أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حسن إسماعيل - ربّات البيوت والحق في التّأمين الاجتماعي














المزيد.....

ربّات البيوت والحق في التّأمين الاجتماعي


حسن إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 7298 - 2022 / 7 / 3 - 17:58
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



يعرض على مجلس النواب في الدور الرابع من الفصل التشريعي الخامس اقتراح بقانون بتعديل بعض أحكام قانون التأمين الصادر بالمرسوم بقانون رقم (24) لسنة 1976، والذي يتمثل بإضافة فصل جديد (فصل سابع) إلى الباب الرابع من القانون المذكور، بعنوان: “الأحكام العامة للـتأمين على ربات البيوت برقم المادة (44) مكرراً، تنص على أنه (يجوز لربّات البيوت تسديد الاشتراكات المقررة بواقع (6%) على أساس فئة الدخل الشهري التي يتم اختيارها، وتسدد الحكومة (9%) من الدخل المختار ويكون فئة الدخل الشهري عند بدء الاشتراك بواقع الحد الأدنى المقرر للمعاش وبحد أقصى قدره 500 دينار).

وعلى الرغم من أهمية هذا المقترح الذي يهدف كما يستفاد من مذكرته الإيضاحية (إلى تحقيق الضمان الاجتماعي لربّات البيوت في حالة الشيخوخة أو المرض أو العجز عن العمل….)، وذلك بشمولية ربات المنازل بالتأمين الاجتماعي، وعلى الرغم من تعارضه مع نص المادة الثانية من المرسوم بقانون التأمين الاجتماعي التي حددت الأشخاص الذين يشملهم التأمين وهم العاملين الذين يعملون بموجب عقد عمل لمصلحة صاحب عمل أو أكثر أو لمصلحة منشأة وكذلك العاملين في المؤسسات والهيئات العامة ممن لم يرد بشأنهم نص خاص، وكذلك الموظفين والعمال الذين لا يسري في شأنهم القانون رقم 13 لسنة 1975. وهذا يعني أن قانون التأمين الاجتماعي لا تسري أحكامه على ربات المنازل، وأن الإقتراح بقانون محل التعديل يتعارض مع نص المادة المذكور.

نقول على الرغم من كل ذلك فإن الاقتراح يكشف عن ضرورة الاعتراف بعمل ربات البيوت المنزلي مقابل أجر واحتسابه في الناتج الاقتصادي الوطني، بحيث يتمّ النص عليه في التشريعات الوطنية ذات العلاقة، بما فيها قانون التأمين الاجتماعي، وتطوير الضمان الاجتماعي الذي ينظمه القانون رقم (18) لسنة 2006 ليخرج من مفهوم المساعدات الاجتماعية إلى مفهوم الحق في حماية تأمينية تتحملها الدولة مقابل ما تقوم به ربّات البيوت من عمل منزلي وبتوعية المجتمع بدور وأهمية هذا العمل في رفاهية المجتمع وفي النشاط الاقتصادي.
إن العمل المنزلي الذي تقوم به ربّات البيوت يرهق كاهلهن ويضاعف معاناتهن مع وجود الأطفال والمسنين وما يتطلبونه من رعاية وعناية، إذ تؤكد الدراسات المتعددة ومنها الصادرة عن الأمم المتحدة أن المرأة ربّة المنزل تعمل ساعات عمل منزلية تتجاوز ساعات المرأة العاملة في سوق العمل، وأننحو نصف العمل الذي يؤديه العاملون حول العالم عمل غير مدفوع الأجر، والجانب الأكبر منه تقوم به النساء.

ولا يقتصر هذا الخلل على حرمان المرأة من الفرص الاقتصادية، بل إنه مكلف أيضاً للمجتمع من حيث انخفاض الإنتاجية وضياع فرص النمو الاقتصادي، وبالتالي فإن التوزيع العادل للعمل غير مدفوع الأجر لن يعود بالنفع على المرأة فحسب، لكنه سيؤدي أيضا إلى زيادة كفاءة القوة العاملة وتقوية الاقتصادات. ولهذه الأسباب، فإن الحد من الاختلالات الجندرية هو أحد عناصر (أهداف التنمية المستدامة) التي وضعتها الأمم المتحدة، وأنه لإنصاف المرأة القابعة في المنزل لا بد من الاعتراف بعملها المنزلي مقابل أجر، وأن ينظر لهذا العمل كقيمة اقتصادية.

وتُعرِّف منظمة العمل الدولية العمل غير المأجور بأنه العمل الذي يتمّ تنفيذه للحفاظ على رفاهية الأفراد الآخرين وإعالتهم في الأسرة أو المجتمع، ويشمل الرعاية المباشرة وغير المباشرة.

وترى الناشطة النسوية الماركسية (سيلفيا فيديريتشي) (1) أن جذور العمل المنزلي يعود (إلى نشأة الرأسمالية التي عملت على التخلص من عبء إطعام العمال والرعاية الصحية والجسدية مع ما تكلفه الأعمال من مجهود عضلي ومادي ورمتها على عاتق النساء). وتشرح (سيلفيا) في مقالها بعنوان (أجور مقابل الأعمال المنزلية) دور الرأسمالية في اضطهاد النساء عبر العمل المنزلي حيث ترى أنها عملت على اضطهاد النساء من خلال جانبين أساسين، وهما: جعل العمل المنزلي معطىً طبيعياً مرتبطاً بالنساء فقط؛ وعملاً نابعاً عن الحب.

وتضيف فيديريتشي: “إن النظام الرأسمالي لم يجعل الأعمال المنزلية فرضاً على النساء فحسب بل تحولت إلى صفة طبيعية من صفات جسدنا وشخصيتنا الأنثوية، إلى حاجة داخلية، وإلى طموح، يفترض أنه يأتي من عمق شيمنا الأنثوية. كان على العمل المنزلي أن يتحول إلى صفة طبيعية، عوضًا عن اعتباره عقدًا اجتماعيًا وذلك لأنه منذ بداية المخطط الرأسمالي للنساء أريد لهذا العمل أن يكون من دون أجر. كان على رأس المال أن يقنعنا بأنه نشاط طبيعي لا يمكن تجنبه، لا بل واعتباره مكملًا لكياننا وذلك لجعلنا نقوم به من دون أجر. بالمقابل شكلت ظروف العمل المنزلي غير المأجور السلاح الأقوى بيد الرأسمالية في تعزيز الفرضية العمومية القائلة بأن العمل المنزلي ليس عملًا، وبالتالي قطع الطريق أمام النساء للكفاح ضده).

فإذا كان العمل المنزلي بهذا المعني وبهذا الإهتمام من قبل المنظمات والهيئات الدولية وفي الدراسات التي تناولت هذا الموضوع، فهل يفتح الاقتراح بقانون بتعديل بعض أحكام قانون التأمين الاجتماعي نافذة للنقاش أمام مجلس النواب، حول أهمية العمل المنزلي لربات البيوت يستحقون عنه أجراً، تمهيداً لإقرار حقهن في التأمين الاجتماعي؟


1- سيلفيا فيديريتشي كاتبة وأستاذة جامعية متقاعدة وناشطة نسوية ماركسية إيطالية-أمريكية، من مواليد 1942. تشغل حاليًا منصب أستاذة العلوم الإنسانية في جامعة هوفسترا في نيويورك. اشتهرت بنظريتها عن العمل المنزلي، تحديدًا مقالها أجور مقابل الأعمال المنزلية (1975). تشمل اهتماماتها البحثية على التقاطعية بين النظام الأبوي، والرأسمالي والاستعماري وتأثيرهم على حيوات النساء الأسرية والاقتصادية والاجتماعية. وتناقش أعمالها قضايا نسائية عديدة، مثل الدعارة واضطهاد النساء و العنف ضدهن.



#حسن_إسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها الراعي .. الحبيب والعدو في ثمالة
- رقصة الاستشهاد الأخيرة
- الساعة الآن الثانية بعد منتصف الليل
- في البدء كان السؤال ..
- كلي الأشياء
- الصفر لا يعرف سر الأرقام
- أهمية التعاون بين الجهات الرسمية والمجتمع المدني في تطوير ال ...
- الأقنوم الرابع
- شحاذ العتبات المقدسة
- الباخرة الأولى
- توبة الوجد
- الفريسي والصوفي .. وال EGO
- ابن ضال مؤمن .. وابن بكر ملحد
- استنساخ العصمة
- رشفة سرك
- الخلاص المزيف
- كواليس الخارجين عن النص
- أدين بدين الشرك
- فخ تجديد الخطاب الديني
- تيجان الجوهر


المزيد.....




- شاهد.. أرجنتينية بالغة من العمر 60 عاما تتوج ملكة جمال بوينس ...
- إلغاء حكم يدين هارفي واينستين في قضايا اغتصاب
- تشييع جنازة امرأة وطفلة عمرها 10 سنوات في جنوب لبنان بعد مقت ...
- محكمة في نيويورك تسقط حكما يدين المنتج السينمائي هارفي واينس ...
- محكمة أميركية تلغي حكما يدين -المنتج المتحرش- في قضايا اغتصا ...
- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حسن إسماعيل - ربّات البيوت والحق في التّأمين الاجتماعي