أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - نقد الثورة أم شتم نوابها؟














المزيد.....

نقد الثورة أم شتم نوابها؟


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7297 - 2022 / 7 / 2 - 12:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الثابت والمتحول في انتخابات 2022
نقد الثورة أم شتم نوابها؟

ليسوا جزءاً من الانقسامات والتصنيفات القديمة، لا هم 14 ولا 8 آذار، ولا هم حلف ونهج ولا جبهة لبنانية وحركة وطنية. هم مع السيادة الوطنية لكنهم ليسوا "سياديين"، مع التنوع والتعدد لكنهم ليسوا فدراليين، لا ينتمون إلى أي حزب من أحزاب المنظومة، لكنهم ليسوا حزباً، لأنهم فازوا بالمفرق. الجامع بينهم لم يكن برنامجهم الموحد للتغيير، بل غضب شعبي عارم ضد الفساد السياسي والمالي جعلهم يمثلون ثوار 17 تشرين مع أنهم لم يكونوا وحدهم في الثورة. هنا يقع السؤال المفصلي، لماذا هم دون سواهم؟ وعلى أساس الجواب ينبغي أن يحاسبوا.
كأن الانتخابات لم تسفر عن نجاح سواهم. على كل شفة ولسان، بالمفرد أو بالجمع. مديحاً أو هجاءً. يتلقون بصدور عارية لكن رحبة وجباه عالية وعقول راجحة اللوم والعتاب والنصائح والنقد البناء كما التجريح والشتائم. تطالهم سهام اليسار وسهام اليمين مع أنهما كل في فلك يسبحان.
انتخبناهم ليشكلوا نماذج جديدة للتمثيل الشعبي في البرلمان، واجبهم التشريع ومحاسبة الحكومة ومراقبتها وخضوعهم هم أيضاً للمراقبة والمحاسبة من قبل ناخبيهم. إذن من الطبيعي أن يتلقوا النقد، لكن بغير المعايير التي كانت سائدة قبل انتخابهم، بل بالمعايير ذاتها التي انتخبوا على أساسها.
سعد الحريري على اخطائه الفادحة، وشرائح واسعة من جمهوره ومحبيه كانوا مع الثورة ثم ضاعت أصواتهم في الانتخابات، وليد جنبلاط وشرائح واسعة من الحزب الاشتراكي لم يكونوا مع الثورة فحسب بل دعموا بعض مرشحيها في صناديق الاقتراع، حزب الكتائب كان بلا تحفظ جزءاً عضوياً من الثورة ، لكن مرشحي الثورة هم الذين تحفظوا عليه. القوات اللبنانية كانت مع الثوار في الساحات لكنها ضدهم في صناديق الاقتراع. لولا بعض معايير مغلوطة في الثورة لاستحق النائب أسامة سعد أن يكون على رأس لائحة وطنية للمرشحين باسم الثورة، ثم على رأس كتلة من نوابها.
لا يمكن النظر إلى الثورة ونوابها بمعزل عن هذه التفاصيل، ومن بين هذه التفاصيل المهمة أن نوابها باتوا أشبه بفريق كرة سلة ألزم باللعب على ملعب كرة القدم وبقوانين هذه اللعبة؛ ومنها الفارق الجوهري بين وجودهم في ساحات الثورة أو على كراسي السلطة التشريعية.
إنه مأزق كل من ينتقل من الثورة إلى السلطة. هذا ليس من باب تبرير خطأ قد يحصل أو زلة ولا من الأسباب التخفيفية، بل هو إحقاق للحق. ذلك أن بعض النقد، ولا سيما التجريحي منه، نابع من معايير سابقة على الثورة وعلى الانتخابات، يعتمدها المنتمون إلى الاصطفافات القديمة ذاتها، ومن آليات وتقاليد وضعها أرباب المناورات الفئوية والتحاصصية الموروثة من أيام الوصاية، أو من أيام الحرب الأهلية.
بعضهم يعلق الآمال في الاستشارات النيابية على بضعة عشر أو عشرين نائباً، مع أن أبطال المحاصصة وتعطيل المؤسسات وانتهاك الدستور أفرغوا الاستشارات من مضمونها منذ أول دورة انتخابية في عهد الوصاية، حين حولوها من ملزمة لرئيس الجمهورية إلى ملزمة للنواب، ولوَوْا عنق الدستور وجعلوا الميثاقية في الحكومة مرادفاً للمحاصصة المذهبية وصنفوا الوزارات وتوزعوها باعتبارها ملكيات حصرية لممثلي الطوائف، وجعلوا انتهاك الدستور تقليداً سائدا، فلا أحد ملزم باحترام المواعيد المحددة فيه لسن القوانين أو لتشكيل الحكومات أو لإصدار المراسيم.
أهل الحل والربط يقودون حافلة العهد نحو الجحيم الموعود، وهم متيقنون من أن تشكيل الحكومة صعب المنال، أياً تكن نتيجة الاستشارات، لذلك قرروا اختصار المماحكات وتقصير المسافة بين رئاسة تصريف ورئاسة تكليف. إنهم بإنفسهم حددوا نقطة التصويب، انتهاك الدستور، ولم يعد مجدياً التصويب على أخطاء المعارضة ونواب الثورة.
خطأ نواب الثورة، إن جاز لنا أن نحاكمهم قبل الأوان، هو في موافقتهم على الدخول في قواعد اللعبة، فيما المطلوب منهم العمل على تغييرها من الأساس، وهذا بالضبط ما نجحوا في فعله في انتخابات مكتب المجلس ولجانه حين فرضوا استبدال التوافق بصندوقة اقتراع.
مراقبة سلوك نواب الثورة ومحاسبتهم حق حصري لمن انتخبهم أو لمن كان متحمساً أو مؤيداً لانتخابهم ولو من بعيد، ولا معنى لأي نقد إن لم يكن من موقع الحرص على تنوعهم، فهم ليسوا حزباً ولا ينبغي لهم أن يتحولوا إلى حزب، وهم، إلى جانب فوزهم بالنيابة وقبله، بشر من لحم ودم لهم نسيجهم الاجتماعي وعلاقاتهم وخصوصياتهم وكفاءاتهم الأكاديمية والمهنية، ما يعني أن انتقاد مواقفهم وقراراتهم وتصريحاتهم ينبغي ألا يتحول إلى إسقاط المواقف عليهم دون أي اعتبار لتلك الخصوصيات.
ليس نقداً عادلاً ولا صائباً أن يرمى أحد نواب الثورة اعتباطاً بتهمة الانتماء إلى نظام الأجهزة أو أن تدان الثورة لأن أحداً زعم الانتماء إليها وسرعان ما فضح بنفسه انتماءه إلى جبهة الممانعة. مثل هذا النقد التجريحي هو لغة الشتامين.
أما نواب الثورة فمزاياهم وخصالهم الشخصية لم تكن كافية لهم لتأمين فوزهم لولا الثورة التي قدمت لهم الدعم، لكنها أورثتهم فضائلها ومثالبها أيضاً. ذلك يعني أن المطلوب من النقد ليس تصويب حال الأفراد التي أفرزتهم الثورة بل تصويب مسار الثورة لكي تستمر وتتعلم من أخطائها.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى الرفيق حنا غريب
- رسالة إلى نواب الثورة
- الثابت والمتحول في برلمان 2022 أساتذه في مدرسة مشاغبين
- أقلية نيابية من الكذابين
- الثابت والمتحول في برلمان 2022 2- نواب الثورة
- الثابت والمتحول في برلمان 2022 1- الرئاسة
- الخطاب الانتخابي الخشبي التيار العوني
- الخطاب الانتخابي الخشبي الاعتكاف، الاستنكاف
- الخطاب الانتخابي الخشبي حزب الله
- الخطاب الخشبي الانتخابي - حركة أمل
- الخطاب الانتخابي الخشبي - حزب القوات
- الخطاب الخشبي والانتخابات طفولي أم طفيلي ؟
- اليمين الخشبي والانتخابات
- اليسار الخشبي والانتخابات
- الحزب الشيوعي يستعيد موقعه
- 14 آذار ماتت فادفنوها
- كيف تربح الثورة الانتخابات
- لا يبنى وطن على مرتكزات من الأخطاء الشائعة
- الاستقلال عمن؟ عن إيران أم عن سوريا أم عن السلطنة أم عن فرنس ...
- للحرية حدود حتى في -الحرة-


المزيد.....




- إسرائيل تصعد إجراءاتها ضد تركيا: الحكومة تبحث فرض رسوم جمركي ...
- شاهد: الآلاف يؤدون صلاة عيد الأضحى في موسكو.. والرئيس الشيشا ...
- شاهد: الحجاج يرمون الجمرات في منى في أول أيام عيد الأضحى
- الرئيس السوري بشار الأسد يؤدي صلاة عيد الأضحى في دمشق
- صحيفة عبرية تحدد شريان حياة وحيدا لإسرائيل بعد حرب غزة معلق ...
- تقتل خلال 48 ساعة.. -بكتيريا آكلة للحوم- تنتشر في اليابان
- وزير خارجية سويسرا: سنبحث نتائج المؤتمر حول أوكرانيا مع روسي ...
- أطفال غزة يستقبلون أول أيام عيد الأضحى من وسط الدمار (صور)
- مؤتمر سويسرا ينفض دون إجماع
- قائد السرب -109- في سلاح الجو الإسرائيلي: نشعر بإحباط -الفشل ...


المزيد.....

- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - نقد الثورة أم شتم نوابها؟