أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن إسماعيل - الساعة الآن الثانية بعد منتصف الليل














المزيد.....

الساعة الآن الثانية بعد منتصف الليل


حسن إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 7158 - 2022 / 2 / 10 - 13:48
المحور: الادب والفن
    


في فصل الشتاء الحميمي
حيث الشوارع التي لا تعرف مطر الشعراء
ولكنها تتقن مطاردة أطفال مدن البرد القارص
والعجائز الملقاة في الأركان المنكمشة

تولد في أسرة ما .. كحيوان منوي جاهد الجهاد الحسن للوصول لبويضة ما في رحم ما ..
بلغة لم تعرف سرها .. تكرر أبي أمي اخوتي شعبي وطني .. كما سمعت تكرر

تنمو تكبر تنتمي تحب تخاصم تكره تغترب تبحث تشك تؤمن تهزم تنتصر
تحلم تحبط تحقق تيأس تقوم تتعب
تزرع تحصد تفقد تحزن
تتعصب توافق تعترض .. تكرر

من بيت لشارع لوطن لكوكب .. تدخل العولمة لتعرف
تتواصل تتشتت تتفرد تمتزج تتوحد تنزوي تذوب تنحت تواجه تهرب .. تكرر

أنت وشعوب وامم وديناصورات .. تنقرض تتبخر تموت .. وغيرك يكرر

ماراثون الحياة .. يعلن بكل مجاهرة قصوى.. انت لست المركز .. انت لست البطل ..
وكوكبك ليس مركز الكون ..
وشمسك شمس عادية جدا ..
يوجد مثلها وأعظم منها وأقل منها ملايين .. وقمرك الصخري المظلم أيقونة الشعراء الحالمين

الساعة الآن بعد سنوات من الوجود والفصول والوجوه .. الثانية بعد منتصف الليل

منذ البدء كان يوجد من يسأل سؤالك هذا..
وكان يتخيل أن إجابته اجابة مصطفاة .. لم يلدها انسن ولا جان
نقش على الحجر خيالاته .. تصوراته ..علمه
وصعد سلم النشوء والارتقاء
من جاهل لخائف لمتأقلم لفارس لملك لنصف إله لإله كامل الأهلية ..
وهبط بسرعة البرق سلم صعوده ..
من الألوهة لنصف إله لملك لفارس لمتأقلم لخائف لجاهل .. يسأل
الدائرة الإنسانية .. والدائرة الكوكبية
مدارات وجودك المنتمي والمغترب .. المتفرد والجمعي

وقي هذا الماراثون المتكرر والعجيب .. هناك من تعلم وأدرك وتواضع
فترك كل الحصون الوهمية التي تظهر في كوابيسه كأنها فولاذية ..
وهي في حقيقتها كالقش كبخار كباطل

أصبح يعرف الفرق بين الانتماء والتعصب الغبي
بين الاصغاء النقدي والطاعة العمياء الغبية
بين رشاقة المعنى وعصمة الحرف الغبي
بين الحرية التي لا مثل لها والسجن الذي يغتال الروح بدم بارد ..
حتى لو كان سجن ذهبي مرصع بالغايات المقدسة ..
فالسجن سجن والحرية حرية
صار يعرف الفرق بين الخير والشر
بين الحب الذي يطلق أصحابه أحرار وسعداء ..
وبين الأنانية التي تنهش الأخضر واليابس في الآخر لتحوله لمسخ
لابتسامة بلهاء ميتة .. يسبح بحمد السيد القاسي
مدعي الحب والعطاء الملغم بالأخذ

الساعة الآن الثانية بعد منتصف الفجر
في كوكب بيضاوي يدور
كل واحد في غرفته يناجي من يقطن السماء بطريقته
أو يناجي نفسه بطريقته
أو يناجي من بجواره بطريقته
كلا يبكي ويحكي ويضحك في ملهاته .. بطريقته

تحمل سفينة البشر مجانين معصومين
تثقب السفينة بكل اخلاص وتقوى وزهد وتضحية واستشهاد ..
وتحمل أيضا عقلاء احرار مستنيرون متواضعون
يحاولوا بكل جهد أن يرمموا الثغر
أن يبنوا .. أن يبدعوا .. أن يتواصلوا
لعلهم يكررون الكلام والفعل ليس بالباطل كالأمم
ولكن بعد قرون وقرون وقرون .. الساعة الآن الثانية بعد منتصف الليل



#حسن_إسماعيل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في البدء كان السؤال ..
- كلي الأشياء
- الصفر لا يعرف سر الأرقام
- أهمية التعاون بين الجهات الرسمية والمجتمع المدني في تطوير ال ...
- الأقنوم الرابع
- شحاذ العتبات المقدسة
- الباخرة الأولى
- توبة الوجد
- الفريسي والصوفي .. وال EGO
- ابن ضال مؤمن .. وابن بكر ملحد
- استنساخ العصمة
- رشفة سرك
- الخلاص المزيف
- كواليس الخارجين عن النص
- أدين بدين الشرك
- فخ تجديد الخطاب الديني
- تيجان الجوهر
- Dream Trap
- ممتليء أنت .. وخاوية أنا
- المحاربون


المزيد.....




- التشكيلي سلمان الأمير: كيف تتجلى العمارة في لوحات نابضة بالف ...
- سرديات العنف والذاكرة في التاريخ المفروض
- سينما الجرأة.. أفلام غيّرت التاريخ قبل أن يكتبه السياسيون
- الذائقة الفنية للجيل -زد-: الصداقة تتفوق على الرومانسية.. ور ...
- الشاغور في دمشق.. استرخاء التاريخ وسحر الأزقّة
- توبا بيوكوستن تتألق بالأسود من جورج حبيقة في إطلاق فيلم -الس ...
- رنا رئيس في مهرجان -الجونة السينمائي- بعد تجاوز أزمتها الصحي ...
- افتتاح معرض -قصائد عبر الحدود- في كتارا لتعزيز التفاهم الثقا ...
- مشاركة 1255 دار نشر من 49 دولة في الصالون الدولي للكتاب بالج ...
- بقي 3 أشهر على الإعلان عن القائمة النهائية.. من هم المرشحون ...


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن إسماعيل - الساعة الآن الثانية بعد منتصف الليل