أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن إسماعيل - أدين بدين الشرك














المزيد.....

أدين بدين الشرك


حسن إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 5058 - 2016 / 1 / 28 - 22:16
المحور: الادب والفن
    


الإهداء ..
للمشركين فقط ....

مع الحياة والخبرة والتجارب والتاريخ تكتشف أن أصعب إحساس تجسيدي هو الحب ..
لأنه يواجه كنز قلبك في مقتل .. يعري أنانيتك إلى الدرجة القصوى .. يجعلك تكتشف حقيقة ذاتك والآخر بلا أسلحة وبلا دروع
.. تمتحن بالنار فتحرق كالقش أو تلمع كالذهب .. تواجه عيوبك وضعفاتك وثغراتك التي أصبحت ليست ملكك فقط ..
تواجه نصف كأسك الفارغ ونصفك الملآن بماء مالح الذي لم يعد يرويك أنت فقط بل يجعل الآخر عطشان أيضاً ..
كيف تقدم نفسك للآخر هكذا ..
يضعك أمام قرار التغيير بحق وبجدية .. يجعلك مسئول مسئولية كاملة الأهلية .. لتأخذ قرار إرادي حـُر بأن تستحق حبيبك ..

تواجه ذات مغايرة عنك فتكتشف أن تواضعك لم ينبت بعد .. وأن هالة كبريائك سرابية جداً .. وأن التفاصيل بينكما هي سر السرائر .. وأن كل شعارات الروايات الرومانسية ساذجة .. وأن أعمق نضال هو نضال الحب .. لأنه يجعلك تواجه وجها لوجه عدوك المحتجب أسفل جلدك .. أنت

حان الآن أن تخوض معركة ومسيرة التغيير حيث الباب الضيق والطريق الكرب .. لتربح نفسك والآخر
فلم يعد العالم في عينيك وفي قلبك وفي عقلك وفي كل كيانك ليس كما كان في القديم .. فالعتيق كان ذاتي جداً وفردي جداً ومركزي جداً .. عرش الأنانية لا يتسع لآخر بحق .. فوحدانية العتيق لا تقبل الشرك

والحب هو الكفر بالذات الأحادية والمنفصلة .. هو أعمق أنواع الشرك .. والإعتراف بكل مجاهرة كونية أنك تحتاج إلى آخر بعينه .. وأنك لست كلي الكمال ولست كلي القدرة ولست كلي الشبع ولست كلي الارتواء ولست كلي الأحلام .. ولست كلي النقص أيضاً

حان الآن لتتسع تخومك لتستوعب آخر بكل ما فيه وما به وما له وما عليه .. ضعفاته ونصف كأسه الفارغ وأحلامه ومخاوفه وتاريخه .. كيف تصنع ألوانك وألوانه لوحة مغايرة وجميلة في عيونكم .. كيف يصنع حطب غابتك وغابته كوخ خشبي دافئ .. كيف تكون طوق نجاته وكيف يكون شاطئ غرقك ..

حان الآن أن تكتشف صداقة تحتوي الإختلاف والتنوع بكل سهولة ويسر .. وحوار لا يقترب من مدينة الطرشان .. بوصلة قادرة دائماً على وصول سفينتكم للهدف سالمة .. وطول أناة ولطف وصبر يفوق صبر أيوب بمراحل .. ودهشة وفضول ومغامرة تواجه الرتابة والملل بكل جدية كل يوم .. ويقظة تعرف أن الانتباه والاهتمام هم حراس أبواب حلمكم الأمامية والنوافذ الخلفية ..

حان الآن أن تدرك أن الحب سؤال طازج دائماً وليس إجابة معصومة .. شك عادل يبحر في نهر لا يـُعبر يجعل الآخر حاضراً دائماً وقابل للبحث وللغوص وللإبحار .. وليس يقين خامد في باطن أرضك لا يعتريه باطل ولا ظل دوران

حان الآن أن تكتشف أن للحب باب يـُـقرع فيــُفتح لك .. تطلب فتجد .. تسأل فيجيب .. وردة طبيعية جداً وليست صناعية صماء ومتوهجة دائماً .. فالورد الطبيعي يدرك عمق الفصول .. حتى الخريفي منها

حان الآن أن تعرف أنكما اثنان بحق بلا امتزاج وبلا انفصال .. سر الإتحاد الذي يقدس مسافة الحرية والتحقق .. وأن أحلام الآخر جزء أصيل في سعادتك الحميمة جداً .. وتحليق الآخر يطلق روحك حرة .. فالحبل السُري يعرف أن الفطام كم يـُجذر التشبث

حان الآن أن تكتشف أن الحياة أجمل وأن النير أصبح هين .. وأن الرجاء ليس احساس ينتابك فجأة بل شخص بجوارك .. وأن كينونتك لا تــُبنى على أنقاض آخر .. وأنك لست واحداً بجواره صفر .. وأنك في عينيه أجمل من مرآتك ..
لا يوجد اجمل من ان تراك عين على حقيقتك وتكون عين حبيبتك



#حسن_إسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فخ تجديد الخطاب الديني
- تيجان الجوهر
- Dream Trap
- ممتليء أنت .. وخاوية أنا
- المحاربون
- هل كُتب علينا أن نغتال السؤال بدم ديني بارد ؟
- البصمة .. والذوبان
- احنا ازاي .. احنا ليه .. احنا ايه ؟!!
- بريق الخلود .. وضجيج الفناء
- لعبة الفراغات القديمة
- الأحباء .. والغرباء
- مازلت أؤمن
- من يكفر بنفسه
- ألذ .. ألذ .. ألذ
- نير الحب
- PASSION
- متميز أم موهوم
- أرض الخوف
- أسباب نزول الإلحاد مصر
- طوبى للمتألمين


المزيد.....




- الأدب الروسي يحضر بمعرض الكتاب في تونس
- الفنانة يسرا: فرحانة إني عملت -شقو- ودوري مليان شر (فيديو)
- حوار قديم مع الراحل صلاح السعدني يكشف عن حبه لرئيس مصري ساب ...
- تجربة الروائي الراحل إلياس فركوح.. السرد والسيرة والانعتاق م ...
- قصة علم النَّحو.. نشأته وأعلامه ومدارسه وتطوّره
- قريبه يكشف.. كيف دخل صلاح السعدني عالم التمثيل؟
- بالأرقام.. 4 أفلام مصرية تنافس من حيث الإيرادات في موسم عيد ...
- الموسيقى الحزينة قد تفيد صحتك.. ألبوم تايلور سويفت الجديد مث ...
- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن إسماعيل - أدين بدين الشرك