنم حمراء
إذا عطشنا نعصر الصخر
و نأكل التراب إن جعنا, و لا نرحل
و بالدم الزكي لا نبخل, لا نبخل, لا نبخل
هنا لنا ماض و حاضر و مستقبل
(توفيق زياد)

ختاماً, أوجه سؤالي إلى:
السادة رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية ورئيس البرلمان ورئيس المحكمة الإتحادية,
1- إستمرارعجزكم عن حماية العراقيين الوطنيين الشرفاء وفي مقدمتهم شباب تشرين الشجعان من مضايقات وملاحقات وإعتقالات وإغتيالات الأجهزة الأمنية الغير رسمية كهذه القوة التي تسأل وتبحث عني, هو مثلبة وضعف وفشل يجب أن يتوقف فوراً وتبدأ أجهزة الدولة الرسمية بالعمل المهني الحقيقي لتوفير الحماية الكاملة لجميع العراقيين.

2- أقرؤوا كتب التاريخ لتتأكدوا أن سلوك سياسة مطاردة وترهيب وتغييب وإغتيال أصحاب الرأي كانت بداية السقوط لكل الأنظمة.
3- أحملكم أنتم لا غيركم المسؤولية في حال تغييبي من قبل الميليشيات الخارجة عن سلطة الدولة مثلما فعلوا مع الكثيرين من الوطنيين قبلي. ولكي يعلم عراقيي الداخل والخارج وطلاب الحرية والسلام والديمقراطية في العالم ما يتعرض له أقرانهم الناشطين في العراق من مضايقات وتهديدات وأذى مباشر, سأنشر رسالتي هذه على مواقع التواصل الإجتماعي وأوصلها لمفوضية حقوق الإنسان ومفوضية الأمم المتحدة في العراق.

بغداد
في 30حزيران 2022



#كمال_جبار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وداعاً ابا عادل، ستبقى في القلب منا
- السيد الكاظمي: أقرأ الشارع العراقي
- -كراسي- البرلمان آو معاناة العراقيين؟
- تظاهرات يوم الاثنين 25 نيسان 2016
- مسيرة 8 اذار 1975
- ضحايا سبايكر, و جلسة البرلمان العلنية (2)
- ضحايا سبايكر, و جلسة البرلمان السرية (1)
- محاذر توظيف -دعوة التطوع- للسيد السيستاني
- أحداث الموصل, عصابات داعش أم إنتفاضة شعبية؟
- انتخبوا , لا تنتخبوا
- خانقين مدينتي
- مرحباً بعودة شبابنا الرائعين مؤيد و علي و أحمد و جهاد
- حملة لوقف إنتهاكات حقوق الإنسان في العراق بالرغم من تصريحات ...
- 14تموز2010الموعد الأخير


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال جبار - جهات غير رسمية تبحث عني.. لماذا؟